جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 13:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يتطرق القرآن في سورة الرحمن الى الفناء و الانهيار كنهاية لكل ما موجود ماعدا الله
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ
و اني اتذكر كيف ان Tithonusابن الملك Laomendon يتكلم في قصيدة الشاعر الانجليزي Tennyson عن همسات الازلية و حسده لقابلية كل شيء على الموت بعد فترة محددة من الزمن و يتوسل من الهة الفجر Aurora ان تسمح له بالموت الان و يندم على الازلية التي طلب منها سابقا لانه عرف الان قساوة الازلية و يريد ان يموت:
The woods decay, the woods decay and fall,
The vapours weep their burthen to the ground
Man comes and tills the field and lies beneath,
And after many a summer dies the swan.
Me only cruel immortality
Consumes
و اني لا اعتقد بان الله يحب الازلية ايضا فهو فان معنا و لا يبقى شيء من وجه الجلال و الاكرام لان الله حتما سيمل من الازلية القاتلة في يوم من الايام. ماذا تعتقد هل سيبقى الله بلايين السنين الضوئية؟ الى متى؟ فلو بقى الله الى الابد لفقد كل شيء طعمه و رائحته و تعرض الى لعنته بنفسه.
لربما يتجاوز عمر الكتاب المطبوع على الورق 100 او 200 سنة و لكن النهاية اتية لا محالة . خزن الكتب رقميا لاسباب كثيرة (مثل المساحة التي تتحول شيئا فشيئا الى مشكلة كبيرة او لان الكتب تكبلنا بقيود الزمان و المكان) تقصر من عمر المنشورات الى درجة كبيرة بحكم قصر عمر اقراص الخزن الرقمي الى 10 او 20 سنة اضافة الى انها تفتح الابواب للقرصنة و السرقة و التدمير و تعرض علم الانسان الى خطر لخزنه في مكان واحد فقط بعكس المطبوعات على الورق التي توزع بنسخ كثيرة في جميع انحاء العالم. السر في البقاء على الحياة هو قابلية الاستنساخ و توفر نسخ من الكتب في المكتبات او المحلات العامة لا على اقراص اشخاص معينة كفيلة باطالة عمرها و لكن عملية الاستنساخ هي فقط صورة تتلاشى ملامحها و الوانها بمرور الزمن مثل الانسان لان استنساخ صورة من صورة من صورة تضعف جيناتها.
لا تعتقد ان ما تكتبه بعد اليوم ازلي او تقرأه اجيال من بعدك مثل الكتاب لان ما تكتبه اليوم يموت قبل ان تموت بسنين طويلة. قال Steve Jobs في الموت بركة او بعبارة اخرى في الازلية لعنة و لكن الانسان رغم ذلك ينشد الازلية الفانية فاين المنطق؟
www.jamshid-ibrahim.com
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟