|
من عالم إلى أخر 10/5
خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 14:12
المحور:
سيرة ذاتية
(أغلقَ الرجل الهرِم الراديو قائلا: أين ذهبت كل الأغاني القديمة الأولاد يعزفون هذه الأيام ، بالتأكيد، موسيقى مضحكة يعزفونها بأغرب الطرق. ) *
حالما إلتأم الجرح في خدي الأيمن، بعد العملية، بدأتْ قافلتنا بالأستمرار في رحلتها. وفي مقدمتها يسير، رويدا رويدا، (شبحٌ) لا يفارق السيجائر شفتيه ، وفي المؤخرة حمارً عنيد يحمل على ظهره قليلاً من الأمتعة ، وبينهما يسير فَتِيانْ لم يبلغا العشرين من العمربعد، وكانا يتناوبان في حمل أمتعة لم تستوجب إيداعها لدى الحمارلخفة أوزانها من جهة ولسرعة الوصول إليها من جهة أخرى: مسدس صغير، محشو بطلقتين فقط، لتخويف حيوان ضارى إن حاول الهجوم علينا، ونحن نسير في هذه المسالك الموحشة، ويجب إخفائه تحت الحزام تماما بموجب التعليمات، و راديو ترانسستر مربوط به من الخلف بطاريات أكبر من الحجم الذى يتقبله الراديو لكي يطول مدة إستخدامه للأستماع إلى نشرات الأخبار و فى أوقات محددة حصرا، وحسب التعليمات أيضا. ولكن المهمة الصعبة كانت قيادة حمارعنيد، بدون اللجوء إلى إستخدام العنف معه في بعض الأوقات، وخصوصا عندما كانت بعض أنواع الذباب تُهاجم مؤخرته بدون كلل. عندما كنت أُراقب عمليتي الهجوم والدفاع هذه لاحظت عجز هذه الكتلة القوية من العضلات(ذيل الحمار) عن إسقاط ذبابة واحدة بالضربة القاضية، رغم كل هذا الحركات العنيفة والمتوترة يمينا وشمالا. كان الحمار يرفض أن يركب ظهره أي عضو من أعضاء الفريق، وبالمقابل كان الجميع يمتنعون السير خلفه لحثه على الأستمرار في السير أثناء صعود المنحدر الحاد، تحاشيا للوضع الكارثي الذى يُعبِرُ عنه المثل العراقي القائل (من يمشي وراء الزمال يتحمل ضراطه) . عندما كنت أُقَلِبُ صفحات كُنْية هذا (الشبح) في رأسى لأجعله موضوعا لكتابة إنشاءٍ أو قصة قصيرة جدا، لأقرأه أمام مدرس اللغة العربية، المنفي إلى أربيل (محمود عبدالله)، حال عودتي إلى الدراسة أصف فيها (شبحا) حقيقيا يمشي على قدميه. قررت أن أُوجز هذه الكنية كما يلي:( إنه من أرباب السوابق الخطرين الصامتين، سبق وأن حُكِمَ عليه بالأشغال الشاقة لأكثرمن عقدين من الزمان، وهرب من السجن مرتين، وبعدها أُغتيل (سياسيا) من قبل (رفاقه) مرتين أيضا، كل ذلك قبل أن يتجاوز من العمر الثلاثة والثلاثون، وبعدها دخل إلى عالم المنسيين والصامتين أربعة أعوام أخرى قبل أن يعود بهدوء، و بمشيئته، إلى التحرك بصبروصمت لتحقيق شئ ما يجول في فكره، ومن دون أن يَدْرُكَ أو ينتبه أحد إلى ما في حسبانه، لربما للعب لعبة سياسيه غير متوقعة إن لم تكن خطيرة جدا. هكذا يتصرف أهل الحكمة وأصحاب التجارب، ويتحولون إلى أشباح أو جنود مجهولون عندما لا يستسلموا لليأس في ساحة لا يلعب فيها غير الكذابون والدجالون والمخادعون.) ولكي أنال رضى المدرس محمود الذي كان يطلب مني، كل مرة، أن أطيل في الكتابة بعض الشئ، كان على أن أُضيف بعض التلميحات عن طبيعة ما يدور في خلد هذا (الشبح)، لهذا سألته عندما كنا نصعد ببطئ المنحدر لمغادرة هذا الأخدود العميق الذي تَكَوَنَ بفعل عوامل ومؤثرات الطبيعة: سؤال: هل تريد أن تَستغِل الفرصة؟ جواب: هل بقت من فرصة لأستغلالها! وقد أحرقوا جميع الفُرَصْ وإستنزفوا جميع الطاقات. سؤال: إذا هل تريد أن تنتقم؟ جواب: وهل يوجد أقبح من سلوك الأنتقام في حياة الرجل السياسى؟ سؤال: إذا ما الخَطْبْ يا والدي؟ جواب:قلت(لَهُمْ) وكتب بأن الطيرلا يستطيع الطيران ليتحاشى الصيادين وشراكهم، ليُغادر الأرض ويرتفع إلى السماء إلا بتحريك جناحيه في أن واحد، و بحركات متناغمة، ولكنهم قطعوا جناحا من جناحيه وأفقدوا قدرته على الطيران وبدأ يفقد حتى موازنة نفسه وهو على الأرض....وكل ما أستطيع وأتأمله هو أن أساعده في إعادة توازنه بعض الشئ. إنتظر، يا ولدي، دهرأو دهران أو أكثر... وراقب ما يجرى في هذا البلد، العجيب، من بعيد، بعيون مفتوحة وحس مرهف وبدون قناعات أو قرارات مسبقة لكي لا تحترق أصابعك أو تفقد رأسك، إياك أن تُبهرك الأضواء المخادعة وتعمي بصيرتك ، حينها قد تحصل على جواب حقيقي لسؤالك ، لا تستعجل ولا تستعجل إذا كنت مولعا بمعرفة الحقائق.
* مقطع من أغنية: (ما هي الحقيقة) لJohnny Cash http://www.youtube.com/watch?v=S0KQWTBljjg&feature=slpl
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من عالم إلى أخر 10/4
-
كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 11
-
من عالم إلى أخر 10/3
-
من عا لم ألى أخر 10/2
-
كانت لمزاياهم نَكْهة خاصة بهم 1
-
من عالم إلى أخر 10/1
-
من عالم إلى أخر 10
-
من عالم إلى أخر 9/5
-
من عالم إلى أخر9 /4
-
من عالم إاى أخر 9/3
-
من عالم إلى إخر 9/2
-
من عالم إلى أخر 9/1
-
من عالم إلى أخر9
-
من عالم إلى أخر 8
-
كان لدينا من أمثالهم أيضا!
-
من عالم إلى أخر 7
-
من عالم إلى أخر 6
-
عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!
-
ثلاثة أسئلة تنتظر الأجابة من البروفيسور كاظم حبيب
-
من عالم إلى أخر 5
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|