توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1044 - 2004 / 12 / 11 - 05:47
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ترن في أذني جملة قالها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر منذ أربعين سنة "إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية "
على ضفاف هذه الجملة الخالدة..يعاجلني البكاء وبحرقة على كلمات كتبتها بصدق ومجانا على مدار خمس سنوات لصحيفة تحمل لافتة وطنية ناصعة..!! لأجدها بعد اتفاق "واي ريفر" مذبوحة بسكين الرقيب الفلسطيني للأسف..ولم ير أحد سواي الدم الطافح على الصفحات الباهتة ، مما جعلني أفر خجلا من وجه كلماتي..وأعتكف .
* * *
بعد سنتين وجهت لي صحيفة أسبوعية الدعوة للمشاركة على صفحتها الأخيرة بعمود ساخر.. ووافقت سلفا على أي مبلغ أشترطه لمقالاتي..لكن رئيس التحرير فوجىء أن ما أكتبه ليس للبيع وأن شرطي أبسط مما يتوقع وهو أن تنشر كتاباتي كما ترد من المصدر دون حذف أو تعديل..وفعلا استمر هذا الاتفاق الجنتلماني حتى توقفت الصحيفة عن الصدور لأسباب أمنية..!!
* * *
قبل فترة قصيرة قبلت دعوة أخرى للمشاركة في أحد المواقع الإلكترونية المحترمة وبالفعل تواصلت معه ووجدت تجاوبا مشجعا من القراء ولكني صدمت بالموقع إياه ينكأ الجرح القديم ويتعامل بالقطعة وحسب ملائمة رأيي لتوجهاته ولا يحترم العبارة التي تزين ذيل صفحته الرئيسة " المقالات تعبر عن رأي أصحابها فقط " .
* * *
إن أزمة التعبير عن الرأي قديمة قدم الإنسان ذاته وهي في الحقيقة أزمة تخلقها أحادية الفكر التي لا تتقبل الفكر الآخر إما خوفا أو تسلطا
وهذه الأحادية بدأت تتغلغل في المؤسسات الأهلية الخاصة بشكل ملفت للنظر بعد أن سيطرت على المؤسسات الحكومية تماما .
* * *
أعرف عددا كبيرا من كتاب الكلمة دفنوا أحياء في مقابر الصحف ودور النشر ..دون أن يجرؤ على تأبينهم أحد لانهم ظلوا أوفياء للضمير ونبض الشارع ولم يكتبوا بالقلم والمسطرة حسب الطقس اليومي للزعيم فلان أو لرئيس التحرير علان..!!
* * *
الكاتب الحقيقي ليس مرتزقا أو سلعة وانما هو إنسان تحكمه الحقيقة حتى لو وقفت على أنف الفرعون ويختار دون تردد حالة السلام مع نفسه رافضا الإغراءات أو التهميش أو الوعيد .
* * *
لعل المراقبين يلاحظون تفاقم أزمة التعبير في الشارع العربي والفلسطيني خاصة والذي تجلى في رسائل التهديد لكتاب سلطة أختلف معهم في الرأي لكني اتفق مع نفسي ومعهم في حقهم الأكيد في التعبير وما جرى مثلا لنبيل عمر يندى له الجبين..!! ويرجعني بالذاكرة إلى لحظات سوداء في تاريخنا تم فيها الاعتداء على كتاب ومفكرين كبار بدء بابن المقفع وابن رشد وانتهاء بعبد الستار قاسم..!!
* * *
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟