|
الفهم المأساوي للماركسية
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 22:17
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
عبر جلسات في منتدى ثقافي تتقاطع فيه الأفكار وتتصارع فيه الكلمات مع بعض المثقفين وكتاب المسرح والقصة وان كان بعضهم من حملة الشهادات العليا عبر بوابة حديث طويل تأخذ من الايدولوجيا قطعا و الوضع الراهن طبقا وتمر بطرق ملتوية لم يتفق فيها اثنان على رؤية موحدة . وان تلونت ميول الغالبية وأفكارها طبقا للأصل مع خطابات زعماء الطوائف المتصارعة على مقود السلطة . وكنت كمن يخاطب نفسه بعض الأحيان للخروج من نفق بحر الظلمات لتصور صورة أخرى لبلد مزقته الطائفية وضاعت منة الهوية فأصبح بلا بطاقة تعريف . ليكون الجواب جاهزا من الكل بأننا من الشيوعيين نحمل بطاقة الفشل حين انهار ذلك الجبل الذي كان يسمى الاتحاد السوفيتي . وعلى هذا المنوال كان فهم الماركسية المروع عند الطبقات العراقية غبيها ومستثقفها بفهم مريع للماركسية ساستعرضة ببعض سطور بسيطة كنت شاهد عيانها الأول . ينقسم فهم الماركسية إلى عدة مستويات يرتبط بتدرج حالة الوعي والإدراك بين الساكنين تبعا لموقعها في عملية الإنتاج ويأتي أولا فهم الفئة غير الواعية المسحوقة التي لم يتعرف مخيالها شكل الكتاب وتشكل الطبقة الهائلة من السكان وأشدها فقرا ولاتتعدى مستويات ثقافتها البدائية إلا في جمل سماعية بسيطة منقولة بالحرف عن آخرين عبر بث يتساوى فيه بث الموجات الهرتيزية مع موجات الملا لي ورجال الكتاتيب . ويكون فهم الماركسية مهولا في وعيها الذي لايتعدى إن يرسم صورة لماركس (الشيطان) حين اغوي ادم من الجنة وان الماركسية في حقيقتها كفر والحاد ويكون الجدال مع إفراد هذه الطبقة عسيرا جدا كمن يناطح جبلا من الصخر لتغيير موقفها الصلب . ويأتي في المرتبة الثانية فهم فئة رجال الدين الذين اقسموا على أنفسهم بمحاربة كل الثقافات الدخيلة التي تتعارض مع فهمهم للحياة والإنسان . وان كان فهمهم للحياة يتمثل بالمراوحة والثبات والجمود وان الإنسان وجد ليعبد الله ويؤدي طقوسا محفوظة عن ظهر قلب وهو وكل أفعالة مخلوق منذ الأزل وليس له سلطة على نفسه وهو مرتبط بقانون منزل لايمكن لة إن يتعداه . وهم مع ذلك يحاولون كل جهدهم لمؤائمة كل جديد مع شكل الدين الثابت . ويكون شكل الماركسية كارثيا في صورتة وصلت فيه لوحة ماركس وانجاز إن تحولوا من قيادات الماسونية العالمية التي ليس لها من هم سوى تدمير العالم وسلب خيراته والضحك على الشعوب وإحياء الموبقات وتراث صهيون ويتملك أصحاب هذه الطبقة العقارات والأملاك والرواتب المرتفعة ويرتبطون بدوائر السلطة عبر بوابات شبة رسمية مثل المنظمات الإنسانية والخيرية وهم اشد تأثيرا في عقول الطبقات المسحوقة عديمة الوعي وكان من فهم احدهم عبر شرحة للطبقات وصراعها كيف تحول ماركس إلى الطبقة العمالية وهو بحد ذاتة من الطبقة البرجوازية وان قانون الصراع يقول إن كل طبقة تبيد الطبقة الأخرى نهائيا بحيث لايتبقى منها احد . وتأتي الفئة التي تسمي نفسها متعلمة ويندرج في هذه الطبقة حملة الشهادات العلمية الأولية والعليا و فروع الاختصاصات الإنسانية وكل معلوماتها عن الماركسية منقولة من بطون الكتب ونشرات الإخبار وتصورات عقل السلطة الحاكمة عبر خليطا متشابك يصعب على الفك والحل من كتاب البرجوازية والرأسمال إلى كتاب القومية . ويختفي ماركس وانجلز من الوجود في عقل هؤلاء ويبرز إلى السطح بدلا عنة شكل الاتحاد السوفيتي ومجموعته الاشتراكية . وترسم عقولهم صورة بشعة للماركسية بانها ديكتاتورية عسكرية بشعة تتمثل ببضعة أشخاص يتصدرهم " ستالين " "وجوزيف بروس تيتو" وفيدل الكاسترو " وكيم أيل سونغ " حتى يصل فهمهم العميق في نهايته إلى شكل غورباتشوف والانهيار المريع (لدولة العمال ومجالسهم ) التي لم يعرفوها أبدا وإنها الترجمة الحرفية لكلمة الاتحاد السوفيتي . وتؤثر هذه الطبقة كثيرا في عقول الطلاب والتلاميذ وبقية الطبقات المتعلمة الناشئة والقارئة للكتب وينطبع فهم هؤلاء في عقول قارئيهم عبر بعض الندوات وإصدارات الكتب وتستغل الطبقات الحاكمة هذه الفئة كثيرا في تمرير بعض سياساتها في تدمير المناؤئين لذلك فهي تغدق على هذه الطبقة كثيرا وتحاول إن تجعل كل أفرادها من المؤيدين لها عبر كل الوسائل . وتأتي الفئة المستثقفة أو التي تطلق على نفسها (مثقفة) وإنها صاحبة الوعي والإدراك العميق التي تتحمل كل مسؤوليات الكون وتعتبر نفسها مفكرة وسياسية في آن واحد . وتملى هذه الطبقة صفحات المجلات بأنواع الكلمات والجمل وتتواجد في بطون الفضائيات وليس لها من عمل سوى بيع الكلمات في سوق العرض لمن يريد أو يدفع أكثر . ويكون شكل الماركسية عند هؤلاء منقول بالحرف من شراح الماركسية بدون وعي معقلن . وان الماركسية هي نظرية أوجدها كارل ماركس بعدما قراء فلسفة هيغل ولم يغير ماركس كثيرا في هذه النظرية سوى قلبه نظرية أو عبارة هيغل التي تقول ( إن الوجود في حقيقته هو نتاج للوعي ) إلى شكل أخر ( إن الوعي في حقيقته نتاج للوجود ) . ويتارجح شكل الوجود كثيرا في فهم هؤلاء القوم ولم يصل إلى تعريف محدد . ويصبح تعريف المادة عسيرا في معناه . وتنقسم الماركسية عند البعض المتفهم لبعضها إلى مرحلتين فقط تبتدئ بالمادية الجدلية إلى المادية التاريخية وان الكون عند ماركس صراع ابدي تتصارع فيه الطبقات إلى مالانهاية (بدون معرفة هذه الطبقات وموقعها في عملية الانتاج ) وهذه هي حقيقة الماركسية في وعيهم لا أكثر . ويختفي من فهم هؤلاء طبقة العمال نهائيا وتصور التاريخ وصراع الطبقات الذي يفضي إلى هيمنة طبقة تخلق القانون وتهيمن على السلطة وتكتب التاريخ كما تشاء وكيف تؤثر العلاقات الإنتاجية على شكل الطبقات ومن هي الطبقات المستًلبة وشكل الاستلاب ومن هم المستغلِون وكيف يكتبون التاريخ وكيف تنشا الأفكار وتسيطر وتصبح هذه الأفكار بمرور الزمن عوائق صعبة كأنها أشياء منزلة حتى تتحول تدريجا إلى أسلحة فتاكة في يد الطبقات الحاكمة على شكل قوانين موقرة تشيع حالة من الإرهاب الأحمر لكل المخالفين والمطالبين بتغيير المجتمع نحو الأحسن . تستغل السلطات كثيرا طبقة المستثقفين فهي سلاحها الفعال في محاربة الأفكار جنبا إلى جنب بتحالف وثيق مع رجال الاكليرك المقدس وتنعم عليهم بمختلف الهدايا والهبات ويدخلون بوابات النقد من أبواب المصارف عبر هويات خاصة تملى جيوبهم بالنقد . وتبقى فئة العمال المسحوقة من الفنيين والمهنيين العاملة في بعض المواقع الإنتاجية الراضية بالذل وغير العارفة لماذا تعمل ولمن تؤدي عملها المستلب ولايختلف وعيها وإدراكها للماركسية عن فهم الفئة الأولى المسحوقة . وهي ترى في سلطة الدولة الحقيقة العظمى وان الدولة خالدة إلى الأبد وهي مصدر النقد والقرار والقانون وان إفراد هذه الفئة وجدوا ليعملوا فقط مثل النمل . وحين تقول لهم إن عملهم الفعلي المستلب هو مصدر الدولة وحقيقة وجودها بنقدها وقانونها وقرارها يكون الرد مأساويا في طبيعته يحمل معنى التهكم اللاذع . لذلك يكون التغيير في مجتمعات كهذة صعبا جدا لذلك فان أمل التغيير يرتبط ارتباطا وثيقا بتغيرات الخارج وهزيمة الرأسمال واذيالة عبر يسار عمالي عالمي . جاسم محمد كاظم
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا ينقص تنظيمنا الشيوعي ؟
-
للشاتمين لأخلاقنا الشيوعية
-
من أجل تنظيمٍ مُحارِب . فلنضيف للماركسية علم الأركان الحربية
-
الحاجة الى التناقض الخارجي للثورة
-
هل تستحق الشعوب الذليلة تضحيات الماركسيين ؟
-
برافو -عدنان حمد- فالعراقي دائما يبدع خارج وطنه
-
هل حاول المؤلف جعل -أبو طبر- ماركسياً ؟
-
جددوا بقاء المارينز لوقف ميناء مبارك
-
مسلسل- الحسن والحسين- والتجني على ثوار العراق
-
كوميديا مضحكة أسمها حكومة الملا – دكتوراه .
-
بمناسبة الثاني من آب .ما لا يعرفة الكويتيون عن ساكن ميسوبوتا
...
-
كيف عمل الشيوعيون بعد دخول أميركا ارض العراق ؟
-
كيف تواجة اميركا أحزاب اليمين الديني العراقي ؟
-
إرحم أطفالنا - يا بنيامين نتنياهو- بحق حائط المبكى
-
ياليثارات العراقيين ياعبد الكريم قاسم
-
أنبياء أميركا المكرمون وتغيير دين العراقيين
-
أيها النائمون سلاما: أقرئوا ديمقراطيات التاريخ جيدا
-
نريد التمتع بميزانية العراق لا بديمقراطيتة -دراسة مبسطة -
-
وسيصبحون عهدا بائد وتلعنهم كتب التاريخ
-
تقييمنا للكهرباء بعد ال100 يوم : عيش يحمار
المزيد.....
-
إخفاقات الديمقراطيين تُمكّن ترامب اليميني المتطرف من الفوز ب
...
-
«الديمقراطية»: تعزيز صمود شعبنا ومقاومته، لكسر شوكة العدو، ي
...
-
العدد 578 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: أكتوبر ثورة العدل والحرية
-
برنامج مهرجان طريق الشعب التاسع
-
تأخير محاكمة 13 مناضل من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة
...
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
في سلطنة عُمان.. بوليفية تُلهم جيلاً جديدًا من الباحثين والع
...
-
السيسي يعيد تشكيل الخريطة العمرانية بقوة السلاح
-
«سيديكو للأدوية» تمنح العمال إجازة إجبارية حتى الخميس المقبل
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|