أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - لماذا ينتحر المبدعون..؟!














المزيد.....

لماذا ينتحر المبدعون..؟!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 19:11
المحور: سيرة ذاتية
    


في ذلك اليوم المشؤوم الذي بلغنا فيه نبأ رحيل عاشق صفورية ، الشاعر الفلسطيني المبدع ، والانسان الجميل الرقيق الهادئ الدمث والمتزن طه محمد علي ، صاحب حانوت التذكاريات العريق بمدخل سوق الناصرة ، الذي كان بمثابة صالون ادبي يجتمع فيه ادباء وشعراء الداخل الفلسطيني . في ذلك اليوم علمنا بالخبر الحزين الكئيب المؤلم بانتحار المسرحي الفلسطيني ، من اصل فرنسي، فرانسوا ابو سالم ، مؤسس مسرح "الحكواتي" في القدس ، بطريقة مروعة ، حيث القى نفسه عن سطح مبنى في طيرة رام اللـه..!
والسؤال الذي ينتصب امام هذا الموت التراجيدي المباغت والمدهش : لماذا ينتحر المبدعون..؟!وما الذي يجعل شاعراً كاللبناني خليل حاوي يموت انتحاراً احتجاجاً على الصمت العربي ازاء الحرب الهمجية على لبنان عام 1982..؟!وما هي الدوافع والاسباب التي جعلت فرانسوا ابو سالم الى وضع حد لحياته باللجوء الى الانتحار ؟!. هل هو الشموخ والكبرياء يا ترى..!! ام هو اليأس والكآبة والاضطراب النفسي؟ ام هو الوضع المعيشي والاقتصادي السيء؟ ام ان هذا الانتحار هو احتجاج على بؤس المرحلة والواقع المزيف واستحالة التغيير ؟!.
ان موت ورحيل فرانسوا ابو سالم ، هذا الفنان المسرحي المعروف، شكل صدمة كبيرة لاصدقائه ومعارفه ومجايليه وجمهوره ومحبي فنه . كيف لا وهو باعث الحداثة في المسرح الفلسطيني تحت الاحتلال في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ، والركيزة الاساسية ، التي بنيت عليها دعامة المسرح الفلسطيني الحديث، وذلك بانشاء وتأسيس مسرح "الحكواتي" او المسرح الوطني الفلسطيني بتسميته الجديدة . وهذا المسرح كان ولا يزال الحاضنة للوعي الوطني والروح الوطنية، والجبهة الثقافية والفنية الامامية والصدامية للمقاومة ومواجهة ومقارعة الاحتلال البغيض، ومنتدى التجريب والابداع المسرحي والفني الملتزم.
فرانسوا ابو سالم لم يولد لابوين فلسطينيين ، لكنه كان فلسطينياً حتى الثمالة وحتى النخاع، بارادته ورغبته الذاتية والشخصية . رغم انه كان باستطاعته ان يعيش في نعيم الريفييرا الفرنسية ويكون احد ابرز مسرحييها ويستمتع برغد العيش وبحبوحة الحياة ، لكنه اختار فلسطين حباً وطواعية، مكاناً للحياة والحب والابداع والعطاء والمستقبل . وقد اعطى جل حياته للمسرح والقضية والوطن ، فناً وثقافة ونضالاً وابداعاً .
اشتهر فرانسوا ابو سالم بالاخراج المسرحي وطوع مسرحيات كثيرة للمشاهر العالميين ، فقدم داريو فو وبريخت وتشيخوف ويانيس ريتسوس وسواهم للجمهور الفلسطيني وعشاق الفن المسرحي. كذلك كتب العديد من المسرحيات بالعربية مثل "ذاكرة النسيان" التي استند فيها الى عمل الراحل محمود درويش الابداعي الجميل اضافة الى عمله "ظل الشهيد" الذي مسرحه ولقي اقبالاً وتجاوباً واسعاً منقطع النظير .
فرانسوا ابو سالم شخصية فنية اشكالية ، وعلامة فارقة ساطعة في تاريخ المسرح الفلسطيني . ورحيله المفاجئ والمباغت هو خسارة فادحة للمسرح الفلسطيني وللحياة المسرحية والثقافية الفلسطينية ، وسنشتاق اليه كثيراً على خشبة المسرح . واخيراً من واجب المؤسسات الثقافية والاعلامية الفلسطينية العمل على تخليد اسمه واحياء ذكراه والحفاظ على ارثه المسرحي والفني وتقديمه ونقله للاجيال الفلسطينية القادمة .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الناصر خالد في الوجدان والضمير العربي
- احراق مسجد طوبا الزنغرية جريمة لا تغتفر
- ذكرى محمد الدرة
- البروفيسور ادوارد سعيد في ذكرى غيابه
- في ذكرى هبة القدس والاقصى : لن ننسى ولن نغفر
- وقفة مع خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس التاريخي
- مساهمة الاكاديميا الفلسطينية في الحركة الادبية تحت الاحتلال
- استحقاق ايلول والواجب المطلوب
- الجامعات الفلسطينية ودورها الغائب..!
- الحرية للبروفيسور عبد الستار قاسم ..!
- خيري شلبي كاتب المهمشين والشوارع
- من اغتال الاعلامي هادي المهدي ..؟!
- رسالة الى شاعر مخضرم.. !
- برهان غليون ورئاسة المجلس الوطني الانتقالي السوري
- في رحيل المؤرخ كمال الصليبي -الطائر على سنديانة-
- الملتقى الفكري العربي ودوره في العملية الثقافية الفلسطينية
- صدور عدد ايلول من مجلة (الاصلاح) الثقافية
- عن مشروع -كتاب في جريدة- والحاجة اليه..!
- ماذا تبقى من اتحاد وروابط الكتاب والادباء في الداخل الفلسطين ...
- سعود الاسدي يناجي عبد الرحيم محمود في رائعته: -سقياً لدار في ...


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - لماذا ينتحر المبدعون..؟!