أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الياسين - رسالة تنبيه عراقية !















المزيد.....

رسالة تنبيه عراقية !


محمد الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 14:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


احد اخطر اوجه الكارثة في عراق اليوم ، تفكك منظومة القيم المجتمعية ، بالتالي تلاشي مفهوم الاسرة ومقومات بناءها الصحيح ، من خلال تغذية النزعات العرقية ، والطائفية في نفوس المواطنين وهذا نتاج حتمي للحالة السياسية الدافعة نحو التخندقات الطائفية ومشاريعها الهدامة ، والداعمة للظواهر و الايحاءات الطائفية و العنصرية ورعايتها رعاية تامة ، بأدوات سياسية مغلفه بأطر دينية طائفية .
لا حاجة للتحليل المعقد ،المتابع للشأن العراقي عن كثب يكتشف بما لا يقبل الشك ان نمو ارضية الاسلام السياسي الطائفي و رواج مفاهيم وظواهر غريبة مثل المحاصصة بشتى اشكالها المرفوضة بواسطة ادوات تتصدر المشهد والساحة السياسية الراهنة بكل وضوح ، فبقاءها في الصدارة يأتي من خلال استمرار الحالة الطائفية والتخندقات المرفوضة وفق المفهوم المدني العام للمجتمع وغياب روح الانفتاح والعلمنة الايجابية في المجتمع بمواكبة التطور الحاصل في العالم و مفهوم الثقافة والنظام الديمقراطيين وفق المعايير المعمول بها عالميا في الدول والمجتمعات المتقدمة .
توصيف عراق اليوم بدقة يحملنا على القول بأننا نعيش في بلد فاقد للسيادة وهذا ايضا واضح ، في ظل اطار سياسي ثيوقراطي فوضوي ، بعيد كل البعد عن اطار الدولة ، لا نعيش اليوم بدولة ، بسبب غياب مؤسسات وبنى الدولة وتلاشي نظرية العقد الاجتماعي الذي يقوم بين الشعب والنظام السياسي ضمن الاطار المؤسساتي العام للدولة .
نعيش اليوم في ظل عراق مخرب مدمر لا سيادة لشعبه على اراضيه ، مخترق من كل الجهات المحيطة به شمالا وجنوبا شرقا وغربا ، نظرية الدولة مشوهه اليوم في العراق ، دلائل كثيرة على قولي هذا منها عدم وجود مواصفات ومؤهلات رجالات الدولة بساسة اليوم ، بتقييم الاداء السياسي لكلا منهم على ارض الواقع نكتشف هذه الحقيقة ، والشواهد على قولي كثيرة ، منها على سبيل المثال ، كلما اقترب موعد انتخابات وحسب الظروف القائمة نجد ان هؤلاء الساسة يلجأون لحاضناتهم الدينية او الطائفية او العرقية لا الوطنية .
فتقييم الحالة الوطنية للسياسي من خلال الطرح والاداء الفعلي المتراكم ،لا من خلال الاقوال المتغيرة حسب الظرف السائد وغياب الاداء الفعلي الدال على روح المواطنة الجامعة .
الاعتزاز بالدين والقومية والطائفة والعشيرة عرف سائد في مجتمعاتنا الشرقية عامة والعربية والاسلامية خاصة ، نحترم ونجل عرفنا هذا بكل معنى الكلمة ، وفق شروط ، في مقدمتها ضمان سلامة المواقف الوطنية تجاه القضايا المصيرية وتجاه المواطنين وعدم تأثرها بأفكار ومعتقدات المحيط الضيق للسياسي او التطرف بها على حساب باقي ابناء الوطن .
مسؤولية انسانية ، اخلاقية ، وطنية ، وحتى دينية ملقاة على عاتق كل من خاض المعترك السياسي و وصل به مستويات عليا بالحكم ، التخلي عن الاطر الدينية و الطائفية و العرقية الضيقة والخروج عنها باتجاه اطار اوسع واعم ، اطار المواطنة الجامعة لكل ابناء الوطن . والنظر لمصلحة الوطن والمواطنين نظرة واحدة ، بمنظار واحد ، لا اكثر من منظار ، كما هو حاصل اليوم .
هذه أسس وبديهيات يجب توافرها في السياسي الطامح لانجاح مشروع بناء الدولة العصرية ، تؤسس لنظام ديمقراطي على مستوى الدولة لا النظام السياسي فقط ، أي بمعنى شعب ونظام سياسي ، يُحترم فيها الانسان ويقدس المواطن .
بكل ألم و وجع نقول ، ان الخطى المترنحة وغير واضحة المعالم التي يسير عليها ساسة اليوم لن تؤسس لبناء دولة وانما تقسم وتجزأ شعب ودولة ، طالما استمر نهجهم الحالي الذي ينطلقون منه بغياب المواطنة كأساس للانطلاق في العمل السياسي ، واستمرار العمل بالنهج الطائفي و العنصري والتحدث بمنطق الحاضنات الضيقة .
ناهيك عن المضي قدما بتنفيذ أجندات خارجية غير عراقية عوضا عن الاجندة العراقية الوطنية ، والتعويل على القوى الخارجية كمحرك ديناميكي وعقل مدبر من اجل الوصول للسلطة .
كما على السياسي الفاعل مسؤولية ، على الجميع ان يعترف ان على المجتمع النخبوي والشارع العراقي مسؤولية اكبر واعظم ، تكمن في ضرورة الوقوف بحزم بوجه الفاشلين والانتهازيين والطائفين ومتصيدي الفرص ، الذي يتحكمون بمصائرنا جميعا ومستقبل وطننا ،الذي بات على كف عفريت يتراوح بين مشروع التجزئة والتقسيم واحتمالات الحرب الاهلية .
العقدة هنا تكمن في تساؤل ، ان كان ساستنا الطائفيون على علم بالنتائج فهي كارثة وان لم يكونوا فالكارثة اعظم واخطر .
ان دارت "طاحونة " الموت الطائفية لا سامحا الله ، فلن تبقي ولا تذر شيئاً ، ولن تثبتهم في مناطقهم الطائفية كسادة واصحاب جاه وسلطان وانما ستحط من قدرهم وتضعف سلطانهم . ان لم نقل ان نارها تطالهم الواحد تلو الاخر.
على الشارع العراقي الاستمرار بروح المثابرة ومواكبة الاحداث والاتجاه صوب التغيير الجذري من خلال الحراك الشعبي ، وتصعيد الاداء الفعلي على ارض العراق ، وتوسيع رقعة التظاهرات والذهاب لخيار الاعتصامات المدنية المفتوحة . ورفض كافة المؤامرات الخبيثة الرامية لتفتيت العراق وطمس الهوية الوطنية وابراز الهويات الثانوية للشعب التأريخي .اما على نخب المثقفين والوطنين مسؤولية تأريخية في ظل الظرف الراهن ، بضرورة تثقيف المواطن بكل ما يجري من حوله من مؤامرات وفضح مراميها الكارثية ،والايمان بأن شعب العراق مكون واحد لا كما يروج الساسة والاعلام عن انه شعب المكونات .
ولتفعيل العمل البناء وتأسيس ارضية صلبة لانجاح الحراك الشعبي واهدافه العظيمة ، مسؤولية اخرى تلقى على عاتق النخب العراقية ، ضرورة ملحه في تأطير الحراك الشعبي بأطر سياسية ، ثقافية ، اجتماعية وطنية ، تطرح نفسها بديل عراقي خالص من الشوائب والتأثيرات الخارجية القادمة من خارج الحدود ، لضمان تصعيد العمل الشعبي الرامي للتغيير الكامل ، عندئذ فشل الساسة في الحكومة ومجلس النواب ينعكس نجاح لهذا المشروع وضعفهم ينعكس قوة .
فنجاح هذه الرؤية ونضوج مشروعها فيه نجاة العراق والعراقيين ، وهذه المسؤولية عليكم ايها السادة الافاضل سيخطها التأريخ فأما تخط بسطور ذهبية مشرفة او تخط بسطور سوداء مخزية يلعنكم عليها اجيال الاجيال ، فتكون اما لكم او عليكم .



#محمد_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو تداعيات تقسيم العراق..قراءة ( دولية ) القراءة الثالث ...
- سيناريو تداعيات تقسيم العراق ...قراءة ( اقليمية ) القراءة ال ...
- هادي المهدي..شهيد الحرية والكلمة الحق
- سيناريو تداعيات تقسيم العراق ...( قراءة محلية ) القراءة الاو ...
- حكومة بالوكالة !
- دماء العراقيين دين في رقاب المسؤولين
- الغاء وزارة الكهرباء ضمن حملة الترشيق الحكومي !
- تداعيات تصعيد الرياض ضد دمشق ..الى اين !
- الإنسحاب الأمريكي من العراق ... هذا ما لا يريده الإيرانيون ف ...
- جيش من الاشباح في وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين !
- دكتاتورية الحاكم وإرادة الشعب العراقي !
- أكذوبة الديمقراطية وحقيقة الدكتاتورية في العراق !
- تساؤلات مطروحة وصراعات سياسية مفتوحة وانتهاكات لحقوق الانسان ...
- المخابرات الإيرانية تخترق مصر..قراءة في الاحداث و الاسباب و ...
- قراءة في أبعاد زيارة وزير الخارجية الإيراني الى العراق
- الثقافة و النظام الديمقراطي.. الحل و الخلاص
- في العراق..الديمقراطية وهم و سراب أم حقيقة مغيبة و معلقة؟!
- الشعب هو البديل والشباب هم الخيار
- سقطت الاقنعة وتعرت الوجوه وبانت صفرة ملامحها الكالحة .. شباب ...
- التزاوج ألا مشروع في العراق بين .. الدين و المال والسياسة ، ...


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الياسين - رسالة تنبيه عراقية !