|
صرخة ظلم: -يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام وأنت الخصم والحكم-
وجيه عطا
الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 16:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
ما يحدث من جرائم بشعة ضد المسيحيين في مصر وضد كنائسهم هذه الأيام، يذكرني بهذه الكلمات للشاعر أبو الطيب المتنبي، وهو يخاطب الحاكم، سيف الدولة الحمداني. فهل يمكن لنا كمصريين أن نستخدم نفس الكلمات اليوم ؟!
ماذا نفعل لو كان خصمك وعدوك هو نفسه القاضي الذي يحكم دائما عليك ؟!
مازلنا مصدومين من مأساة كنيسة نجع حمادي، ولم تتم محاكمة المحرضين ولا المنفذين ! ومازلنا مصدومين من مأساة تفجير كنيسة القديسين بمنطقة بشر – إسكندرية، ولم تتم محاكمة المحرضين ولا المنفذين ! ومازلنا مصدومين من مأساة كنيسة إمبابة، ولم تتم محاكمة المحرضين ولا المنفذين !
ومازلنا مصدومين من مأساة هدم كنيسة "أطفيح"، التي طفح بنا الكيل في هدمها، ولأول مرة نرى هدم كنيسة بعد ثورة 25 يناير، الثورة "المباركة" أكثر من المخلوع "المبارك" ! فلم نرَ من قبل كنيسة تُهدم بهذه الصورة في عهد "المخلوع" كما هدمت كنيسة "أطفيح" في عهد "المجلس الموقر"، وأيضاً للأسف الشديد لم تتم محاكمة المحرضين ولا المنفذين إلى هذا اليوم "المبارك" !
ومازلنا مصدومين من مأساة هدم كنيسة "المريناب" – إدفو- أسوان، والتي سببت إنفجار للدماء وغليان في قلوب وعقول المصريين جميعاً، فهل أصبح هدم الكنائس وقتل المسيحيين المصريين منهج منظم بل ومتصاعد تقوم به مؤسسات عديدة حكومية وشعبية متعاونة ليس على البر والتقوى بل على الهدم والقتل وخراب مصر ؟!
مازلنا مذهولين كأننا في كابوس مزعج فيما رأيناه بعيوننا من ضرب قاسي وسحل وكسر عظام وإسالة دماء المتظاهرين السلميين ضد هدم الكنائس وقتل المُصلين !!! ومازلنا غير مصدقين أن الذي يفعل هذا هم رجال القوات المسلحة المصرية ! بل ويعتدوا على أحد رموز الديانة المسيحية في مصر فيسقط رجل الدين وتنكسر نظارته وسط هتافات وشتائم وسب الدين !!!
سمعنا بعض شيوخ المساجد ينادوا علناً في ميكروفونات المساجد بتكفير المسيحيين ! وسمعنا أن شيخ المسجد في قرية المريناب حَرَّض المصلين في المسجد ليهدموا الكنيسة، بل وأحد مفتشي المباحث كان حاضراً أثناء هدم كنيسة المريناب، ورأينا على شاشات التلفزة رجال الجيش المصري يضربوا المتظاهرين السلميين ويسحلونهم ويسيلوا دماؤهم ويكسروا عظامهم !
شيخ المسجد المُحرض على الفتنة (والفتنة أشد من القتل)، يمثل رجال الدين فأين وزارة الأوقاف المصرية من هذا ؟ وأين رجال الدين الإسلامي الأفاضل ؟! مفتش المباحث يمثل وزارة الداخلية المصرية فأين هي مما حدث ؟ رجال الشرطة العسكرية يمثلوا الجيش المصري والمجلس العسكري الحاكم، فأين المجلس من هذا ؟!
وهل هذا تطور وتصعيد خطير لما حدث في عهد "المخلوع" وزير داخليته "العادلي" الذين خططوا وحرَّضوا واستأجروا المتطرفين وخريجي السجون في قتل المصلين بكنيسة القديسين؟!
التفاصيل الآتية مُجرد (copy) عن جريدة اليوم السابع المصرية: [[ الرائد فتحى عبد الواحد المقرب من الوزير السابق حبيب العادلى، بدأ منذ يوم 11 ديسمبر الماضى، بتحضير المدعو أحمد محمد خالد، الذى قضى أحد عشر عاماً فى سجون الداخلية المصرية، ليقوم بالاتصال بمجموعة متطرفة مصرية، لدفعها إلى ضرب كنيسة القديسين فى الإسكندرية، وبالفعل قام أحمد خالد بالاتصال بمجموعة متطرفة فى مصر اسمها (جند الله)، وأبلغها أنه يملك معدات حصل عليها من غزة يمكن أن تفجر الكنيسة لـ"تأديب الأقباط"، فأعجب محمد عبد الهادى (قائد جند الله) بالفكرة، وجنّد لها عنصراً اسمه عبد الرحمن أحمد على، قيل له إنك ستضع السيارة وهى ستنفجر لوحدها فيما بعد، لكن الرائد فتحى عبد الواحد كان هو بنفسه من فجر السيارة عن بعد، بواسطة جهاز لاسلكى، وقبل أن ينزل الضحية عبد الرحمن أحمد على من السيارة، وكانت الجريمة المروعة التى هزت مصر والعالم ليلة رأس السنة الماضية.
تم توجه الرائد نفسه فوراً إلى المدعو أحمد خالد، وطلب منه استدعاء رئيس جماعة (جند الله)، محمد عبد الهادى، إلى إحدى الشقق فى الإسكندرية، لمناقشته بالنتائج، وفور لقاء الاثنين فى شقة فى شارع الشهيد عبد المنعم رياض بالإسكندرية، بادر الرائد فتحى إلى اعتقال الاثنين ونقلهما فوراً إلى القاهرة بواسطة سيارة إسعاف حديثة جداً، واستطاع الوصول خلال ساعتين ونصف الساعة إلى مبنى خاص فى منطقة الجيزة بالقاهرة تابع للداخلية المصرية، حيث حجز الاثنين إلى أن حدثت الانتفاضة يوم، الجمعة الماضى، وبعد أن تمكنا من الهرب لجآ إلى السفارة البريطانية فى القاهرة حفاظاً على سلامتهما ]] (*) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) المرجع جريدة اليوم السابع الإلكترونية بتاريخ - الخميس، 22 سبتمبر 2011 - 12:52، على الرابط الآتي: http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=497573
هذه الجرائم المروعة يجب التحقيق الفوري فيها ومحاكمة المُحرِّضين والمتعاونين والمنفذين محاكمة عادلة، إلا إذا كان ينطبق قول الشاعر "فيك الخصام وأنت الخصم والحكم" فلم يكن من المتوقع أن تتم محاكمة العادلي أثناء حكم نظام مبارك ! بالطبع لا يمكن أن يحاكم النظام الحاكم نفسه ! وقد اشتكاه المظلومين إلى الله وعدالة السماء تتحقق
فهل من المتوقع أن تتم محاكمات عادلة هذه الأيام، في الجرائم البشعة المروعة التي تم فيها قتل الأقباط المصلين المسالمين، وهدم الكنائس وضرب وسحل وكسر وإسالة دماء المتظاهرين السلميين ضد هذه الجرائم ؟
أم نعود ونقول يا اعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
#وجيه_عطا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسمعوا يا كل الناس
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|