الفساد الاداري والمالي يعصف بحياة العراقيين

كارزان علي

الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من المعلوم ان الفساد الاداري والمالي ظاهرة شائعة في المجتمعات الشرقية فلابد ان نبحث عن اسبابها وكيفية معالجتها لكونها حالة خطيرة تعصف بحياة الملايين من الشعوب المضطهدة وفي العراق الفساد الاداري والمالي فاق حدودها واصبح الان العراق يعيش في فوضى عارمة تهدد بحياة العراقيين . لان الساسة في العراق لايبالون بحياة شعبهم بل يعتكفون في غرف مغلقة ويتابحثون ويفكرون عن كيفية سرق ونهب اموال العراقيين لاغراضهم الخاصة وبناء القصور وشراء الشركات في خارج العراق . السبب الرئيسي في هذة الظاهرة الخطيرة هو عدم وجود روح المواطنة لدى اكثر ساسة العراق وعدم المام الكافي لادارة الدولة وموسساتها ، لان العراق منذ تاسيسها لم تكن مبنية على الوطنية والحفاظ عليها لذا نجد ان الروساء والملوك في العراق لم يقدموا شيئا للعراق بالرغم من وجود ثروات نفطية هائلة واراضي للزراعة . والعلة هنا عدم اهتمام السلطات المتعاقبة بتطوير العراق وبنائها من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بل قاموا بجمع الاموال وارضاء حاشيتهم من المتطفلين ودفعهم لاثارة الفتنة بين ابنا ء الشعب واشعال الحروب الداخلية والخارجية. وفي هذة الحالة ستكون مجال اوسع للفساد بحجة الحروب وشراء الاسلحة . والعلة الثانية هو عدم وجود الثقة بين القوى الساسية في العراق يرجع تاريخها الى بدايات تشكيل العراق فمثلا ان الاكراد لايثقون بالعرب بسبب اضطهادهم وقمع ثوراتهم من قبل حكام العراق وليس شعب العراق كما يفهم بعض من الساسة لان زرع الفتن بين الابناء تاتي من الساسيين لحماية مصالحم الشخصية وادامة السلطة لفترة اطوال وكذلك زرع التفرقة بين الشيعة والسنة الى يومنا . ولذلك نجد اليوم عدم التوافق والثقة بين القوى الساسية في العراق في داخل البرلمان والحكومة . ان ظاهرة الفساد جاء تزامنا مع الخلافات الحالية لكونها لايوجد حكومة حقيقية ورقابة برلمانية وادى ذلك الى تفشي الفوضى والفساد في كافة مفاصل الدولة العراقية . والعلة الثالثة هو المحاصصة الحزبية والطائفية ويحاول كل من هذة الاطراف لتقوية حزبه وطائفتة على حساب الاكثرية من الشعب الذي يعيش اليوم في ادنى مستويات المعيشة وبالاضافة الى الاعمال الارهابية من قبل القاعدة وبين الاحزاب والقوى الساسية انفسهم لتصفيةالخصوم على الساحة الساسية والتمسك بالسلطة لشريحة واحدة واهمال الجهات الساسية الاخرى . وفي النهاية يجب على العراقيين بكافة شرائحة وقومياتة ومذاهبه ان يترك الصراعات بينهم لكي يتمكنوا من بناء عراق تعددي ديموقراطي يضمن حقوق الجميع بشكل متساوي بعيدا عن الساسة المنهمكون في سرقة اموال العراقيين وياتي هذا بالتلاحم الحميمي والانساني وبناء الشخصية العراقية على اساس المواطنة وبناء العراق الجديد، هذا عمل شاق يقع على عاتق المثقفينالعراقيين لتوعية ابناء شعبهم والنهوض بواقع جديد.

#كارزان_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات