أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بطرس بيو - مظاهر التحضر














المزيد.....

مظاهر التحضر


بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 02:00
المحور: حقوق الانسان
    


عندما زارت الملكة اليزابيت، ملكة بريطانيا، الأمارات تحجبت، رغم انه، على علمي، تحجب المرأة في الأمارات غير إلزامي قانوناً. و قد راعت الملكة في تحجبها شعور و تقاليد سكان البلد الذي تزوره. و هذا من مضاهر التحضر. في رأيي إختراع السيارة و الطيارة و الإنترنيت هي قشور التحضر لأن جوهر التحضرهو إحترام و مراعاة شعور و تقاليد الغير، وتعامل الإنسان مع أخيه الإنسان بالإحترام و المودة . المعروف أن الملكة اليزابيت هي رئيسة الكنيسة الأنكليكانية و لكن هذا لم يمنعها من إقامة مسجد في قصر بكينكهام ليصلي فيه الموضفون المسلمون. هذا هو جوهر التحضر.و إني اكره ان اطلق على هذا الإجراء عبارة "التسامح". عندما اسامحك انا يعني أنك قد اخطأت و إني أسامحك على خطأك. و إعتناق معتقد يختلف عن معتقدي هو ليس خطأً، لأنك حر ان تعتقد ما تشاء، بشرط ان لا يسبب معتقدك ضرراً للغير.

في فرنسا إعتاد بعض المواطنون المسلمون الصلاة في شوارع المدن مما تسبب في عرقلة السير فإضطرت الحكومة الفرنسية ان تسن قانوناً يمنع هذا الإجراء و رغم ذلك أصر هؤلاء الصلاة في الشوارع و عندما منعتهم الشرطة هددوا بإستعمال العنف. كما أن إثنتين من النساء المسلمات إحتجتا على منعهما من لبس النقاب الذي يمنعه القانون و هددتا ان تحيلا الامر لمؤسسة حقوق الإنسان. إن الصلاة الإسلامية والنقاب هي امور غريبة عن عادات و تقاليد و معتقدات الفرنسيين فضلاً عن ان الصلاة في الشوارع تعرقل المرور، و النقاب قد يخفي من يبتغي ايذاء الغير او التخفي عن العدالة.

يتجلى لنا الفرق واضحاً بين تصرف الملكة و تصرف المواطنين المسلمين في فرنسا، و معاملة الأقليات الدينية في بعض الدول الإسلامية، فالحكومة الفرنسية سمحت للمسلمين ممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية على أن لا يؤدي ذلك الحد من حرية الغير. و إذا كانت المساجد في المدن الفرنسية لا تكفي لا احد يمنعهم من بناء مساجد إضافية. و لا أعتقد ان السعودية سترفض إعانتهم مالياً لبناء مساجد. هناك إقتراح من قبل بعض المؤسسات الإسلامية ان تساهم الحكومة الفرنسية في بناء المساجد كما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية، كما وجهوا نداء إلى المؤسسة الكنسية الكاثوليكية ان تضع بعض كنائسها المهجورة تحت تصرف المؤسسة الإسلامية لبناء مساجد عليها. ثم إن الصلاة في الإسلام يسمح بالقيام بها في اي مكان و ليس من الضروري أن تقام في المساجد.

علم المسؤولون عن إحدى الكنائس في الولايات المتحدة أنه سيقام ببناء مسجد مقابل كنيستهم، فعلقوا لائحة على جدار الكنيسة ترحب ببناء المسجد و لما تأخر بناء المسجد عن الموعد المحدد طلبوا القائمون على بناء المسجد من المسؤولين عن الكنيسة الصلاة في باحة الكنيسة خلال شهر رمضان، و إستجاب المسؤولون عن الكنيسة طلبهم. و إني أتسائل هل سيقف إمام المصلين و يتلوا عليهم سورة المائدة، آية رقم 50 التي تقول:
"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى اولياء إلخ"
أم سورة آل عمران آية رقم 84 :
و من يبتغي غير الإسلام ديناً لا يقبل منه ألخ."

لا أعتقد بل إني واثق انه سيتلوا عليهم سورة العنكبوت آية رقم 45 :
لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ألخ".
أو سورة المائدة رقم 68 :
إن الذين آمنوا و الذين هادوا ألخ".
و السورة التي تقول:
"لتجدن اقرب الناس للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى الخ"

إني واثق من ذلك لأن الطرف الذي يتلقى تعامل يتحلى بالود و المحبة لا يمكن أن يقابله بتعامل ينطوي على البغضاء. ثم ان الآيات التي تدعوا للعنف و البغضاء أنزلت في زمن كان المسلمون بحاجة إليها، و قد إنتفت الحاجة إليها في يومنا هذا. فجميع القوانين التي سنت على مجرى التاريخ تم تعديلها بمفتضى تطور الأوضاع بتقدم الزمن، كالقوانين التي سنها حمو رابي و القانون الروماني و قوانين نابوليون بوناارت، وإن كانت هذه القوانين لاتزال تدرس في الجامعات حتى يومنا هذا، إلا أنها جرى عليها تغييراً جذرياً بتغير الأوضاع، لأن القوانين تسن لتطابق متطلبات العصر و عادات و تقاليد الناس الذين يعيشون في ذلك العصر
.
إن أهم مضاهر التحضر هي إحترام معتقدات الغير و منحهم الحرية االتامة في ممارسة معتقداتهم مهما إختلفت تلك المعتقدات عن معتقدات اهل البلاد الأصليين، بشرط ألا تفرض هذه المعتقدات على الغير أو تسبب أذىً لهم.



#بطرس_بيو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوجه التشابه و التباين بين فتوحات الإسلام و الإستعمار الغربي
- العقل و اليمان
- نظرية داروين للتطور
- تاريح عملية الفداء
- الولايات المتحدة الأميريكية و الدكتور جيكل و المستر هايد
- هل يمكن إثبات وجود الله؟
- شعب ذكي
- الرق و القضاء عليه
- الموسيقى و تأثيرها على النقس البشرية
- الحوار المتمدن و حرية الرأي
- شخصية أسامة بن لا دن
- الإنفجار الكبير The Big Bang
- إنتصار الشعب المصري
- الوضع في العراق
- لمن تقرع الأجراس
- تكريم هيئة الحوار المتمدن
- العلاقة بين الأيمان و العقل Faith & Reaaon
- تعليق على حرق القرآن الكريم من قبل كنيسة
- حرق القرآن الكريم من قبل كنيسة
- إرتفاع درجة حرارة جو الكرة الأرضية و تأثيرها على الحياة البش ...


المزيد.....




- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
- مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟ ...
- ماذا بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت؟
- العمال المغاربة الموسميون بأوروبا.. أحلام تقود لمتاهة الاتجا ...
- الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و ...
- فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار ...
- نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ ...
- السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بطرس بيو - مظاهر التحضر