أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - لهذا يجب إبعاد الإسلام عن السياسة















المزيد.....


لهذا يجب إبعاد الإسلام عن السياسة


عبد القادر أنيس

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 21:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وحدها بلداننا البائسة لا يزال يتدخل فيها رجال الدين بفتاواهم المتناقضة المتهافتة من الحريات الفردية إلى الأمور السياسية التي ترهن مستقبل أوطاننا، ويحكمون عليها بآراء سياسية دينية بائدة من تجارب في الحكم تعود إلى أكثر من أربعة عشر قرنا. عند هؤلاء المتخلفين، لا بد أن نعود إلى السلف، ليتحكموا في رقابنا رغم أننا أعرف بواقعنا وبما يصلح لنا وما لا يصلح كوننا أكثر خبرة منهم بحكم تطور المعارف البشرية، وأن بين أيدينا الآن تجارب سياسية غنية نجحت في شتى بلاد الأرض وأثبتت جدارتها.
هذه قراءة في أربعة مواقف أو فتاوى حول رأي الدين من هذا الثورات العربية المختلفة ضد الاستبداد.
في "بيان علماء اليمن بالأدلة والبراهين"! نقرأ: "اختتمت اليوم بصنعاء فعاليات المؤتمر العلمي لجمعية علماء اليمن والذي انعقد خلال الفترة من 27 حتى 29 سبتمبر الجاري (2011) تحت شعار(نحو رؤية شرعية واضحة) وبمشاركة خمسمائة مشارك من أصحاب الفضيلة العلماء من مختلف محافظات الجمهورية".
500 عالم ديني إسلامي اتفقوا فأصدروا بيانا ضد حق الشعب اليمني في المشاركة في تقرير مصيره ورفض الاستبداد.
500 عالم اتفقوا فوجدوا في دين الإسلام ما يحرم هذا الحق الذي أصبح بديهيا في أغلب بلاد العالم. فيا لبؤسنا !
نقرأ لهم بعض الحجج. فهم، حرصوا في البداية على تقديم ما يدعم شرعيتهم الدينية ويعطي لموقفهم وزنا كبيرا:
"الحمد لله رب العالمين القائل (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) والقائل في محكم كتابه (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله وصحبه أجمعين القائل (العلماء ورثة الأنبياء) والقائل (من سئل عن علمٍ فكتمه أُلْجِمَ بلجامٍ من نار يوم القيامة)"
إنهم إذن (علماء)، وهم (أهل الذكر) والشعب ليس كذلك لأنه لا يعلم، وهم (ورثة الأنبياء) والمؤتمنون على هذا الدين ومن واجبهم التكلم وقول الحقيقة للناس !
ثم نقرأ في هذا البيان "وقد قدم العلماء فيه عددا من البحوث العلمية التي تناولت أهم المواضيع التي تدور في الساحة اليمنية منها:
-تحقيق الإجماع على عدم جواز الخروج على الحكام
- طاعة ولى الأمر وحكم الخروج عليه
- نصيحة العلماء للراعي والرعي
- صور الخروج على ولي الأمر وأحكامها
- بم تثبت الولاية
- واجبات الحاكم نحو الرعية وواجبات الرعية نحو الحاكم
- الفتنة وسبل النجاة منها
- النصيحة لولي الأمر وكيفيتها".
وهي مواضيع، كما نرى، شكلا ومضمونا، كلها تنتمي إلى زمن ولّى وانقضى من (علماء) يعيشون في انفصام حقيقي عن عصرهم، وكأن اليمن لازال يعيش في القرن الهجري الأول.
وكانت نتيجة هذا "النقاش المستفيض" المنبثق عن هذا "المؤتمر" بيانا ينتمي هو الآخر إلى زمان ولّى واندثر.
http: //www.shamarpress.com/news.php?action=view&id=5811
نقتبس منه:
"أولا: إن الخروج على الحكام محرمٌ شرعاً سواء كان بالقول أو بالفعل بنص القرآن والسنة المطهرة والإجماع. قال تعالى (يا أيها اللذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) وقال صلى الله عليه وآله وسلم (ألا مَن وُلِّيَ عليه والٍ فرأى منه شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة) رواه مسلم.
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام "من رأى من أميره شيئاً يكرهه فلْيصبرْ فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فمات فميتته جاهلية" رواه مسلم،...الخ"
..
"سابعا: المظاهرات والاعتصامات الحالية في الطرقات العامة والأحياء السكنية وما يحدث فيها محرمة شرعا وقانونا لما يترتب عليها من مفاسد كسفك الدماء والتعدي على الأمن وقطع للطرقات وإقلاق للسكينة العامة ولما تحمل من شعارات مخالفة للشرع".
ويمكن لمن أراد أن يقرأ مزيدا من نتائج هذه (البحوث العلمية) !، أن يفتح الرباط أعلاه.
هذا الموقف من (علماء) اليمن لا يختلف عن موقف (علماء) السعودية. دعونا نقرأ "الرأي الشرعي للشيخ ابن باز حول حكم الخروج على ولاة أمر المسلمين".
http: //www.4salaf.com/vb/showthread.php?s=572e8bc2a95276c1175cafce0e965641&t=4180
"سؤال: سماحة الشيخ، هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير وإن ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد، والأحداث التي يعاني منها عالمنا الإسلامي كثيرة، فما رأي سماحتكم؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد قال الله عز وجل: ((يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) - النساء 59 -
فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر وهم الأمراء والعلماء وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة، وهي فريضة في المعروف.
والنصوص من السنة تبين المعنى، وتفيد بأن المراد: طاعتهم بالمعروف، فيجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية، لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها لقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة)، (ومن خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهلية) وقال صلى الله عليه وسلم: (على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة).
سؤال: لو افترضنا أن هناك خروجا شرعيا لدى جماعة من الجماعات، هل هذا يبرر قتل أعوان هذا الحاكم وكل من يعمل في حكومته مثل الشرطة والأمن وغيرهم؟
الجواب: سبق أن أخبرتك أنه لا يجوز الخروج على السلطان إلا بشرطين:
أحدهما: وجود كفر بَوَاح عندهم فيه من الله برهان.
والثاني: القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر أكبر، وبدون ذلك لا يجوز.
سؤال: هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر وما منهج السلف في نصح الولاة؟
الجواب: ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر، لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير".. الخ.
ونلاحظ هنا التناقضات التي وقع فيه ابن باز نفسه، وهو يحاول إصدار فتوى على المقاس لأولياء أمره من الحكام السعوديين خاصة. فبالإضافة إلى رفضه لحرية التعبير تماشيا مع الموقف المعروف لرجال الدين في قوله (ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر)، ثم يعني التشهير هنا؟ هل نقد السياسات الحكومية وكشف الفساد والتنديد به هو المقصود بالتشهير؟ ففي إجابته على جواز الخروج على الحاكم وضع شرطين: "أحدهما: وجود "كفر بواح عندهم فيه من الله برهان". "والثاني: القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر أكبر، وبدون ذلك لا يجوز". وكلا الشرطين أثبت هؤلاء العلماء وجودهما في الحكام، لقد رأينا ذلك حرب فتاوى تقاذف بها رجال الدين بعضهم بعضا بالآيات والأحاديث والحجج الدينية في حرب الخليج الأولى والثانية مثلا، والمطلع عليها يجد أن أغلب حكامنا رؤساء وملوكا تمت إدانتهم بالكفر البواح لهذا السبب أو ذاك. أما الشرط الثاني (القدرة على إزالة الحاكم إزالة لا يترتب عليها شر أكبر)، فما هو الأكبر شرا: أهو استمرار حكم الاستبداد رغم هذا الفشل الذريع في كل المجالات، وما ترتب عنها من أضرار للأمة وتخلف عن ركب الحضارة الإنسانية أم خروج الناس في مظاهرات سلمية للإطاحة به وإقامة أنظمة راشدة؟
هذا في اليمن والسعودية، أما في مصر فعند الإسلاميين وعلى رأسهم الأزهر إسلام آخر.
نقرأ "أفتت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف في مصر، بأن العقيد الليبي معمر القذافي لن يكون شهيدًا إذا قُتل في ليبيا، معتبرةً الرئيس السوري بشار الأسد وعلي عبد الله صالح من القتلة والمفسدين في الأرض".
وعليه فباسم الدين، يعتبر الرئيس في اليمن ولي أمر المسلمين الذي تجب طاعته، وباسم الدين، وفي القاهرة يتحول إلى مفسد في الأرض، فهو كافر، كافر تجب معصيته والخروج عليه !
"ورفض علماء أزهريون ما جاء على لسان القذافي، معتبرين أن الشهيد "هو من يُقتل في سبيل الله من أجل الدفاع عن دينه ورد العدوان عن وطنه وعن الإسلام والمسلمين"، مؤكدين أن ذلك "لا ينطبق على القذافي الذي يستبيح دم شعبه المسالم الذي قاد الثورة الليبية".
ومن قطر نقرأ تعقيبت " من العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على بيان جمعية علماء اليمن في تحريم المظاهرات الحالية والخروج على ولي الأمر".
http: //qaradawi.net/component/content/article/5225.html
"الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومن اتبع هداه، وبعد. فقد اتصل بي عدد من الإخوة والأخوات من الثورة اليمنية الفتية باليمن يطلبون مني التعليق على ما أصدرته جمعية علماء اليمن الموالية للرئيس اليمني في تحريم الخروج عليه بالقول أو الفعل، ودعواهم الإجماع على عدم جواز الخروج على الحكام بإطلاق، واستدلالهم بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]. وقد اطلعت على ما أصدرته هذه الجمعية، وعجبت أن يكون في العالم الإسلامي جمعية تحمل مثل هذه العقول في القرن الخامس عشر الهجري!!.
أما استدلالهم بهذه الآية الكريمة {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} فهو في غير محله، فطاعة ولي الأمر تجب إذا ما تحقق بطاعة الله ورسوله، وقام بتنفيذ شرعه، وما تم الاتفاق عليه بينه وبين شعبه، والشعب الآن بمئات الآلاف والملايين يطالبه بالرحيل، وهو لا يستجيب لهم!!.
"ثم إنهم لم يتموا الآية، وهي قوله سبحانه: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء59).
"ونسي هؤلاء العلماء أن الطاعة لأولي الأمر لا تكون إلا إذا كان من المؤمنين الملتزمين بعقد الإيمان وموجباته: (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، وأن الطاعة لأُولِي الأمر المذكورة في الآية قد قيدتها النصوص الأخرى بالطاعة في المعروف، بل قال الله تعالى في بيعة النساء لرسوله صلى الله عليه وسلم: {ولا يعصينك في معروف} [الممتحنة: 12].
إن الحاكم المطلوب طاعته هو الذي يحبه الناس ويطلبونه، كما في حديث مسلم: " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم" رواه مسلم...
"وهذا الحاكم هو الذي يستجيب لهم فيما يطلبون منه، ويقيم لهم شرائع الله وييسر عليهم أمرهم.
"والخروج الذي يُنكر هو الخروج بالسلاح لقتاله، وهذا لم يحدث، بل هو الذي يقاتل ويسيل الدماء.
"والحاكم الذي ينشر الظلم وينهب المال، ويهمل الشعب، ويزور الانتخابات ويقرب أسرته وأصهاره وأتباعه، فليست طاعته من المعروف في شيء.
"لقد أغفل علماء السلطة في اليمن.. الكثير من الحقائق والمسلّمات، ونسوا أن الحاكم الحالي الذي يدافعون عنه ويدعون إلى طاعته، هو حاكم جمهوري استبد بالسلطة منذ ثلاث وثلاثين سنة، وجاء إلى الحكم بانقلاب عسكري، ومنذ زمن يجب أن ينتهي حكمه، بعد خمس سنوات، أو عشر سنوات، ويتم تداول السلطة بالوسائل السلمية المتعارف عليها في الأنظمة الجمهورية.
"نسي هؤلاء العلماء أن الدستور الذي وضعوه، والقوانين التي صدرت عنه تبيح لهم الخروج في مظاهرات سلمية، لا يجوز للحاكم ولا لغيره أن يعتدي عليها، ولكن الحاكم عارض الدستور والقانون، وعارض الشرع، واستحل الدماء.
"ونسي هؤلاء العلماء أو تناسوا أن الشعب اليمني منذ أكثر من سبعة أشهر ينادي ليلا ونهارا، سرا وجهارا، بإسقاط النظام الحاكم، وتحقيق مطالبهم المشروعة. وكان على هؤلاء العلماء أن ينصحوا الحاكم بالاستجابة إلى مطالب شعبه في اختيار حاكمهم بإرادتهم ليقوم بمسؤوليته، ويحقق العدالة بينهم، ويرد لهم حقوقهم، لا أن يفرض نفسه عليهم، وأن يماطل في الاستجابة لمطالبهم، ويراوغ للاستمرار في حكمهم، وإذلالهم، وقتلهم بالحديد والنار.
"كنا نريد من هؤلاء العلماء أن يعلموا أن الحاكم الذي يحرم الخروج عليه هو الذي يحكم بما أنزل الله، والموافق شعبه فيما اتفق عليه معهم، وأن الخروج المحظور هو الخروج بالسلاح لقتاله، وهؤلاء خرجوا بلا سيف ولا عصا ولا حجر، وهم أبدا يُقتَلون بغير حق من الحاكم وزمرته.
...
"وإننا نأسف أن تتكرر أمثال هذه البيانات والفتاوى ممن ينتسبون إلى العلم الشرعي من أجل مصلحة حاكم وعائلته، ومعارضة الشعب اليمني المجاهد الذي رفض الظلم، وقاوم الطغيان والفساد بكل وسيلة ممكنة.
"إن هذه الفتوى وأمثالها تطالب الشعب بالاستسلام لإرادة الحاكم الظالم، ووجوب الطاعة المطلقة له، وتصور الإسلام دينا عاجزا عن مقاومة الظلم والطغيان، ناسين النصوص الكثيرة التي تربي الأمة على غير هذا النهج، مثل قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: 113].
"وقال سبحانه: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة 124]، فبين أن من استرعى الذئب فقد ظلم.
"ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم، فقد تودع منهم" رواه أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
"وقوله: صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" رواه أحمد وابن ماجة والطبراني عن أبي أمامة، والنسائي عن طارق بن شهاب.
"وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي بعثه الله في أمة ٍ قبلي، إلا كان له من أمته حواريون وأصحابٌ يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمنٌ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمنٌ ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمنٌ ليس من وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" رواه مسلم في كتاب الإيمان عن ابن مسعود.
وقوله: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم عن أبي سعيد.
"وقد أثبت القرآن أن الجنود المطيعين أمرَ الحاكم الظالم هم شركاؤه ومعه في النار قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: 8].
"وقال تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ* وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ } [القصص: 40،41].
"إن (الفقه الرجعي) الذي يسير في ركاب الحكام، وإن ظلموا وجاروا، ينبغي أن يختفي أمام (الفقه الثوري) الذي يعمل لتقوية الشعوب، ويُنقِّي الحُكم من مطامعه ومساوئه.
"نسأل الله تعالى أن يحقن دماء الشعب اليمني ويحقق له مطالبه في العدالة والكرامة والحرية، وأن ينصر الشعوب المستضعفة على حكامها الظالمين المستبدين. (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) يوسف: 21.
"يوسف القرضاوي. رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. انتهى تعقيب القرضاوي !
ورأيي أن كل هذه الفتاوى يجب أن تختفي بما فيها فتاوى القرضاوي وليس فقط فتاوى علماء اليمن. بل أرى أن أخبث الفتاوى هي فتاوى القرضاوي كونها في خدمة الإمارات والمملكات الخليجية والإخوان المسلمين لا غير. ولا يجب أن ننخدع بكلامه عندما يصنف الفقه الإسلامي إلى فقه رجعي وفقه ثوري. الكل رجعي بامتياز، في مضمونه المتخلف وماضويته.
فشروط القرضاوي للخروج على الحاكم لا تقل خطورة وخداعا عن غيرها. هي أيضا تنتمي إلى عصر ولىّ وانقضى: يكفي أن نتأمل في مثل هذه الشروط التي توجب طاعة أولي الأمر (إذا ما تحقق بطاعة الله ورسوله، وقام بتنفيذ شرعه)، (لا تكون إلا إذا كان من المؤمنين الملتزمين بعقد الإيمان). (وهذا الحاكم هو الذي يستجيب لهم فيما يطلبون منه، ويقيم لهم شرائع الله وييسر عليهم أمرهم)، لندرك هدفه المنحاز للدولة الإسلامية التي تطبق الشريعة الإسلامية، وهي دولة رجعية بامتياز ولو جاءت على إثر ثورة شعبية مثلما جرى في إيران الخمينية. وهو ما يفضح كذبة الدولة المدنية التي أصبحوا ينادون بها اليوم للالتفاف على العلمانية وتغييب بعبع الدولة الإسلامية التي بدأ الناس يشككون فيها خاصة بعد أن أفلست حيثما طبقت شريعتها.
أما عندما يقول في حق الرئيس اليمني: ((هو حاكم جمهوري استبد بالسلطة منذ ثلاث وثلاثين سنة وجاء إلى الحكم بانقلاب عسكري ويتم تداول السلطة بالوسائل السلمية المتعارف عليها في الأنظمة الجمهورية))، فإنما ذكر "جمهوري" و"جمهورية" لكي لا يحرج أولياء أمره في قطر والخليج، ذلك أنه من حقنا أن نتساءل حول الفرق بين حاكم جمهوري وحاكم ملكي إذا كان كلاهما مستبدان؟ ألا يستبد حكام الخليج ومنهم أمير قطر بالسلطة منذ عشرات السنين، وهذا الأخير وصل إليها عن طريق الانقلاب على والده؟ وكلهم وصلوا إليها بالقوة وليس بعقد اجتماعي ولا ببيعة حرة. وهل يحق للشعوب التي تعيش تحت الحكم الجمهوري أن تثور ولا يحق للشعوب التي تعيش تحت الحكم الملكي الإسلامي؟ وهل في الأنظمة الملكية الحديثة ما يبرر استفراد الحاكم بكل السلطات مدى الحياة؟ ألا يرى القرضاوي كيف تحولت ملكيات الحكم الإلهي في أوربا إلى ملكيات دستورية تملك ولا تحكم بعد أن تخلت طوعا أو كرها عن تسيير شؤون الدولة إلى حكومات وبرلمانات منتخبة؟
القرضاوي منحاز إلى الحكم الإسلامي ولا يعنيه إذا ما كان ديمقراطيا أو استبداديا. نقرأ له تصريحا في مكان آخر حول "بدعة توريث الرئاسة الجمهورية" حسب تعبيره، فقال: "إذا كانت الملكية تورث الحكم؛ فإنها تعلن ذلك، ولها نظامها الخاص وحدودها وقوانينها المعروفة والمعلنة، لكن الغريب هو الجمهوريات الدائمة، والأصل في النظام الجمهوري تداول السلطات وتداول الرؤساء، لكن عندنا الرئيس مخلد ولا يزول عن ملكه أبدا!!"
قال هذا الكلام في نفس الخطبة التي قال فيها بأن جوهر الديمقراطية من روح الإسلام.
http: //www.islamonline.net/i3/ContentServer?pagename=IslamOnline/i3LayoutA&c=OldArticle&cid=1173694923699
فهل في النظام الملكي الخليجي ملكيات ديمقراطية أم أن القوم هناك مُعْفَون بفتوى القرضاوي من الديمقراطية والشعوب معفاة من الحق في تقرير مصير بلدانها، فقط، لأنهم يحكمون بالشريعة الإسلامية دون أن يحققوا إنجازا حضاريا محترما.
لهذا كله يجب أن يُبْعَد هؤلاء المخادعون من لعب أي دور سياسي ولا يكون ذلك إلا في دولة علمانية حقيقية.



#عبد_القادر_أنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذكرياتي مع الأسماء
- هل يتغير الإسلاميون؟
- أردوغان علماني رغم أنفه
- مقالة وُلِدَت على شاطئ البحر
- أيهما سقط: الجزيرة أم نظرية دارون؟
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل 4
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 3
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 2
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل
- عن المؤامرة مرة ومرة ومرة
- دينهم سياسة وسياستهم دين
- هل نتعرض فعلا لمؤامرة غربية؟
- القرضاوي ومكيافللي
- السياسة في الإسلام: ساس الدابة يسوسها
- لماذا نقد الدين؟
- تمخض الجبل فولد فأرا
- ما حقيقة الدولة الإسلامية (المدنية)؟
- هل العلمانية مسيحية متنكرة؟
- هل في الإسلام مواطنة: قراءة في فكر راشد الغنوشي 5
- هل في الإسلام مواطنة؟ قراءة في فكر راشد الغنوشي


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - لهذا يجب إبعاد الإسلام عن السياسة