أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد حسانين - يوم احتلت النساء مكة - الحلقة الأخيرة














المزيد.....

يوم احتلت النساء مكة - الحلقة الأخيرة


ماجد حسانين

الحوار المتمدن-العدد: 1045 - 2004 / 12 / 12 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استيقظت السيدة سوزان من غفوتها و لم تدر كم من الوقت قد مر ، و كل ما تذكرته هو ذلك الحلم او الكابوس الذي انتابها اثناء نومها. عادت الى بيتها فوجدت زوجها في انتظارها و على وجهه

علامات القلق . فسألته ألا يقلق فإنها بخير ، قالت ذلك بينما كان جسدها يرتجف و جبهتها تشتعل بالحرارة. فلقد اصابتها حمى زكامية من جراء النوم بالعراء. و للحظة زاغت عينيها و كادت ان تهوى بجسدها إلى الارض ، و لكن بسرعة تلقفها زوجها بيديه من ذراعيها ثم ساعدها على الاستلقاء ووضع عليها الأغطية لتخلد الى الراحة.
أشفق الرجل على زوجته ليس فقط لما حدث اليوم و لكن بصورة عامة. لقد تغيرت سوزان كثيراً تلك الأيام ، و قد اصبحت تقضي الكثير من الوقت منعزلة في خلوتها ، لقد أيقن انها ربما تعاني من الاكتئاب و لقد واجهها بذلك و لكنها أصرت على انها في خير حال و كل ما تريده هو قضاء بعض الوقت وحيدة للاتصال بأعماق ذاتها. لم تمر سوى ساعات قليلة حتى استيقظت مرة اخرى و تحسنت حالتها ، و دعت زوجها الى مخدعها لتحكي له عن الحلم العجيب.
لقد حلمت انها كانت قد شعرت بالتعب فغفت عيناها لدقائق لم تلبث ان استيقظت بعدها على صوت ارتطام مكتوم. تخيلت في بادئ الأمر أن الرياح قد أسقطت شجرة عجوز، و لكنها ما لبثت أن رأت نورساطع أبهر عينيها فلم تستطع معه الرؤية بوضوح ، و لكنها من خلال تلك الهالة من البياض ميزت جسماً يشبه النسر ولكنه أضخم و له جناحان قويان. اقترب منها فاذ بجناحيه يتحولان الى زراعان فامسك بها ذلك الشئ من ذراعيها و ضمها الى صدره و تحدث اليها فاذ بصوته هو صوت انثى يرتاح له الفؤاد. قالت اسمي جابريلا و لقد ارسلتنى الله لك برسالة. هنا قاطعها مصطفى ثائراً و قال " ما هذه التخاريف" ؛" لا أرغب في سماع باقي القصة ، قومي توضأي و صلي لله عسى ان يغفر لك الصاقك تاء التأنيث بإسمه الكريم و كأنه انثى".
سوزان: أولاً لم أكن أنا من ألصقت تاء التأنيث باسمه ، و ثانياً فلد قال لي والدك أن الله ليس كمثله شئ و انه ليس كالذكر أو الأنثى ، و قال أيضاً ان تعاملنا بصيغة المذكر قد نبع من قصور اللغة الانسانية و عدم مرونتها و أن الله قد استخدم صيغة المذكر في القرآن ذلك لأنه لم يكن من المستحب في كلام العرب التعامل صراحة بالتأنيث و قد كان الشاعر يصف محبوبته في كثير من الأحيان بصفات تأخذ صيغة المذكر و لقد أنزل الله قرآنه وفقاً لما كان متبع في كلام العرب. ثالثاً ، و بناء على ما سبق ، فاذا كان الصاق صيغة المذكر لغوياً باسم الله لم ينقص من الله شيئاً ، فان صيغة المؤنث لن تنقصه شيئاً فالأنثى ليست عاراً أو نجاسة و لقد كرمها الله. فلا تجعل مخك ضيقاً و كأن الله هو حكر على الرجال دون غيرهم من المخلوقات. مصطفى: حسناً ، يبدو أن هناك الكثير مما نعتبره من الثوابت وقد تعلمنا ان تلك حقول متفجرات ينبغي ألا نقترب منها ، و لكن على الأقل احترمي رغبة الله في أن نذكره بصيغة المذكر.
سوزان : لا بأس.
تابعت سوزان قصتها و تظاهر زوجها بالانصات و لكنه كان شارداً يفكر فيما سيفعله مع زوجته المسكينة التي تعتقد ان الوحي قد زارها في المنام ، بل قد ذهبت لأبعد من ذلك معتقدة انه لم يكن حلماً بل واقعاً أشبه بالأحلام. والدليل هو الألم الطفيف الذي تشعر به على زراعيها من أثر امساك الملكة بهما.

ذات يوم اتصل مصطفى بصديق يعمل كطبيب نفسي و شرح له حالة زوجته ، فقال له الطبيب ألا يقلق فتلك حالة معروفة يعاني منها الأشخاص الانطوائيون ، فيخلقون عالمهم الخاص ليهربوا اليه كملاذ من أوضاع هم غير راضيين عنها . و قد نصح الطبيب مصطفى بألا يواجه سوزان بتك الحقائق حتى لا تزداد حدة حالتها فتلجأ للانعزال عنه ايضاً. قال له أيضاً ان يهاودها و ان يستمع الى حكايات عالمها باهتمام طالما أنها لن تؤذ أحداً.
فعل مصطفى تماماً كما أوصاه الطبيب ، و مرت اسابيع كانت تأتي زوجته إليه بآخر ما اوصتها به جابريلا من أفعال.

فلقد ادعت ان الله قد ارسلها لتجديد الدعوة للاسلام الذي ضيعه العرب و حولوه ـ عن جهل ـ من دين سماحة إلى دين عنف و ذبح و دماء و عاثوا فى الارض فساداً تحت لواءه ، و ضلوا ضلال أشد من ضلال النصارى و اليهود ، و ابتعدوا عن روح الدين و تمسكوا بالقشور و لجأوا لبشر مثلهم ليأمرونهم بما يضعفهم و يمحوا دينهم و جعلوا دين الله مكروهاً من سائر الأمم بعدما كان يضربه الثلفى العدل و المودة و السماحة.

تمسك المسلمون بقشور الدين و تعنتوا في توافه الأمور و لعنوا غيرهم فحقت عليهم اللعنة و تكالبت عليهم الأمم فغضب الله عليهم كما غضب على اليهود من قبلهم و كتب عليهم الذل و الهوان. و لن يهتدو حتى يتبعون دينه الجديد الذي يدعوا الى التراحم و التواصل مع الكفار بالكمة الطيبة و حسن الأخلاق حتى يتبعون ملة الله و هم بها راضين.

ادعت أيضاً ان الله قد أرسل محمد كخاتم الانبياء و الآن قد بدأ عهد المرأة و لقد أرسلها الله تكون أول النبيات و المرسلات.
ادعت ايضاً ان عهد قوامة الرجال على النساء قد انتهى و ان الرجل لم يجلب للعم إلا الدمار و لخراب و عليه ان ينتحي جانباً وليترك للمرأة ادارة الأمور.

استمع مصطفى على مضض الى خزعبلات زوجته المسكينة ، مؤكداً ـ عن تظاهر ـ ايمانه بكل كلمة تقولها. لم يكن يعلم أن زوجته بدأت تحكي قصصها و تعاليمها الى بعض الأصدقاء و المقربين ، و لم يكن يعلم أن الكلمة قد انتشرت بسرعة البرق و لم يكن يتخيل أن تلقى كلماتها صدى عند الناس. لم يكن يعلم كيف أنه من السهل ملئ الفراغ الروحي الذي يعانيه المجتمع بأي شئ. لم يكن يعلم أن النساء قد آن لها أن تثور على هيمنة الرجل. لم يكن يعلم أن حكاوي زوجته الساذجة ستتحول الى نصوص مقدسة يرجع لها الناس لتعينهم على تصريف أمور دنياهم.

و ذات صباح أعلنت سوزان نبوتها على شاشات الفضائيات و هنا تتابع القصة كما بدأنا بها في الحلقة الأولى و لم تلبث الدعوة و أن انتشرت بين نساء المسلمين و اسماها الرجال ثورة الحريم و لم تلبث أن سقطت مكة بأيديهن .



#ماجد_حسانين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (3)يوم احتلت النساء مكة
- يوم احتلت النساء مكة (2)
- يوم احتلت النساء مكة
- مرحباً بالإحتلال


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد حسانين - يوم احتلت النساء مكة - الحلقة الأخيرة