بين الثرثرة الغربية و الفضولية الشرقية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 15:19
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

رغم ان الثقافة الشرقية مشهورة بكتمان السر و السكوت الرهيب الذي يذعر الانسان الغربي اذا توقف الحديث و لو لدقيقة واحدة لكون الثقافة الغربية تعود الى نوع highly verbal culture اي انك تشعر بضغط اجتماعي ثقافي كبير بان السكوت بين الحديث يعني قلة الادب و الفراغ و يخرب العلاقات الاجتماعية لذلك تفضل ثرثرة تشبه كرة لعبة التنس اي انك اذا توقفت عن الحديث ياتي دور الطرف الثاني الى ان تنتهي اللعبة و يرتاح بالك الا ان الثقافة الشرقية كما يقول الكاتب الهولندي Fons Trompenaars في كتابه riding the waves of culture معروفة ايضا باجتماعية لا متناهية highly context culture و هذه الاجتماعية تضم فضولية قاتلة فمثلا و بعد التعرف على شخص بثوان قليلة تمطر عليك وابل من الاسئلة الشخصية جدا من نوع:

هل انت متزوج؟ هل عندك اطفال؟ كم راتبك الشهري؟ كم عمرك؟ كم وزنك؟ الخ تعريك قبل ان تتمكن ان تحصل حتى على معلومة واحدة منه. هناك من يقول ان هذه الفضولية ليست الا اهتمام و رغبة في التعرف عليك كالشخص الذي لا يصبر و يقاطع كلامك و لكنني ارى ان هذه الفضولية هي ايضا نوع من تجاوز الحدود الاجتماعية لا يمكن قبولها و الافضل ان ترد عليها مباشرة بنفس الاسئلة او بنفس الدرجة من الفضولية او تكذب او تعتذر بانك لا تجاوب على اسئلة شخصية من هذا النوع و لكن الاخيرة كفيلة بتخريب علاقاتك و خلق اعداء لك.

الافضل اذن مزيج من الثقافتين لان القضاء على الثرثرة يوفر لنا الوقت الكافي للاستراحة و التفكير و االقضاء على الفضولية يمنحنا مساحة شخصية اوسع و لكن الثقافات تختلف بطبيعتها دائما.

www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات