أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش















المزيد.....


سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 236 - 2002 / 9 / 4 - 00:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  

في خضم الظروف الإقليمية والدولية تبرز القضية الكردية وتطرح نفسها على مختلف المستويات ، و هي القضية الأكثر حضورا على الساحة العامة في الدول التي تتقاسم كردستان ، فالحقائق التاريخية و الجغرافية فضلا عن السياسات الإقليمية و الدولية ، تربط هذه القضية بما يحدث من تطورات عالمية و وفقا للمتغيرات السياسية و خاصة في الشرق الأوسط  ، وأثبتت الادعاءات الدولة الطورانية في ( ولاية )  الموصل بأن هذه القضية ليست مسألة داخلية أو مشكلة عابرة موزعة بين عدة  الدول ، وأثبتت أيضا مدى الظلم الذي لحق بالكرد نتيجة معاهدة سايكس بيكو  التي كرست تقسيم كردستان وأصبحت السبب المباشر لاضطهاد شعب و أمة لها خصوصيتها القومية ،  تلك المعاهدة التي  وضعت حقوق الكرد في دهاليز النسيان لعقود طويلة  و خاصة في الدولة الطورانية العنصرية التركية .

إن شعبنا الكردي  الذي يعشق السلام و يحب الاستقرار بملايينه المغبونة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا  والمحروم من ابسط حقوقه الإنسانية ، وخاصة على أيدي أحفاد المجرم المقبور اتاتورك  الذين لا زالوا يعيشون عقلية الجواري و القيان ، كأسلافهم في  الدولة العثمانية المجرمة بحق الشعوب  صاحبة  عقلية الطربوش والتخلف ، و التي تدحرجت إلى مزبلة التاريخ  و التي سوف تلتحق بها ربيبتها الحالية إن آجلا أو عاجلا نتيجة نهضة  شعوب المنطقة  ، لان تلك الدولة و وريثتها لم تقدما شيئا يمكن أن يفسر بأنها خطوة على طريق منح حقوق الشعوب الكاوية بظلم الحكام  الأتراك  الأجلاف   ، بحيث وصلت أحوال هذه الشعوب إلى وضع يتمتع فيه   نشال في أنقرة  أو عاهرة في جادة التقسيم في القسطنطينية بحقوق اكثر منهم ، وعملت الدولة الطورانية العنصرية  بكل المقاييس لقمع حركات التحرر بصورة عامة وحركة التحرر الكردية بصورة خاصة ، في الوقت الذي تجاهر علنا بتوجهاتها القومية ، متناسية عن عمد بان الحرية لا تنحصر في شعب و أمة دون أخرى .

إن تعاملت الدولة الطورانية بمجال من التعامل المحدود مع القضية الكردية ، فإنها محاولة منها لجعل القضية الكردية ورقة ضغط على سياسات القوى الأخرى ، حتى اللاجئين الكرد لم تمنحهم هذه الدولة العنصرية حقوق اللاجئين ، بل جرت هناك محاولات لجعلهم ورقة استنزاف أو مساومة ، و لا ننسى تسميم الميت التركي للخبز المقدم من قبل المنظمات الإنسانية للأكراد اللاجئين هناك ، والذي جرى السكوت عن هذه الجريمة البشعة في حينه بضغط أمريكي وغربي ، فالذي يوصم الصهيونية بالعنصرية والنظام العراقي بالفاشية عليهم أن لا ينسوا جرائم  النظام الطوراني النازي  بحق العراقيين وبحق الشعوب الأخرى ، وعلى القوى الكردية الفاعلة والخيرين في العالم التحرك لدى المحكمة  الجنائية  الدولية لرفع دعوى ضد الدولة الطورانية لاستعمالها المواد الكيماوية للإبادة الجماعية .

تستغل الحكومة الطورانية ظروف الجغرافية لكردستان لكونها شبه مغلقة ، للتأثير على بعض القيادات الكردية للتنازل عن قرارها المستقل ، ومع الأسف لا يقدر البعض مدى خطورة التوجه الطوراني في العراق و المدعوم من الصهيونية العالمية لأسباب مصلحيه أو مذهبية أو للتشفي،  لان  القضية  الكردية قد أصبحت هاجس دائم لهذه الدولة المصطنعة ، لذا نجدها بأنها تتحرك بقلق و على مستويات مختلفة خوفا من تطور هذه القضية ، وهي بلا شك تساهم عن غباوة  في هدر طاقاتها و استنزاف مواردها البشرية و الاقتصادية  إن لم تحل القضية الكردية في تركيا .

يعتبر من قصر النظر إن لم يجري التمعن والحذر من التواجد التركي في منطقة بامرني في كردستان العراق ، وما ارتياح بعض العرب لهذا التواجد ناتج  عن قراءة غير صحيحة لمدى خطورة هذا التواجد ، أما الخنجر الذي اشهره الاخوة الأعداء لطعننا من الخلف ، من بعض الاثوريين والطابور الخامس التركي مستغلين هذه الظروف  نعاهد الجميع بأننا لا ننسى ذلك ، ونحن على يقين بان الذين يزرعون اليأس و الخيبة بين الكرد لا يحصدون شيئا ، بل يزعزعون مكانتهم بين أبناء شعبنا ، فأن  استغلوا المنجزات التي وفرناها لهم بدمائنا و دموعنا في غير  مكانها  فانهم على خطأ كبير وكل آت قريب ، أما مسايرتنا كانت من باب الحرص على العيش المشترك على ارض الوطن ، و نعلنها بدون مواربة أن أية جهة إن أرادت التلاعب بقضيتنا ، سوف تصطدم بإرادة شعبنا و حقيقته لأننا موجودون على الأرض ننطلق منها ولم نتبلور من فراغ ، وكذلك نملك القدرة على المقاومة و الأهم لدينا  إرادة التنفيذ ، و حينما نرفض التواجد الجيش الطوراني على أرضنا لأننا  نعتبر أي  تدخل طوراني خط احمر بالنسبة  لنا  ،  لذا يعتبر في نظرنا موقف البعض ضمن هذا الخط الأحمر .

في الفترة الأخيرة ونتيجة للضغوط الأوربية وبسبب اقتصادها المتهالك ، أعلنت الدولة الطورانية بعض الإصلاحات الشكلية وبطريقة مراوغة ، لغرض ترتيب أوضاعها ، وفي نفس الوقت كانت و لازالت  تعمل على إجهاض نتائج الموضوعية التي حصل عليها أكراد العراق بعد الانتفاضة العراقية ما بعد حرب الخليج الثانية .

إن المعالجات غير الموضوعية لقضية الشعب الكردي في الدولة الطورانية ، وما رافقتها من سياسات عنصرية لتبديل  الهوية الكردية ، يتطلب من الكرد هناك تنظيم صفوفهم وعدم الركون إلى الوعود الطورانية لأنها خطط تكتيكية لكسب الوقت ولإرضاء  للاتحاد الأوربي ، عليهم التحرك في اتجاهات مختلفة ، ولا سيما بعد أن صرح المفوض الأوربي المكلف بتوسيع الاتحاد غونتر فيرهوغن ، بان الظروف لا تسمح  النظر في الطلب التركي لقبوله في الاتحاد نتيجة لسجل النظام الطوراني السئ  ، وعلى الكرد  أيضا النزول إلى الشارع وجعل مناطق ومدن الكردية هناك جحيما لعسكرتاريا  الطورانية وأجهزته القمعية ، وكما معروف بان الاستعمار التركي  قد جرى طرده من كافة الدول العربية و الإسلامية ، ولكنها لا زالت تستعمر الكرد أرضا و شعبا و لا يمكن تجاوز ذلك إلا بالمقاومة المتواصلة ، لان القضية الكردية في الدولة الطورانية ليست قضية إنسانية فقط  بل هي قضية سياسية وليست بنت يومها ، شعب غازي جاء إلى المنطقة من أواسط آسيا ، واخذ يتحكم في أصحاب الأرض الأصليين وينكر عليهم ابسط حقوقهم ويعمل فيهم قتلا و تدميرا ، والدولة الطورانية الحالية تجسد نفس النظرة العنصرية السابقة ، و يجب استغلال الظروف الاقتصادية المتهالكة لهذه الدويلة الغريبة و العجيبة لزعزعة أركانها والضرب على رؤوسهم الخاوية ، ولا سيما بان للكرد ثقلهم السكاني و الموقع الجغرافي المتميز و تواجدهم في كافة المدن الكبيرة يمكن تفعيل المقاومة الكردية وحرق الأرض من تحت أقدامهم ، و مقاومة المغتصب واجب  شرعي و قومي و وطني ، ولان من حق أكراد في تركيا العيش بسلام على ارض وطنهم كردستان  وان يكونوا أحرارا في بناء علاقاتهم مع شعوب المنطقة ، أما مطالبة الحكومة الطورانية للكرد بالولاء السياسي باسم الوطنية ، في الوقت الذي تهدر حقوقهم نعتقد بان هذه الوطنية المفروضة بقوة السلاح لا تصنف في خانة الوطنية و المواطنة ، إنها مجرد شعارات فضفاضة لغرض الاستمرار في هدر حقوق الكرد القومية و لاستنزاف طاقاتهم ليس على الساحة الدولة الطورانية بل على الصعيد القومي الكردي ، لذا يكون من الواجب القومي الكردي بمد يد العون و المساعدة في كافة المجالات للشعب الكردي في كردستان المركزية ، للاستمرار في المقاومة والكفاح  لنيل حقوقه المشروعة في تقرير المصير .

 



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا وسياستها الغبية
- تركيا الطورانية و طابورها الخامس
- كيف يشعر الإنسان بالراحة وذراعه في قبضة الآخرين
- الطورانية شكل من أشكال العنصرية
- هناك فرق شاسع بين قوة الحضارة وحضارة القوة
- ماركة مسجلة .... أحذروا التقليد
- شئ من التأريخ
- السياسة التركية تتعارض مع تطورات ومستجدات العصر
- رسالة وشكر ومحبة من كردي لشقيقه العربي من سني لأخيه الشيعي
- الديمقراطية بين الواقع والتطبيق.... كلنا في الهم شرق


المزيد.....




- ليس الإكثار فقط.. مخاطر صحية قد تنتج عن خفض استهلاك الملح بش ...
- التبرع بالدم يقدم فائدة غير متوقعة لصحتك وحياتك
- دراسة تكشف العلاقة بين مشاهدة التلفزيون وأمراض القلب
- مفاوضون أمريكيون في موسكو وترامب يأمل بموافقة بوتين على وقف ...
- مصادر دبلوماسية للجزيرة: مجلس الأمن يقر مشروع بيان يندد بالع ...
- شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروبا
- جنود على الخطوط الأمامية في أوكرانيا يصفون محادثات السلام مع ...
- زاخاروفا: تصريحات بودولياك حول موقف روسيا في الاتفاق مع الول ...
- حريق بطائرة تابعة لأميركان إيرلاينز بمطار دنفر
- انقسام في مجموعة السبع حول البيان الختامي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش