ذكريات من الماضي الجميل

جاسم زندي

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 22:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ذات يوم وكان معي بعض الاصدقاء في غرفتي دخل اخي الصغير علينا وقال تعال ياجاسم -ابي يريدك لامر هام- ذهبت الى الوالد وكان يجلس في غرفة الضيافة مع بعض الاقارب وبعد السلام على الضيوف سالت الوالد نعم ياابي لقد طلبتني فبادر بسؤالي قائلا هل تعرف شخصا يدعى حاتم منصور فاجبته بالنفي عندئذ ابتسم وقال لضيوفه ياجماعة يبدو ان من تسالون عنه ليس عراقيا اندهش الحاضرون وقال احدهم كيف عرفت بانه ليس عراقيا فاجاب الوالد بلهجة الواثق من كلامه--ياجماعة هذا الشخص طالما لايعرفه ابني جاسم فاكيد مو عراقي--طبعا الوالد قد بالغ في هذا الموضوع ولكنه كان يلمح الى كثرة عدد اصدقائي لانني كنت احب مصادقة الجميع من ابناء كركوك وغير كركوك ومن كل المكونات العراقية؟ لم نكن نعرف الطائفية او التعصب القومي كنت صديقا حميما لهابيت الارمني صاحب محل عالم الرياضة والمخرج في الثقافة الجماهييةعلي السعدي واخيه المطرب حسن السعدي الذي كان دائما يطربنا باغنيته المعروفة وين رايح وين ؟ والفنان عبدالرزاق واترجم لعباس التركماني وكثيرا ماكنا نرجع الى البيت سويا مع المخرج سلمان فائق الكاكه ئي بعد انتهاء البروفات في جمعية الفنون والاداب الكوردية فرع كركوك اما صادق الصائغ الصابئي فكان نجم كل حفلاتنا عندما كنا نحتفل ونسهر في بيوت روبرت وشموني وشاميران على انغام اناشيد الرائع جعفر حسن -باختصار كانت ايام جميلة وتربطنا جميعا علاقات الاخوة والصداقة ولكن بعد استلام صدام حسين للحكم تفرقنا جميعا وانا واحد ممن اختار الغربة ولازلت--اكثر من 32 عاما مضت ولم التقي بمن ذكرتهم ولا اعرف اخبارهم ولكنني اتذكر طيبتهم ووفائهن --انذاك جمعنا نحن العراقيون جميعا تنظيم يحارب التعصب القومي والطائفي تنظيم جمعنا جميعا كباقة ورود وفرقنا صدام واليوم يفرق بيننا الاسلاميون والطائفيون لقد عاد التنظيم الذي يجمع العراقيين ولكن التنظيم وجد نفسه غريبا ووجد مجتمعا مختلفا ؟ مجتمعا طائفيا -مجتما عشائريا متخلفا فما بناه حزب الكادحين في عقود دمره صدام في سنوات وما لم يستطع صدام تدميره قام الاسلاميون باتمام عمله -ولنبدا بالبناء من جديد رغم ان طريق البناء مزروعة بالاشواك

#جاسم_زندي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات