سامي الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 11:49
المحور:
القضية الفلسطينية
تم بالأمس الإعلان عن منح جائزة نوبل للسلام لثلاثة نساء كتحفيز للمرأة في مجال السلم العالمي، وتمنح هذه الجائزة دون أن تعرف حقيقة المعايير التي يتم من خلالها منح تلك الجائزة، وشاء القدر أن يكون من بين هؤلاء الثلاثة إمرأة عربية، إن اختلفنا على الجائزة ومعاييرها فإننا لا نختلف على السيدة العربية، التي تحاول أن تكون صوت السلام والتغيير في وطنها اليمني، إنها الصحفية الناشطة المجتمعية(توكل كرمان)، ورغم سعادتنا بمنح جائزة عالمية لإمرأة عربية، كون هذه الإمرأة لا يستحق أحدًا أي جائزة دونها، وهي تناضل وتقاتل في مجتمع أصابه ما أصابه من تخلف، وجهل، وانحصار لدور المرأة، إلاّ إنني على صعيدي الشخصي لا أثق بهذه الجائزة، وبمعاييرها من منطلق إنها لم تتوخي يومًا العدالة والموضوعية في منح الجائزة التي حملت اسم مخترع الديناميت للشخصية التي تستحق، خاصة في مراجعة جُل الشخصيات التي تم منحها الجائزة من قبل، والأسس التي يمكن من خلالها منح هذه الجائزة، وعلى وجه الخصوص هذا العام بالذات، كإستثناء كَوُّن أسيراتنا الشامخات يخضن معركة بطولية لأجل السلم الأهلى والمجتمعي، ويناضلن من خلف الشمس والقيد لأجل سلام أطفالهن وأبنائهن، وحياة خالية من التلوث الصهيوني، وسلبهن لحريتهن العادلة، وحقوقهن في الأسر.
لماذا هذا العام؟!
إن هذا العام يحتل الإستثايية بما إنه تم الإقرار بمنح الجائزة للنساء على وجه الخصوص، كتمييز عن باقي السنوات السابقة، وبما أن هذا التمييز كان فلا بد وأن تمنح الجائزة كلها دون مناصفة للأسيرات الفلسطينيَّات، اللواتي يقدمن التضحيات العملية والمنطقية لأجل السلَّام المجتمعي والأهلي، وينزفن التضحية من أجسادهن وأرواحهن، ويرسمن معالم السلَّام بدمائهن، وآنينهن، وليس من خلف الميكروفونات، وفي فراش النعيم، وعلى الورق، مثل اللواتي حصلن على هذه الجائزة.
إن ظُلم العالم المتنكر لحقوُّق أطفالنّا، ونسائنا، ووطنا تمادى وتمادى في طاغوته الظالم، وأراد حرف البوصلة عن إتجاهها الصحيح، ليتنكر كما تنكر لفلسطين سابقًا، لنساء فلسطين خلف القضبان الصهيونية، وسط صمت مريب عما تمارسه قوى الظلام الصهيونية ضد أسيراتنا الشامخات في معركة الأمعاء والصمود البطولية المجسدة على مذبح الآنين، والجسد، والروح.
ورغم ذلك فإن كانت جائزة الأوهام قد تنكرت لأسيراتنا الشامخات، فإن جائزة الفوز الأعظم، والتاريخ لن تستطيع التنكر لهؤلاء الباسقات كنخيل يعانق السماء شموخًا.
#سامي_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟