قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 10:02
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
هل يمكن ان يكتسب الاكتئاب ويصاب به الانسان بعدوى مشابهة للأصابة بالانفلونزا؟
الجواب: نعم.. ونوضّح لحضراتكم كيف.
ان احد اهم اعراض الاكتئاب هو التشاؤم من المستقبل،فالمكتئب لا يرى في المستقبل املا..يكون اشبه بمن يدخل نفقا مظلما لا ضوء في نهايته..فيتولد لديه اليأس..الذي يوصله الى حالة الشعور بالعجز..اي فقدان القدرة على تغيير حاله..وضعه..علاقاته بالآخرين..فتتعطل لديه..تطلعاته..اهدافه..احلامه..معنى وجوده..وتموت حياته سريريا..تماما كالمريض الذي يتعطل دماغه ويبقى حيا بالنفس فقط.
انك اذا دخلت بيوت العراقيات..فستجد الاف الامهات..هنّ من هذا الصنف.تستيقظ الأم في الصباح بوجه نحت الزمن على تضاريسه الحزن والأسى والحسره..وكأنه لوحة رسمها (فان كوخ). او مأتما يروي للناظر فاجعته.
والناظر هنا..ابنتها..طفلة..لا تعرف معنى الحياة..وليس لديها منظور للكون والناس والاحداث.مصدرها المعلوماتي الوحيد،هو امها..المفجوعة بأحداث ماض كارثي..وحاضر صار جلسات نسائية لا ستحضار فواجع الماضي واللطم على بؤس الحاضر.
والطفلة تراقب امها..تتوجع..تسألها:
- ليش ماما..انت حزينة؟
فتجيبها: وليش اكو شي بالدنيا يفّرح..الحياة هالشكل ماما..كلها مشاكل..وياريت ماجيت للدنيا.وتروح تروي لها ما حلّ بها من فواجع من غير ان تدرك ان كلامها هذا كرذاذ المصاب بالانفلونزا، ينقل اليها عدوى الاصابة بالاكتئاب.
ان الاكتئاب في كثير من الحالات ليس مرضا نفسيا ينشأ من داخل المصاب به،بل مكتسب بعدوى من آخرين في مقدمتهم الامهات. ولهنّ نقول:
كان قدركنّ ان تكنّ جيل المفجوعات.. فلا تفجعن بناتكن بنقل (فيروس) الاكتئاب لهنّ وانتنّ عن هذا الحال غافلات.تجملن على مصائبكنّ..وامنحنّ بناتكنّ ابتسامة..فابتسامة الأم لأبنتها تساوي فرح الدنيا..لاسيما اذا كانت..افتتاحية الصباح!.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟