أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - قراءة التاريخ أم نقده ؟؟














المزيد.....


قراءة التاريخ أم نقده ؟؟


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 14:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


علينا الإعتراف بادىء ذي بدء أن قراءة التاريخ شيء ونقده شيء آخر .فالقراءة هي عملية تحليل عميقة وشاملة لحدث ما مرٌ وانتهى تستوجب الخروج بعبر ودروس تؤدي لتصحيح مفاهيم ربما تكون مخالفة لما يُستنتج من القراءة ولكن هذه القراءة ليس بوسعها أياً كانت عظمتها أن تغير شيئاً .فما حدث قد حدث ولايمكن إزاءه فعل أي شيء سوى أن نعتبرمن قراءته كما أسلفنا ونصحح مفاهيم ربما تعطي القراءة مفاهيم مغايرة تماماً لما هو سائد بما يستوجب المراجعة والبناء من جديد على مفاهيم جديدة

أما النقد فهو عملية تحليل لحدث ما زال يجري فعله على الأرض وعملية نقده ربما تفيد في تصحيح مسيرة سيرورته حاضراً ومستقبلاً إذا ما تم الأخذ بعملية النقد هذه وتخليصه من شوائب تنتاب مسيرته تؤدي إلى الخروج من مأزق الحدث الحاضر نحو آفاق المستقبل الذي ننشده جميعاً

إن عمليتي القراءة والنقد لافرق بينهما سوى في الحالة الزمنية فقراءة التاريخ حالة واجبة أما نقده فهي عملية عبثية ويزول الفرق بين القراءة والنقد عندما يكون الحدث هو الحدث المستمر في الحاضر والذي يتجه فعل إستمراره نحو المستقبل

هناك الكثير من الأخوة الكتاب والباحثين الذين يتناولون التاريخ بالنقد عوضاً عن قراءته فنجد على سبيل المثال لاالحصر من يوجه سهام نقده للدين وكأنه يريد إحياء عصبية ما ضد هذا الدين أو ذاك لأن الناقد للدين لم يتخلص هو نفسه من تأثير المفاهيم المقدسة التي كرسها التاريخ الديني إذ ما تزال القدسية المطلقة المرتبطة بالمصالح التاريخية للأفراد والجماعات ضاربة جذورها في لاوعي هؤلاء جماعات وأفراد والأدلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال .أنه يرى كل مثقفي العرب أن ثورة البحرين طائفية وتدخل إيران ذا بعد مذهبي ولايرون ذلك في حراك سورية وتدخل الباشا الغبي أردوغان ومع ذلك ترى هؤلاء ينتقدون التاريخ وربما يشتمون الكثير من رجالاته الذين يتمتعون بقداسة ما

هذه الإزدواجية في التفكير سببها أننا ننقد التاريخ بدلاً من قراءته فنقع بالتالي في فخ مشاكل الحاضر دون أن نستطيع الفكاك من سطوة التاريخ على عقولنا إذ أنه في عمق لاوعينا ومن خلال التمسك بمبدأ الأكثرية والأقلية نرى أن التمسك بالرؤية التاريخية التي ننقدها ولا نقرأها مسيراً يحقق لنا مصالحنا بسرعة أكبر دون فهم أن الحاضر ومفاهيمه هي غير الماضي ومفاهيمه ونبقى على السكون الفكري التي ما تزال نبعاً ثراً لمشاكل لاتعد ولاتحصى في سيرورة الحاضر وهو يتجه نحو المستقبل

فتح مكة هو الحادثة التاريخية من وجهة نظري التي كرست أزمات الماضي وما تزال تنتج أزمات الحاضر عملية الفتح هذه كرست لها مقالاً نعنوان :قراءة التاريخ والبحث فيه هذه الحادثة التي أعاد تذكيرنا بها السيد أحمد داؤود أوغلووبصفاقة وقحة عنما سقطت طرابلس الغرب في يد قوات الناتو مشنهاً الحدث بعملية فتح مكة هذا الأوغلو الذي ينحدر من مدينة قونية التي تشبه الحياة فيها كثيراً الحياة في ظل طالبان حيث هي المدينة التركية الوحيدة التي يمنع فيها وجود الخمر بالمطلق وأنا هنا أورد الخمر كمثال ليس لأني أحبه فأنا أحبه كثيراً ولايفوتني في الأسبوع إحتساءه مرتين أو ثلاث ولكني أورده من باب الحرص على الحرية الشخصية التي يقتلها الفكر الطالباني الذي يتمسك هذا الأوغلو ورفاقه الذي صدعوا رؤوسنا بما يسمى الإسلام المعتدل ولاأدري حتى الساعة إن كان الإسلام هو إسلامات متشدد أو متراخي أو معتدل أم هو إسلام نصوص مقدسة لاتُؤٌل ولاتمس ؟

إن قراءة التاريخ تقول لي أن حكام العالم الإسلامي ومنذ موت محمد هم أحفاد أبي سفيان وتلاميذ معاوية الذي كان أول مؤسس لسياسة الغاية تبرر الوسيلة فبل أن يكتب عنها السيد الذائع الصيت ميكيافيللي ولايفكرن أحد أني أستثني أحداً أياً يكن إنتماؤه المذهبي فكلهم أمام كرسي الحكم سواء وإن محمداً هو الذي فتح الباب مشرعاً لهذا الفكر السلطوي العنيف والبغيض عنما لم يحسم موضوع السلطة بوضعها على الطريق التشاوري (الديموقراطي) وقد كان بحكم سلطته السماوية قادراً على ذلك بل ترك الأمر ليسود الأقوى من خلال تكريسه لقريبه أبي سفيان قائداً في المجتمع على الرغم من عدم إعتراف هذا الأخير بنبوة محمد حتى عندما طولب بأداء الشهادة

إن عدم قراءتنا للتاريخ والإكتفاء بنقده يجعل كل القوى الساسية على إمتداد ساحة الوطن العربي والإسلامي أسير التاريخ بكل موبقاته إذ كبف نفسر المواقف السياسية لأحزاب ترى أن الإسلام هو الحل في بلدان فيها من الطوائف والمذاهب الشيء الكثير والأنكى أنهم لايقبلون في صفوفهم من يغايرهم في الدين أو المذهب ويعدونك بالديموقراطية والحرية ؟؟؟؟!!!!

ولكن الأنكى وفي الوقت ذاته يبعث في النفس مرارة قاتلة أن علمانيين وليبراليين ويساريين يرون في هؤلاء أناس يمكن الوثوق بهم وهم الذي تراهم على إستعداد لأن يقتلوا على الهوية كما فعلوا ويفعلون ويقطعون بلذة سادية مفجعة جثث ضحاياهم ولايخجلون من رفع الشعارات الطائفية والمذهبية وترى في الوقت ذاته من يدافع عنهم وهم يتحالفون مع الشيطان إذا حقق لهم إشباع التمتع بالسلطة

أذكر أني رأيت ذات مرة المعمم السيد محمد بحر العلوم على شاشة التلفاز يقول وبتَوسُل خلصونا من صدام فهذا هو غاية مراد الشعب العراقي وقد خلصته أمريكا واستلم إبنه إبراهيم وزارة النفط وما حدث بعدها ........؟؟؟؟وما حدث للعراق شعباً ووطناً ....؟؟؟؟

إن أي حراك سياسي مرتهن لمقدسات التاريخ هو حراك أشد خطراً على المستقبل مما هو قائم لهذا السبب نقول علينا أن نقرأ التاريخ ونقرأ وننقد الحاضر بعقل نقدي منفتح لاتشوبه مقدسات الماضي رافضين وبشدة لكل مايمت إلى قداسته بصلة
ودمتم



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف وتفسير الظاهرة
- المنهج الماركسي والماركسويون
- كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين
- نفاق الغرب ومثقفي الإغتراب
- علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟
- مثقون سوريون وبكاء عرعوري
- المادة : مفهوم فلسفي أم علمي ؟
- لو أدرك المسلمون معنى : رب العالمين!!!!
- لم يمت على الصليب فداءأ بل قتله الإله اليهودي
- أما آن لنا أن نقتل الله ؟؟؟؟
- أيها الحمقى ماذا لو .....؟؟؟؟
- ليس إلهاً واحداً إنما آلهة متعددة
- نظرية المؤامرة ومنطق تحقيق المصالح
- الله إسرائيل أمريكاوبس.....
- الله وأمريكا ما بين التاريخ والمستقبل
- نحن والتاريخ والفيزياء
- التفكير غريزياً
- كيف نساعد الغرب على أنفسنا
- هل يدرك الله ذاته؟
- القصيدة إذ تغنى والمرأة إذ لها عينان ساحرتان


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - قراءة التاريخ أم نقده ؟؟