أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - الفساد المالي في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان














المزيد.....

الفساد المالي في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد المالي في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان

أ. د عبد الجبار منديل /اكاديمي عراقي /كوبنهاكن

مصطلح (الفساد المالي ) هو مصطلح حديث نسبيا في اللغة السياسية والادارية ولكنه كموضوع قديم قدم النظم السياسية والادارية . ففي العهد الاسلامي الاول كان هناك ما يقابل هذا المصطلح وهو استباحة اموال المسلمين . وفي عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان كثر الحديث في بداية الفتنة الكبرى عن ذلك . وعند الرجوع الى امهات كتب التاريخ العربي للمؤرخين العرب القدماء مثل انساب الاشراف للبلاذري او كتاب تاريخ الامم والملوك للطبري او الكتاب المعاصرين مثل كتاب الفتنة الكبرى للدكتور طه حسين او كتاب عثمان ذو النورين لعباس محمود العقاد يمكن ان نكتشف بوضوح ان هذا الموضوع كان هو الشغل الشاغل للناس في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الاسلام والعرب .

ولعل بدايات ظهور ردود الافعال الشديدة على ذلك كانت في العراق . ففي مجلس سعيد بن العاص والي عثمان على الكوفه قال بن العاص بان (السواد هو بستان قريش ) والمقصود هو ان وسط وجنوب العراق هي ملك لقريش اي انه ملك للقبيلة المكية القادمة الى العراق . وقد اغضب ذلك من في المجلس وتسرب الخبر الى اهل الكوفة الذين قالوا (انما السواد ما افاءه الله علينا وما نصيب قريش منه الا كنصيب غيرهم من المسلمين وهكذا نرى ان تلك كانت الشرارة الاولى وان لم تكن الوحيدة التي اشعلت نار الفتنة وادت الى مقتل الخليفة .

كان عثمان منذ ما قبل الاسلام ثريا واسع التجارة وكان سخيا سمحا معطاء وبعد ان ولي الخلافة مضى في سيرته الاولى في الانفاق على رحمه وذوي قرباه وبما انه توقف عن التجارة بسبب انشغاله بالامور العامة فقد استباح لنفسه ان ياخذ من بيت المال ما يقارب الربح الذي كان يمكن ان يحققه لو استمر في تجارته وقد اباح بعض عمال عثمان لانفسهم ما اباحه هو لنفسه من اطلاق ايديهم في الاموال العامة بل ان البعض منهم استقل بولايته حيث استقل عبد الله بن مسعود في الكوفة واستقل عبد الله بن الارقم في المدينة ويروى عن عثمان انه قال (ان ابا بكر وعمر كانا يظلمان انفسهما بعدم صلة رحمهما تقربا الى الله وانا اصل رحمي تقربا الى الله ).

ومما يروى انه اعطى مروان بن الحكم خمس الغنيمة التي غنمها المسلمون في افريقيا واعطى الحارث بن الحكم ثلثمائة الف دينار واعطى عبد الله بن خالد مائة الف وكلهم امويون . حتى ان صاحب بيت المال ابى ان ينفذ الامر واستقال من عمله . كما اعطى الزبير بن العوام ستمائة الف واعطى طلحة بن عبيد الله مائة الف واعطى سعيد بن العاص مائة الف وزوج ثلاثة او اربعا من بناته لرجال من قريش واعطى كل واحد منهم مائة الف دينار .

على ان عطاء عثمان لم يقتصر على الاموال السائلة وانما تجاوز ذلك الى الاموال غير المنقولة والعقارات فقد كان يقطع الاقطاعات الكثيرة في الامصار لبني امية وقد دافع البعض عن هذه الخطوة بان الهدف منها كان استصلاح الارض وقد رد البعض الاخر عليهم بان استصلاح الارض ليس قصرا على قريش وبني امية وغيرهم بل ان كل المسلمين يمكن ان يقوموا بذلك .

ان سخاء الخليفة بالاموال العامة لبني امية خاصة ولقريش عامة اتاح لهم ان يشتروا الارض في الامصار في العراق والشام ومصر وغيرها مما ادى الى نشوء الملكية العقارية الضخمة في الاسلام وتكوين طبقة غنية شديدة الثراء نتيجة للامتيازات الواسعة التي حصلت عليها .

كانت سياسة عمر بن الخطاب سياسة واضحة فقد كان ياخذ خمس الغنائم ويقسم الاربعة اخماس الاخرى بين الذين غنموها ثم كان يجمع الى الخمس ما يجبى اليه من الخراج والجزية ثم يقسم العطاء على المسلمين جميعا . ولكن ما حصل في خلافة عثمان ونتيجة للثروات الهائلة المتدفقة من البلدان المفتوحة اخذ الكثيرين من شباب قريش واهل المدينة يعيشون عيشة بطالة بالاعتماد على اعطياتهم وقد لا يحتاجون الى هذه الاعطيات لذلك فقد طالب المعارضون فقالوا من كان منهم غنيا فلا حق له في بيت المال ومن كان منهم فقيرا فليعمل ولا معنى لان تنفق الاموال العامة على الكسالى والمتبطلين . وقد اجابهم عثمان الى ما طلبوا وخطب في الناس فقال لهم من كان له زرع فليلحق بزرعه ومن كان له عمل فليكتسب بعمله فليس لاحد عندنا عطاء الا ان يكون من الذين قاتلوا او من الشيوخ اصحاب رسول الله .
لم يستطع عثمان تنفيذ هذه السياسة فقد كان ماكان من امر الفتنة مما ادى الى مقتله.



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محصلة الثورات العربية ... من ثور الساقية المصري الى حصان الن ...
- سيناريوهات ليبيا من خلال تجربة العراق
- مصر ...الاطاحة بالدكتاتورية ام الاطاحة بهيبة الدولة !
- الثورات العربية .. المقدمات والنتائج مصر انموذجا
- حزب) ابو فرهود( يحارب الفساد المالي
- تركيا( اردوغان) العثمانية تسعى الى قيادة العالم العربي
- الشباب يصنعون الثورات والسلفيون يجنون الثمرات
- في انتظارالحكومة العراقية صيف ساخن جدا!
- الملك فيصل الاول وعرش (الباديشاه) العثماني
- هل تحول الغرب من قوة استعمارية الى قوة لتحرير الشعوب ؟!
- تقييم الثورات العربية- الواقع والافاق-
- فوضى الشعارات في العراق ساهم في عدم تحقيق الاهداف
- ما يحدث في مصر حاليا سوف يحدد ما يحدث في العالم العربي مستقب ...
- التعليم العالي على مفترق طرق ... اما الاصلاح او الخراب
- طغيان (الاخ الاكبر)في المحافظات العراقية
- المظاهرات السياسية في مدينة الديوانية خلال عقد الخمسينات من ...
- الدولة البخيلة
- تزايد شراسة الصراع بين السياسيين العراقيين
- المظاهرات السياسية في مدينة الديوانية خلال عقد الخمسينات من ...
- المظاهرات السياسية في مدينة الديوانية خلال عقد الخمسينات من ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - الفساد المالي في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان