أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رضا السمين - الثقفوت في تونس والخوف من الحرية














المزيد.....

الثقفوت في تونس والخوف من الحرية


رضا السمين

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 20:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



يتألف المجتمع الحرّ من ثلاث منظومات مستقلّة ومتداخلة في الآن نفسه : الأولى هي دولة ديمقراطية في حياتها السياسية، مؤسسة على إجماع مواطنيها على التبادل السلمي للسلطة، وفصل السلطات، وحكم العدل والقانون. والمنظومة الثانية هي اقتصاد مبدع في مساره، مؤسس على المبادرة الفردية، والملكية الشخصية، والتراحم الاجتماعي، والتبادل المفتوح. والثالثة هي ثقافة استقلال ذاتي في المجال الأخلاقي، مؤسسة على مكارم الأخلاق لدى الأفراد: ضبط النفس، احترام الآخر، طاعة القانون، والاهتمام بالشأن العام، هذه المنظومات الثلاث ينبغي أن تعمل مستقلة ومتعاونة، تراقب كل واحدة منها الأخرى، وتتوازن بها ومعها، والمجتمع الحرّ ينبني على الفهم والبحث عن الأفضل، يتساءل من أجل الفهم، ما هذا ؟ وعن حقائق الأدلّة، هل الأمر هكذا فعلا ؟
الانتخابات الحرّة لا تكفي فلا بدّ من ازدهار اقتصادي ونموّ اجتماعي يمكّن الناس من حياة طيّبة وكريمة، وما لم تتحسّن حياة الناس فإنّهم لن يحبّوا الديمقراطية والتعدّدية ولن يروا التنمية والكرامة، والازدهار الاقتصادي يتطلب الالتزام الشخصي لملايين الناس ليأخذوا زمام المبادرة، فنعمل ونخاطر ونستثمر ونحلّ المشكلات اليومية، وننتج الوقائع والحقائق، والتعاون مع كل الذين يتوقّف عليهم نجاح أعمالنا، فالنموّ والثروات لا تحدثهما القوانين... بل المبادرة والمسعى الفردي والدعم المؤسسي والثقافة المدنية والمسؤولية الشخصية والعدل.
إنّ أهداف الثورة هي الوصول إلى مجتمع حرّ ينبني على المواطنة والديمقراطية والإسلام في دينامكية لا تنفصم تؤسّس لكرامة مجتمعنا وأنواره، تنتج مؤسسات سياسية ديمقراطية، وجهات كريمة ومبدعة في المجال الاقتصادي، وثقافة الاستقلال الذاتي والتراحم والحكمة والفضائل العملية.
ولكن الثقفوت في تونس بدلا من العمل وإنتاج المبادرات للمساهمة في تحقيق هذه الأهداف فإنه كلّما فتح أحدهم فمه كأنه يطلق الريح... هذا الثقفوت الذي لم نسمع له رِكزًا طيلة سنوات المخلوع، لا همّ له اليوم سوى استفزاز الناس لحرف أنظارهم عن أهداف الثورة وتعطيل مشروعية الشعب. كم هو خائف هذا الثقفوت من 23 أكتوبر، كم هو خائف من الحرية !!
الصراعات الأفقية في الديمقراطية، حول البرامج والحلول للمشاكل، هي وحدها التي توفّر الشروط الضرورية التي تجعل الصراعات الاجتماعية تفضي إلى تقدّم وإلى ظهور الجديد من جوف القديم، وليس الإشهار الرخيص للنفس بالحرب ضدّ الإسلام، تعالى الله عمّا يصفون علوّا كبيرا، والتآمر على الشعب بمعارك وهمية، المقصود منها خلق البلبلة في البلاد والتشويش على انتخابات المجلس التأسيسي.
وإنْ لم ينتهوا... فإنّ ساعة المحاسبة آتية لا ريب فيها.
هذا الثقفوت يخشى الديمقراطية ويرتعد من نتائجها، مع أنّ الثورة جاءت لتقطع مع فكرة وعادة أنّ السلطة مسألة حياة أو موت، ولتأكّد على التبادل السلمي للسلطة ضدّ منظومة الاستبداد والفساد، وأحقية الرأي والرأي الآخر، ولتقوم مجتمعاتنا من جديد بالإبداع والمبادرة من أجل البحث عن الأفضل.



#رضا_السمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة الثورة ضدّ القلوب الباردة
- لا للمقامرة بمستقبل الوطن
- الجمهورية الديمقراطية لا -نظام الكمين-
- اليسار الإسلامي واستعادة القدرة على التخيّل
- تونس : شعبٌ صنع شمسًا من جسد
- إنتصارا آخر كهذا وتكون الكارثة !
- الخرق
- امرأة الليل
- البراكين المهادنة -2- كنتِ لغة تساوق أسوار الصمت
- البراكين المهادنة - لماذا أنزفكَ والأرضُ؟
- زواج أزرق
- هُناك حَيث لا هِي ولا أحدْ
- ظهر الفساد في البرّ والبحر...
- مهندس القيروان
- ونَعَبَ الخبراء...
- عيون لا تنام
- الظلال أهمّ من كائناتها في الصحراء


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رضا السمين - الثقفوت في تونس والخوف من الحرية