أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - كيف تحيا فى مجتمع فاسد ومجنون ؟ 1














المزيد.....

كيف تحيا فى مجتمع فاسد ومجنون ؟ 1


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 16:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يجب على الإنسان الناضج الواعي المنطقي العقلاني، الذي يحيا في مجتمع بدائي حيواني همجي سادي منافق مستغل، أن يتوافر لديه قدر جيد من التيقظ والتأهب، ودرجة كبيرة من الشك والريبة وعدم التصديق، أو الانبهار بأي شيئ، أو بأي فكرة، أو بأي شخص، ولا يحدث هذا الانبهار إلا بسبب ضعف الرؤية، ونقص الخبرة؛ فلا يوجد في الحياة ما يستحق الانبهار.

ويجب أيضًا توخي الحذر الشديد، حتى من أكثر الناس إظهارًا لمحبته، والتأييد لأفكاره وآرائه وأفعاله وردود أفعاله وقراراته، مهما كانت درجة قرابتهم البيولوجيه أو الاجتماعية؛ فأفضل أصدقاء اليوم ربما يصبح أسوأ وأقذر وأشرس وأقسى أعداء الغد، وأكثرهم قسوة وبطش ووحشية ورغبة في الإيذاء.

فلا تعتقد أن توافقك واتفاقك مع البعض ممَن يؤيدونك في أفكارك وتصوراتك وأهدافك، سوف يدفعهم ويؤدي بهم إلى مساعدتك ومساندتك؛ بهدف إنجاحك وتحقيق أمانيك ورغباتك ومشروعاتك التي تتوافق مع أفكارهم ورغباتهم وأمانيهم ومشروعاتهم، فأنت بالنسبة لهم لست إلا مجرد منافس وخصم يجب إزالته وإزاحته وهدمه وتحطيمه نفسيـًا ومعنويـًا والقضاء عليه.

يجب على كل إنسان واقعي، يرغب في مواجهة الحياة بمنطقية وعقلانية، أن يخفض من سقف تمنياته وتوقعاته الإيجابيه من الحياة ومن المحيطين به، وأن يتمتع بالقوة النفسية والفكرية والاقتصادية والجسدية أيضًا، إن كان ذلك في الإمكان، والحزم والحسم والشدة والصلابة اللازمة لمواجهة الحياة التي فُرضت عليه دون إعطائه الإمكانية أو الحق في قبول أو رفض المجئ إليها، وأن يعرف أن الحياة بصفة عامة ليست إلا سلسله طويلة من استعباد واستغلال وإذلال الأقوى للأضعف، ولا أقصد فقط الأقوى من حيث البنية الجسمانية والعضلية، ولكن أيضًا أقصد الأقوى اقتصاديـًا وعقليـًا ونفسيـًا وفكريـًا، والأكثر دهاءًا ومعرفة، وفهم وإدراك لطبيعة الحياة

فيجب ألا ننسى أن المعرفه قوة، والأكاذيب والصراعات والمعارك المتلاحقة المتتالية، ومؤامرة محكومة ومحبوكة، وخدعة كبرى، وقصة عبثية حزينة مؤلمة، كان من الأفضل لو لم تُكتب من الأساس، ومآساه مبكية مضحكة، ومسرحية هزلية ساخرة أُخرجت بشكل مأساوي جنوني، ومسلسل عبثي كئيب عديم المعنى، ينتمي إلى الكوميديا السوداء قد طالت مدته أكثر من اللازم بكثير جدًا، وبلا أدنى مبرر لذلك، ويجب عليه إن أراد النجاح في مزبلة ومعركة الحياة، أن يعرف الدور المناسب له، ويكافح ويصارع للحصول عليه، ويفهمه ويتقمصه ويتقن أدائه، وأن يحب ذاته بدرجة معقولة، ويتقبلها كما هي، ويسعى لتغيير ما يمكن تغييره من صفات أو ظروف تعوق مسيرة نجاحه، وأن تتطور شخصيته للأفضل، وأن يصبح أكثر تفاعلاً وصلاحية للحياة.

فالحياة في المجتمعات المحكومة بعقلية ونفسية العبيد، وسياسة الإلهاء والتجييش والحشد والقطعنه، لا تعطي القيمة أو الاحترام أو الحق في تبوأ المناصب والوجود الفعلي إلا للأقوياء.

فنحن مجتمع "سادومازوشي"، يقدس القوة ويتلذذ بخلق واختلاق وتأليه الفاسدين والمفسدين والتعبد لهم؛ فمَن بيده القوة هو مَن يشكل ويصيغ ويصدر التشريعات والقرارات، ويضع القواعد والقوانين والقيم والمعايير والتصنيفات، ويحدد الخطأ والصواب والمنطقي والغير منطقي، والمسموح والممنوع والمشروع والغير مشروع.

فالتاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون وليس المؤرخون، والحياة بصفة عامة، وفي المجتمعات المتأخرة الغير مدنية بالأكثر، لم ولن تحمي الضعفاء أو البسطاء أو المغفلين، ولم ولن تقبل بوجودهم إلا كأحذيه للارتداء أو دواب للركوب أو كدرجات سلم يصعد عليه السادة المتيقظين النابهين الفاهمين، أو كخدم وعبيد، أو في أفضل الأحوال كمجرد مساعدين.

ولذلك يتحتم على كل راغب في الحياة والتواجد الفعلي، أن يتمتع بقدر كافٍ من الغريزة والطبيعة والنفسية والعقلية القتالية الدفاعية، وأيضًا الهجومية، والصلابة والإصرار والمثابرة، وحب وتقدير لذاته، وإيمان بقدراته واستحقاقه للنجاح، فمَن لا يتقبلون ذواتهم ويحبونها ويحمونها ويدافعون عنها بكل حزم وحسم وقوة وصلابة وشراسة وقسوة -إذا لزم الأمر- يصبحون ضحايا للعديد من البشر الذين يعشقون ذواتهم بكل نقائصها وعيوبها.

فكلما كنت أقل ثقة بذاتك وإيمانـًا بقدراتك، وأكثر تساهلاً في الدفاع والمطالبه بحقوقك -كما يريدك المجتمع أن تكون- كلما ازداد عدد دواب وحشرات وديدان الأرض الساعية لاستعبادك والطامعة في التلذذ بافتراسك.

الحياة في مجملها قائمة على الافتراس، أنت دائمًا مُستهدَف وتحت المراقبة، فلا تدع أحد يشتم رائحة خوفك، أو يراك في ضعفك، خاصةً في المجتمعات اللاإنسانية، فبها أنت كائن بلا هويه، أنت مجرد رقم، أنت مجرد سلعة في مجتمع لا يؤمن ولا يتعامل إلا بحسب قوانين السوق.

"عبد الله القصيمي": "إن احتمالات ثورة المغامر ضد الحاكم الطيب الفاضل، أعلى بكثير من احتمالات ثورته ضد الحاكم القوي المستبد".

فنحن كثيرًا ما نتجرأ على اصطياد الحيوان اللطيف المستأنس أكثر من جرأتنا على اصطياد الحيوان المفترس.. "أيها العقل.. من رآك"؟؟



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اساسيات النهضه 1
- دعوه للتفكير والتغيير 1
- دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 2
- بداية الهجوم الأصولى 1
- دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 1
- ازمة المرأه العربيه 1
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 12
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 14
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 13
- اقتباسات هامه جداً 2
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 10
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 11
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 8
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 9
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 6
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 7
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 5
- قالوا عن الصحافه العربيه 1
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 4
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 3


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - كيف تحيا فى مجتمع فاسد ومجنون ؟ 1