أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عماد مسعد محمد السبع - الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة التونسية















المزيد.....

الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة التونسية


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 17:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أعلنت رموزمن الحركة العمالية فى تونس عن خوض المعركة الإنتخابية التشريعية القادمة بما يواكب معطيات مرحلة مابعد ثورة 14 جانفى , حيث دشنت برامج سياسية لهذا الغرض و ضمن ما يمكن تسميته بالنضال من أجل " المصالح المباشرة للعمال " وبدون التعويل على المنحى الأيديولوجى والطرح أشتراكى الصريح , وحديث عن النضال الطبقى التقليدى .

و قامت بعض الفصائل التروتسكية بتزكية هذه الدعوة , حيث رأت أن العمال التونسيين لا يقفون الآن على أرضية أشتراكية واحدة , وأن اللافتة الإيديولوجية ستؤثر حتمآ على حجم التأييد المنتظرلمرشحيهم , كما ودعت لإعادة تقيم الدورالسياسى و النضالى للعمال فى ضوء معطيات الثورة التونسية .

التساؤل الذى يفرض نفسه هنا : هل يمكن أن ينشط ( حزب الطبقة العاملة ) فى طل غياب الفكرة الإشتراكية الحاكمة لبرنامجه ونضاله ؟ وكيف يخلق الحضور والشعبية اللازمة له بين صفوف الشغيلة والكادحين دون طليعة تؤمن بالفكر الماركسى وتعتمده مرجعية لها ؟ .

من المفيد الإشارة هنا إلى أن نزعة تأسيس أحزاب أشتراكية خالية من هيمنة العقيدة السياسية والنص الأيديولوجى تعد انعكاسآ للتحولات التى طالت الأحزاب اليسارية العقائدية فى أوروبا منذ صعود الحزب الإشتراكى الفرنسى للحكم عام 1981 وحتى الآن .

فقد عرف عن هذا الحزب أرتباطه بالماركسية اللينينية , ولكن عند وصوله للسلطة بدأ رحلة التحول السياسى والأيديولوجى نتيجة للتفاعل مع معطى سياسى جديد أتضح فيه الفارق بين الأفكار النظرية التى يطرحها كحزب سياسى , و بين ممارساته الواقعية عندما أصبح فى سدة الحكم .

وكانت الدلالة الكبرى التى أفرزتها الخبرة الإشتراكية الفرنسية فى الحكم أن النسق الأيديولوجى الكلى تحول " لبرنامج عمل " لإدارة أجهزة الدولة وعمليات النظام , ولم يعد " برنامجآ عقائديآ حزبيآ " كما كان قبل الوصول للسلطة .

ومن خلال هذه التجربة تأكدت جدليآ أفكار الإبتعاد عن النصوصية العقائدية , ونالت زخمآ أضافيآ بمراجعات للمفاهيم النظرية والسياسية للحزب الشيوعى الفرنسى , وكذلك دروس أخفاقات الحزب الشيوعى الإيطالى فى الوصول للسلطة رغم أنفتاحه وتطوره الفكرى .

ثم جاء أنهيار الإتحاد السوفيتى وسقوط المنظومة الإشتراكية ليجهز على ما تبقى من النصوص الحزبية العقائدية التى أرتبط بها اليسارالأوروبى , وحيث غيرت كثير من من احزابهأسماءها وخطابها ورسالتها بعد أن أكتشفت أن الواقع السياسى والإجتماعى تجاوز جمود وتكلس النصوص الأيديولوجية .

غير أن أستنساخ تلك الخبرة الأوروبية - التى تقدم لنا أحزابآ يسارية تنحى الإطارالإيديولوجى - يصطدم بعدد من التحفظات ومن نتاج واقع السياسة والحزبية العربية .

فالدافع وراء تغييرجلد الأحزاب اليسارية الاوروبية كان التحولات السياسية والغقتصادية والإجتماعية العميقة والهادرة التى شهدتها أوروبا فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وشيوع النماذج الإصلاحية البعيدة عن الخط الراديكالى والتى أكسبت الأفكار الوسطية واللايديولوجيية حضورآ متزايدآ فى الساحة السياسية والإجتماعية الأوروبية .

كما حدث تحسن مطرد فى أحوال الطبقة العاملة , وظهرت قوى أجتماعية جديدة ارتبطت " بأفكار اليسار وليست برامجه ", بالإضافة للخبرة السلبية الفرنسية فى مجال التأميم , ثم السقوط المدوى للأحزاب الشيوعية الأيديولوجية بالشرق الأوروبى .

تباين التكوين الإجتماعى والإقتصادى والسياسى العربى عن نظيره الأوروبى , ووجود كتلة واسعة من العمال والمهمشين والفقراء مازال يفرض واقعة توافر ووجود هذه الأحزاب ذى الصبغة الطبقية المحددة , واالتى يتعين أن تدافع عن المصالح الإجتماعية والإقتصادية لهذه الفئات العريضة تحت راية العقيدة الإشتراكية .

كما أن أحياء فكرة الحزبية فى السياق الساسى العربى بعد الموات والبوار التى عانت منه على مدار عقود طويلة يمرعبرتمايز مبدئى للأفكار ومن ثمة " المصالح " وبما يشكل حوافز لتشجيع المشاركة فى العمل السياسى والحزبى والعام .

الدعوة السابقة ترتبط بفكرة آخرى يتم الترويج لها من جانب هذا الإتجاه وتتصل بأن ( حزب الطبقة العاملة ) عليه أن ينخرط فى منظمات المجتمع المدنى الجديد ومنافذه الإجتماعية وأن يشارك فى مهمة الدفاع عن قضايا الديموقراطية الليبرالية والحريات وحقوق الإنسان والبيئة والأقليات وغيرها تحت مظلة هذا " المجتمع المدنى " الذى يضم نسيجآ لمصالح خاصة ومتنوعة أصبحت رمزآ لمجالات منفصلة عن الدولة .

وبذلك تكون" الديموقراطية الإجتماعية " وليس " العدالة الطبقية " هى الهدف المرحلى لحزب الطبقة العاملة , وعبر اقتراح كفالة " النضال العمالى " فى عباءة التنظيمات السياسية المدنية وحركاتها الإجتماعية الجديدة وخلال فترة يمكن أن تدفع - بعد ذلك - فى عملية التبشير بالمجتمع الإشتراكى .

ومن ثمة يذهب هذا الإتجاه لوجوب مراجعة أولوية النضال والتنظيم العمالى وحيث يرى أن مفردات الأجندة الطبقية والبرامج اليسارية لم تعد قادرة على ترجمة تحولات المجتمع وجديد الرأسمالية المعاصرة وتقديم حلول ناجزة لمعضلاتها .

كما يرى أن أهمية الطبقة العاملة تراجعت ك " قوة العمل " , وأنها عجزت تاريخيآ عن التحول " لطبقة ثورية " وأن حركتها الدولية أخفقت فى أستثمار الأزمة العامة للرأسمالية ومن أجل حسم عملية الإنتقال نحو الإشتراكية .

ولذلك يؤشرهذا الإتجاه لأهمية أستيعاب تلك المتغيرات وأستبدال مركزية " الصراع الطبقى " بنضالات " قانونية وحقوقية " تروم أثبات وتحقيق المطالب العمالية وبدون أثارة عداء الفئات الإجتماعية والسياسية المناقضة والمضادة لحركتها .

ومن البين أن القبول بهذه الفكرة و ترحيل " النضال العمالى " لصالح المشاركة تحت عباءة المجتمع المدنى وراياته الجديدة سيعصف بالمهمة التاريخية للطبقة العاملة , و سيعرقل خطوات تقريرمصيرها الإجتماعى .

فالدفع بالعمال داخل سوق " المطالب الإصلاحية " وتشتتيت نضالاتهم على جبهة عريضة تضم شظايا طموحات تحررية, لا يخدم فى النهاية الإ سيناريوهات التوحش الرأسمالى وتحسين شروط الإستغلال , وتفتيت وعى العمال ,, وتزكية الإجراءات الإنتقائية التى يتخذها الرأس مال لتسكين الوضع الإجتماعى وتأجيل أنفجاراته .

مهمة ( الطليعة العمالية ) ليس العزف على مثل هذه الأوتارالإصلاحية وأنما الإرتقاء بالوعى الطبقى وتصفيف المصالح العمالية الطبقية وكرافعة للوعى السياسى ولتدشين التنظيم السياسى والحزبى العمالى الذاتى والمستقل .

جميع مظاهر الحيف والإضطهاد واللامساواة هى تجليات تعكس بنية " القسر " التى تطال كل زوايا المجتمع الرأسمالى والتى لا يمكم تغييرها إلإ عبر نضال شامل قوامه النضال الطبقى والحزب السياسى الذى يمثل طليعة للعمال و الكادحين .

الدعوة لإنشاء أحزاب عمالية عربية خالية من روح الفكرة الإشتراكية ومن مفرداتها الأساسية لن تدعم المطلب السياسى والحقوقى العمالى فى التحليل النهائى , ولن تكون رافعة لمجتمع العدالة والمساواة الذى يصبو اليه ملايين الكادحين العرب .
عماد مسعد محمد السبع .



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاعدة فى ليبيا - الدوافع والمخاطر.
- مستقبل العلاقة بين الإخوان المسلمين وأمريكا
- أفكارحول ربيع الثورة فى أوروبا
- ملاحظات حول مأزق التعددية الثقافية فى أوروبا
- الليبرالية الإجتماعية ومستقبل النظام السياسى العربى
- ملاحظات حول صعود تيار الإسلام السياسى فى قلب ميدان التحرير
- إعادة اختراع السياسة فى واقعنا العربى
- المجلس العسكرى يقود الثورة المضادة فى مصر
- الثورة واليسار الغائب فى مصر
- القضاة ودورهم فى الثورة المضادة بمصر
- الثورة فى مواجهة وسطية الفكرالعربى المعاصر
- متى تبدأ الثورة على السلفية الوهابية ؟
- الإنتفاضات العربية بين طابع السلمية وحتمية العنف الثورى
- الأردن .. هل ينجو من طوفان الثورة العربية ؟
- الخيال والمفاجآت الإدراكية لشباب الثورة العربية
- الوعى الزائف بالتاريخ .. مصر تمحو حقبة مبارك !
- الميدان .. خاطرة حول طوبوغرافيا الثورة
- الصين والكونفوشيوسية وربيع الثورة العربية
- موقع الموسيقى على خريطة الثورة العربية
- الثورة العربية فى عيون الإستراتيجية الإسرائيلية .


المزيد.....




- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عماد مسعد محمد السبع - الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة التونسية