أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي - سامان كريم - مصير - الربيع العربي- مرهون بحضور الطبقة العاملة كقوة مقتدرة















المزيد.....


مصير - الربيع العربي- مرهون بحضور الطبقة العاملة كقوة مقتدرة


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 14:24
المحور: ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي
    




1 – أيهما أهم برأيك، بناء دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان، أم بناء دول على أساس قومي و أثنية ، بغض النظر عن مضمون الحكم فيها؟

سامان كريم: في البداية اقول ان جوابي لسؤالكم انا افضل دولة غير قومية وغير دينية على دولة قومية و دينية..... لكن السؤال مطروح بشكل ضبابي الى حد ما. في البداية اود ان أوكد، ان الدولة المدنية وفق الليبرالية الكلاسيكية، والتغيرات التي طرات عليها في بدايات قرن التاسع العشر، و وفق كل اطروحات الديمقراطية بمختلف ملحقاتها هي دولة من مجتمع وفوقه، بمعنى اخر. ان دولة وفق هذا المفهوم هي دولة تراعي مصالح الجميع، لكن هذا خطاء كبير حيث ان امريكا و بريطانيا و... كلها دولة مدنية و ديمقراطية بامتياز ولكن هل تراعا هذه الدول مصالح الجميع بصورة متساوية؟ طبعا لا... حيث هناك تريليونات من الدولارات تسلم الى الشركات والبنوك الكبرى من قبل هذه الدول، وفي الوقت نفسها تطرد الملايين من بيوتهم و عملهم، و....ان الدولة وفق هذه النظريات من توكفيل الى جون سيتوارت ميل ... دولة فوق الطبقات وتراعي المجتمع برمته، هذا جوهر نظرياتهم حول الدولة المدنية... هذا جانب من القضية.

اما الجانب الاخر من القضية، ان الدولة المدنية كمصطلح وكمفهوم، ينتابها شوائب كثيرة، براي ان دولة مدنية ليس شرطا ان تكون مضمونها غير قومية وغير دينية. لان هذا المفهوم للدولة مثل باقي المفاهيم والمقولات الاخرى، تفسر وتطبق وفق المصالح الطبقية والسياسية من جانب ومن جانب اخر مع تطور الدولة وخصوصا في القرنين الاخيرين، تجسدت فيها معاني سياسية مختلفة. مثلها مثل العلمانية، حيث ان هناك من يترجمها الى فصل الدين عن السياسة، لكن اذا نرجع الاصل نرى انها فصل الدين الدولة و التربية والتعليم مثل ما انتجتها الثورة الفرنسية، اي ان ترجمتها في العالم العربي، وخصوصا لدى الحركات اليسارية في العالم العربي، كان خاظئاً، ولكن ليس خطأ معرفيا بل هي سياسية وفق الوضع السياسي الراهن في العالم العربي.

ان اساس الدولة المدنية، هو المجتمع المدني، كما يقول ماركس عنها هي مجتمع برجوازي. هذه الدولة تاريخياً، وجدت نفسها امام معوقات سياسية واقتصادية كبيرة، وفق هذه المعوقات تغيرت معانيها. مثلا لدى توكفيل، هناك توازن بين المجتمع المدني والدولة باعتبارها دولة مدنية، اي ان الدولة المدنية الديمقراطية ليس بامكانها ان تعيش بدون مجتمع مدني و باالعكس ان مجتمع المدني ليس بامكانها ان يعش بدون دولة ديمقراطية" مدنية". نرى لدى الليبرالللين الكلاسيكين معاني مختلفة، حيث تدخل معاني حرية الفرد الى هذه المعادلة.

هناك بعض الاتجاهات والمدارس الفكرية يستخدمون الدولة المدنية مقابل الدولة العسكرية او اتجاه الدولة الدينية " بناء دولة على اسس الدين". اذن بدون ان اقترن دولة مدنية بدولة غير قومية و غير دينية، انا افضل دولة ليس فيها مكاناً للتميز القومي و الديني، ... لكن ليس شرطا ان كل دولة مدنية هي دولة غير قومية و غير دينية من جانب، و ليس شرطا ان كل دولة غير دينية و غير قومية هي دولة مدنية، وهناك نماذج كثيرة في العالم تبرهن هذه الحقيقة.


2- كيف ترى سبل حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وفقا للمواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة؟

سامان كريم:وفقا لهذه المواثيق، انا ارى ان خطوة محمود عباس و طلبه بالعضوية الكاملة في الامم المتحدة هي خطوة مناسبة و ايجابية وفي مرحلة مناسبة تاريخيا على صعيد العالمي. المهم براي هو بناء دولة فلسطينة مستقلة قابلة للحياة باسرع ما يمكن خلال الفترة القادمة المنظورة. ولو ارى فيها صعوبة جمة ومن نواحي عديدة.

3 - كيف تقيم الموقف الأمريكي والدول الغربية المناهض لإعلان دولة فلسطينية مستقلة بعد خطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه إلى الأمم المتحدة لتحقيق ذلك؟

سامان كريم: القضية الفلسطينية قضية تاريخية حساسة و معقدة. ان القضية بالاساس و منذ نشوئها هي مدولة. عليه ان تجاذبات وصراعات القوى الكبرى عالميا، أثرت وتؤثر على هذه القضية بشكل كبير جداً، من جانب و نفس وجود اسرائيل كدولة قوية ومحورية في المنطقة هو ايضا مرتبط الى حد بعيد بهذا الصراع الضاري بين القوى الكبرى.

ان موقع امريكا كقوة اوحد في العالم تقلص الى حد كبير، هناك اقطاب كبيرة على الصعيد العالمي ظهرت الى السطح بقوة مثل الصين والهند والبرازيل، وهناك قوى اخرى إستعادت قوتها مثل روسيا ، ان امريكا ليس بامكانها ان تكون طليعة لحل هذه القضية مثل حقبة التسعينيات او حتى بداية العقد الاول من القرن الحالي، ان موقع امريكا تميل نحو انحدار حاد على الصعيد العالمي،هذا من جانب ومن جانب اخر موقع اسرائيل على الصعيد العالمي يتجه ايضا نحو الانحدار، في خصم الصراع الضاري بين الدول الكبرى لتقسيم العالم مجدداً.

ان موقع اسرائيل القوي في العقود السابقة، كان نتيجة للحرب الباردة بقيادة امريكا، اليوم أمريكا و الغرب ليس لديهما تلك المصالح لبقاء اسرائيل بهذا الموقع واهمال كل العالم العربي، واسواقه الكبيرة. موقع اسرائيل ضعيف مقارنة بعقد الماضي ناهيك عن عقود السابقة.

ان موقف امريكا والغرب موقف مخزي و حقير وفق كل المقايس حتى وفق مقايسهم حول" حقوق الانسان والديمقراطية" وتصفيقهم المنافق "للثورات العربية".. انه موقف خزي فعلا يتناسب مع المواقف الرسمية لتلك الدول وسياساتها وممارساتها على الصعيد العالمي، التي يتقاضون "حقوق انسان" هم برشوة، المصالح العليا للامن القومي وما شابه ذلك من الترهات السخيفة. هذه هي تقالديهم على الصعيد العالمي وليس هذا بشئ جديد.

4- ــ ما هي برأيك الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى تجاه إقامة دولة كردية مستقلة، تجمع أطرافها الأربع في دول الشرق الأوسط ، وهو مطلب شعبي كردي وحق من حقوقهِ ، ولماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي ؟
سامان كربم: ان رؤية الحركة القومية العربية و احزابها وتياراتها المختلفة معروفة تجاه القضية الكردية، وهي بصورة عامة قومية شوفينية. لكن بغض النظر عن هذا التصور او ذاك، أن قضية "دولة كردية تجمع اطرافها الاربعة" غير مطروحة بصورة واقعية، انا اعرف هناك اتجاهات ثقافية ونخبوية لديها هذه الاتجاهات، وحتى الاحزاب التي لديها تلك الادعاءات مثل ب. ك.ك، لا يتعدى ادعاءات تحريضية، في سبيل بقاء حركتها وحزبها كقوة في طليعة الحركة القومية الكردية، وخصوصا ان الحزب، حزب معارض مسلح، يهدف الى جمع وضم مايمكن ضمه من أفراد" قوميته" في الاربعة دول هذه، من جانب اخر يدعي مثل باقي الاحزاب القومية الكردية انها ليس لديها مصالح اخرى غير "مصالح الشعب الكردي" على صعيد البلدان الاربعة، لكن واقع الحال تدلنا على شئ اخر تماماً وهي محاولة هذا الحزب القومي الى اشتراك في الحكومة التركية عبر الفدرالية او الحكم الذاتي، عبر مفاوضات سرية تارة وتارة اخرى عبر وقف اطلاق النار او عبر واسطات متنوعة، وهذا محتوى نضاله.

لحد الان انا لم اشاهد حركة او تظاهرة تذكر او تطالب ببناء دولة كردية تجمع اطرافها الاربعة. من جانب اخر ارى علي ان افصل نفسي عن باقي الاتجاهات و التيارات القومية، التي ليس لديها شئ غير " تقرير المصير" بغض النظر عن محتوى قضيتها. نرى في العراق بعد وباء الديمقراطية الطائفية والقومية، مطالب عجيبة وغريبة، مثل "اليزيدين" يطلبون باقليمهم الخاص لانهم قومية مختلفة، و حتى احد الشيوخ من مشايخ النقشبندية طالب بقومية هورامانية، وهكذا.. انا اقف ضد هذه المطالب الرجعية. ليس بامكاني ان اطلب حق تقرير المصير "بغض النظر عن المحتوى الضبابي و الغير واضح لهذا الحق" لكل جمع او ميليشيا او جماعة تطالب بهذا الحق. انا اري قضية! هل هناك قضية ما في حالة كردستان، مثلا في كردستان العراق لدينا قضية تاريخية كبيرة، هذه القضية بالنسبة لي هي نزيف الدم، الانفال، القاء القنبلة الكيمائية، تهجير الاف القرى بالقوة، سجون و اعدامات، منع التجوال، مناطق محرمة.... كل هذه المسائل و الاحداث الماساوية والدموية حولت طلب الحقوق القومية " اللامركزية والحكم الذاتي" الى قضية كبيرة لا يمكن حلها في اطار دولة البعث والدولة الراهنة ايضا، نظرا لعدم وجود حق المواطنة المتساوية " الامة العراقية" بالمعنى البرجوازي، وهذا يعني في العراق، دولة غير قومية وغير دينية. اذن لدينا قضية في كردستان العراق وهي قضية الدم والصراع المرير... عليه ان طلب استقلال كردستان العراق هو مطلب جماهيري عارم كما تعرفون، عبر استفتاء شعبي عام وحر.

لكن في كردستان ايران القضية تختلف، ان بعد القومية لم تنخر لحد الان الوحدة الاجتماعية في اطار دولة إيران... اي ان الهوية القومية لحد الان لم تتمكن من ازالة هوية المواطنة على صعيد الدولة، لكن في كردستان العراق، ان الهوية القومية طاغية و اختزلت الهوية العراقية بالكامل... برايي يجب علينا ان نستكشف سوريا وتركيا عبر هذه الرؤية. خصوصا في سوريا ان القضية الكردية كقضية لحد الان غير مطروحة، كحركة قومية كردية تطالب بنوع من المطالب السياسية مثل ما لدينا في ايران وتركيا و العراق... ان حل مطالب جماهير كردستان في سوريا براي اسهل بكثير في اطار الدولة السورية، ولكن هذه الدولة يجب ان تخلع قوميتها بالكامل... حينذاك براي نرى حل لهذه القضية بسهولة. ولو انه بعد الحركات الاخيرة في سوريا، هناك محاولات جدية من قبل الحركات القومية الكردية السائدة في المنطقة وحتى امريكا للدفع باتجاه تحويل هذه المطالب الى قضية كبيرة، براي يجب عدم الانجرار وراء هذه السياسات والوقوف بوجهها.

اما بخصوص مواقف الدول الكبرى، لديها قيمها وقيمها هي مصالحها وفق ما يقولون" المصالح القومية العليا او الامن القومي". ان الخريطة السياسية في منطقتنا هي لحد الان خريطة سايكس بيكو، وتم تقسيم المنطقة وفق نفوذ وقوة بريطانيا وفرنسا ووفق هذا تم تقسيم الشام و تحجيم وتقليص حدود بلدان و ايجاد بلدان جديدة. اليوم وفي خصم الصراع الشديد على تقسيم العالم مجدداً، ارى ان هذه الخريطة ستتغير خلال هذا العقد، وهذا يعني ان توازن القوى الجديدة ستحل محل توازن القوى القديمة التي سادت منطقتنا لاكثر من تسعة عقود ويعني الغاء اتفاقية سايكس بيكو.....

اما بخصوص من يقول ان "دولة كردية" هي اسرائيل ثانية ، فهي اقوال واحاديث صحفية او ربما من نخب مثقفة قومية، ان اجتهادهم هو ان هذه الدولة اي الدولة الكردية القومية هي من صنيعة امريكا، وفق هذا التفكير هم يجتهدون هكذا...لانهم ينظرون الى كردستان العراق كجزء من الامة العربية، وهذه هي مشكلتهم الفكرية المستعصية على الحل في اطار الفكر القومي العربي، لماذا لا يتشدقون الكلام نفسه حول كوسوفو مثلا؟! لانه ليس جزء من الامة العربية !!

5- هل يمكن للتغیّرات الراهنة في المنطقة - الانتفاضات والمظاهرات الأخيرة – من أن تؤدي إلى خلق آفاق جديدة أرحب للقومیّات السائدة کي تستوعب الحقوق القومیّة للأقليات غير العربية مثل الأكراد، إلي حدّ الانفصال وإنشاء دولهم المستقلة ؟

سامان كريم: براي ان السؤال المطروح متناقض في ذاته. اذا كانت لدينا الانتفاضات والحركات الثورية في المنطقة حينذاك لماذا تؤدي هذه الحالة الثورية الى خلق" افاق جديدة للقوميات" ؟! والقوميات انا اراها كحركة قومية وليس كلغات ناطقة، اي بدون الحركة القومية ليس لدينا قوميات، هذا من جانب و من جانب اخر انا لست مع مصطلح ومفهوم الاقلية والاكثرية في هكذا مسائل. ان الحركات الثورية بطبيعتها تؤدي الى خلق الامم واقصد امم جديدة تنصهر فيها القوميات المختلفة او اللغات المختلفة في "امة واحدة"... انا ارجو ان يكون اتجاه هذه الحركات يؤدي بنا الى انهاء وحل الصراع القومي و الديني و الطائفي عبر مبادرة ثورية واعية... عبر بناء دولة غير قومية وغير دينية. ان احدى الاشكاليات الكبيرة في العالم العربي، هو دول وحكومات راسمالية لحركة برجوازية عربية، الحركة القومية العربية تمارس سلطانها وحكمها عبر احزابها المختلفة الحاكمة، ضد القوميات و الطوائف الدينية الاخرى، لمصلحة الراسمال. ان مصلحة البرجوازية العربية التي مثلت لحد الان البرجوازية كطبقة هي في خلق هذه الصراعات في سبيل بقاء الطبقة العاملة منشقاً على هويات القومية والطائفية والدينية وفي سبيل بقاء حكم الراسمال و حركتها على الحكم...اما اليوم ربما يتغير الامر، حيث نرى ان الثورة في مصر مستمرة وفي تونس ان الوضع الثوري لحد الان حاضر... عليه وفق اتجاه هذه الثورات و بالتحديد وفق الثورة المصرية وهي رائدة لحد الان على صعيد العالم العربي، علينا ان نؤطر افكارنا، ليس وفق مصالح القومية للحركات القومية، بل وفق مصالح الجماهير الكادحة وبالتحديد الطبقة العاملة حيث نزلت الى ميدان الصراع، علينا تقوية هذا الاتجاه، في سبيل تحجيم نفوذ السياسي و الفكري لحركات القومية والاسلامية، وتحجيم اقتدارها. هذا شرط مهم لحل كل قضايا القومية بارقى اشكالها و وبأدق وسائلها النضالية.

6- هل تعتقدون بأنّ المرحلة القادمة ،بعد الربيع العربي، ستصبح مرحلة التفاهم والتطبیع وحلّ النزاعات بین الشعوب السائدة والمضطهدة ،أم سندخل مرحلة جدیدة من الخلافات وإشعال فتیل النعرات القومیة والتناحر الإثني ؟

سامان كريم:اجابة على هذا السؤال مرتبطة بفهمنا للحالة الثورية الراهنة على صعيد المنطقة. ان المرحلة القادمة على صعيد المنطقة ليست واضحة المعالم حيث تحمل في طياتها قضايا كبيرة وشائكة. ان المرحلة التي تمر فيها الثورات، يرافقها تقسيم العالم مجدداً بين القوى الكبرى عالمياً، حيث تلك القوى تستغل هذه الثورات لسحب نفوذ منافسيها على صعيد العالمي. ان الثورات اصبحت بؤرة وميداناً للصراع بين تلك الدول مثل ما رأينا نزول حلف الناتو في ليبيا وافراغ محتوى الحركة منذ بدايتها، ونرى الضغوطات عبر مجلس الامن والاتحاد الاوروبي و الضغوطات الامريكية، وايضا نرى التلويح باستخدام حق الفيتو من قبل روسيا لصالح سوريا و اصبحت دول الخليج و امريكا وبريطانيا عكازة لحد الان تحت ابطأ على عبدالله صالح في اليمن.. وهكذا، هذا من جانب ومن جانب اخر والاهم هو نزول الطبقة العاملة كقوة رائدة في التحولات الثورية الراهنة والتفافها حول رؤية طبقية واضحة، رؤية ماركس والبيان الشيوعي. اذ تم توحيد صفوف الطبقة العاملة وفق هذه الرؤية، وأتخذت مواقع طليعية في هذه الثورات كقوة مقتدرة، حينذاك ان اجابتي لسؤالكم هو : ان المنطقة تتجاوز تلك الصراعات بصورة نهائية، عبر حل هذه الصراعات حلا ثوريا بما ترضى اكثرية الجماهير، وهذا الذي نهدف اليه.

اما اذا تطورت الامور الى "ما لا تشتهي السفن" اي الى ازاحة مسار الثورة عبر ضغوطات دولية وتدخلها العسكري " ليبيا"من جانب، و اقتدار افاق اسلامية وقومية فقط على هذه الحركات " سوريا واليمين" حينذاك نصل الى اجابة مغايرة وهي ستدخل المنطقة الى صراعات قومية و وطائفية و دينية ضارية، وستعم الاضطراب والفوضى، الذي لا نعرف وخامة نتائجها. اذن القضية براي مرهونة بأقتدار الطبقة العاملة، برهنت الثورة المصرية هذا الامر منذ تنحي مبارك.

7 - ما موقفك من إجراء عملیة استفتاء بإشراف الأمم المتّحدة حول تقریر المصیر للأقليات القومية في العالم العربي مثل الصحراء الغربية وجنوب السودان ويشمل أقليات أخرى في المستقبل، مع العلم أنّ حق تقریر المصیر لکلّ شعب حقّ دیمقراطي وإنساني وشرعي و يضمنه بند من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام ١٩٤٨؟

سامان كريم: ان سياقات تطبيق "حق تقرير المصير" يتغير وفق الاوضاع السياسة الدولية والتوازن القوى بين الدول و بالتحديد بين الدول الكبرى، وليس وفق ماجاء في بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان، حيث رايتم خطاب اوباما حول عدم قبوله دولة فلسطينية مستقلة عبر طلب محمود عباس للامم المتحدة، اذن ان هذا الحق تمارسه هذه القوى لمصحلتها وليس كحق مسلم به غير قابل للنقاش.

أنا اؤيد اجراء عملية استفتاء شعبي عام وحر لكل القضايا التي تحدثنا عنها في اجابتي لسؤالكم اعلاه. لكن نرى ان التصويت لصالح الاستقلال في جنوب السودان، واعلان الدولة الجديدة فيها نهاية هذه السنة، هي ليس عبر هذا البند او لتحقيق هذا الحق، بل هناك صراعا قوي بين الصين وامريكا وحلفائها على هذه المنطقة، حيث ان عمر هذه القضية طويلة جدا تصل الى اكثر من قرن، و تعمقت عبر سياسات مختلفة التي تبنتها منذ البداية الاحتلال البريطاني، وبعد ذلك جاء دور الامريكي لتعميق هذه الفجوة بين الجنوب والشمال، لحين اتفاقية "نيفاشا" في سنة 2005حيث منذ ذلك الوقت كان واضحا نحن نرى بلدا جديدا ولكن وفق الصراع بين دول الكبرى، خصوصا اذا نلاحظ ان موقع ودور الصين في القارة الافريقية لوحدها يوازي اكثر من امريكا والاتحاد الاوروبي مجتمعاً من ناحية الاقتصادية... عليه ان بناء بلد جديد اي موطئ قدم جديد لتمرير سياساتهم هو الذي ادى الى عملية الاستفتاء ومن ثم الاستقلال كتحصيل حاصل. كوسوفو تم تحويلها الى دولة وفق مصلحة امريكا و وبلدان اوروبية كبرى بدون اي استفتاء وبدون اي قرار من الامم المتحدة والمجلس الامن، او اي اقرار من قبل جماهيرها، تم التصويت عليها في برلمانها ذو الحكم الذاتي وتم انفصالها في شباط 2008 من صربيا. اذن في الصراع بين الدول الكبرى نحن نرى بناء دول جديدة مثلا "اتفاقية سايكس بيكو" ونرى بعضها تؤطر وفق " عملية الاستفتاء" حتى تفرغوا محتوى هذه العملية. ان إدعاءات هذه الدول حول حقوق الانسان والحريات وماشابه ذلك كلها نفاق و أكذوبة.

8- ماهي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية ، و كيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى كالأمازيغ و أهالي الصحراء الغربية؟

سامان كريم: اذا تقصد بقيام "دولة كردية" بدول كردية قومية في كردستان العراق ، هنالك معوقات كبيرة. اولاً لانها دولة قومية وهذا بحد ذاتها تثير حفيظة كافة دول المنطقة التي القومية الكردية فيها جزء من تركيبتها السكانية، بدل ان يجلب العطف والتضامن من قبل تلك الشعوب في المنطقة، تجلب الكراهية والبغض القومي ... ثانيا: ان الحركة السائدة في كردستان العراق هي حركة قومية كردية من خلال احزابها. هذه الاحزاب، وفق برنامجها السياسية و تقليدها للنضال ليس بامكانها طرح هذه القضية اي الانفصال نظراً، لتقليدها السياسي الذي يعتمد على شقوق و صراعات بين الدول لادامة عمرها و مقدرتها، هو تاريخ هذه الحركات. هي جبانة وخجولة . ثالثا: انهم ينتظرون لقدوم المهدي، بمعنى ما ان قادة هذه الاحزاب ينتظرون الصراعات الدولية و بين دول الكبرى حتى تسنح لهم الفرصة، ليقولوا لهم لماذا لا تطلبون الانفصال؟ ربما ينتظرون امريكا او في مرحلة قادمة بلد اخر... هذه هي سياسة قادة حركة الكردايتى. حتى انهم يحاصرون تلك الحركات القومية التي تنادي بالانفصال والاستفتاء ناهيك عن اليسار والاحزاب الشيوعية العمالية التي تطرح الانفصال عبر الاستفتاء...

اما بخصوص الامازيغ القضية تختلف سياساً وهي حديث العهد تبداً بعد جلاء اسبانيا في سنة 1976، وكانت موريتانيا والمغرب كل منهم ادعوا بحقيتهم للسيطرة على هذا الصحراء... بعد ذلك وبعد انسحب موريتانيا من الصراع في سنة 1979، تمحور الصراع بين المغرب و الأمازيع التي شكلوا جبهة بوليساريو في سنة 1973 استعداداً ليوم الجلاء وأعلنوا الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعلنة من طرف واحد ، و اعترفت بها في البداية 75 دولة و بعد مرور وقت قصير انسحب 35 دولة من اعترافهم بهذه الدولة، و بقى لحد الان 40 دولة. لكن امريكا وفرنسا واسبانيا و كل الدول العربية بإستثناء الجزائر تؤيد حكم المغرب على الصحراء ... اذن السبب واضح، وهو ان امريكا والغرب التي لحد الان بامكانها ان تعلبا دورا محورياً على صعيد العالمي، لا تتوافق مصالحها و عملية الاستفتاء المقترحة منذ 1991 ، عملية التي نتيجتها واضحة قبل البدء بها، عليه لا يوافقون على اجراء الاستفتاء... مرة اخرى انهم يستخدمون " حقوق الانسان و الحريات و حق الشعوب" ورقة لتمرير مصالحهم. قضية الصحراء هي ضحية لهذه الصراعات... و ان الامازيغ لهم وجود كبير ليس في الصحراء بل في كافة البلدان العربية في شمال افريقا و ثلاثة دول اخرى في افريقيا بما فيها نيجريا. الشعب الذي منع منهم اسماء امازيغيه على ولادات جديدة بقرار حكومي. 30.9.2011



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الرفيق/ حول التنظيم 2
- رسالة الى الرفيق: حول التنظيم
- ما صورته -الثورة- الليبية لنفسها، بأنه اكثر الاحداث ثورية، ا ...
- أسس الشيوعية العمالية لتنظيم الطبقة العاملة في العراق
- سياسة اوباما و الصدر، وجهان لعملة واحدة
- إخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة بوجه الرأسمال و سلطت ...
- الوضع السياسي في العراق واجتماع قادة الكتل السياسية يوم 2 من ...
- (حوار مع سامان كريم حول الفيدرالية
- العملية السياسية الراهنة، والحركات البرجوازية في العراق!
- الدولة في العراق الراهن و التكتيك الشيوعي العمالي!حول تصورات ...
- انتخابات مبكرة، وأغلبية نيابية-سياسية- سياستان، وجهان لعملة ...
- حوار حول رؤية الحزب للتنظيم الحزبي و الجماهيري في الاوضاع ال ...
- حوار مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب حول بلاتفورم ...
- مقابلة مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ال ...
- الى الامام حتى تحقيق مطالبنا / الجزء الثاني
- -النظام السياسي في العراق ينتج القمع والبؤس والمجاعة!
- الى الامام حتى تحقيق مطالبنا !
- يوم التغيير بدأ في العراق، تنظيمه عمل لكل الشيوعيين والتحرري ...
- ياعمال مصر، نصركم رافدا واساسا، لبناء الشرق الاوسط الجديد!
- الى الامام من اجل الاطاحة بمبارك ومجمل نظامه الراسمالي البال ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- حق تقرير المصير للإثنيات القومية، وللمجتمعات حق المساواة في ... / نايف حواتمة
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد / زهدي الداوودي
- الدولة المدنية والقوميات بين الواقع والطموح / خالد أبو شرخ
- الدولة الوطنية من حلم إلى كابوس / سعيد مضيه
- الربيع العربي وقضايا الأقليات القومية / عبد المجيد حمدان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي - سامان كريم - مصير - الربيع العربي- مرهون بحضور الطبقة العاملة كقوة مقتدرة