|
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الدور القيادي للحزب فى النظرية الماوية :تقاسم القيادة مع الأحزاب البرجوازية--مقتطف من : فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية:-الماوية معادية للشيوعية- نموذجا ( فى الردّ على حزب العمّال و -الوطد-) -لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة- عدد5 / سبتمبر2011
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 12:58
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد " الدور القيادي للحزب فى النظرية الماوية : تقاسم القيادة مع الأحزاب البرجوازية" مقتطف من : فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية:"الماوية معادية للشيوعية" نموذجا ( فى الردّ على حزب العمّال و "الوطد") "لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة" عدد5 / سبتمبر2011
فضح الكذب و التزوير بصدد " الدور القيادي للحزب فى النظرية الماوية : تقاسم القيادة مع الأحزاب البرجوازية"
الإستشهاد (27) بالصفحة 29 :
يقول الكيلاني الخوجي :" إنّ تخلّى ماو عن الدور القيادي للحزب لا يقف عند هذا الحدّ ، بل يتّعداه للدعوة إلى تقاسم هذا الدور مع الأحزاب البرجوازية فى قيادة البلاد. لم تكن التعدّدية وليدة " لتتفتّح مائة زهرة " ، بل هي متأصّلة فى فكره ، يقول:" تبقى المذاهب المختلفة موجودة طالما أنّ الطبقات تبقى موجودة ، و من الممكن أن يكون لمختلف تجمعات الطبقة الواحدة مذاهبها الخاصّة. و بما أنّ الإقطاع له مذهبه الإقطاعي و للبرجوازية مذهبها الرأسمالي ، و البوذيين لهم البوذية ، و للمسيحيين مسيحيتهم، و للفلاحين تعدّد الآلهة و بما أنّه فى السنين الأخيرة يوجد اناس يدعون للكمالية و للفاشية و للإحيائية و " نظرية التوزيع حسب العمل" ، لماذا لا يمكن للطبقة العاملة ان تكون لها شيوعيتها؟ بما أنّ " اليات" عديدة، لماذا ننادى عندما نرى شيوعية واحدة بتصفيتها؟ و الصواب لا يجب تصفيتها، و من الأفضل الدخول فى مباراة، و إذا خسرت فيها الشيوعية ، نحن الشيوعيين نقبل بالهزيمة بصدر رحب ، لا بدّ أن تتمّ مراجعة هذه " النظرة الواحدة" فى أسرع وقت لأنّها مضادة للمبادئ الديمقراطية".
أوّل ما تجدر الإشارة إليه هو أنّ هذا المقتطف غير موجود- كما كتب الكيلاني الخوجي زورا - بالمجلّد الرابع صفحة 387 ذلك أنّ المقال الوارد بهذه الصفحة و غيرها من الصفحات التالية يُعنى بالإقتصاد و لا يحلّل جانب الحزب فى إرتباطه بالإيديولوجيات الأخرى! عثرنا على الكلام الذي يقصده الخوجي بالمجلّد الثاني ، صفحة 387 وقد خطّه ماو سنة 1940 ضمن " حول الديمقراطية الجديدة" أي قبل إنتصار حرب التحرير فما بالك بالمرحلة الإشتراكية!! الخوجيون لا يفرّقون بين مرحلتي الثورة الديمقراطية الجديدة/الوطنية الديمقراطية و الإشتراكية فى طبيعة الهدف و التحالفات و الإستراتيجيا و التكتيك...
هذا من ناحية و من ناحية ثانية ، نفهم من السياق العام للنصّ أنّ النقاش يدور حول المرحلة الإنتقالية أي مرحلة الديمقراطية الجديدة السابقة للمرحلة الإشتراكية و الممهّدة لها فى الثورة الصينية - و من هنا عنوان " حول الديمقراطية الجديدة" بقيادة الطبقة العاملة، و علاقة الشيوعيين بالإيديولوجيات الأخرى أثناءها . هذا علما و أنّه على عكس ما يريد الخوجي أن يبلغنا ، فى 8 مارس 1948 ، وهو تاريخ كتابة المقال الموثّق بالصفحة 387 من المجلّد الرابع الذى يتضمّن كتابات ماو إلى أواخر 1949 لا غير بينما آخر نصّ فى المجلّد الثاني تاريخه 1941 ، قلنا فى 8 مارس 1948 لم تنتصر الثورة الديمقراطية الجديدة بعدُ و لم تتأسّس بعد الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية كدولة عبر البلاد كافة سابقة للمرحلة الإشتراكية و ممهّدة لها ، فى ظلّ قيادة البروليتاريا.
و الإطار الذى تتنزّل فيه أسطر ماو تلك هو النقطة التاسعة من " حول الديمقراطية الجديدة" ( 1940) و المعنونة " دحض المتعنّتين" الذين يقولون " حسنا ، لقد أجلتم أيّها الشيوعيون ذلك النظام الإشتراكي إلى مرحلة تالية و أعلنتم ما يلى:" لماّ كانت مبادئ الشعب الثلاثة هي ما تحتاجه الصين فى الوقت الحاضر ، فإنّ حزبنا مستعدّ للنضال من أجل تحقيقها تحقيقا كامل" ،إذن فأطووا شيوعيتكم مؤقتا. إنّ مثل هذه الأقوال تحت عنوان " المذهب الواحد" قد أصبحت صيحة جنونيّة ،وهي فى جوهرها ليست سوى صيحة المتعنّتين من أجل ممارسة تسلّطهم الرجوازي". ( المجلّد الثاني من "مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة" ، صفحة 502-503، الطبعة الصينية باللغة العربية). و" يصيحون تلك الصيحة العالية مطالبين ب"طي " الشيوعية و الواقع أن " طيّها" غير جائز ،لأنّها إذا طويت فعلا فستقع الصين مستعبدة على الفور. إنّ العالم جميعه اليوم يعتمد الشيوعية كمنقذة ، و كذلك الأمر بالنسبة على الصين اليوم" ( نفس المصدر ، صفحة 503) و يسترسل ماو قائلا:" إنّ نظرية " المذهب الواحد" نظرية سخيفة ايضا. و طالما وجدت الطبقات ، فلا بدّ ان يكون لكلّ منها مذهب ، بل قد يكون لكلّ جماعة من جماعات الطبقة الواحدة مذهبها. و ما دام اليوم للطبقة الإقطاعية مذهب إقطاعي ،و للبرجوازية مذهب رأسمالينو ما دام بعض الناس قد نادوا ن فى هذه السنوات الأخيرة ،بالكمالية، و الفاشية، و الحياتية،و "مذهب لكلّ حسب عمله" و ما شابه ذلك. فلماذا لا يمكن إذن ان يكون للبروليتاريا شيوعيتها؟ نقول بكلّ صراحة، إنّنا لن "نطوي" الشيوعية، فمن الأحرى أن ننظمّ مستبقة بيننا و بينكم؟ فإذا هزمتم الشيوعية فسنعترف نحن الشيوعيين بسوء حظّنا . أمّا إذا لم تهزموها "فلتطووا" انتم فى أسرع وقت ممكن ذلك السلوك الصادر عن " المذهب الواحد" و المخالف لمبدأ الديمقراطية!" ( المصدر السابق ، صفحة 504-505، التسطير مضاف).
ما قمنا بتسطيره هو ما أغفله الخوجي عمدا عامدا فهو لا يقوى على ذكر إنتصار ( و إن كان إمكانية ) للخطّ الإيديولوجي و السياسي للحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ فما بالك بذكر إنتصار فعلي حصل على أرض الواقع حيث تمكّنت الشيوعية من أن تصبح قائدة للثورة الديمقراطية الجديدة و أكثر من ذلك حقّقت الظفر (1949) و مهّدت للمرحلة الإشتراكية ثمّ و منذ أواسط الخمسينات ، شرعت فى الثورة الإشتراكية وولجت المرحلة الإشتراكية من الباب الواسع فى ظلّ قيادة البروليتاريا. فأين هو " تخلّى ماو عن الدور القيادي للحزب"؟ و أين هي " الدعوة إلى تقاسم هذا الدور مع الأحزاب البرجوازية فى قيادة البلاد"؟ لا وجود لها إلاّ فى رأس الخوجي فالقضيّة كلّ القضيّة ، زيادة على ما تقدّم تكمن فى معالجة الجبهة المتحدة ضد اليابان ونعيدها جبهة متحدة ضد الغزاة اليابانيين. يقول ماو : " و يعرف الجميع أنّ الحزب الشيوعي قد وضع، فيما يتعلّق بالنظام الإجتماعي، منهاجا للحاضر و منهاجا للمستقبل، أي منهاجا أدنى و منهاجا أقصى. الديمقراطية الجديدة فى الفترة الحالية ، و الإشتراكية فى المستقبل، هذان جزءا ن من الكلّ العضوي يسترشدان بالنظام الإيديولولجي الشيوعي الكامل. و إنّ منهاج الحزب الشيوعي الأدنى يتماثل بصورة أساسية مع القواعد السياسية لمبادئ الشعب الثلاثة ، و لمجرّد هذا التماثل راحوا يصيحون بجنون ب "طي" الشيوعية ، أفليس ذلك منتهى السخافة؟ و هذا التماثل وحده يوفّر لنا نحن الشيوعيين إمكانية الإعتراف ب " مبادئ الشعب الثلاثة كقاعدة سياسية للجبهة المتحدة ضد اليابان". و يستطرد بعد بضعة أسطر :" إنّ نكران الشيوعية يعنى ، فى الحقيقة ، نكران الجبهة المتحدة" .( التسطير مضاف).
و الآن هل الجبهة المتحدة تقاسم للسلطة و تخلى عن الدور القيادي للحزب الشيوعي؟ بالتأكيد لا! نظريّا و عمليّا قيادة الحزب الشيوعي الصيني للثورة وضعها ماو تسى تونغ شرطا لنجاح الثورة الديمقراطية الجديدة وهو موقف متأصّل فى فكره ، لم يتزحزح عنه البتّة. و فوق ذلك كرّسه عمليّا بأن صارع ورفاقه من أجل جعل الشيوعية تقود الثورة فى مرحلتها الأولى و فى مرحلتها الثانية و يشهد التاريخ على ذلك النجاح. و مسألة القيادة ليست مسألة نظرية فحسب بل مسألة صراع طبقي محتدم على البروليتاريا خوضه بإقدام لكسب ذلك الموقع المحدّد فى نجاح أو فشل الثورة. ليس مجرّد قول بل معركة ضارية و شرسة على أرض الواقع فى المجالات كافة خرج منها الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ مظفّرامحرزا دولة جديدة هي دولة الديمقراطية الجديدة بقيادة الطبقة العاملة من خلال حزبها. هذا ما أنجزه الحزب الشيوعي الصيني وهو مفخرة له و لكافة الشيوعيين الحقيقيين فى العالم و درسا لهم منهم يتعلّمون و يستخلصون الدروس و العبر ، أمّا الخوجيون المثاليون ناكري الواقع و التاريخ فليشربوا البحر! و الدولة الصينية الجديدة التى أعلنت سنة 1949 - جمهورية الصين الشعبية- هل وقع فيها تقاسم للسلطة و تخلّى عن قيادة الحزب الشيوعي الصيني؟ الجواب عن هذا السؤال جوابا شافيا نقدّمه فى مقتطف من " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية" المؤرّخ فى 1949 ، فى الذكرى 28 لتأسيس الحزب، قبل الإنتصار عبر البلاد كلّها بأشهر قليلة": " الشعب فى الصين فى المرحلة الراهنة هو الطبقة العاملة و طبقة الفلاحين و البرجوازية الصغيرة فى المدن و البرجوازية الوطنية. و تحت قيادة الطبقة العاملة و الحزب الشيوعي تتحد هذه الطبقات و تنشئ دولتها و تنتخب حكومتها و تمارس الدكتاتورية و الإستبداد على خدم الإمبريالية أي على طبقة ملاك الأراضي و البرجوازية البيروقراطية و كذلك على رجعيي الكومنتانغ و شركائهم الذين يمثّلون هاتين الطبقتين، و تضطهدهم ، تسمح لهم فقط بحسن السلوك و لا تسمح لهم أبدا بأن يعربدوا فى الكلام أو العمل . و إذا عربدوا فى الكلام و العمل يقمعون و يعاقبون فورا. إنّ الديمقراطية تمارس داخل صفوف الشعب ن فيتمتّع الشعب بحرّية الكلام و الإجتماع و تأسيس الجمعيّات ... إلخ وحقّ التصويت يمنح للشعب دون الرجعيين فمن جهة ، ديمقراطية للشعب ، و من جهة أخرى ، دكتاتورية على الرجعيين، و يكوّن هذان الوجهان بترابطهما الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية". ( المجلّد الرابع من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة" ، صفحة 528، الطبعة العربية). فى 1949، تلك كانت الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تقودها البروليتاريا بمشاركة الطبقات الشعبية- و لا وجود لتقاسم قيادة فى الصين و لا فى ألبانيا حيث جرى تشريك قوى غير بروليتارية فى الدولة - و صارت " الإشتراكية فى المستقبل" قريبة المنال، بعد إنتصار الثورة الديمقراطية الجديدة و قد أمسكت البروليتاريا و حلفاؤها ،و البروليتاريا فى موقع القيادة، بزمام دولة تمهّد للإشتراكية كمرحلة تالية و المرحلتان كما قال ماو أعلاه " جزءان من الكلّ العضوي يسترشدان بالنظام الإيديولوجي الشيوعي الكامل". و حتى فى ظلّ الإشتراكية و قيادة الطبقة العاملة لدولة دكتاتورية البروليتاريا ، هل قضت التجارب التاريخية للبروليتاريا العالمية على وجود الآراء و المذاهب المختلفة و" المباراة " بالمعنى الماوي أي الصراع من أجل الهيمنة و السيطرة و القيادة إيديولوجيا ؟ فى ضوء تلك التجارب ، بإمكاننا القطع بأنّ ذلك لم يحدث فى الإتحاد السوفياتي فى ظلّ قيادة لينين و ستالين ولا فى الصين فى ظلّ قيادة ماو تسى تونغ و لا فى أيةّ تجربة إشتراكية أخرى. المجتمع الإشتراكي مجتمع طبقي ويعدّ وجود الطبقات المتناقضة و حتى المتناحرة و الصراع الطبقي و الملكية الجماعية التى لم تبلغ حدّ ملكيّة الشعب بأسره و " الحقّ البرجوازي" ... هي الأساس المادي لوجود الأفكار المختلفة و ماو تسى تونغ بما أنّه مادي جدلي ،إعترف بذلك الواقع الموضوعي و لكنّه لم يقف مكتوف الأيدي و إنّما إجتهد فى جعل الشيوعية تنتصر على الإيديولوجيات الأخرى و أسطع دليل على ذلك هو " الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى" ( 1966-1976) و نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا التى تعتبر أهمّ مساهمة من مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة فى تطويرالماركسية-اللينينية على الإطلاق .
و الخوجيون لا يرون فى الوجود الموضوعي للأفكار المختلفة إلاّ بقايا مجتمع رأسمالي هزم نهائيّا ( الثورة حلّ التناقض نهائيّا حسب الخوجيين) ، أساسها وراثة أكثر منها نتاج علاقات إنتاج و علاقات إجتماعية رأسمالية مرتبطة بالوجود الموضوعي للبرجوازية الجديدة ، البرجوازية بشكل أو أشكال أخرى تفرزها حركة تناقضات المجتمع الإشتراكي ببنيته التحتية و بنيته الفوقية اللتان يتصارعان فيهما الطريق الرأسمالي و الطريق الإشتراكي لا سيما و بالأساس فى صلب الحزب الشيوعي و الدولة الإشتراكية و إمكانية الردّة إلى الرأسمالية ليست واردة فحسب و إنّما تحقّقت فعلا فى جميع البلدان الإشتراكية سابقا. و لينين ذاته لم يكن ضد فكرة الصراع الإيديولوجي بحثا عن تعزيز مواقع المادية الجدلية و النظرة البروليتارية للعالم و إلحاق الهزيمة تلو الهزيمة بالرؤى الميتافيزيقية و محاصرتها بإستمرار و أكثر من ذلك - و تصوّروا وجه الخوجيين عند قراءة الحقيقة الآتى ذكرها- لم يلغ لينين وجود الأحزاب الأخرى إلاّ تلك التى عملت على الإطاحة بسلطة العمّال و الفلاحين ( و نشدّد على ذلك : سلطة العمّال و الفلاحين كشكل من أشكال دكتاتورية البروليتاريا و تحالف ضروري للثورة دونه ما كانت لتكون ذلك أنّ كلّ ثورة تستدعي تحالفات طبقيّة و لا تنجزها طبقة بمفردها و إن كانت تقودها. هذا ما يعلّمنا إيّاه تاريخ الثورات البروليتارية و حتى البرجوازية أمّا من يبحث عن دولة عمّال لا غير فى الصين أو فى الإتحاد السوفياتي فلن يعثر عليها فى الواقع بإعتبار أنّها ساكنة فى خياله الدغمائي ليس إلاّ. و للتاريخ فى ذلك قول فصل بالخصوص فيما يتّصل بالإشتراكيين الثوريين بعيد ثورة أكتوبر العظيمة فلينين دعا الإشتراكيين الثوريين إلى تكوين حكومة إئتلافية- فى فترة محدّدة- و تعامل معهم بديمقراطية داخل السوفياتات و حتى السوفيات الأعلى... فليوجّه الخوجيون نيرانهم بوضوح و دون مراوغات إلى لينين الذى و يا للهول صرّح بما يبدو أخطر من ذلك بكثير فى " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي "( صفحة 51 ،الطبعة العربية لدار التقدّم موسكو) : "إنّ حرمان البرجوازية من الحقوق الإنتخابية لا يشكّل ، كما سبق و أشرت، سمة لازمة لا غنى عنها لديكتاتورية البروليتاريا." .
وليعلم من يهمّه الأمر أنّ المذاهب المتباينة و الإيديولوجيات المتناقضة عدائيّا لا تزول قبل زوال الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي و من ثم إضمحلال الدولة و الأحزاب فتسود الأفكار الشيوعية ،مع ظهور إختلافات فى الآراء لا تبلغ حدّ العدائية الطبقية ، المستندة إلى أسلوب الإنتاج الشيوعي و العلاقات الإجتماعية الشيوعية. و خلاف ذلك ليس مادية جدلية بل مثالية ميتافيزيقية.
الإستشهاد (28) بالصفحة 29:
يتّهم الخوجي ماو بأنّه :" يدعو لديمقراطية تتقاسم فيها جميع الطبقات الأدوار" ثمّ يستطرد :" يقول ماو جوابا على سؤال طرحه عليه صديقه الحميم الصحفي الأمريكي " إدغار سنو" عمّا إذا كان افضل أن تتواجد أحزاب عديدة لقيادة البلاد على غرار ما هو موجود فى " البلدان الديمقراطية": " إنّه من المفيد أن توجد احزاب عدّة حسبما يبدو لنا. هكذا كان فى الماضي و من الضروري أو من الواجب)ان يكون ذلك فى المستقبل ، إنّه التعايش و المراقبة المشتركة على أمد طويل"( أنور خوجا ، الصفحة 431 من " الإمبريالية و الثورة") .
لقد وردت أفكار ماو هذه لا إجابة على سؤال الصحفي الأمريكي " عمّا إذا كان أفضل أن تتواجد احزاب عديدة لقيادة البلاد على غرار ما هو موجود فى " البلدان الديمقراطية" ( و بالتالى ليست ضمن حوار مع الصحفي الأمريكي إدغار سنو!) ، بل فى المجلّد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة (الطبعة الفرنسية) ، صفحة 319 و تتنزّل فى إطار خطاب فى إجتماع موسّع للمكتب السياسي للجنة المركزية ، سنة 1956. تفوّه ماو بالضبط بالآتى ذكره :" هل من الأفضل عموما ، أن يكون لنا حزب أم عدّة أحزاب؟ من المستحسن أن تكون لنا عدّة احزاب حسب ما يبدو لنا. هكذا كان الأمر فى الماضي و يمكن ان يكون كذلك فى المستقبل، إنّه التعايش على امد طويل و المراقبة المشتركة" . ( أفريل 1956- التسطير مضاف).
إلى جانب ذلك ، وقع تعويض "يمكن أن يكون " ب"ضروري أو من الواجب" و إنّنا لنستطيع و تستطيعون فهم البون الشاسع بين الإمكان و الضرورة و أيضا بين كلمة " المستحسن" و الكلمة التى حلّت محلّها " المفيد"! و إجابة على إتّهام " ديمقراطية تتقاسم فيها جميع الطبقات الأدوار" ( لاحظوا "جميع" الطبقات يقول الخوجي ، لا طبقات معيّنة وهو تكتيك إنتهازي يقدّم الأشياء بإطلاقية مثالية لا أغرب منها على الماركسية و بتهويل هو أيضا مثالي إستعمل كذلك عند الحديث عن صراع الخطين الذي يستحيل عند الخوجيين إلى "صراع الخطوط") لندع ماو يتكلّم و لننصت إليه فى الصفحات 319-320-321 من المجلّد الخامس، فى مقال " العشر علاقات الكبرى" ، الفقرة السابعة و عنوانها " الحزب الشيوعي و الأحزاب غير الشيوعية" : " فى بلادنا ، لا تزال توجد عدّة أحزاب ديمقراطية أسّست خلال حرب المقاومة ضد اليابان و النضال ضد تشان كاي تشاك ،و التى هي مكوّنة أساسا من عناصر برجوازية وطنية و من مثقّفيها. فى هذا الشأن ، تختلف بلادنا عن الإتحاد السوفياتي . أبقينا على الأحزاب الديمقراطية سامحين لها بإمكانية التعبير و مستعملين إزاءها سياسة الوحدة و الصراع...[ التسطير مضاف ،و فى الفقر ة الموالية ]" بما أنّ الطبقات و الصراع الطبقي لا يزالان مجودين فى الصين ، لا يمكن إلاّ أن توجد معارضة بشكل أو آخر. ورغم أنّ الأحزاب الديمقراطية و الشخصيّات الديمقراطية غير المنتمية إلى أحزاب معيّنة ، صرّحت بقبول قيادة الحزب الشيوعي الصيني ، فإنّ عددا من الناس فى صفوف هذه الأحزاب و ضمن هذه الشخصيّات هي بالفعل بدرجة ما فى المعارضة..." [ التسطير مضاف،] وفى الفقرة التالية : "الحزب الشيوعي و الأحزاب الديمقراطية هي جميعا نتاج تاريخي و كلّ نتاج تاريخي يجب أن يضمحلّ فى سيرورة التاريخ. هكذا فى يوم ما سيضمحلّ الحزب الشيوعي، شأنه شأن الأحزاب الديمقراطية .و هل سيكون ذلك محزنا؟ لا. أعتقد أنّنا سنكون فى غاية الرضا إذا لم نعد نحتاج فى يوم من الأيّام إلى حزب شيوعي و لا إلى دكتاتورية البروليتاريا ، أرى أنّ ذلك سيكون بالفعل جيّدا فمهمّتنا تتمثّل بالضبط فى الإسراع بإضمحلالهما. هذه وجهة نظر عبّرنا عنها فى عدّة مناسبات. لكن حاليّا ، حزب البروليتاريا و دكتاتورية البروليتاريا هما ضروريّان تماما و يجب مواصلة تعزيزهما و إلاّ لن يكون ممكنا قمع المعادين للثورة و مقاومة الإمبريالية و لن يكون ممكنا بناء الإشتراكية و لا توطيدها حين نكون قد شيّدناها. نظرية لينين حول حزب البروليتاريا و دكتاتورية البروليتاريا ليست البتّة "غير صالحة"مثلما يدّعى البعض. هذه الدكتاتورية لا يمكن ممارستها دون إكراه قويّ"(التسطيرمن وضعنا).
لعلّكم لاحظتم معنا تشديد ماو على الإختلاف التاريخي بين الصين و الإتحاد السوفياتي فى السيرورتين الثوريتين و إفرازاتهما ( ديمقراطية جديدة فى المرحلة الأولى فى الصين المستعمرة و شبه المستعمرة و شبه الإقطاعية و ديمقراطية برجوازية فى بلد رأسمالي إمبريالي) بينما ينكر الدغمائيون ذلك و يعقدون مقارنات لا تصحّ علميّا و ينكرون الأمر الجوهري فى حديث ماو ألا وهو قيادة الحزب الشيوعي الصيني و ليس تقاسم القيادة و ممارسة دكتاتورية البروليتاريا و قمع المعادين للثورة و لا حديث عن " جميع الطبقات"، واضعا هدفا له الشيوعية عبر بناء الإشتراكية و توطيدها ثمّ المجتمع الخالى من الطبقات و بالتالى من الدول و الأحزاب!!
و فضلا عن ذلك ، ما الضرر الذى يلحق الحركة الشيوعية إن تمكّن الحزب الشيوعي الصيني من أن يفرض فرضا على الأحزاب الديمقراطية هناك أن " تصرّح بقبول قيادة الحزب الشيوعي" مع الوعي التام لوجود عناصر فى صفوفها " بدرجة ما فى المعارضة"؟ ( و طبعا لا وجود لتقاسم للسلطة هنا) أم أنّ الخوجيين يرفضون الواقع و يتمنّون محوه ليصحّ ما يزعمون؟!
و ماو فوق ذلك ، يدعو إلى ممارسة دكتاتورية البروليتاريا و توطيدها. علي من ستمارس هذه الدكتاتورية إن لم تكن على " المعادين للثورة" من البرجوازيين و الحال أنّ " التناقض الرئيسي بين الطبقة العاملة و البرجوازية الوطنية"؟ ( ماو تسى تونغ، المجلّد الخامس ن صفحة 80 ، بتاريخ 6 جوان 1952 و الإستشهاد * ،بالصفحة 6 من " الماوية معادية للشيوعية").
و من المعلوم أن كلمات ماو تلك صدرت فى أفريل 1956 و فى الوقت الذى كان ماو تسى تونغ يدافع عن الحزب اللينيني و عن دكتاتورية البروليتاريا ، كان التحريفيون السوفيات و من لفّ لفّهم من الأحزاب الشيوعية الأوروبية و غير الأوروربية يروّجون للمقولات التحريفية : " حزب الشعب بأسره" و " دولة الشعب بأسره" و سواها ، بعد المؤتمر العشرين للحزب السوفياتي السيئ الصيت، علما و أنّ الخوجيين سيستقون الكثير و الكثير من الأفكار و المواقف التحريفية السوفياتية - و حتى التحريفية الصينية- ليستعملونها ضد ماو تسى تونغ.
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد - الماوية وفهم الدغمائية
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الماوية وتعويض الجدلية با
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد علاقة الماوية بالفلسفة ال
...
-
تزوير الخوجية للوثائق الماوية بصدد الماوية و عصر الإمبريالية
...
-
دروس فى الإستشهاد الإنتهازي الخوجي أو كيف تكون معاديا للماوي
...
-
فضائح تزوير الخوجية للوثائق الماوية:-الماوية معادية للشيوعية
...
-
دحض ترهات حزب العماّل -الشيوعي- التونسي الخوجية حول الثورة ا
...
-
دحض خزعبلات -الوطد- الخوجية المتسترة حول الثورة الثقافية الب
...
-
ترهات خوجية بصدد الثورة الثقافية -فى الردّ على حزب العمّال و
...
-
نضال ماو على رأس الشيوعين الصينيين ضد التحريفية السوفياتية م
...
-
نقد ل-جدول للمقارنة بين ماوتسى تونغ و ستالين حول السياسة الم
...
-
مسألة ستالين من منظور الماركسية-اللينينية -الماوية
-
الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء.( مقتطف من العدد3 من -
...
-
طريق الثورة الديمقراطية الجديدة : حرب الشعب أم الإنتفاضة الم
...
-
الديمقراطية الجديدة تطوير لعلم الثورة البروليتارية العالمية
...
-
إنتفاضة أم ثورة ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغي
...
-
الديمقراطية / الدكتاتورية ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجو
...
-
ديمقراطية أم ديمقراطيات - مقتطف من- الديمقراطية القديمة البر
...
-
إصلاح أم ثورة ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة
...
-
الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|