أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طيب تيزيني - -الربيع العربي- والمسار الفلسطيني














المزيد.....


-الربيع العربي- والمسار الفلسطيني


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 08:54
المحور: القضية الفلسطينية
    



كانت المرحلة الأخيرة، التي سبقت اشتعال "الربيع العربي"، قد أفصحت عن نفسها، بالنسبة إلى المستشرق والباحث العربي الآخِذَيْن برؤية منهجية لا تاريخية، بما يقترب من "ورقة نعْي" للمجموعات العربية الراهنة، ولا نقول للنظم "السياسية" العربية. فالسياسة كانت قد سُحبت من معظم المجتمعات العربية بدءاً من إخفاق الوحدة بين سوريا ومصر التي قامت عام 1958، وقبل ذلك بالنسبة لمجتمعات عربية أخرى، ربما لم تعرف السياسة، من حيث الأساس. إذ بدلاً من السياسة، بمعنى (تدبير المدينة القائمة على التعددية والحرية)، مارست الانقلابات العسكرية والعشائر والقبائل والطوائف وغيرها، الوظائف المطلوبة. لكن مجموعة من التحولات التي كانت تطرح نفسها هنا وهناك من المجتمعات العربية، انطلقت من مرحلة ما بعد الاستقلالات الوطنية، خصوصاً على صُعُد الثقافة والتعليم والاقتصاد والحراك الاجتماعي المفتوح، مع انفتاح على تجارب الشعوب، مِما أنتج نمطاً من النظم السياسية الليبرالية بحامل اجتماعي حيوي، تمثل في الطبقة الوسطى.

لكن ذلك وما جاء معه في مرحلة النفط السياسي انطلاقاً من السبعينيات، راح يخترق النظم العربية ويؤسس لحالة معقدة من الفساد والإفساد تدعمها سيولة مالية متصاعدة من ريع النفط المتدفق، بحيث راحت أطراف من الغرب الاستعماري تسعى لفتح مواطئ قدم لها في "عالم الشرق، عالم العجائبية والنفط"، والمسألة تسلك مسارها على هذا النحو، مُرافَقةً بواحدة من أكثر المشكلات المعلقة اضطراباً ومأساوية وخذلاناً، نعني مشكلة فلسطين. وعلينا أن نتبع هذه المشكلة المعلَّقة حتى الآن، منذ ستة عقود ونيّف، يداً بيد مع تعاظم أدوار ذلك النفط "السياسي" في العالم عموماً ومع ما سينتج عن ذلك من عقابيل كبري، مثل تغييب الفكر السياسي والمدني العلماني ونشأة نمط أو أنماط من الفكر الديني المتزمّت، إلى المتشدد والظلامي المغلق، فالتكفيري المحارب، وغيره.


فمع تحول قضية فلسطين إلى "نكبة أولى عظمى"، وبروز حلول عربية لها تأتي من واقع هذه النكبة ومع نشوء "فكر تحريري" وطني وقومي وعلماني وماركسي...إلخ، كان الفكر الديني الإسلامي بكل الأنماط المذكورة سابقاً، اتجهت الآراء المختلفة على نحو راح يعزز الفُرقة والاختلاف والتضارب ثم التقاطب والتضارع، وأخيراً الاحتراب (وأحياناً التخوين). تلك كانت محطات مختلفة في مسار واحد جامع، وإذا كان الفرقاء الممثِّلون للآراء المختلفة المذكورة، قد اتجهوا نحو هدف عرّفوه بأنه "تحرير فلسطين"، فإنهم سلكوا دروباً يُكتشف بعد حين أنها قد تلتقي -في منعرجاتها- على ما لا يقود إلى صيانة هذه البقعة. وهذا ما قاد إلى واقع الحال المهيمن راهناً، على صعيد ما نحن بصدده الآن.

ها هنا في هذا المقصد من المسألة، نعلن أن وجه إيراد قضية الربيع العربي في سياق المسألة الفلسطينية، وإيراد هذه في سياق تلك، إنما يأتي من عدة أوجه، الأول من هذه الأخيرة يتمثل في أنهما كلتيهما تحوز على الأهمية التاريخية، التي تحوز عليها الأخرى. فهما كلتاهما -وكل في السياق الزمني الخاص بها- تمارس دوراً ريادياً في مسار التحرر العربي العمومي، بما فيه من احتمالات تقدم حضاري. ويقوم الوجه الثاني على أن كلاً منهما برزت مع بروز وتصاعد حضور قوة عالمية يمكن أن تمارس دور الهيمنة على العالم العربي، نعني الاستعمار الغربي الإمبريالي في الحالة الأولى، والنظام العالمي الجديد -العولمي، الذي لا يحتمل ولادة حركات تحرر نهضوي تنويري في سياق وطني وقومي، في الحالة الثانية. ويبقى الوجه الثالث ويُفصح عن نفسه في أن وقوع القضية الفلسطينية، إذ وقعت في أيدي ذئاب الاستعمار الاستيطاني، فإن حلاً قائماً على "العدل الدولي" جرى تعليقه إلى أجل غير مسمى، في حين أن الربيع العربي إن لم يُبحث عن استحقاقاته العظمى برؤية تاريخية مفتوحة الآن، فإن تحققه، قد لا يأتي مرة أخرى في زمن قادم.

من هنا، تبرز رهافة الحل أو الحلول المقترحة لذلك الربيع، وخاصة ما يتصل بمكونات الأدوات التي تعالجه وتتصدى لصعوباته على نحو يمكن أن يضمن مساراً وطنياً وديمقراطياً للانتصار.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف أوباما: هذا ما يغضبنا
- الطبقة الوسطى والانتفاضات
- الأيديولوجيا : المواقف والمعارف
- الحروب والمنظومات الأخلاقية
- الدولة المدنية والإسلاميون
- المسار التاريخي العربي
- الإصلاح والسلاح
- الاستبداد والوعي التاريخي
- كلمات في عمل جدير بالقراءة


المزيد.....




- أحمد الشرع: سنشكل حكومة شاملة وسنعلن في الأيام المقبلة عن لج ...
- مراسم يابانية قديمة لجلب الحظ والسلامة البحرية في فوكوكا
- القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضا ...
- وزير الدفاع اليوناني يطلب رسميا من سفيرة فرنسا توضيحات حول ص ...
- ترامب يعرب عن تعازيه إثر مقتل روس في تحطم طائرتين بواشنطن وي ...
- صحيفة تكشف التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات بشار الأسد قبل س ...
- السفارة الروسية في واشنطن: نعرب عن تعازينا بضحايا حادثة الطا ...
- مرتضى منصور يهدد ترامب: التراجع أو المحاكمة أمام الجنائية ال ...
- وكالة: الشيباني يشارك في مؤتمر دولي حول سوريا في باريس
- واشنطن تخطط لتفجير اختباري للبلوتونيوم العسكري


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طيب تيزيني - -الربيع العربي- والمسار الفلسطيني