عبد الحكيم نديم
الحوار المتمدن-العدد: 1043 - 2004 / 12 / 10 - 05:15
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بين لحظات جنون الشتاء
يَنقرُ هذا الضّباب الجَهمُ
نافذة البؤساء!
أتخّيلها بعدَ الألفيّة القادمة
صنوبراً هرماً
ينخره إنتظار الشّمس ،
بينما هيكله الرّمادي
يتجه نحو ميلاد مغرورة ،
لم تُدخل َ بَعْد
فأجد لدوّامتي مكاناً
بأعلى الدُخان ...
* * *
هناك حبٌّ مُتلبسٌ
يخدع البصيرة
فطالما نعيش
بذائقة الماضي
خيال طموحنا لا تعبر
أسوار الأندلس
فنثور في الحلم لاغتصاب
أندلسية حسناء
وما زال زعيقها يشّق
جدار الصمت ...
* * *
على ممشى الورود البنفسجيّة
وعلى ِبساط جحافل
الجماجم النخِرة تبدو فتوحات ماضينا
كندبةٌ رماديّة
بعمق جراح التاريخ ،
وكلنا في طريق حب الحرية يحمل عُمُرهَ الفَصير
ولا يضمن عودة هنيّة
في زمن خطف السعادة
وفي زمن نحر الأطفال.
* * *
يا للفأل السيئ
كلما حانت ولادة الأرض المحروقة
للحُريّة
أجهضتها الأقنعة السوداء بمخالب الخَوْف
تُباً للتوائم المستنسخة من بقايا صنم الأشلاء ...
* * *
ايها المنفيّ عن القلب
سنأتيك ونجوم الوطن
لنشعل معاً شموع اللقاء
ونلعن غدر الزّمان
ونزيل عن نخيلنا بؤس الحروب
وبقايا رماد ا الاحتراق ...
* * *
لمتى لا تنتهي ثرثرتنا خلف الكواليس
ونحن نعيش من محنة بترولنا
وحضارة تليدة غطتها أتربة النَسْيان
هكذا نحن ُ الضحايا في كل تصفية للحساب
وفي كل يوم صمتنا ينحدر نحو الفراغ
وفي ذاتنا مرارة،وكلام كثير في التغيير
وذهول من عيشة رخاء الجيران ...
* * *
رأى المِلكُ العنين في رؤيته
سبع سنابل عجاف ٍ
تلتهم سبعاً سِمان ،
والقوم من حول يغاث سنسنَ الحصار
بعد عشر سنين تفتح السماءُ أبوابها
بفيض سقوط سليل الهبل
ودُرت الضَرْعُ بالنماء
رفقا لحال أنقراض آخر رأس إنسان.
* * *
صوتُ قادم ،
خلفَ أمسيات القمر
يحكي للجيل الجديد
دروب الخطَر
وذكريات عن غول القسوة
وقوائم في الحدود عن
ممنوعة السفر ...
كل خطواتنا
تميل لضيق الأفق
آه فنحنُ أبناء الفراتين
دعونا لجراحنا الغائرة تندمل
حتى حريتنا
بسمتنا
طريقة قتلنا
ليستْ مثل البشر ...
* * *
آخر رسالة من الحبيب البعيد
ماهذا الخال الأسود
في وجنتيك
تعالي خلف الأسوار،
وعبر الحدود فالقلب في الأنتظار
ليلنا دونك سرمدي وعتمة بلا قمر.
* * * *
المرأةُ التي قذفت
طفلها ُطعما لرمق البحر
قالت لجيرانها المُخبر
لاوقتَ لديها للتحقيق ثانيةً،
نعتوها في الصحف معجزة الدهر
انها امراة ذات قلب من حَجَر
امرأة لا تعرف دموع الأستجداء
وهي ترفض نداء القدَر ...
#عبد_الحكيم_نديم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟