أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد مبارك الكيومي - خارطة شرق اوسطية بمقاسات امريكية















المزيد.....


خارطة شرق اوسطية بمقاسات امريكية


محمد مبارك الكيومي

الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 14:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



...... مفردات من الظلم والقهر والاحتلال هــي لغــة الحوار السائدة في الشرق الاوســط , وولـــوج ثقافة الارهــاب والعنف المضــاد كلغة تحدى في ظــل "سياســة الكيل بمكيــالين " والذي فرضها الغرب على العرب وبــروزه كجواز سفر عبور الى المحيط العالمي ومحطـــة ترانزيت لتصدير العنف المضــاد في ظل غياب روح المبــادرة للتعايش السلمـــي مع الأخـــر بعد ان اصبحت روائح الموت والتي تفوح وتزكــم الانوف"روتيــن يومي " ومشاهد مالوفــة" في فلسطيــن والعراق ادخلـها الغرب كثقافــة شاذة ودخيلــة على المجتمعات العربيــة والتي طالما تغنت باسلمت الواقع العربي وذلك لخدمة ابناء العمومة بني صهيون الرامي الى جر المنطقة في مستنقع من الحروب والانقسامات الاهليـــة بين الاخــوان العرب و تصب في " معمعة " استعبــاد ألشرق الأوســط " وتبعيتــه للمشاريع الصهيونية والتي حفظت في اراشيف المنظمات الاممية وتسيسها لخدمــة الكيــان الصهيوني والتي تلكـــأ عليها الغرب لاضفــاء الشرعيــة والقانونيــة على مخططاتهم الشيطانية والسرطانية الخبيثة في المنطقة بينما تلكــأ عليهـــأ العرب لأسترداد حقوقهم المشروعة وانصافهم امام الله وامــام الانسانيــة جمعاء , فالعرب ظلمهم التاريخ وظلمتهــم الجغرافيــا والغرب المتحضر دائمـــا يذرف دموع التماسيح بل أحيــانا يذرف دمـــا على احداث مبرمجة صنعها بنفســـة ومن انتاجـــه الخــاص في هذة المنطقــة الملتهبــة من العالم , أن الغرب كتب بنفســة سيناريــو احتلال دولتين عربيتين عزيزتين على قلب كل مسلم غيور على مصالح الامة من المحيط الى الخليــج وكان احتلال فلسطين( بدءا ذي بدء) من انتاج واخراج بريطاني و اممي من الطراز الاول لتكتمل مشاهد الفيلم الوثائقي وبقية فصول القصــة باحتلال العراق تحت راية نشر القيم الديمقراطية وهي من بطولــــة وسيناريو واخراج أمريكي وبريطاني مشترك , وليس العرب بذلك المستوى من السذاجــة والغبــاء والذين ادركوا وتتداركوا عفويــا ان تلك الاحداث ليست احداث عبثيــة غوغائيــة وانمــا بفعل فاعل مجرور من قوي خفيــة ارتكزت على عكــاز مبادي وثوابت برتوكولات حكمــاء صهيون وكتب" ألاسرائيليــات المحظورة " والتي تحرك زمـــام المبـــادرة بالمنطقـــة ومن خلف الكواليس خدمتا للكيـــان الصهيوني وأزلامهـــا بالمنطقة .
أن ”ألشــرق الأوسط” مصطلح غربي و أمبريالي مقنع اطلقـة " المستشرقون الجدد" في حكومة الظل الصهيونيــه بوأشنطــن لاستشراف عالم جديــد مفصل حسب مقاسات أمريكية بحته على أنقاض ما يعرف بالامس بمفهوم " العالـــم العربــي" مرادف للمشاريع التوسعية الاستعمارية للغرب بعد ان اصبح أثــر بعد عيــن في خضــم تهميشــه المتعمد على الخارطــة السياسية في سياق حرب مفتعله منظمــة من الغرب نفســـة لمصطلحــات ومفاهيم وابجديات مزيفة لا تستند علــي أرضية تاريخيــة تستهدف تزييف التاريخ والجغرافيــا وطمس الحقائق ومحو المنطقة باكملها من الخارطــة السياسية للعالم , فتناسى الغرب سهوا وجهــلا ان ما كان يجمع دول المنطقــة اكثر مما كان يفرقها , وليس هــذا من قبيل المزايــدة على الدور الغربي والذي وان نجح على مضض في اغفال وتجاهل التاريخ والجغرافيـــا المشتركــة لشعوب منطقــة العالم العربــي الا ان أبراز الهويــة والدين واللغة والقيــم والعادات والتقاليد العربيـــة المشتركة كان شوكـــة في حلق المخططات الانجلوأمريكيـــة المولع "بثقافة العولمة" والذي لا يستطيع اي سلاح نووي أو بيلوجي يمتلكها من تجريف ما يسمــي بمخلفات الحضارة الاسلاميــة الباقيــة حتي يومنا هذا والشاهدة الوحيدة على عظمـــة وامتداد ومتانة حضارة اسلامية روحيــة ذات مضمون سامي لا شكلي او مادي مثل ما هو قائم في حضــارة الغرب الراسمالية والذي دأب دائمـــا ان يضع العراقيل والعقبـــات امام اي تجمع عربي صـــاعد او تكتل اقتصادي عربي ناجح وابقاء شعوبه جائعة محطمة منحطــة لا تجد ما تطعـــم أفواه أبناءهــا , وكل ذلك يحدث والعالم يشاهــد مشروع أمريكي شرق أوسطي وكوني جديد تلطخت رزنامته بلون الدم ورائحـــة الموت الكريهه يراد منـــه تجميع اوراقــه المبعثرة من جديد والتي تم تضمينها في قرارات الامم المتحدة وتسيس تلك القرارات الاممية بما يتناسب مع المشروع الاستعماري الجديد من قبــل الولايات المتحدة في المنطقة .
ان دخول الغرب وتدخلــة السافر في شؤون الشرق الاوسط ليس من قبيل الصدفـــه و ليس عبثا و بجديــد على قوي استعماريــة بدلت و غيرت ملابسها القديمـــة من وراء الكواليس وغيرت أسماءها المستعارة وتفننت في تغيــر ادوارهــا , وبعد ان اكتملت فصول المسرحيــة الهزليــة و المؤامــرة السياسية والتي حيكت ضد الشرق الاوسط وسطرتها كتب التاريخ ووثقتها الشعوب العربيــة لنشاهد التأمر نفســة اليوم ولكن ابطالها قوى اقليميــة جديدة حملت رايــة الهمم الاستعمارية القديمة وجاءت لاكمال ما عجزت عن تحقيقــه اسلافها البريطانيين والفرنسيين , وشغل فراغ دور ونفوذ الامبروطوريــة والتي لا تغيب عنها الشمس باعتبارها وريث و بصك شرعي على مصالحها في منطقة مهمه وذات ابعــاد استراتيجية حساسه دخلتها زورا وبهتانـــا مـــن بوابــة الاستعمار والانتداب القديــم بشقيــة الاقتصادي والثقافــــي وابطلت مفعولها الشعوب العربيـــــة بعد ان عجزت لغـــة القــوة في جمح جمـــاح شعوب الكرامـــة من المحيط الي الخليج والتي أبت ان تكون تحت وطـــاة نير الاستعمــار الغاشم واستباحت ثرواته الطبيعيـــة تحت مسميات ركيكه ودخيلــة لا يمكـــن ترجمتها وتفسيرهــا في قواميس السياســـة والكفاح والنضال العربيين , ومــع اكتمال نصــاب ذلك الاستعمار والذي جثــم فوق صدر تلك الشعوب والتي صمدت امام عوامل التعريـــة لهويتها الثقافيــة ولغتها العربيــة المرافقه لذلك المشروع الاستعماري البغيض والتي انتجت وافرزت كيــان غاصب من خلال ولادة قيصريــة غير شرعيــة للدولة أسرائيــل وزراعتهــا في رحــم الوطــــــــن العربـــي وان برهنت واثبتت علــي نذالــة سياسة القوي الاستعماريــة في خلق وطن بديل لليهود بدون اي مقابل وتنصلــه للوعود والتي قطعها امام العرب في الاعتراف باستقلال فلسطيـــن عن الانتداب البريطانــــي , الأ ان مكـــر وخبث الاستعمار المهزوم لم يطفي شمعــة الأمــال في تحقيق اهــدافه ألمريبــه ولــم ينكفيء عند انحسار ه وأعــادة أنتشاره من المنطقــه , بينمــا الشعوب العربيــة أستبشرت خيــرا لانسحاب استعماري اسطوري مبيت بينمــا استبشر الغرب مكـــرا من انسحابــه المزيف من المنطقــه ودخل في وقت حرج مرحلـــة جديدة يمكن ان نسمها "بالاستعمارالاقتصادي" ان اقتحــم أسوار البزنس مستفيدا من عامل الوقت و مستغلا من ثغرة افتقار العرب للخبرات والامكانيات المالية والبشريــة في" مجال صناعــة تكرير البترول ", وبرز الاستعمار الجديد علي انقاض الاستعمار العسكري والجغرافي بحلـه تجاريــه واقتصاديـــه بحته بين ليلــة وضحاهـــا , فهو وجهـــان لعملـــة واحدة بعد ان اخفقت لغــة القوة في جمح جمــاح شعوب الكرامــــة العربيــــة لسيطرة على مقدراتها وثرواتها الهائلة من النفــط والغــاز متجنبا المواجهه الداخلية المباشرة و مستفيدا من حقــه المشروع في اللجوء الي الاساليب الدبلوماسية والطرق الالتفــافية السلمية ويتعلم من تجربــة واخطــاء الماضي ويستغفرعن ذنوبــه وجرائمـــه , فدخل المستعمر القديم بعقليته التجاريــة الجديدة في اتفاقيات حسن نوايا وتطبيع مع شعوب و الحكومات العربية عرفت" باتفاقيــات حقوق امتياز التنقيب عن النفط " طويلــة الأجل مع الشركات الغربية كشل وبريتش بتروليم المملوكــة للحكومات الغربية الاستعمارية , واقتسام واللتهـــام كعكة ايرادات الانتاج والتكرير مناصفة مع الدول المنتجــه بنسبه تصل أحيانا الي % 50 و نجحت حيــلة " الثعلب الماكر الغربي " في جــر المنطقة في أتفاقيات أبديــه وازليــة لا تقبل المساومة ولا تقبل القسمــة على أثنين تنتهي صلاحيــاتها ومفعولهــا بانتهاء و نضوب اخر بئر للبترول بالمنطقة ,بينمــا خرجت الشعوب العربيـة عفويا تلوح بشارات النصــر في مياديــن وشوارع العواصم العربيــة من مراكــش الي دمشق احتفالا بالانسحاب المذل والصوري للاستعمار من الشرق الاوســــط واحتفاءا وتمجيدا بحيــاة الثوار العرب والذين انتفضوا ضد الاستعمار الغاشــم , وترديت شعارات القوميــة والوحدة العربيــة وخزعبلاتها السياسيــة وان التفت حول اعناق من قام بتسويقهـــا وتزيفها باعتبارهــا المخلص الاول للشعوب العربيـة من براثين الاستعمار والعبوديــة والاحتلال , الا ان المضاربون والمستثمرون الجدد ورثــة الاستعمــار الغاشم كانوا يضاربــوا ويتاجروا باسعــــار النفط العربي وشعارات القوميــة العربية بالمنطقة في بورصات دو جونز ونيويورك وناسداك وطوكيـــــو؟؟؟؟
ان الاستعمــار الغربي الجديد اعاد ترحيل تئبؤات حكيم بني صهيون وبروتوكولاته المزيفة المبنية على معطيات الماضي حتي اشعار اخــر , واعــاد جدولــة مخططات الغرب الخبيثــة بالمنطقة بناء على مقتضيات وضروريات العصر والذي يفرض نفســه في سياق مخطط ممنهج يقتفي أثــر ارشيف تلك البروتوكولات والتي تعود الي الأرث الأستعماري والتـــراث اليهودي لاعادة صياغــة ترتيب المنطقة حسب الاهواء الامريكية بعد نجاحــه المضطرد في تحقق رويــة بلفور من خلال اقامــة وطن قومي بديل لليهود وزرعه في خاصرة الوطن العربي وتوقيعة اتفاقيات شكليــه لا مضمون لها مع الدول المصدرة للنفط في المنطقة والتي تعتبر احدى فضلات الاستعمار الباقية حتي يومنا هذا , فمــن سايس بيكو وتقاسيمه لعالمنا العربي الي حكيم بني صهيون وبروتوكولاته المزعومة الي بلفور النمساوي ووعده المشؤوم الي جورج بوش الاب وتشريعه السماوي الجديد , أيدي خفيــه ومن وراء الكواليس حركت اللعبة السياسية بالمنطقة وعملت بصمت من اجل تشكيل معالم عالم شرق اوسطي جديد غامض الملامح وغير محدد المعالم حتي اللحظــة , وكلها احداث متسلسلــة منظمة حيكت بعناية نحو هيمنة غربية على المنطقة واعــادة تخويل الولايات المتحدة الامريكية وبصك شرعي لتولــي زمــام المبادرة بالمنطقــة والتي اراد منها الاعلان عن تدشين مرحلة جديدة واعادة توزيع ادوار القوى الاستعمارية من جديد للخروج من مرحلة "القيلولــة السياسية" للغرب والتي اعتبرت استراحة محارب للمشروع الاستعماري المقبل ورياح التغيير والتي سوف تطرا على المنطقة وتطال شعوبها والانتقال لمرحلة مصيرية في اعادة رسم خارطة شرق اوسطية جديدة وبمقاسات امريكية بحتــه هــذه المره واعادة تقسيم ما قسمته اتفاقية سايس بيكــو "بفرجار أمريكي اسرائيلي جديد " والتي وضعت كلا من جنوبي السودان المسيحي وشمالي العراق الكردي مقدمة "لتفتيت المفتت وتجزئة المجزاء الــي دويلات فتــات تتصارع فيما بينها على كسرة الخبز ولقمــة العيش وتتكابل عليها الأمم والشعوب" . باعتبارها اكثر المناطق الشرق اوسطيــة جذبا للمشروع المراد تنفيذه على ارض الواقع .
فمـــن سوء طــالع العرب ان فرض عليهم أكراها سياســة الأمر الواقع ان تكــون منطقتهم في صميـــم عنق الزجــاجة لاحداث مفصلية كانت تنبؤات بالماضي ومــن الامور الغيبيـــة قدر لها ان تقــع وكــانت خرافات مفصلــة تفصيلا في بنــد من بنــود بروتوكولات حكمـــاء صهيــون وبالنص الحرفي وبحذافيــره منذ قديم الأزل , وكانت أحداث الحادي عشر من سبتمبــر " بيت القصيد" لتنفيذ أملاءات ما سنه حكيم صهيون في بروتوكولاته والتي عفا عليها الدهــر واعادة "ارشفــة" البروتوكولات المزعومــة من جديد على يد ازلام الصهاينة بواشنطن واقتباسها لتتكيف مع "مشروع الشرق الاوسط الكبيــر" والرامــي الي جــر المنطقة في دوامة من النزاعات الاهلية لتقرير المصير من خلال اجراء استفتاء شكلي معروف النتائج مسبقا في وشمال العراق الكردي و جنوب السودان المسيحي والاخير اجمعت المصادر والموشرات على انفصاله عن غريمه الشمالي المسلم ونشوب حرب اهليــة طاحنــة لا هوادة فيها ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف نزيف جرح عربي اخر ووضع الاصبع على الجرح الغائر حتي يلتئم و لا يلتهب من جديد ويتسبب في نشوب سيناريو مشابهه وحرب تحت غطاء ديني تماما كما حدث بين الهند وباكستان أبان اعلان استقلال الجزء المسلم عن الحكومة المركزية الهندوسية في نيودلهي , فمشهد ما حدث على الساحة السودانية لا غبار عليها من انها برهنت على اخفاق الشمال السوداني في مصادرة الفكر الانفصالي الجنوبي من جذوره , اخفــاق دفع بالحكومة الشمالية في الوقوع بفخ محكــم محبك من قوى استعمارية اظهرت "ثعلبة" الغرب من جديد والتي راهنت وساومت على انفصال الجنوب منذ ان قام باستقدام وتوطين المسيحيين ابان الاستعمار البريطاني وخلق ازمة الجنوب واخراجها من عنق الزجاجه على الساحــة السياسية السودانية منذ عام 1983 ونجاح الثعلب الاستعماري الماكر في في جر السودان في حروب لا هوادة فيها وتغذيتها بواسطة دول الجوار والتي وقفت وبحزم شديد ضد اي مشروع وحدوي سوداني بعد ان توصلت القيادة السودانية بالخرطوم الي تلك الحقيقة من ان انفصال الجنوب لا مفر منه و شر لا بد منه ومســالة وقتيه وان حربــه مع الجنوبيين بمثابة حرب أبدية لا مناص منها وليس فيها منتصر او مهزوم ولا غالب ومغلوب وهو اخطر معادلات الصراع واشدها فتكا في قواميس الحروب الحديثة وحرب العصابات , وهذا ما استوعبته وادركته القيادة السودانية متاخرا من ان حربها مع الجنوب ليس سوى سيناريو متكرر ونسخة مكررة من الحرب الايرانية العراقية(1980-1988) والتي استهدفت تزويد وفتح ترسانة الثعلب الغربي الماكر للجبهات المتناحرة هناك بنفس النوع من اسلحة لا تحسم المعركــة لصالح اي طرف وانما هدفها اطالـــة مدة الحرب لما لا نهاية واستطالة ارض المعركة لتشمل فتح جبهات جديدة للقتال كدارفور مثلا وتبذير لمقدرات وثروات السودان وانهاكه اقتصاديا وعسكريا وانهاك الامة العربية والتي امنها الغذائي في خطر محيق .
ان العرب في أزمــة وعليهـم تدارك الموقف واحتـــواء تلك الازمـــة قبل ان يختلط الحابل بالنابل وملامســة جرح "عروبية الشرق الاوســط" والتي اثارت الكثير من اللغط والجدل في مؤسوعات وكتب التاريخ السياسي الغربي والذي اراد منها اعادة جدلية ان الشرق الاوسط ليس خالي من قوميات واعراق ومذاهب اخرى مهمشه اصلا سياسا ومنبوذه اقتصاديا والتي خرجت من عنق الزجاجــة وابرمت مع الغرب أطــر قانونية لبرنامج استقلالي متكامل يراد منه توجيه اطروحة سياسية مفادها بين قوسين من ان الشرق الاوسط ليس حكرا على العرب فقط كما يدعــي العرب انفسهم وانما هناك الكرد والاقباط والدروز واليزيد والمسيحيين الافارقة والمارونيين وغيرها من القوميات وكلا على حده تناضل وتكافــح من اجل ابراز الكيف والنوعية لاقليات وقوميات تعتبر جاليات على حساب الكم العربــي وطرح تلك الاشكاليات المستعصية والمصيرية والتي يحاول العرب استئصالها قبل فوات الاوان على مائدة النقاش في دوائر القرار بالغرب والذي يحاول الاخير ادغامها في مشاريعة التوسعية الاستعمارية بالمنطقة , وهو غيض غربي من فيض استعماري جديد لحصاد ما زرعه الاستعمار والانتداب البريطاني من ألغــام في أرضنا لتفتيت وحدة الدول العربية من الداخل في سياق مؤامرة صهيونية تستهدف طمس الهوية العربية برمتها من بعض الاقطار والاقاليم العربية والتي تشبثت بعروبيتها أمدا وحاولت المحافظة على ما تبقى من مخلفات الحضارة الاسلامية الباقية ليومنا هذا على الرغم من الهجمة الصهيونية الشرسة والتي اودت بعروبة اقاليم ذات ابعاد استراتيجية واقتصادية ومترامية الاطراف .
وعــودأ لبدء أن التشفي غيظا على ما الـــت اليه حال الامــة لا يجدي نفعــا فاليوم جنوب السودان سوف يحدد مصيره وغـــدا شمــال العراق الكردي وبعد غدا الصحراء الغربية والقائمة تطول ولا تنتهي , والغرب والذي رسم خطوط وحدود متعركــه متداخلــه وملتويه بين دول العالــم العربي لا يمكن ان نسميــه خطا فنــي او مطبعــي وانما خطــأ مقصود منــه اثارت بلبله سياسية ومشاكل وحروب حدوديه طاحنه بين الأشقاء العرب في مرحلة لاحقه من عمــر الصراعات المستقبلية على اماكن الثروات الطبيعية والتي تركزت على المناطق المتاخمة للحدود السياسية وهذا ليس من قبيل االصدفه والطرفة وانما من قبيل الاصرار والترصد للجنة التحكيــم الاستعمارية والتي تعرف باسم معاهدة سايس – بيكــو على المنطقة واهلها وهي التي لم توقف من حدة الهجمات المبرمجه على ارضية الشرق الاوسط المهزوزه وتحويل تلك المنطقه الملتهبه من العالم الى صفيح ساخن لاحداث مفصليه حيكت من قبل قوى استعماريه جديده وحبكت على وتر زراعة بذور الانفصال في تربــه الوطن العربي الخصبه بالأثنيات الطائفية والعرقية المختلفه و تغذيتها بواسطة نــار الطائفيه والاثنية الدينية حتي يشدد من خلالها عود تلك الحركات الانفصاليه وابراز كانتونات عرقيه ودينيه مغايره ايدلوجيا كانت في خبر كــان بالمــاضي وكانت مثالا مشرف يحتذى به للتعايش السلمي جنبا الى جنب مع مختلف الاعراق والمذاهب والطوائف في الاقليم العربي الواحــد , اما اليوم فقد وجدت من الغرب سندا في مطالباتها الأستقلاليه والانفصاليــه الهدامه لتنفيذ أ ملاءاته القوى الاستعماريه وألاءتها القديمه والتي تنادي بها منذ الأزل و القائمة على أجراء عملية بتر للوحده الهشه من جذورها في مناطق محدده من الوطــن العربي واستبدالـــها بزراعه نخــاع اصطناعي من النزعــه الأنفصاليه في تلك الاماكن الحساسه من جسد الامــه العربيـــه من خلال قطع الحبل السري لقيام اي تكتل عربي ناجح اواقتصادي صاعــد , وهذا هو احدى ثمار ما زرعــه الأستعمار القديم بوجه الجديد وما حصده على أرضنــا العربية من ألغام واشواك ومــا خلفه من تركه ثقيله في الشرق الاوسط ,
لقد اصبح حتميا على صانعي القرار في مراكــز أدارة الصراع بالمنطقة اعادة رسم سياسات مرنــه تستوحي النتائج الكارثية للاستعمار القديــم ومخلفاته الباقيه على ارضية منطقتنا العربية وما افرزه الاستعمار الجديد والذي اطلق العنان لزمام مبادرته في المنطقة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبــر ليكون جزء لا يتجزأ من مشروع ولادة الشرق الأوسط الكبيـــر من رحــم الوطــن العربي والذي أراد من تلك المبادرة ادخالـــ الاخير في غرفـــة العمليات الجراحية لأجراء عملية قيصريـــة لاجهاض الوحدة العربيــة الشكليه والتي أصبحت حبر على ورق وأثر بعد عيـــــن وأدت الى ولأدة قيصريـــة غير شرعية لأقاليم مستحدثة غير قانونيــــة في جسد ألوطـــن العربي كجنوب السودان المسيحي وشمال العراق الكردي والأقليم الصحراوي في المغرب العربـــي , فجميع هذه المعطيات الراهنـــة تضع الحكومات العربية في موقع لا مناص منه من تحملها جزء من المسئوليـة الوطنية والقومية في أحتواء كيانــات تطالب بالأنسلاخ عن الوطن الأم واستنساخها في امــاكن أخرى من الوطــن العربي الكبيــر حتي لا تنتشر كالسرطان وبسرعة في الجسد العربي المترامي الاطراف وعلى الحكومات في المنطقة أستئصال ذلك الورم الخبيث والمزمـــن والذي زرعــه الغرب مبكــرا بشتى الوسائل المتاحه واحتوى الموقف وتدراكه قبل فوات الاوان والوقوف صفا واحدا لمجابهة الاخطار المحدقة والتي سوف تعصف بالامة وان تضع في الاعتبار ان مشهد انفصال الجنوب السوداني الغني بالنفط والغاز سوف يطال اقاليم اخرى ما لم يعاد لها اعتباريتها على الخارطه السياسية وما لم يقف العرب لمجابهه المشروع الصهيوني من مهده حتي لا يتكرر المشهد المــر وعليها ان تتيقن لذلك وهي التي تعول على السودان الكثير للخروج من ازماتها الغذائية الطاحنة باعتبار ان السودان "نـــار في الجنة" وعلى اعتبار انها سلــة الغذاء العربـــي وان انفصال جنوب السودان سوف يضع مستقبل الامن الاستراتيجي والغذائي العربي في المحــك , وحتي لا نضع أكليلا من الزهــور حسب طقوس العم سام او نقرأ الفاتحه على روح خارطة الوطن العربي القديمه بعد ان مزقها الغرب واودعها في قمامة التاريخ ليحل محلها خارطة جديدة حسب مواصفات ومقاييس الجودة الامريكية وهو الذي ساوم مبكرا على ان ارضية الشرق الاوسط والدول الواقعه في حدوده وشعوبه المقهورة قابلة للزيادة والتعديل من جديد و تقبل القسمه على أثنيـــن ولا تقبل الجمع او الضرب او الطرح , وهو دائما في موقع مرحب بزيادة الاعضاء الجدد في النادي الشرق اوسطي الجديد وسرعان ما يعترف باي دوله سوف تعلن استقلالها من طرف واحد عن العواصم المركزيه العربية في مقابل ذلك أنه دائما يضع العراقيل وبقوة في وجهه اي مشروع وحدوي عربي من المحيط الى الخليج , ولــو أجرينا عملية حسابية مبسطة للاقاليم الحديثة والتي على شفا ان تعلن استقلالها لوجدنا وسوف نلاحظ وجود قرائن وبوادر واثار عينية على موقع جريمة سياسية غربية جديدة تستهدف الشرق الاوسط برمته , وعلى راسها اقليم جنوبي السودان المسيحي وشمالي العراق الكردي واقليم دروزستــان المزمع انشاءوه في جبل الدروز للقومية الدرزية ككيان مستقل بفصل بين سوريا والاردن , فمن شمال العراق وجنوب السودان نشاهد تحضيرات تجري على قدما وســاق لأستفتــاء شكلي معروف النتائج مسبقا سوف يحدد مصير اقليميين مهمين على مستوى خارطة الشرق الاوسط , وعلى وقع حراك شعبى مسلح في الجنوب اليمني يلوح في الافق بوادر انفصال الجنوب عن الشمال وهو الذي لم يستخلص الدروس والعبر من تجارب الماضي في احتوى موقف الحراك الجنوبي ومطالباته باعادة علي البيض علي راس السلطة في اليمن الجنوبي بعد فشل صنعاء في تقديم حوافز جذابة للوحدة مع الجنوبيين وتهميش الجنوب من خطط مستدامه للتنمية طيلة عقد ونيف من الزمن , كما تنظر الصحراء الغربية موعد استفتاء اخر وما يمثله ذلك خطورة تودي الى استلهام الهمم الاستقلالية الهدامــه والذي ينادي بها الكثيرين وحتي لا ترتفع اصواتهم المغضوب عليها من جديد بالاستقلال واعادة نظرية فيدرالية اقاليم اخرى في الطريق نحو التلاشي وهذا ما تتوجس منه ارض الكنانه من جرها باستقلال جنوب السودان المسيحي في لعبة توقظ احلام اليقظة لرعاياها الاقباط والذي يداعب مشاعرهم ايجاد وطن مسيحي بديل ومستقل فيدراليا عن القاهرة وباعتبار ان انفصال جنوب السودان سوف يهدد امنها القومي الاستراتيجي ويعرض امنها المائي للخطـــر فيما يسمى بازمة النيل , وهذا هو بيت القصيد والذي ادركته شعوب الشرق الاوسط وتداركته حكومات المنطقة من ان الشرق الاوسط اعادة حياكته بايدى صهيونية متأمركـــه سوف ترفع الدول الاعضاء على الخارطـــه السياسية للشرق الاوسط من أثنيــن وعشرين دولـــه الي ثمانية وعشرين دولـــه وقابــله للزيادة مع مرور الزمن وهو ترجمه لواقع الضعف العربي والذي ينخر جسده المترهل ويعكس احداثيات مؤامرة جديدة على منطقة مسيــــرة من الخارج وليـــس مخيرة من ألداخل وهي دائما في محل مفعولا به مجرور من فاعل استعماري في غير محله من الاعراب السياســي , وعلى أمل ان تعلن نتائج أستفتــاء جنوب السودان وشمال العراق وتحديد مصير الصحراء الغربية على الخارطة السياسية والاصلاحات الديمقراطية المنتظرة في اليمن لاحتواء الجنوبيين تبقى الخارطه السياسيـــة الجديدة لعالم شرق اوسطي جديد غير محددة الملامـــح وغامضـــة المعالـــم حتي اللحظـــــــــة .......
محمـــد مبارك الكيومي
كاتب عماني مستقل
GSM / 99500991



#محمد_مبارك_الكيومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب يكشر عن انيابه
- تركيا .. من دولة علمانية الى دولة عثمانية جديدة
- الوجه القبيح للاسلام السياسي


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد مبارك الكيومي - خارطة شرق اوسطية بمقاسات امريكية