|
صفقة تبادل الأسرى انجاز ....ولكن ..؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 14:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صفقة تبادل الأسرى التي سيجري تنفيذها بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية على دفعتين،تبدأ الدفعة الأولى منها على الأبعد بعد أسبوع من اليوم،والدفعة الثانية بعد شهرين من ذلك،وهذه الصفقة خلقت حالة من القلق والتوتر والإرباك في أوساط عائلات الأسرى وأهاليهم،حيث الأنباء المتضاربة والمتناقضة،بسبب عدم نشر قائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم. صحيح انها سترسم الفرحة والبهجة على وجوه مئات عائلات الأسرى الفلسطينية،ولكن بالمقابل سترتسم الخيبة والغضب على وجوه مئات أكثر من ذلك بكثير،ونحن مع ترحيبنا وتقديرنا ب ولكل اسير فلسطيني جرى او يجري تحريره في هذه الصفقة من سجون الاحتلال ومعتقلاته وزنازينه كمقدمة لتحرير كل أسرانا،وأيضاً نحن ندرك تماماً أن هذه الصفقة ليس متوقعاً أو مأمولاً منها تحرير كل أسرانا من سجون الاحتلال،ونحن نعتبر تحقيقها إنجازاً وطنياً،ولكن هنا تبرز الكثير من التساؤلات عن صحة وصدقية الانجاز "التاريخي" الذي تحدث عنه الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس،فالصفقة لم تشتمل على قادة شعبنا الفلسطيني والذين ما فتئت حماس تؤكد أن الصفقة لن تتم بدونهم،وهنا اقصد بالذات الرفيق احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية والاخ مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وقادة كتائب عز الدين القسام عبدالله البرغوثي وعباس السيد وحسن سلامه وابراهيم حامد وغيرهم،فإطلاق سراح هؤلاء القادة المناضلين هو الذي يكسب الصفقة زخمها ويعطيها البعد الوطني الوحدوي الحقيقي،وايضاً القول بأن الصفقة كسرت المعايير الإسرائيلية بشمولها على عدد محدود جداً من أسرى القدس والداخل الفلسطيني ليس بالصحيح ولا بالدقيق ففي صفقة النورس التي نفذتها الجبهة الشعبية- القيادة العامة- في ايار/ 1985،والتي تحرر فيها 1150 أسير فلسطيني جميعهم من الأحكام العالية والمؤبدة اشتملت على أسرى من القدس و48،وابعد من ذلك فصفقة تبادل عام 85،لم يجري فيها إبعاد أي أسير فلسطيني خارج إطار منطقة سكنه،في حين ان أكثر من ثلثي أسرى الضفة الغربية الذين سيجري إطلاق سراحهم في هذه الصفقة،سيجري إبعادهم عن مناطق سكنهم بالإبعاد الى الخارج وغزة،وهذا مؤشر على درجة عالية من الخطورة في أي صفقات تبادل أو عمليات افراج قادمة وفق المفاوضات،حيث ستشرعن عمليات الأبعاد وتصبح نهجاً،وزد على ذلك ففي هذه الصفقة لم تلتزم او تتعهد فيها إسرائيل بعدم التعرض الى الأسرى المحررين المفرج عنهم أو التعرض لهم بالاعتقال او التصفية،بعكس صفقة تبادل عام 85 والتي اشتملت على نص مكتوب بعدم التعرض للأسرى المحررين او تقيد حركتهم. هنا علينا أن نمتلك الجرأة والقول بأن هذه الصفقة انجاز .. ولكنها ليس لا بالانجاز التاريخي ولم تحقق لا 99 % ولا 70 % من أهداف الآسرين،ولم ترتقي إلى مستوى آمال وطموحات شعبنا بعد طول المدة،والتي كنا نأمل أنها حققت انجازات على مستوى نوعية الأسرى المنوي الإفراج عنهم،بل ونجد أن هناك تراجع،وكذلك جرى تقديم تنازلات مؤلمة من قبل حماس والفصائل الآسرة ل"شاليط" في هذه الصفقة،فغياب القادة عنها وتحديدا سعدات والبرغوثي وابو الهيجا وسلامة والسيد وحامد وعبدالله البرغوثي والعدد المحدود جدا من أسرى القدس و 48 المشمولين بالصفقة يدعم هذه الحقيقة،ويجعل أهالي الأسرى والجماهير تتساءل بمشروعية،اذا كانت الصفقة لا تشتمل على تلك القيادات،فلماذا كل هذا التأخير؟،أم أن هناك وراء الأكمة ما وراءها؟،وهل كانت قضايا الاستثمار السياسي المتسرع والتدخلات الإقليمية وتحديداً من الأتراك،هي التي أخرجت صفقة التبادل الى حيز التنفيذ بهذه الشروط؟. وهناك قضية أخرى في هذا الجانب فالدفعة الثانية من الأسرى الذين ستفرج عنهم إسرائيل كحسن نية أو كشرط في الصفقة،ستتحكم إسرائيل في شروط إطلاق سراحهم من الألف إلى الياء،ونحن نعرف بدع وحيل وخداع إسرائيل وتضليلها وقدرتها على التهرب والتحلل من الالتزامات غير المكتوبة في هذا الجانب والسيناريو المتوقع لمثل هذه العملية هو إطلاق سراح جزء من الأسرى الإداريين،أو الذي استحقوا فترة التخفيض الإداري"المنهليه" ولم تقم إسرائيل بإطلاق سراحهم،او عدد من النواب الذين جرى اختطافهم مؤخراً،وجزء أخر من الذين دخلوا الى القدس والداخل الفلسطيني بدون تصاريح. المهم في هذه المرحلة التي أعلن فيها عن أنجاز صفقة التبادل،والتي يجب الترحيب بها والتقدير للجهود التي بذلت من أجل تحرير جزء من أسرانا،فإنه من الهام والضروري أن لا تؤثر أو تربك التحركات وحالة التضامن الشعبي الواسعة مع أسرانا الذين يخوضون معارك الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال ومعتقلاته وأقسام عزله،وعلى جماهير شعبنا الاستمرار في فعالياتها وأنشطتها،وان تستمر في العمل الوحدوي بعيداً عن أية اجتهادات أو خلافات سياسية،فأسرانا في السجون يوحدهم القيد والهم والمصير والهدف،وهم جميعاً مستهدفين بغض النظر عن اللون أو الانتماء. فالرفيق القائد احمد سعدات يعلن من عزله ورغم التعب والإنهاك الجسدي واشتداد المرض عليه،بأنه ماض هو ورفاقه وإخوته في معركة الأمعاء الخاوية حتى تتحقق أهدافهم في العيش بعزة وكرامة،والحفاظ على منجزات ومكتسبات وحقوق الحركة الأسيرة،ووقف سياسة العزل والعقوبات الجماعية. ان مسؤولية تحرير أسرانا من سجون الاحتلال هي مسؤولية السلطة الفلسطينية وكل أحزابنا وفصائلنا الوطنية،وهي مطالبة بالعمل على تحقيق هذا الهدف وبما تراه من أشكال كفاحية ونضالية مناسبة،فهؤلاء الأسرى يتعرضون في سجون الاحتلال الى جرائم حرب منظمة،وتشن عليهم حرب شاملة من أجل كسر إرادتهم وتحطيم معنوياتهم،ولذلك كانت معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها منذ السابع والعشرين من ايلول الماضي،من أجل الدفاع عن ذاتهم وهويتهم وانتمائهم وحقوقهم ومنجزاتهم ومكتسباتهم التي عمدوها بالدم والتضحيات،ومن أجل استعادة عزتهم وكرامتهم. أن عملية تبادل الأسرى التي ستجري قد تترك ردود فعل متباينة عند الحركة الأسيرة وعند عائلاتها وكذلك عند جماهير شعبنا،فبرغم نجاح هذه العملية بتحرير جزء من أسرى شعبنا الأبطال،فإنها كذلك لم ترتقي إلى مستوى طموحات وأماني شعبنا،ولكن رغم كل ذلك فحركتنا الأسيرة مطالبة باستمرار العمل الوحدوي،وعليها أن تكون كما عهدناها قائدة لنضالات شعبنا،وان تكون النموذج والمثل الذي يحتذا في النضال والكفاح. وختاماً نقول بأنه ما دام الاحتلال موجوداً فالنضال والكفاح سيستمران،وستكون هناك حركة أسيرة،ولن تتبيض السجون من الأسرى إلا بالحرية وزال الاحتلال عن أرضنا ووطننا.
القدس- فلسطين 12/11/2011 0524533879
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمن لا يعرف القائد الوطني حسام خضر ..؟؟
-
سعدات وأبو الهيجا الرسالة وصلت ...
-
من اختطاف النائب عطون ..... الى إحراق مسجد النور..
-
عن اضراب الأسرى .....والتصفيات الجسدية
-
العالم صفق لعباس .... والكونجرس صفق لنتنياهو .
-
خطاب أوباما خيبة جديدة ..
-
المقدسيون ....ومخاطر قانون أملاك الغائبين ..
-
معركة الحرب على المنهاج في القدس بدأت ..؟؟!!
-
لماذا يلدغ العرب والمسلمين من جحرهم مئة مرة ...؟؟؟
-
استحقاق أيلول تهديد اسرائيلي ..... وجدل فلسطيني محتدم ..
-
ليبيا الانتصار .... والسقوط في المستنقع ..؟؟
-
لماذا استهداف قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية بالعزل ..؟؟
-
المناضل ناصر ابو خضير ذلك الرجل في الزمن الرديء ..
-
تسونامي استيطاني في القدس ...
-
أي هراء هذا أيتها الشخصيات الفلسطينية ...؟؟؟
-
القدس وكيفية الخروج من الأزمة ..
-
زواج متعة بين -فقه البداوة- والبترودولار ...؟؟
-
تعدد المرجعيات التعليمية في القدس .... وتأثيراتها السلبية -5
...
-
تعدد المرجعيات التعليمية في القدس .... وتأثيراتها السلبية -
...
-
همومك كبيرة يا شعبنا في القدس-4 -
المزيد.....
-
هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ
...
-
المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل
...
-
-تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
-
صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري
...
-
تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ
...
-
بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل
...
-
برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا
...
-
سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية
...
-
-تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات
...
-
شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|