أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - هامش على الفتنة الطائفية فى مصر















المزيد.....

هامش على الفتنة الطائفية فى مصر


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاعدت أمس فى شوارع القاهرة مشاهد االعنف ذى الطابع الدينى / الطائفى عقب قيام قوات المجلس العسكرى الحاكم فى مصر بأطلاق الرصاص على أقباط متظاهريين مما أدى لسقوط عشرات القتلى والمصابين و بما يعكس حدة التوترات الدينية والطائفية فى مصر التى تسارعت فى مصر عقب نجاح ثورة 25 يناير .

وممالا شك فيه أن الحضورالسلفى والإخوانى الكثيف قد ساهم بشعاراته ومنشوراته و تخريجاته السياسية و الدينية فى تنمية مخاوف أقباط مصر , وحيث عمدوا إلى التشكيك فى أحقية الإقباط فى المواطنة الكاملة وفى الإنتماء للأمة المصرية تحت مسوغ الدفاع عن المادة الثانية من الدستور وعن ما أسموه " بالهوية الإسلامية لمصر " .

صعود المطالب الطائفية عقب سقوط مبارك يترجم واقعة تفكك قبضة السلطة المركزية الإستبدادية والأدوات الأمنية القمعية التى كانت فاعلة فى تحجيم تلك المطالب . ولكن ثمة حاجة للتأكيد الآن على مشروعية الطلب القبطى المتداول وأثبات أنه يستوجب التحقيق بعد تاريخ طويل من الحيف السياسى والإجتماعى المستمر .

ومن هنا يثورالتساؤل حول دور الدولة فى تكريس الشقاق الطائفى بين أقباط ومسلمى مصر, وعن ماهية " البعد الطبقى " الفاعل بين ثنايا هذا الحدث الطائفى .

من الثابت أن الدولة المصرية رحلت فى عهد مبارك عن كفالة مجالات أجتماعية وأقتصادية وخدمية عديدة و بأثرمن تطبيق نظام الخصخصة الإقتصادية وقوانين السوق .وفقدت عبر تلك السياسات هامشآ مؤثرآ من أستقلالها فى صياغة القرار الإقتصادى / السياسى تحت ضغطوط وأملاءات مؤسسات التمويل الدولى وشروط برامج التثبيت والتكييف الهيكلى التى أجبرت على تنفيذها .

وواكب ذلك سيادة ظواهر الفساد السياسى والمالى والمؤسسى التى أدت لضعفت وظائفها المنعية والتنظيمية , وتآكل كثيرمن مقومات جهاز الدولة لاسيما سطوة القانون ومبادىء المساواة بين الجميع . كما أدى الجمود السياسى وتفاقم أزمة التطورالديموقراطى والنكوص عن معايير الكفاءة والتجويد كسند للصعود السياسى و الإدارى فى الدولة المصرية إلى العودة للقيم التقليدية والإنتماءات الدينية والعائلية داخل هياكلها ومؤسساتها .

وهكذا ضعفت الضوابط القيمية الحاكمة لفكرة الدولة فى مصر, وأصبحت تلك الدولة منتجة للتمزقات فى بنية التكامل القومى لأنها تميز بين المواطنين على أسس الدين والعرق والإنتماء الجهوى .

هذه الدولة كانت صانعة للإنقسامات الإجتماعية بين أقلية من السراة أغدقت عليهم مزايا الخصخصة و المال العام كقروض وأراضى وبنية أساسية وتراخيص وبين غالبية من المعسورين والفقراء الذين كانوا يدفعون ثمن الثراء الفاحش للأغنياء و من أموالهم .

فالثابت أن التوسع الإقتصادى والثقافى لنظام ( المساواة الإجتماعية ) يساهم فى حركة الإستيعاب والإندماج بين المواطنيين و بما يخلقه من نموذج حياة واحد لدى مختلف الجماعات التى تفقد لها السبب تاريخيتها الخاصة و تضامناتها الذاتية وتشرع فى الإنحلال فى الجماعة الكلية الجديدة .

الدولة المصرية فى عهد مبارك عجزت عن أنتاج هذا النظام المساواتى ولذلك صعدت العصبيات العرقية والعشائرية , وخرجت فئات أجتماعية ( قطبية ومسلمة ) عبر محطات ( غضب طائفى / دينى ) لتبرهن عن ضعف ووهن الموحدات الأساسية لهذه الجماعة المصرية الجديدة .

تغير الطبيعية الطبقية للدولة المصرية وأنحيازاتها الإجتماعية وسلب قرارها الإقتصادى وتزايد أندماجها فى المنظومة الرأسمالية كانت روافع لتكريس أوجه الشقاق القومى ,وأستبعاد فئات أجتماعية ومذهبية وجيلية متعاقبة من المشاركة السياسية وهياكل الدولة والفضاء العام .

فقد تراجع مبارك عن تقديم حلول حاسمة لإشكاليات التوافق الدينى / التعددى , وعمد لتوظيف تلك التناقضات لمصلحة أستمراره و بقاءه فى السلطة . ومن هنا فقدت الدولة أوراق الدينامية السياسية الخاصة بأساليب التجديد والتوحيد القومى ولم يعد لها دور فى أحياء الواجبات والإلتزامات القانونية والأخلاقية المبدئية التى تفرضها علائق أنتماء المواطن لدولته وأمته .

وهوالأمرالذى أنعكس فى تغذية الثقافة الإنعزالية داخل السعب القطبى , وفى أنسحاب قطاع عريض منه عن ممارسة السياسية والعمل العام حيث أصطدموا بغياب الدولة الداعم لأفكار المواطنة و المساواة , وبمناخ التعصب السلفى وخطاب الذمة التاريخى كبديل عن قواعد و مبادىء المواطنة الكاملة .

فهؤلاء الأقباط لم يجدوا البيئة الداعمة لمشاركتهم السياسية والمجتمعية الأمر الذى دفع بهم لحاضنة ( الكنيسة والطائفة والملة ) وكملاذ لترديد مطلب ديانى " خاص فى ظاهره " , ولكنه يترجم فى النهاية مشاعر جماعية محاصرة ومكبوتة جراء عوامل الإستبعاد السياسى والإجتماعى والوظيفى القائمة .

ولذلك يمكننا القول بأن هذه الحركة الطائفية القبطية كانت فى الواقع حركة أجتماعية ترفض أنحيازات الحكم فى التوزيع غير العادل لمقاديرالثروة والسلطة , ولكنها تتدثر بالتعبيرالدينى لطرح مطلبها السياسى والحقوقى الأصيل .

التظاهرات والإحتجاجات و الإعتصامات لقبطية المتتالية فى مصر لا تجد تفسيرها الإ فى سياق أزمة الإندماج والشقاق القومى التى أنتجها نظام مبارك وفى التراجع عن أفكار الدولة والأمة المدنية الحديثة .

الملف القبطى ليس مسطورآ بطلاسم اللغة المصرية القديمة ولكنه مكتوب بمداد بواقع التمييزومعطيات الحصار بين " مطرقة أسلام سلفى " يواجههم كأهل ذمة ومواطنين من الدرجة الثانية , وبين " سندان السلطة " التى تكرس أوجه التباين والتفاوت الإجتماعى والسياسى فى مواجهتهم .

الموحدات القومية للأمة المصرية والعلاقة بين قطبيها تستوجب تجديد عقدها الإجتماعى فى أطار دولة المواطنة وعبرمنظومة القيم الدستورية والسياسية العلمانية والحديثة .

فى مصر الجديدة الحرة والأبية بعد ثورة 25 يناير - فأن واحب أستعادة ثقة الشعب القبطى رهن بعلاج صحيح لتاريخ من التميز الصارخ فى مواجهتهم , و لن ينجز ذلك الإ بتدشين دولة مدنية ديموقراطية واعدة تستبعد الدين عن نطاق المناورات السياسية والدهرية , وتساوى بين الجميع تحت شعار : " الدين لله و الوطن للجميع " .
عماد مسعد محمد السبع .



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استتابة العلمانيين فى مصروتونس
- الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة التونسية
- القاعدة فى ليبيا - الدوافع والمخاطر.
- مستقبل العلاقة بين الإخوان المسلمين وأمريكا
- أفكارحول ربيع الثورة فى أوروبا
- ملاحظات حول مأزق التعددية الثقافية فى أوروبا
- الليبرالية الإجتماعية ومستقبل النظام السياسى العربى
- ملاحظات حول صعود تيار الإسلام السياسى فى قلب ميدان التحرير
- إعادة اختراع السياسة فى واقعنا العربى
- المجلس العسكرى يقود الثورة المضادة فى مصر
- الثورة واليسار الغائب فى مصر
- القضاة ودورهم فى الثورة المضادة بمصر
- الثورة فى مواجهة وسطية الفكرالعربى المعاصر
- متى تبدأ الثورة على السلفية الوهابية ؟
- الإنتفاضات العربية بين طابع السلمية وحتمية العنف الثورى
- الأردن .. هل ينجو من طوفان الثورة العربية ؟
- الخيال والمفاجآت الإدراكية لشباب الثورة العربية
- الوعى الزائف بالتاريخ .. مصر تمحو حقبة مبارك !
- الميدان .. خاطرة حول طوبوغرافيا الثورة
- الصين والكونفوشيوسية وربيع الثورة العربية


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد مسعد محمد السبع - هامش على الفتنة الطائفية فى مصر