كلمة اتحاد الشبيبة الأحوازية في البرلمان السويدي

اتحاد الشبيبة الأحوازية

الحوار المتمدن-العدد: 1043 - 2004 / 12 / 10 - 05:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

كلمة اتحاد الشبيبة الأحوازية في البرلمان السويدي

السيدات و السادة الحضور الإخوة و الأخوات .....
السلام عليكم

قبل كل شي اسمحوا لي إن أتقدم لكم باسم الشباب الأحوازي بجزيل الشكر لدعوتنا للحضور هنا بينكم لطرح قضية شعبنا و همومه وأماله في التخلص من الظلم و الاضطهاد و الديكتاتوريات.
الحضور الكرام نظرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها الأحواز جراء الاحتلال الإيراني اسمحوا لي إن أقدم هنا عما مر به شعبنا، الشعب العربي الأحوازي على أرضه وفي وطنه الأحواز على يد السلطات الشاهنشاهية (البهلوية) والجمهورية الإسلامية في إيران. إن الاستعمار الإيراني البغيض للأحواز منذ العشرين من نيسان1925 لم يفرق بين الشباب و الشيوخ و لا يمكن لي إن أتكلم عن معاناة شبابنا العربي في الأحواز دون الحديث عن معاناة كل شعبنا.
السيدات و السادة ‘ دون إن نحتاج للدخول في تاريخ الأحواز القديم وسلطاته وحكمه ومدى توسعه علميا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا ومدى استقلال حكمه خلافا لكل ما حوله من أقاليم، يمكننا ونظرا لضيق الوقت, إن نتحدث بإيجاز عن الأحواز المعاصرة وإمارتها المعروفة بإمارة المحمرة وهي معروفة تاريخيا, كانت الإمارة الوحيدة على ضفاف الخليج وكانت كافة المناطق العربية الأخرى محتلة إما من قبل البريطانيين أو من قبل الإمبراطورية العثمانية. وكانت الأحواز تتمتع بحكم أميري لا يربطها بإيران إلا العلاقات الاقتصادية بالدرجة الأولى حيث كانت ولأسباب سياسية وأمنية تدفع لفارس التي تغير اسمها بعد ذلك إلى إيران مبالغ سنوية من اجل منع تدخلها في شؤونها الداخلية من جهة ولتكون حليفا لها في مواجهة من كانوا يتربصون لها مثل العثمانيين من جهة أخرى والدليل على مدى استقلالية حكم الإمارة هو وجود مندوب إيراني فيها من الوزارة الخارجية الإيرانية، ( من الوزارة الخارجية لحكومة فارس القاجارية) وهذا كان المندوب الرسمي الوحيد لإيران لدى بلاط أمير المحمرة الشيخ خزعل وكان هناك مراكز بريد وتلغراف ترتبط مباشرة بالشبكة الدولية عن طريق حكومة الهند الشرقية البريطانية كما وكانتا هناك قنصليتين بريطانيتين في المحمرة عاصمة الإمارة وفي مدينة الأحواز واستمر هذا الوضع حتى جاءت ثورة أكتوبر في عام 1917 واقتضت المصلحة البريطانية إن تجعل من إيران بلدا قويا اقتصاديا وهو قويا بشريا ليساعدها في منع عبور الثورة البلشفية الحدود إلى الجنوب والى مياه الخليج حيث تواجدها ومصلحتها الاستعمارية آنذاك و بدء مرحلة اكتشاف واستخراج النفط.
وبعد استقرار حكم رضا خان بدأ بتنفيذ سياسته العنصرية تجاه شعبنا حيث في عام 1936 بعد ما أمر بقتل أمير الأحواز الأسير لديه في طهران خنقا، صدر أمرا منه لمجموعة من العنصريين لتغيير كافة الأسماء العربية حيث تغير إقليم الأحواز إلى خوزستان ومدينة المحمرة إلى خرم شهر و عبادان إلى آبادان الخفاجية إلى سوسنجرد و الحويزة إلى هويزة والفلاحية إلى شادغان وتلت ذلك تغييرات عديدة لمدن أخرى بعد ذلك حيث تغيرت مدينة العميدية إلى اميدية ومعشور إلى ماهشهر وخور موسى إلى بندر شاه وبعدها إلى بندر خمينى وهذه التغييرات شملت أكثر من 80% من القرى العربية أيضا حيث تغيرت أسماءها وبعضها تاريخية عريقة إلى أسماء فارسية.
وتعمدت السلطات الشاهنشاهية وبعدها سلطات الجمهورية الإسلامية إلى طمس هويتنا العربية الأحوازية وتركت تراث المنطقة غير الفارسي وهو عمدة سامي وعربي، تركته يتآكل بقوة العواصف والأمطار والرياح ولم يبقى من تاريخ الأحواز الذي يتجاوز ال6 آلاف عام إلا ما هو مذكور في الكتب القديمة وبعض الآثار التي بقيت إطلالها موجودة و منها جغازنبيل وعسكر مكرم وغيرها وحتى النظام الإسلامي لم يعيد بناء الآثار الإسلامية وهو يدعي التمسك بالإسلام لكن على طريقته العنصرية.
و في زمن رضا شاه بدأت السلطات بسياسة تفريس وتغيير ديموغرافي شملت نقل كثير من غير العرب إلى المنطقة بإغرائهم برواتب حكومية عالية وبسكن مجاني أحيانا في الوقت الذي لم يحصل فيه الأحوازي, إذا حصل على عمل لم يحصل على أي مزية من مزايا الموظفين المستوردين بحجة انه ابن المنطقة وفي المقابل اجبر من تعلم من الأحوازيين العرب للهجرة حيث منح فرصة عمل في المدن المركزية حتى يذوب هناك وبهذه السياسة تم نقل عشرات الآلاف من العرب إلى المدن غير العربية تم استبدالهم خلال 79 عام الماضية, تم استبدالهم بأكثر من مائتي ألف عامل وموظف الذي يتجاوزن اليوم مع عائلاتهم أكثر من مليون في الأحواز وانتقل مقابل ذلك أكثر من 20 ألف من مدينة المحمرة فقط خلال الحرب ولم يعودوا و أكثر من ذلك من مدن عبادان وغيرها وهذا ضمن سياسة منسقة لعدم عودة اللاجئين حيث البيوت مدمرة من الحرب والألغام الأرضية مزروعة في قراهم ومناطقهم وليس هناك مساعدة حكومية تتحمل أعمار بيوتهم وتطهير أراضيهم من الألغام ولذا يعيش الآن أكثر من 22000 أحوازي في مدينة بندر عباس فقط وهى تبعد أكثر من 1400 كيلومتر من الأحواز، أما مدن كرج بالغرب من طهران وشيراز و أصفهان وخراسان وبوشهر ومدن أخرى أصبحت مدن تقطنها مجاميع عربية فقدت رويدا رويدا لغتها وحضارتها وذابت في المجتمع غير العربي الذي تعيش فيه قسرا. والمعروف إن الأحواز وهي تمتلك ثاني اكبر احتياطي نفط في العالم تؤمن 83% من الدخل الوطني الإيراني لكن أبناءها لا يحصلوا على فرصة عمل فيها ويبحثون عن عمل خارج الأحواز.
و من ضمن سياسة التفريس بحق شعبنا العربي الأحوازي أيضا هو التجويع والتشريد والمشروعات السياسية التي تسميها السلطات مشروعات اقتصادية حيث وعلى باب المثال مشروع قصب السكر على ضفتي نهر كارون ونهر الدز و نهر الكرخة وهذه المشاريع أخذت بالقوة حتى الآن أكثر من 125000 هكتار من أراضي الفلاحين العرب الزراعية حيث أصبح أهلها عمدة إما باحثين عن عمل في دول الخليج العربية المجاورة أما في العمق الإيراني ليذوبوا هناك إذا حصلوا على لقمة عيش لعائلاتهم. أيضا في هذا الإطار المشردين والمعاقبين السياسيين الذين ضاقت بهم أرضهم و وطنهم و أصبحوا متواجدين في كل أنحاء العالم ومنهم أكثر من 20 ألف عائلة متواجدين في العراق حتى الآن بعد مذبحة المحمرة في يوم الأربعاء الأسود حيث استشهد على يد جلاوزة النظام الحالي وعلى رأسهم الأدميرال احمد مدني المطرود من الحكم, استشهد أكثر من 300 وجرح 500 وتشرد إلى الخارج عشرات الآلاف من العائلات بسبب خوفهم من القمع حيث كانت الإعدامات يومية لا لسبب و إنما فقط بسبب ظهور مركز ثقافي ومنظمة سياسية واحدة في المدينة مركزين سياسيين مسالمين لم يزاحموا حتى نملة في شوارع المدينة و كان اتهام جميع الأحوازيين السياسيين انعم يطالبون بحقوقهم المسلوبة ويتمسكون بهويتهم العربية و الإنسانية. ويحكم الأحوازيين يوميا ولم يسلم من هذه الأحكام حتى من وقفوا مع النظام 23 عام حيث حكم على بعضهم بسبب اتصالهم بالسياسيين الأحوازيين المسالمين في الخارج حكم عليهم بالإبعاد والسجون الطويلة.
ويعرف الجميع أزمة المياه في الأحواز أيضا وهى من أكثر الأقاليم في إيران غناءها بالمياه العذبة حيث تمر من الأحواز خمسة انهر مهمة لكن قبل عامين وبسبب شحة مياه الشرب استشهد 18 شخصا من الأحوازيين في المواجهات مع رجال الأمن في مدينة عبادان. وهذا سبب آخر للهجرة من الأحواز الآن حيث إن سياسة النظام غيرت اتجاه بعض الأنهر إلى مدن أخرى في العمق الإيراني من جانب، ومن جهة أخرى تصادر المياه إلى مشاريعها السياسية التي تسميها اقتصادية وهي تعيد مياه ري هذه المزارع إلى الأنهر حيث أصبح مياه الأنهر غير صالحة للشرب بسبب تلوثها بسموم العائدة من المزارع إلى الأنهر وهذا بالإضافة إلى بيع المياه إلى دول الخليج مثل قطر والكويت و ...
إما القمع السياسي، فهذا ما لا يحتاج حديثا طويلا حيث إن أفضل ما يمكن إن نقوله في هذا الخصوص هو إن سجن كارون في الأحواز كان السجن الوحيد قبل الثورة وكان فيه قسم واحد للسجناء السياسيين أما اليوم فـ بالإضافة إلى توسيع هذا السجن هناك أكثر من 4 سجون للسياسيين في مدينة الأحواز وحدها وهناك واحد في الخفاجية و واحد في المحمرة و عبادان واحد في معشور و أكثر من هذا العدد أماكن احتجاز في كافة المدن الأحوازية. أما الأحكام فهي الأسوأ في إيران طبعا حيث إن هناك عشرات السجناء الأحوازيين يقضون أحكاما بالسجن لمدة 30 -45 عاما والمئات حكموا بأحكام تتجاوز العشرين عام أما الإعدامات وهى بالشوارع و بالعشرات سنويا و الاعتقالات العشوائية مستمرة ليل نهار.
ويبقى موضوع هام جدا بدأت تنفذه السلطات في إيران عامة وفي الأحواز خاصة وهو نشر مادة الهروئين القاتلة إلى جانب عدد من أنواع المخدرات حيث ومن المفارقات إن يباع الهيروئين في مدن الأحواز اقل سعرا من الترياق وكمثال على ذلك يباع وزنا من هذه المادة يكفي المدمن لأربعة وعشرين ساعة بمبلغ ثلاثة آلاف ريال في الأحواز أي ما يعادل ثلث الدولار الأمريكي وثلاثين سنتا وهذا المبلغ لا يمكن لأحد إن يشتري اقل بكثير من ما يعادله من الترياق وان كان سعر الترياق هبط كثيرا في الآونة الأخيرة تماشيا مع سياسة النظام لتخدير عقول شبابنا ومنهم من المشاركة الفعالة في ما يجري في الشارع ونحن نطالب منبركم المحترم هذا ونطالب بتدخل المؤسسات الدولية لمنع جريمة قتل جماعية يقوم بها النظام لإدمان شعبنا من اجل إبعاده عن أهدافه الإنسانية.
السيدات والسادة إن شعبنا، الشعب العربي الأحوازي شعب مسالم لا يريد الدخول في دوامة العنف مع احد أو مع أي شعب آخر ولا حتى مع النظام حتى هذه اللحظة لكن لا نعرف ما ذا يخفي لنا المستقبل حيث تعنت السلطات الإيرانية ورفضها لأي حديث عن حقوقنا القومية و حقنا في تقرير المصير واستمرارها بسياسة التفريس والتحقير ونكران الهوية لشعبنا والقمع والتشريد والتجويع و الإعدامات والسجون وسياسة الإبعاد يمكن إن تولد العنف إذا فشلت الأساليب السلمية وان وجودنا اليوم هنا بين وفود الشعوب المضطهدة في إيران. وان أملنا كبير إن يتوسع هذا التجاوب ليشمل كل المؤسسات الدولية في العالم.
السيدات والسادة الحضور،إن شعبنا العربي الأحوازي الذي دافع عن حقوقه لأكثر من78 عام وأعطى قوافل من الشهداء لذلك دفاعا عن نفسه وعن حقه لا يريد إن تسال دماء أكثر مما سالت حتى الآن ولا يريد الدخول في دوامة عنف مع النظام و ازلامه وهو شعب مسالم يطالب سلميا بإعادة حقوقه المسلمة أسوة بكافة شعوب العالم وعلى رأسها حقه في تقرير المصير.
السيدات والسادة الحضور إننا وباسم شبابنا العربي الأحوازي نخاطبكم إن تقفوا إلى جانبنا في نضالنا العادل و مناصرتنا بكل السبل الممكنة لطرح قضيتنا و هي قضية إنسانية و عادلة لتأخذ مكانتها الحقيقية بين القضايا الإنسانية العادلة و الرأي العام العالمي.

اتحاد الشبيبة الأحوازية
20/11/2004
0035863168367
[email protected]

#اتحاد_الشبيبة_الأحوازية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات