شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 20:55
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
مّا كلّ ما يتمنّى المرء يدركه تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن / المتنبي / .
هل سوف تتحقق أمنياتنا وأمنيات شعوبنا بان تأتي رياح التغيير حسب ما نشتهي أمّ أنّ الرياح سوف تكون على عكس ذلك ؟
الربيع العربي وبعض المطالبات بتطبيق الشريعة , إلى أين ؟
دبّت الخلافات الجدّية والخطيرة بين الثوار الإسلاميين والليبراليين في ليبيا .
إليكم الخبر التالي :
يرى مراقبون أن الجناح الإسلامي ، وهو صاحب الثقل الأكبر داخل الثورة الليبية ، يرفض التعاون مع معظم المسئولين المنشقين عن نظام ألقذافي ، ولا يثق بهم ، ويطالب بمحاكمتهم بحكم مسؤوليتهم في المشاركة في العديد من جرائم النظام . كما أن بعض قادة هذا الجناح يرفضون التعاون مع حلف الناتو ؟.
الجدير بالذكر أن الجناح الليبرالي في المجلس الانتقالي الليبي هو الذي لعب دورا كبيرا في استدعاء قوات حلف الناتو للتدخل إلى جانب الثوار، كما انه أثار غضب الإسلاميين عندما حمل الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي رسالة إلى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يتحدث مضمونها عن رغبة في إقامة علاقات معها، أي إسرائيل، وهي رسالة أكدها ليفي ونفاها المجلس الانتقالي.
وكانت هذه الخلافات طفت على السطح عقب اغتيال الجنرال عبد الفتاح يونس رئيس هيئة أركان قوات المعارضة، من قبل عناصر تابعة لسرية "أبو عبيدة الجراح" المعروفة بميولها الإسلامية المتشددة .
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=450673
يقول الثوار في ليبيا أنّ التيارات العَلمانيّة كانت أصلاً مع ألقذافي ؟
أول الغيث ,, كوارث ,,.
قبل عدة أيام أذاعت قناة الجزيرة خبر مفاده :
الشعب الليبي يطالب بتطبيق الشريعة بعد الانتهاء من ألقذافي وأعوانه ؟
الربيع العربي , هل سوف ينتهي بحكومات إسلاميّة حسب مناداة الشعوب ؟
سوريا تسير بهذا الاتجاه ولو أنّ الوقت لازال مبكراً بالنسبة لنظام الأسد بالرغم من تشكيل المجلس الوطني ويقال أن الدكتور برهان غليون مرشح للرئاسة ؟
قال الدكتور في لقائه مع أحمد منصور ( الجزيرة ) أنه أي غليون سوف يتفرغ للجامعة بعد الإطاحة بالنظام وقال * هذا وعد * ؟
كذلك يُقال بأن المجلس الوطني السوري تمّ تشكيله بدون تعيين أو موافقة من الثوار أو المحتجين الذين يقومون بالتظاهر كل يوم ؟
أي عيّنوا أنفسهم ؟
يقول الأستاذ وحيد صقر – مدير المرصد السوري – في لندن :
لا برهان غليون ولا هيثم منّاع ولا هيثم المالح ولا حسن عبد العظيم يُمثلون الشعب السوري ؟
ما هي الشريعة , كيف نفهمها , من يريد تطبيقها , هل كان هناك نظام تقوده الشريعة ومتى ومن هو أول حاكم ؟ كثيرة هي الأسئلة
الدكتور برهان قال بما معناه :
هناك فرق بين دولة إسلاميّة وبين حكومة إسلاميّة ,,
تركيا دولة إسلاميّة ولكنها حكومة عَلمانيّة وقال بأن النموذج التركي أفضل النماذج .
( من المهم هو ضمان حق كل فرد أو مجموعة في حريّة الاعتقاد وممارسة شعائره كسلوك فردي بين الشخص وما يعتقد به دون وسيط سياسي أو وصايّة قانونية أو اجتماعية من أحد وعلى أساس ألا يتعارض مثل هذا الاعتقاد في مضمونه أو مقتضيات سلوكه مع مصالح المجتمع العامة ومقتضيات العقل والعلم بأي حال من الأحوال باعتبار * أنّ العقيدة الدينيّة من هذه الزاوية هي شكل من أشكال الإشباع الروحي الخالص للفرد في ذاته ,, ) .
حسب ظنّي هذا القول للأستاذ محمد عابد الجابري .
هل يطالب الشعب الليبي بدولة إسلاميّة على غرار تركيا ( دولة إسلامية , حكومة عَلمانيّة ) أم على غرار * دولة النبي محمّد *
ولكن هناك سؤال , هل أوصى محمّد بدولة وما هي تلك الدولة وكيف تبدو ملامحها وهل هناك آيات أو أحاديث تؤيد قيام تلك الدولة وتطبيق الشريعة ؟
أنا أتمنى أن تكون دولنا مثل تركيا ولو أعتقد بأنه حُلم بعيد المنال ولكن ...
الأقرب لفترة النبي محمّد هم : أبو بكر – عمر – عثمان – علي وباقي الصحابة , أليس كذلك ؟
لا يوجد لدينا أدلة سوى * كتب التاريخ * بعد وفاة محمّد ,, ماذا حصل ؟
قبل ذلك نقول ,, ما هو الفرق بين * الروحي * وبين * الموضوعي * ؟
الروحي : ألاعتقادي هو علاقة الفرد بربه .
الموضوعي : هو علاقة الناس ببعضهم البعض من ناحية وبما حولهم من مظاهر الطبيعة والبيئة من ناحية أخرى .
هل السلطة السياسية في الإسلام شأن دنيوي موضوعي من شؤون الناس أنفسهم ولا صلة لها بحكم أو عقيدة دينية ؟
إذا السلطة شأن دنيوي فتكون المطالبة بتطبيق الشريعة مخالفة وخطيئة ؟
أمّا إذا كانت شأن ديني ولها صلة بصميم العقيدة فتكون المطالبة بتطبيق الشريعة حق لا يجوز الحياد عنه بالنسبة لمن يعتنق الإسلام .
ما هو الفيصل , كما ذكرنا سابقاً حوادث التاريخ وما جرى بعد وفاة محمّد هو الحكم القاطع ؟
ما حدث في السقيفة يؤكد بأن النظام السياسي شأن دنيوي لا علاقة له بالعقيدة .
كيف يختلفوا إذا كانت السلطة السياسيّة من صميم العقيدة , أين هي وصايا نبيهم في هذا الشأن , هل هناك آية أو حديث ولماذا لم يستشهد بهما أبو بكر وعمر عندما تنازعوا مع الأنصار ؟
الآية دليل ومعها الحديث ولا يستطيع المسلم أن يخالفهما وإلا سوف يخرج من الإسلام فكيف وهم الأوائل ؟
لو استعرضنا ما جرى في السقيفة * معروفة للجميع * سوف يتبين هل المطالبة مشروعة وهل فعلاً نحن بحاجة لتلك الشريعة التي تطالب بها شعوبنا ..
في 23 من هذا الشهر * الانتخابات التونسية * ثمّ مصر ,, اليمن السعيد لازال غارقاً في سعادته ؟ متى سوف تأتي الأحزان إذا كان اليمن بكل هذه السعادة ؟
سوريا لازال الوقت مبكراً .
السقيفة :
( حينما اختلفوا فيمن يخلف نبيهم كانت خلافات ومجادلات دنيوية موضوعية لا صلة لها قط بالدين كعقيدة ,, ) كيف ؟
قال الأنصار * نحن أحق بها لأننا من آواه ونصره * يقصدون محمّد .
قال المهاجرون * نحن أحق لأننا أسبق في الإسلام ومن هجر أهله وماله معه وفي سبيله نحن قرابته ( هل لابدّ أن يكون الحاكم أو الخليفة قريباً من الحاكم الذي يغادر الحكم لأي سبب ) ؟
قال الأنصار * منا أمير ومنكم أمير * فقال المهاجرون * منا الأمراء ومنكم الوزراء *
لو كان هناك نص أو وصيّة ثابتة واضحة هل احتاجوا إلى هذا الجدال ؟
اختلف الأنصار فيما بينهم فمنهم من اقتنع وبايع أبو بكر وهم الكثرة ومنهم من امتنع وأصرّ على موقفه وعلى رأسهم * سعد بن عباده * زعيم الأنصار * عاقد البيعة الأولى والثانية للنبي محمد قبل الهجرة والقائد العسكري يوم فتح مكة ثمّ قُتل بعد ذلك * غيلة *
كما اختلف المهاجرون فيما بينهم أيضاً ففي حين انتهت أغلبية الأنصار والمهاجرون من بيعة أبي بكر كانت فاطمة بنت الرسول تجول على ظهر جملها مع بعض المهاجرين في شوارع المدينة * تطعن في بيعة أبي بكر * وتحث الناس على مبايعة زوجها علي بن أبي طالب أبن عم الرسول وزوج ابنته ووصيه ,,,
ماذا كان الرد على فاطمة :
" لقد بايعنا الرجل * وهذا قول مشهور ..
إذا أبو بكر وعلي وفاطمة لم يحتجوا بنص من نصوص الشريعة فأين المطالبة بتطبيق الشريعة ,, أليست هذه أسئلة عقلية ؟
أين التقيد بنصوص الشريعة وهل كان هناك نص أصلاً ؟
ثمّ بعد ذلك كان هناك خطبة أبو بكر ,, من يقرأها هل سوف يجد فيها صلة مع نصوص العقيدة ؟ وكيف وأيّ فقرة من الخطبة تتماشى مع النصوص ؟
لقد وليت عليكم ولست بخيركم ,, فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ؟
ماذا يمكن أن نستخلص من هذه الوقائع * عقلاً * لعدم وجود نص صريح ؟
ما حدث في السقيفة وما قاله أبو بكر ولعدم وجود نص واضح وصريح حول شكل الحكم يؤيد بأن السلطة السياسية ليست من العقيدة بأي حال من الأحوال ..
دولة إسلاميّة وليس حكومة إسلامية وما هو الفرق ؟
دولة إسلامية أي بمعنى أن غالبية الشعب ينتمي للدين الإسلامي بغض النظر عن طريقة اعتناقهم للإسلام ..
حكومة إسلامية معناها محاولة تطبيق نصوص الشريعة على المجتمع بكافة أطيافه وأديانه وهذا هو الذي يجب مقاومته ورفضه مهما كان الثمن .
الحكم بأي دين من الأديان دائماً ما تكون نتائجه سلبية لا بل بدون أدنى شك هو مخالفة صريحة لحقوق الإنسان والأقليات ... الخ .
هل سوف تطالب الشعوب بتطبيق الشريعة ؟ هذا ما سوف تكشفه لنا الأيام القادمة .
ما هو معنى ربط الدين بالدولة ؟
ربط الدين بالدولة يؤدي حتما إلى حصول أبشع مظاهر القهر والاضطهاد. كيف؟
إن ربط الدين بالدولة يقف حاجزا أمام النهضة العلمية ، لأن كل اكتشاف يتناقض مع ما جاء في الأديان - وكم هي الأديان متناقضة مع الاكتشافات العلمية - إلا واعتبر زندقة وكفرا وهرطقة وكان مصير صاحبه القهر. والجميع يعلم ماذا كان مصير "غاليلي" نتيجة لاكتشافه أن الأرض تدور، في حين أن الكنيسة المسيحية تعتبرها ، مركز الكون وتقرّ بأن الكواكب الأخرى هي التي تدور حولها كما أن الجميع يعلم موقف مختلف المؤسسات الدينية مسيحية أو إسلامية من نظرية التطور الداروينية التي بيّنت بالحجة أن الإنسان وليد تطور كائن حي شبيه بالقرد حتى أنه يمنع في أمريكا إلى اليوم تدريس داروين ونظريته العلمية في المدارس والمعاهد التي تخضع للمؤسسة الدينية ! وما هذه إلا أمثلة قليلة على مناهضة الأديان للمعارف العلمية ..:
إن ربط الدين بالدولة يؤدّي أيضا إلى قمع حرية الفكر لأن كل تفكير يتنافى مع الدين كليا أو جزئيا يعتبر مروقا يُخََصّ صاحبه بالتنكيل فالتفكير والمعرفة لا يخرجان في العرف الديني عن تكرار وتأكيد ما جاء في "الكتاب المقدس" الذي يتحوّل إلى المصدر الوحيد للمعارف البشرية. وفي هذا نفي لتطور الفكر البشري وحكم عليه بالجمود والتقهقر. ولنا في تاريخ مختلف الأديان أناس عديدون ذهبوا ضحية جرأتهم في التعبير عن أفكار عقلانية مخالفة "للمعارف" الدينية. (مثال ابن رشد العربي الذي أحرقت كتبه ونفي نتيجة لاتهامه بالزندقة لأنه أدخل أفكارا مادية في الفكر العربي).
إن ربط الدين بالدولة يؤدي كذلك وبصورة حتمية إلى قمع الحريات السياسية. لماذا ؟ لأن الدين يعتبر الله مصدر التشريع ، كما يعتبر أن هذا التشريع تم وانتهى وحدّد للناس مبادئ لسلوكهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأخلاقي وما عليهم إلا أن يتبعوا تلك المبادئ من خلال إتباع خليفة الله على الأرض ، الملك أو الخليفة أو الإمام ، فالحكم هو حكم الله . وهكذا يسلب من الشعب حقه في ممارسة التشريع في كل ما يخص شؤون حياته ، لأن صفة المشرّع لا تنطبق إلا على الله . يقول أبو الأعلى المودودي ، وهو أحد كبار رواد الفكر ألإخواني بعد سيد قطب في شأن نظرية الإسلام السياسية إن :
"نزع جميع سلطات الأمر والتشريع من أيدي البشر... لأن ذلك أمر مختص به الله وحده... وبما أن الديمقراطية تكون فيها السلطة للشعب... جميعا... فلا يصح إطلاق كلمة الديمقراطية على نظام الدولة الإسلامية بل أصدق منها تعبيرا كلمة الحكومة الإلهية أو التيوقراطية
http://albadil.org/spip.php?article2338
/ ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟