|
خالد مشعل يتاجر بكرامة الفلسطينيين
حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 09:12
المحور:
حقوق الانسان
أسرى
أشتدّ غضب جدّي حين سمع والدتي وهي تردّد بغير قليل من الدّهشة" ما أغلى اليهود!""بعد أن صفعتنا جميعا مذيعة قناة الجزيرة، بمعرّة إتفاق خالد مشعل مدير المكتب السياسي لحركة حماس الإخوانية مع الكيان اليهوديّ المغتصب، على إطلاق سراح أسير يهوديّ واحد برتبة جنديّ بسيط، كانت حركة حماس تحتضنه لديها، مقابل إطلاق الصهاينة سراح أكثر من ألف سجين فلسطينيّ..
شرع جدّي يردّد بيدين مرتعشتين، و أوداج منتفخة، ووجه شديد الحمرة: ـــ لا تقولي ما أغلى اليهودي... لا تقولي ما أغلى اليهودي.. بل قولي بل ما أرخص المسلمين.. بل قولي ما أرخص المسلمين.
حين هدأت ثائرة جدّي بعض الشيء، قال لوالدتي بصوت لا تخفى إرتجافته: ـــ كان عليك يا بنتاه أن تقولي "ما أغلى الفرد اليهودي عند حكّامه، و ما أهون الفرد المسلم على الوسخين من قادته و ظلاّمه! ـــ ...! ـــ الا تذكرين يا بنتاه، ذلك التعويض المهين الذي قدّمته الحكومة المصرية لفلاحيها بعد إحدى الفيضانات المميتة؟ ــــ ...؟! ـــ ألم تدفع الحكومة مائة جنيه تعويضا لمن فقد آدميّا من أقربائه، مقابل ضعف المبلغ لمن نكب بفقدان جاموسة!
ـــ...؟؟؟!!! ـــ ألا يعدّ ألوف البشر لدى مجرمينا الحاكمين، كالفرد الواحد؟ ـــ...؟!!! ـــ ... ألم يقل محافظ العريش حين أجبر جفاف ضرب المنطقة حاملا ستة آلاف فلاح مصريّ على الهجرة الى إسرائيل، بأن هجرة هؤلاء الألوف من الجوعى الفاقدين للسند الحكومي، لا تشكل ظاهرة، بل تشكّل حالة فرديّة!؟ ـــ...؟؟ أتمّ جدّي بعد أن رطّب ريقه بقليل من الماء: ـــ فالشيء من مأتاه لا يستغرب! ـــ...! ـــ فهذه المقبحة لا تستغرب أبدا إذا صدرت عن حركة حماس ! ــــ ....؟! ــ فقيادة حركة حماس التى رخص عليها الفرد الفلسطينيّ بشكل حملها على نسف بيوت المجاهدين و تحويلهم إلى أشلاء يصعب التعرّف عليها، لا لشيء لا لجرم ارتكبوه سوى تصويب بنادقهم نحو "شريك السلام" أعني العدو الصهيوني!! ـــ ..."! ـــ فقيادة حماس التي فعلت ذلك بالأمس القريب و بدم بارد، لجديرة بان تتاجر اليوم بكرامة الفلسطينيين، عبر مقايضة ألف شهم من مساجينهم بيهوديّ واحد.. ـــ...! ـــ قد يكون مأبونا!! ــــ...!!! سكت جدي قليلا ثم أضاف متسائلا: ــ أما كان للمومس حماس، أن تكبت شهوة الظهور و حبّ الأضواء لديها لبعض حين.. خصوصا و قد أوشك تسريح هؤلاء المساجين؟ سألته والدتي: ــ كيف ذلك؟ ـــ ألا تعتقدين يا بنتاه بان اليهود لن يطلقوا سراح هؤلاء المساجين.. على الأقلّ تخففا من نفقة حجزهم لديها، بمجرّد الإتفاق النهائي الوشيك مع قيادة حماس ... خصوصا وحماس
طرف أساسي في حكومة إحتلال نهائية المعالم؟!! ـــ...! ــــ فما الداعي اذا بمسارعة حماس الى المتاجرة بكرامة المساجين؟! حين ظهرت على الشاشة صورة خالد مشعل صاح فيه جدّي غاضبا: ـــ لقد وصمت قومك عارا. أشعل الله مؤخرتك نارا. و لقـّيت خسرانا و بوارا. ـــ..!!! حين سكت خالد مشعل و لم يجب، أتمّ جدي شاتما: ـــ يا لعين، لو كان في بقائك أي خير للفلسطينيين، لما أقدمت أجهزة الموساد اليهودية حرصا منها على لقيتها الإخوانية، على حقنك بمضاد لسمّ أصبت به عن طريق الخطأ.. وهذا لديّ هو اليقين. رددت على جدّي الغاضب مصوّبا: ــ بل استهدفه الموساد حقا! تابعت قائلا و انا ابتعد عن جدي متخذا مسافة أمان: ـــ ثم أن الموساد لم تفعل ذلك حتى شفع فيه الملك حسين! نزع جدي إحدى خفيه ثم قذفني بها قذفة أخطأتني، قبل ان يقول صائحا: ـــ ايها الفأر الحفّار و هل تستهدف الموساد خدمتها؟! ـــ...! ــــ فما فعلته الموساد كان مجرّد تلميع لصورة مشعل.. ـــ...! ـــ و لعل جهاز الموساد قد انزعج حين شاع خبر تدخل الملك حسين لفائدة مشعل. ـــ ...؟! ـــ ثم هل شفع في صاحبك الإخوانيّ المكللّ بالعار، سعد بن معاذ سيد الأنصار، أو المجاهد العظيم عمر المختار؟ ـــ ...!! ـــ ثم ألا تعلم يا طائرا بلا منقار، بأن رئيسين عربيين قد كرمّهما الكيان الصهيوني بوضع وجهيهما الكريهين على طوابع بريدية،
الأمر الذي لا يكرّم به عادة إلا الآباء المؤسّسون للكيان الصهيوني!؟ ـــ ...!! ـــ و كان الملك حسين أحد ذينك الرئيسين! علقت والدتي و هو تسرع مدركة طعاما نشف من الماء: ـــ ستتحرر فلسطين طال الزمان أم قصر! شيعها جدي بين ضحكتين: ـــ يا أم البنين، أن تحرير فلسطين أمر أعقد ممّا تتصوّرين! أستغل جدّي غيبة والدتي ليمنحني الأمان، قبل أن يهمس لي ممازحا: ـــ ذات مرّة، استغرق إمام وقور في نوبة ضحك ألجأته الي التقلب أرضا ظهرا لبطن، بعد أن سئل من قبل مجموعة من شباب الإخوان الساذجين:" يا مولانا.. إذا حررنا المسجد الأقصى بعد تحرير فلسطين، فهل يجوز لنا نكاح اليهوديات بنات الملاعين؟" حين أجتاز الإمام نوبة ضحكه، فاجأ الشباب بقوله" اذا حررتم المسجد الأقصى في حياتي، فتعالوا إلى هنا، وأنكحوني أنا!"
كنت أقلّب طرفيّ متعجّبا من بذاءة جدّي بقدر تعجّبي من الرّوح الإنهزاميّة التي تسكنه، حين أضاف شارحا: ــ أي بني، ان تحرير المسجد الأقصى لن يتمّ ما لم يتحرّر مسجد سيدي عبد الرحمن في منزل جميل، و مسجد النور في بنزرت و جامع الزيتونة في تونس العاصمة، و مسجد الحسن الثاني في مراكش، أو ما أدري فين، و المسجد الحرام في السعودية.. أي حين تقوم الجماهير بعد الدوس على حركة النهضة و جماعة الإخوان المسلمين بتحرير مساجد حيّنا و مدينتنا و بلادنا العربية. ـــ ...! ـــ من الكهنة الرسميين الذين عينتهم الحكومات العميلة للغرب و المطعّمة أخيرا بالإخوان المستسلمين. ـــ...!! ـــ و لن ننجح في ذلك الا اذا أطحنا بعملاء أمريكا الذين يحكموننا.. ـــ... ـــ و لن يتم لنا تحرير فلسطين الا اذا جعلنا كل الرؤوس سواء ـــ ...! ـــ أي عاملنا المواطن البسيط رأسا برأس. ـــ... ـــ مع أي رئيس بلد عربي. ـــ.... ـــ كما فعلت أجهزة أمن الكيان الصهيوني المغتصب. ـــ... ـــ حين انتزعت الحاسوب الشخصي من رئيس جمهوريته، للتحقق من تهمة تحرش جنسي كانت ضحيته مواطنة يهودية بسيطة. ـــ ...!! ـــ ثم ايقاف الرئيس و محاكمته ثم سجنه بعد عزله طبعا. ـــ...! حكّ جدي شيبته ثم سألني عابثا: ـــ أتطمع يا غبيّ في تحرير فلسطين. ـــ ... ـــ من يهود استطاعوا نزع حاسوب رئيسهم نصرة لمواطن بسيط ـــ... !! ـــ في زمن يعجز فيه المرء عن انتزاع فرّوج بدرهمين غصبه شرطي عاري الكتفين.. أي عاديّ.. ـــ...! ـــ من مواطن عربيّ!؟ ـــ ...!!! أوسلو 13 أكتوبر 2011
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبور قصة قصيرة
-
إلحاد ادونيس أنفع من -إيمان- مفتي سورية
-
موت قصة قصيرة
-
رأي جدّي في نوبل 2011 للسّلام! قصّة بالمناسبة .
-
من سخافات الغنوشي و القرضاوي قصة بالمناسبة
-
يساريو تونس: اغتراب بلا حدود عن الثقافة المحلية قصة طريفة ب
...
-
عنصر المفاجأة في الثورات العربية قصة بالمناسبة
-
حول التمييز العنصري.. قصة بالمناسبة
-
إسماعيل هنيّة، وقاحة قلّ نظيرها
-
ذخر قصة قصيرة
-
السفارة الأمريكية بتونس تجمع بين رأسين في الحرام!
-
دعوة التوانسة الى محاكمة راشد غنوشي بتهمة الخيانة العظمى
-
فقدان/عجلة/ اكتشاف /هزيمة ( قصص قصيرة)
-
الأكاديمي التونسي عدنان الإمام ينادي الى اسلام سركوزي!!
-
بعض السخافات الحنبلية
-
خيبة
-
حيرة حقيقية بين رجوع الى تونس بعد التغيير و عدمه
-
من رموز النكبة
-
شهادة قصة قصيرة
-
تضامن/ أحقاد قصتان قصيرتان
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|