|
انتخابات المجلس التأسيسي في تونس : الأكذوبة الكبرى
الحركة الشيوعية الماوية في تونس
الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 18:18
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
تستعد الرجعية في تونس لتنظيم انتخابات مجلسها التأسيسي مستهدفة إعادة ترميم نظامها بعد أن زعزعت الانتفاضة الشعبية أركانه ، أي إضفاء شرعية على المؤسسات التي تتحكم من خلالها في رقاب الشعب ، فالنظام يبحث الآن عن شرعية جديدة بعد ان تآكلت شرعية بن على . و تقوم الرجعية بذلك بتوجيه مباشر من الامبريالية ،و خاصة الفرنسية و الأمريكية ، ضمن سياسة عامة تتعلق بإعادة رسم خريطة الوطن العربي تكون فيها السيادة لنظم عميلة بواجهة ديمقراطية ، و ذلك في مسعى هدفه الالتفاف على الانتفاضات العربية و توظيفها لصالحها . لقد أخفقت الرجعية في تونس خلال الأيام الأولى للانتفاضة في محاولة اعتراض تيار كفاح الشعب ، فسايرته لإفراغه من محتواه الثوري ، و بدأت منذ ذلك الوقت في تنفيذ مخطط مدروس ينتهي عند ترميم نظامها ، و تمثل انتخابات المجلس التأسيسي خطوة متقدمة في تنفيذ هذا المخطط ، سبقتها خطوات أخرى مثل الإعلان الكاذب عن حل البوليس السياسي ، و حظر التجمع الدستوري ، بالإضافة إلى إغراق البلاد في الفوضى الأمنية بإطلاق يد العصابات الإجرامية ، التي فتحت أمامها أبواب السجون لتعيث فسادا في مختلف المدن و القرى . و يتم الاستعداد لانتخابات المجلس التأسيسي في ظل أجواء مشحونة بالتوتر من أبرز ملامحها :
سياسيا : ازدياد حدة الأزمة السياسية ، فالنظام يقول من جهة أنه مقبل على تحول كبير سيفضى إلى منح الشعب السلطة كاملة ، و يمارس من جهة ثانية عكس ذلك ، فقد فرخ التجمع الدستوري حوالي ثمانين حزبا تتأهب كلها للانقضاض مرة أخرى على الشعب ، و منها من يهدد علنا بكارثة ، إذا ما استبعد الدساترة من السلطة بعد انتخابات التأسيسي . أما التيارات الدينية الرجعية فقد انفلتت من عقالها و أصبحت ميليشياتها تفرض إرهابها الأسود في أماكن مختلفة ، و لا تتوانى عن تنظيم غزواتها و لا تخفي رغبتها في تحويل تونس إلى إمارة ظلامية . و غير بعيد عن هاتين القوتين السياسيتين هب اليسار الانتهازي إلى المشاركة في الأكذوبة الكبرى ، للفوز بحصته من الغنيمة غير آبه بمعاناة الجماهير ، فمنه من يصرح علنا بأنه متفق تماما مع حكومة السبسي ، و منه من لا يخفي تحالفه مع اليمين الديني ، و منه أيضا من يتغنى بالجيش الوطني حامى البلاد و شعبها . اجتماعيا : تفاقم البؤس و الفقر ، فالشعب يئن تحت وطأة غلاء الأسعار و البطالة ، مما أعاد من جديد إلى واجهة الأحداث موجة الانتحارات التي أصبحت جماعية . أمنيا : عودة البوليس السياسي إلى العمل بقوة ، بعد فترة توارى فيها عن الأنظار فعادت سياسة الاعتقالات و قمع المسيرات و التجنيد القسري و التقيد بقانون الطوارئ الصادر في السبعينات من القرن الماضي ، و زرع الانقسامات بين صفوف الشعب ، مما أدى إلى مواجهات دامية في عدة جهات ترتب عنها سقوط عشرات القتلى و مئات الجرحى . قانونيا : تشرف على مختلف دواليب الدولة هيئات تنفيذية و تشريعية منصبة فاقدة لأي شرعية ديمقراطية شعبية و هي التي أصدرت القوانين الخاصة بالأحزاب و انتخابات التأسيسي و غيرها دون العودة إلى الشعب ، ولا تزال المؤسسة القضائية واقعة في قبضة قضاة فاسدين ، مما مكن إلى حد الآن من بقاء ملفات نهب ثروة الشعب و تعذيب المعتقلين و خيانة الوطن و تقتيل المنتفضين مغلقة . إعلاميا : تسيطر الرجعية على القنوات التلفزية و الإذاعية و الصحف و المجلات و العديد من المواقع الالكترونية ، التي تمارس من خلالها التعتيم الإعلامي و التلاعب بالخبر و توجيه انتباه الجماهير بعيدا عن قضاياها الفعلية ، فالإعلام في معظمه منحاز للطبقات المالكة لوسائل الإنتاج ، و قد أدى و لا يزال دورا خبيثا في تشويه الانتفاضة و قطع السبيل أمام تحولها إلى ثورة حقيقية . إن الانتخابات المزمع القيام بها يمكن ـن تتخذ المسارات التالية :
أولا : انتخابات مماثلة لتلك التي حدثت في الجزائر تفتح المجال أمام حرب رجعية يدفع خلالها الشعب ثمنا باهضا للصراع بين أعدائه . ثانيا : انتخابات شبيهة بما عرفته بلدان أوربا الشرقية غداة سقوط معسكر حلف وارسو تؤدي إلى إعادة هيكلة النظام و ربط البلاد أكثر فأكثر بالامبريالية . ثالثا : مقاطعة الشعب للانتخابات و تواصل المسار الثورى بفعالية أكبر فاكبر حتى تحقيق جماهير المضطهدين لأهدافها الإستراتيجية ، و هو ما اخترن السير فيه تشاركنا في ذلك قوى سياسية مناضلة ضمن " ائتلاف المسار الثوري " . لقد عرفت تونس سابقا انتخابات مجلس تأسيسي أفرغتها الرجعية البورقيبية من أي محتوى وطني ديمقراطي ثبتت وجود النظام الكمبرادوري الإقطاعي ، الذي عانت جماهير العمال و الفلاحين و سائر الكادحين من بطشه و استغلاله و عمالته للامبريالية ، و اليوم فإن ذلك النظام نفسه ينظم انتخابات جديدة للغرض ذاته ، و على سائر الثوريين عدم السماح له بالنجاح مرة أخرى في خداع الكادحين ، و ذلك بمقاطعة الانتخابات الحالية و تشكيل هيئات مستقلة عن الرجعية ينتظم من خلالها الشعب ، مثل لجان الدفاع الشعبي و المجالس الشعبية و الجمعيات و النقابات الخ ... و المضي قدما نحو انتخابات ديمقراطية لمجلس تأسيسي وطني يتوج مسارا ثوريا يحقق المهمة الإستراتيجية التي عبر عنها الشعار التاريخي " الشعب يريد إسقاط النظام " . الحركة الشيوعية الماوية تونس في 11 أكتوبر 2011
#الحركة_الشيوعية_الماوية_في_تونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لهزيمة الحلف الأطلسي و عملائه في ليبيا هناك حل واحد : الحرب
...
-
حول مواجهات 15 أوت 2011 في تونس
-
الجريمة ضد جماهير الشعب في تونس متواصلة فلنعمل على إيقافها .
-
تونس : يريدون حربا رجعية و ضربة البداية في المتلوى .
-
حول انتخابات المجلس التأسيسي في تونس
-
في عيد الشغيلة العالمي :دماء الشهداء أضاءت طريق الكفاح و الث
...
-
الديمقراطية الجديدة –التيار الماوي- و المنظمة الماركسية اللي
...
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|