|
في الطريق نحو المؤتمر التاسع ...... النظام الداخلي الجديد (القديم)
عامر الدلوي
الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 08:48
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
هذه الموضوعة كنت قد كتبها كما هو واضح من تاريخها قبل أربع سنوات وفيها تأكيد على ملاحظاتنا المقدمة حول مشروع النظام الداخلي المقترح للمؤتمر الثامن , ولإني كنت واثقا ً من عدم جدوى نشرها آنذاك وفقا ً لما آلت إليه الأوضاع في المؤتمر من ترتيبات تآمرية ضد رفاق الداخل .. ولكوني بعد أن أطلعت على صيغة النظام الداخلي المقترحة للمؤتمر الوطني التاسع وجدت إن المثل الشعبي القائل ( تيتي تيتي تيتي ..مثل ما رحتي جيتي ) ما زال يحتفظ بحيويته في عقلية القيادة الحالية للحزب وهي ذاهبة لعقد المؤتمر الوطني التاسع بعد أيام , لذا ارتأيت نشرها اليوم وفي ظل الظروف المستجدة في أوضاع بلادنا السياسية والتي تحتم وقفة تأملية لما آلت إليه أوضاع الحزب الفكرية والتنظيمية ومواقعه التأثيرية على الخارطة الجيوبوليتيكية العراقية , وعسى أن تتفتح عيون الواهمين من بقايا المنضوين تحت لواء هذه القيادة على واقع الحال المزري الذي تشهد عليه أوضاع التنظيم اليوم والآملين بتغيير من داخل التنظيم في ظل صيغة النظام الداخلي ( السيف البتار لكل إصلاح ) هذا . ..........
................................................................................................................................................................................................................. مرة أخرى تثبت القيادة الحالية للحزب الشيوعي العراقي... قصورها الفكري وعدم قدرتها وعجزها عن استقراء الظروف الذاتية والموضوعية.. التي مرت ... سواء على مستوى التنظيم .. أو حياة الجماهير الشعبية .. وبالتالي على مجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد .. قبل وبعد مرحلة التغيير عبر الزلزال الذي حصل في 9 نيسان 2003 .. والذي أطاح بأعتى نظام فاشي عرفته المنطقة والعالم .. من خلال الاحتلال الأميركي للبلاد ..والذي طفت من خلاله على السطح كبقع الزيت , بحيرات من المياه الآسنة والقيح الفكري ..متمثلا بأحزاب الإسلام السياسي بشقيه ( السني والشيعي )والأحزاب القومية الكردية البائسة .... والتابع الذي لم يعرف يوما سوى الدوران في مدارات الأبوة الفكرية .. وأعني بذلك القيادة الحالية للحزب والتي تربعت على العرش منذ مؤتمر التدهور الفكري والطبقي ( المؤتمر الرابع للحزب / 1985 ) ولا تزال تعيث فسادا فيه منذ المؤتمر الخامس ( 1993 ) الذي صفت فيه آخر القلاع والفيلة وصولا إلى الوزير والملك .. لتقول لهما بكل بساطة ...كــــش ...!!!!
إن العديد من المساهمين في ذينك المؤتمرين يتذكرون بلا ريب .. كـم من أطنان المخاتلات والمداورات وعقلية التآمر التي استهلكت من قبل هذه القيادة لفتح الأبواب واسعة أمام تسلقها السلالم بطريقة القفز وعبر شعارات براقة وخلابة رفعتها وهي تخوض معاركها " الفكرية " للصعود إلى القمة ... لم يمر يوم واحد منذ ذلك الموعد دون أن يثبت لنا وللتاريخ في تفاصيل أحداثه مدى ضآلة حجم هذه القيادة .. أمام حجم الشعارات البراقة المرفوعة من قبلها .. ودون أن يوضح لنا أن مبدأ استخدام هذه الشعارات للوصول إلى الغاية ..كان هو السائد في مجمل التصرفات والسلوكيات " الشيوعية " الفذة لها .. وأن الغاية لم تكن سوى التسلق إلى قمة الهرم التنظيمي والجلوس هناك فوق الرؤوس ..
أما كيف أثبتت ذلك ؟ يتضح هذا جليا ًمن السياقات والآليات التي اتبعتها هذه القيادة منذ سقوط النظام الفاشي في 9 / 4 / 2003 وحتى 10 / 5 / 2007وعبر أمثلة كثيرة سنتطرق لها مستقبلا .. لقد هلل وطبل الكثيرون .. من الانتهازيين والتوفيقيين عبر كتاباتهم البائسة عن نجاح باهر لأعمال المؤتمر الثامن للحزب .. رغم أن الكثير منهم لم تسنح له فرصة الحضور والمشاركة في أعماله معتمدين في أبداء فرحهم الغامر على ما رشح إليهم من أخبار عبر المشاركين في المؤتمر وعلى طبيعة تكوين شخصياتهم المتملقة للقيادة والتي تربوا عليها أبان فترة حكم النظام السابق ومدحهم لإنجازاته بمناسبة وبغير مناسبة ( لم لا وهو الحزب الحليف الذي كانت أياديه مغموسة بدماء قواعد الحزب الشيوعي يومها وكانت قيادة الحزب تحلم في نفس الوقت بالوصول معه إلى مراحل متقدمة من البناء الاشتراكي ) .....!!!!!
وبعد أن أطلت علينا " طريق الشعب " في عددها 178 للسنة 72 في 28 / 5 / 2007 بملحق أحتوى التقرير السياسي للمؤتمر والذي حوي بين ظهرانيه من الشطحات الفكرية ما حوى .. جادت علينا يوم 31 منه بالنظام الداخلي الجديد والذي فاحت منه رائحة نظرية المؤامرة التي حواها سابقيه المقرين في المؤتمرين السادس والسابع ....!!
بمجرد ألقاء نظرة متفحصة عليه .. يجد القارئ المتتبع نفسه أمام أحدى وعشرين مادة هي عين سابقاتها المساوية في العدد عدا حصول بعض التقديم والتأخير في تسلسلاتها وفي حين كانت الجماهير تنتظر .. تقريرا سياسيا متوازنا ومتكاملا يتحدث بشجاعة عن واقع الحال المرير الذي عاشته وظلت تعيشه هذه الجماهير ويحمل بين طياته نقدا ذاتيا شجاعا لمجمل القصور في أداء الواجب الوطني لمرحلة ما قبل التغيير المتمثل بالغزو الأجنبي وأخطاء ما بعدها .. جاء هذا التقرير مليئا بالهشاشة والمغالطات والمجاملات لمن صاروا اليوم شركاء في عملية بناء العراق الجديد ( وفق أية مواصفات ... الله وحده يعلم ) وهذا ما سنتعرض له بالتفصيل في موضوع لاحق .. وبعده جاء إقرار النظام الداخلي الجديد القديم .. طامة أخرى مضافة إلى المصائب والنكبات التي سببتها هذه القيادة لمسيرة الحزب ونضاله ومكانته بين الجماهير .
فما بين تبني المؤتمر الخامس لشعار " الديمقراطية والتجديد " والمؤتمر الثامن .. فاصلة زمنية قدرها أربعة عشر عاما .. لم نشهد عبر الأنظمة الداخلية المقرة من قبل المؤتمرات البينية ( السادس والسابع ) وهذا النظام المقر حاليا أية إشارة للتقدم في الاتجاه الديمقراطي الصحيح الذي يتوجب إتباعه .. وظلت فقرات النظام الداخلي نفسها والتي تخدم بقاء واستمرار القيادة الحالية والسكرتير على رأس الهرم .
وحتى لا ننجرف مع نفحات " النجاح الهائل لأعمال المؤتمر " كما عبرعنه المهللون والمطبلون سنبدأ عرضنا للنظام الداخلي وملاحظاتنا المثبتة عليه قبل إنعقاد المؤتمر بتسعة أشهر ( والتي وجدت طريقها بسهولة إلى سلة المهملات من قبل مسؤول لجنة العمل الفكري المركزية والذي كوفئ لنشاطه في كبت الأصوات المعارضة لتوجهات قيادة الحزب بإنتخابه عضوا ً في اللجنة المركزية في المؤتمر الثامن ) في عملية عكسية من الذيل وبالذات من المادة " 20 " منه :
المادة (20) : سكرتير اللجنة المركزية 1ـ ........................................... , لا غبار عليها 2ـ ........................................... , لا غبار عليها عدا ما يخص " المجلس الأستشاري وهذا ما سنتطرق اليه في موضوع منفصل " .
كـان مفترضا ولترسيخ الاعتقاد لدى قواعد الحزب وجماهيره الشعبية بأن الأيمان بالديمقراطية ليس شعارا شكليا أن تكتمل هذه المادة بالفقرات التالية ....
3 ـ يكون السكرتير متفرغا للعمل الحزبي .. ولا يحق له الانخراط في أنشطة الدولة ( الترشيح إلى المناصب العامة / البرلمان / .......الخ ) طيلة فترة توليه السكرتارية في الحزب .. وفي حال الضرورة الوطنية القصوى التي تحتم عليه المشاركة يتوجب عليه التفرغ من سكرتارية الحزب .
4ـ لا يحق للسكرتيرالترشيح لأكثر من دورتين انتخابيتين (مؤتمرين ) ويحق له الترشيح لولاية ثالثة شريطة الحصول على دعم أكثر من ثلثي أصوات مندوبي المؤتمر لترشيحه .. و لا يجوز له نهائيا الترشيح لولاية رابعة ..
ولنلق نظرة على المادة الأخرى :
المادة (19 ) : المكتب السياسي للحزب
ولعدم وجود غبار على الفقرتين الواردتين فيها ... وجدناها تفتقر إلى إضافة الفقرات التالية :
3ـ لا يجوز الجمع بين عضوية المكتب السياسي والمناصب العامة في الدولة من الدرجة الأولى ( وزير فما فوق ) وذلك لتوافر ظروف خاصة تحتم على الوزير التفرغ التام لوزارته والسهر على تطبيق برامجها ضمن البرنامج الحكومي العام وإعطاء الانطباع المطلوب عن دور الشيوعيين في القيادة الناجحة للمؤسسات لا أن نجعل منه " سوبرمان فاشل " فمن يتوجب عليه الدوام من الساعة 0800 صباحا إلى الساعة 1500 عصرا في الوزارة وبعد ذلك في الحزب ولنقل إلى الساعة 2000 مساءا و لا بد له من المشاركة أثنائها في الفعاليات الخاصة والعامة وما شاكل .. فماذا سيتبقى له من الوقت لعائلته وراحته الشخصية ..وما هي حالة الدماغ التي سيتعامل بها مع القضايا الفكرية والتنظيمية والسياسية التي يتوجب عليه التصدي لها في الحياة الداخلية لحزبه .. هذا إن كان الحزب قد وضع في برنامجه صيغة التحول إلى حزب جماهيري واسع التأثير والنفوذ تمهيدا للانتقال إلى مراحل أخرى في البرنامج يحلم فيها بتحقيق الآمال العريضة للجماهير " بناء الاشتراكية " كما يقال .. أم أن المفهوم الحالي السائد لدى هذه القيادة هو " عش أيامك عش لياليك ... خلي شبابك يفرح بيك " .
والفقرة ( 4 ) من المادة السابقة هي نفسها التي يجب تثبيتها هنا لأنها لا تسمح له بالعشعشة في المكتب السياسي كما يعشش السكرتير
أما المادة ( 17 ) : المجلس الحزبي العام " الكونفرنس "
فأن المضحك المبكي فيها هو الفقرتين ( 2 ) و ( 3 ) فبينما تقول الفقرة ( 2 ) .. " يتكون المجلس الحزبي العام من ..................................... والحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق "
تقول الفقرة ( 3 ) ...
" قرارات المجلس .................. ملزمة لجميع هيئات الحزب "
ولم تحدد طبعا إن كانت ملزمة لهيئات حشك .. وهذا ما يقودنا بالطبع إلى متاهة فكرية لا يستطيع أي فطحل أن يخرج منها ..... أ ـ إذا كانت غير ملزمة له فلماذا هذا الحضور الواسع لممثليه .. ب ـ إذا كانت ملزمة له فلماذا إذن له أسمه الخاص وكيانه المستقل ويعقد كونفرنسات ومؤتمرات وهذا يقودنا بالطبع إلى محاولة فهم العلاقة الجدلية بين التنظيمين والتي أفرزت لها المادة ( 14 ) حيزا من أربعة نقاط سنأتي عليها ونستنتج بعد ذلك منها أن هذه القيادة كما أسلفنا خطت خطوات كبيرة الحجم حتى على مقاساتها هي فغرقت في كومة ثياب " الديمقراطية والتجديد " التي لبستها لتحاول تحسين هندامها أمام الجماهير والحركات السياسية الأخرى ....
المادة ( 14 ) : العلاقة بين حشع وحشك
أتحدى أي لبيب ويدعي المفهومية في السياسة أن يقدم لي شرحا مقنعا باعتباري مواطنا بسيطا لما ورد في هذه الفقرة . 1ـ " يتمتع حشك بالاستقلالية في رسم سياسته وخططه...................., ويضع برنامجه ونظامه الداخلي على أساس ........الخ " 2ـ يضم حشك في صفوفه ......................................في نطاق إقليم كردستان وخارج العراق . 3ـ تحدد آلية تمثيل حشك في مؤتمرات وقيادة حشع باتفاق ل . م الحزبين
هنا ثمة سؤال يطرح نفسه ...من هو الأب ومن هو الابن ؟ فإذا كان حشع الأب وأعطى حشك ما أعطاه في ( 2 ) و ( 3) فلماذا يعود ليضع الفقرة ( 4 ) سكينا في خاصرة الحزب ( وأعني بذلك تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي خارج محافظات كردستان و خارج العراق ) .. والسؤال الذي يحير المرء في الحصول على جواب له ( وذلك لعدم اطلاعنا على وثائق حشك ) هو هل توجد مثل هذه الفقرات في نظام حشك الداخلي .. وما هي نسبة تمثيل قيادة حشع في حشك إن وجدت فعلا .. هكذا يجب أن تسير الأمور إذا ما أراد أحد فطاحل التنظير في القيادة الحالية أن يرد علينا نافيا تهمة اتخاذ قرارات تاريخية و مواقف أكبر من الحجم والغرق في الملابس الجديدة ...
أما أن دفع أحدهم بأن إنشاء حشك جاء لضرورات موضوعية وتاريخية مستقبلية ... فنحن نبصم عليه آنذاك موافقين بالعشرة ..ولكن بشرط واحد هو رفع المادة ( 14 ) المثيرة للسخرية من النظام الداخلي لحشع ...
وبمجرد النظر إلى المادة ( 16 ) من النظام الداخلي الجديد لحشع :
المؤتمر الوطني للحزب
وبالذات الفقرة ( ب ) منها والتي تقول : " المندوبين المنتخبين في ...............حشك , وحسب النسبة العامة لكل منظمات الحزب ( أي حزب منهما لم تحدد الفقرة ) ......"
وكذلك الفقرة ( ج ) " أعضاء ل . م الحزب ..... و أعضاء ل . م و الرقابة لحشك "
ثم الفقرة ( ز ) التي تقول ... " نسبة تمثيل حشك تكون وفق المادة ( 14 ) ...................الخ "
بمجرد النظر إلى هذه الفقرات ومحاولة إيجاد رابط مشترك مخفي بينها .. تتضح العلاقة المصيرية التي تربط بين حشك و حشع ( كقيادات ... ضامنة لبقاء و استمرار أحدها للآخر ) وتتضح كذلك أبعاد الهوة الفاصلة بين القيادة الحالية و جماهير الحزب الشيوعي العراقي المتمثلة بمن نجا من هول الكارثة التي قادها إليها " الآباء الروحيين لهذه القيادة " في 1973 وما تلاها من السنين , و عوائل الشهداء والمغيبين , وأبنائها وقطاعات الشبيبة والطلبة والنساء من الحالمين بالخلاص والذين لا يجدون تعبيرا لخلاصهم هذا إلا بالانتماء إلى الحزب الذي خبره آبائهم وأجدادهم مدافعا أمينا عن مصالحهم الطبقية .. والذي قادته القيادة الحالية إلى التخلي التدريجي عن آمال و مصالح هذه الجماهير ..
من الاطلاع على نسب تمثيل مندوبي حشك في المؤتمر الثامن نجدها أكثر من 25% بقليل وإذا أضفنا إليها الـ 10 % من المندوبين الذين يحق دعوتهم من قبل ل . م حسب النظام الداخلي ..
وبحسبة بسيطة عند تحويل هذه النسب إلى أرقام نجدها كالأتي { 58 ( مندوبي حشك ) + 21 (أعضاء ل.م حشع ) + 12 ( على الأقل أعضاء ل.م حشك ولجنة رقابته ) + 9 ( على الأقل أصوات مندوبي منظمات الخارج ) = 100 وهذه تعتبر أصوات مضمونة لرفاق القيادة القديمة الذين عملوا سنينا طويلة جنبا إلى جنب مع رفاقهم في حشك ... وإذا علمنا وحسب ما رشح إلينا من المؤتمر أن مرشح ل . م كان بحاجة إلى ( 106 ) صوت للفوز فأن الـ ( 6 ) أصوات الباقية كانت من الأمور السهلة بالنسبة لهم ..لكن كيف يضمن الفوز من لا يعرف أحدا من رفاق حشك ومنظمات الخارج .. هنا تتجسد مشكلة المرشحين الباقين .. وفي نفس الوقت تتجلى حقيقة المادة ( 14 ) من النظام الداخلي لتفضح الديكتاتورية المقيتة الخافية بين جنبات العلاقة بين ل .م التنظيمين .. والتي تفتح أبواب التسلط واسعة أمام القيادة الجديدة / القديمة وتضمن شروط بقائها .. لقد كانت أعلى نسبة من الأصوات حصل عليها مرشح من تنظيمات الداخل ( 58 ) صوتا إلا من رضت عليه منهم ملائكة المؤتمر التي تأتمر بأمر القيادة الفذة المتمثلة بالترويكا التي فقدت نجما من نجومها بغياب الشهيد الخالد " سعدون " عن أجواء المؤتمر ..
لقد كان صعود نجم بعض الأسماء الرديئة فكريا وتنظيميا مؤشرا من قبل الكثير من المتابعين لمجريات الأمور داخل حزب ( حميد ومفيد ) كما يحلو للبعض تسميته ..وقبل ستة أشهر بالضبط من موعد انعقاد المؤتمر في ضوء الخبرة الواسعة التي نمت خلال أربعة سنوات من قيادتهما للحزب لدى هؤلاء المتابعين .. أما عن فوز الترضية الذي منح من قبل هذه القيادة البائسة إلى اثنين من الرفاق الذين كان أحدهما زعلان منذ العام 2004 والآخر منذ العام الماضي فهذا هو واحدة من الأثافي التي جاءت بها هذه القيادة ..أما الثالثة فهي فوز أحد الأشخاص المشبوهين تاريخيا بعضوية ل. م وهو الذي لا يستطيع التكلم لمدة خمسة دقائق عن الماركسية بقدر ما أنه يحدثك ساعات طوال عن (حوسمة ) الدار الحكومية التي يسكنها وأعمار المقرات والولائم والموسعات وما يتبعها من صرف يولد عمولات خاصة له ...
إن بؤسا ً كهذا متى سينتهي ؟ إذا كان العشرات من الاصلاحين وخونة الماركسية يملئون صفحات جريدة البؤس تهليلا واستبشارا بنجاح أعمال المؤتمر .. أي نجاح هذا في العرف النضالي للشيوعيين ... الذي تلفظ فيه العناصر الجيدة خارج التنظيم عبر انتخابات ديمقراطية مبسترة وتحتضن العناصر الرديئة والمنحرفة و المنهارة التي تشدق السكرتير في كلمة الافتتاح بأنهم قد تخلصوا منها عبر مسيرة السنين الأربعة ففهم المندوبين الرسالة المبطنة .. فباتوا حيارى أمام أمرين ..
1ـ أما أن يقولوا له أنت كذاب أشر .. وساعتها تكون النتيجة معروفة .. 2 ـ وأما السكوت والتصويت خارجا عن رغبتهم على كل ما يقدم لهم من الوثائق المطروحة بغض النظر عن قناعتهم بها من عدمها ..
وإلا كيف نفسر أقرار نظام داخلي كهذا ( إضافة لما تقدم مناقشته من فقرات فأن المادة " 8 " منه المعنونة / الخلية الحزبية تنص فيما تنص في الفقرة 3 على ما يلي : ج ـ ( ترويج صحافة الحزب ....) من قبل هكذا مندوبين ...
وهذا موضوع بودي الاستفسار عنه من ل . م العزيزة التي حددت ضمن مهامها في المادة(18) الفقرة ( 5 ) :
" تحدد سياسة الحزب , وتشخص هيئات تحرير صحافة الحزب المركزية وتشرف على نشاطها وهي مسئولة عنها "
فأقول لو لم يكن سوء الاختيار لهذه الهيئات ملازما لعمل اللجنة المركزية منذ بداية سقوط النظام السابق ... لما صار الترويج للبضاعة الكاسدة التي أنتجتها و ما زالت هذه الهيئات جزءا مثبتا في النظام الداخلي ضمن واجبات الخلية .. هذا أولا ..
ولقد أثبتت تجربة أربعة سنوات فشل وعقم كل التجارب الإبداعية لترويج البضاعة المضروبة عبر التنظيم الحزبي و ضمن " واجبات الخلية " بدليل إن العديد من المقرات ما زالت ممتلئة بأعداد الجريدة التي لم يشتريها أحد وقد تمت مكافئة المصور الهاوي تحت نصب الحرية في سبعينات القرن الماضي بعضوية ل.م في المؤتمر الثامن لجهوده الراسخة في الفشل المستمر لمشروعه الإبداعي .. لقد كان الأحرى بقيادة الحالية حذف هذه الفقرة من واجبات الخلية ومحاسبة هيئات التحرير التي تعاقبت عليها خلال السنين الأربع الماضية ومحاسبة المسئول عن توزيعها .... وهذا حديث ذو شجون . إن جريدة حزب شيوعي غنية بمواضيعها الملامسة لمشاعر الجماهير والمواكبة روح الحدث والتي تمسك مباضعها لتشرحه وتعطي النتيجة الحقيقية لسبب الولادة والموت لأي حدث كان ..هي التي تفرض نفسها أمام المنافسين وساعتها لن تكون هناك حاجة للترويج لها من قبل الخلية .. التي اعتادت هذا النمط من العمل أيام النضال السري.. إن تحديد هذه الجملة في النظام الجديد يؤشر قصورا آخر في فهم طبيعة ومتطلبات العمل العلني ..من قبل قيادة الحزب ذاتها وليس القواعد المبتلاة بالأمية الفكرية لهذه القيادة..
إن العمل العلني يخلق مجالات واسعة للتنافس ( في ظروف موضوعية أفضل من هذه التي نعيشها اليوم ) وبنفس المدى الذي ستكون فيه صحافة الحزب ( أي حزب ) غنية بالمواضيع التي حددناها سابقا فأن الأبواب ستتفتح أمامها لتكون واسعة الانتشار.. وهي في هذا تخضع لأول وأشهر قوانين الرأسمالية ..قانون العرض والطلب ..فأنت حيثما تعرض بضاعة جيدة ..ستجد عليها طلبا متزايدا .. وحيثما وأينما تقدم بضاعة بائرة رديئة ..فستجد طلبا ضعيفا متناقصا عليها ... أنا هنا أتحدى هذه القيادة أن تجري استطلاعا حول جداول توزيع الجريدة ..وتقارن بين أعداد الجريدة الموزعة و بين أعداد الجماهير المثبت لديها ما بين منتم ومؤازر ..لتدرك مقدار البؤس الذي وصلت إليه هذه النافذة الإعلامية من نوافذ الحزب .. وبالتالي مراجعة النفس وليس العكس .. إن تبدأ ل . م بمحاسبة نفسها وهيئات التحرير المتعاقبة لتضع حلا لهذه المأساة .. وتضع العلاج اللازم .. ولكن ليس عبر " ترويج صحافة الحزب " كواجب من واجبات الخلية ..
إن الأرقام التي أشرت في العام الماضي للطبع والتوزيع في العام ( 2005 / 2006 ) بما تحمله من مؤشرات كارثية .. والسؤال الذي يطرح نفسه .. ما الذي تستطيع الخلية فعله أمام الواقع ولمؤشرات التي حددناها هنا ؟ إذا كان المنطق السائد لدى قيادة كهذه هو .. ماذا نفعل فهذه إمكانياتنا المادية .. وهذه هي قدرات مبدعينا ....!!!!!!
وإذا ما تركنا هذا الموضوع الآن جانبا وذهبنا إلى باب العضوية في الحزب الذي تضمن ستة مواد تكونت كل واحدة منها من عدة فقرات ... وتوقفنا عند الفقرة ( 5) من المادة ( 4 ) " واجبات عضو الحزب " التي نصت على ما يلي :
" يحافظ على وحدة .......................................... و أن لا يشوه الحقائق ولا يخفيها عن الحزب , و أن لا يقيم العلاقات مع الأجهزة الأمنية المختلفة , و ألا يعمل في السفارات والهيئات الأجنبية دون علم وموافقة الحزب . " إن القول بعدم تشويه الحقائق ولا يخفيها عن الحزب .....!! قول ساذج ومثير للسخرية في ظل الظروف المستجدة ... أعني بذلك ظروف ما بعد التغيير الدراماتيكي للنظام البائد .
وبقدر ما أن هذه الفقرة تعود في القدم إلى النظام الداخلي المقر في المؤتمر الأول للحزب فأن شيوعيي " الديمقراطية والتجديد " لم يفلحوا في التخلص منها كما نجحوا في التخلص من الكثير من آثار الحقبة الستالينية التي مهدت الطريق لهم للصعود اللامع إلى المناصب العليا في الحزب ...إن المهام المطروحة أمام الحزب اليوم ( ولكن ليس في ظل هذه القيادة ) هو استيعاب أكبر الأعداد الممكنة من الجماهير .. في ظل استغلال فسحة الديمقراطية والحريات الأساسية التي وفرتها قوى التغيير ( الاحتلال الأميركي ) .. وأن مهمة النبش في تاريخ و ماضي هؤلاء الراغبين في الانضمام إلى صفوف الحزب هي مسؤولية القيادة ولجان الاختصاص المركزية و ليس مسؤولية هذا الشخص الراغب بالانضمام ( لا يشوه الحقائق .. ) لقد توفرت لهذه القيادة أطنان من الوثائق التابعة لمديريات الأمن العامة جرى نقلها إلى مقر " شقلاوة " دون أن يسمح لأحد ( في ظل الديمقراطية والشفافية والتجديد ) بالإطلاع عليها وجرى أتلاف معظمها هناك خشية افتضاح الحقائق المدوية عن التعاون الوثيق للكثير من أزلامها مع تلك الأجهزة ....
وفي نفس الوقت لم يجر الاستفادة منها في إيجاد قاعدة بيانات رصينة حول الكثير من الذين أعادوا صلتهم بالحزب بعد أن " شوهوا من الحقائق ما شوهوا " في المرحلة السابقة ( الأربع سنوات التي تلت سقوط النظام ) وتمكنوا من التغلغل إلى مستوى " لجان محليات / ناهيك عن البعض الذي تمكن من العشعشة في لجان الاختصاص " ...
أما بخصوص الصلة الجديدة .. فأن المهمة الحقيقية للشيوعيين تتجلى في الاستيعاب أولا .. وإعادة التأهيل ثانيا وذلك عبر التثقيف المستمر بالمبادئ والأفكار الجديدة لخلق إنسان جديد من ذلك الذي جاء يطلب الانتماء .. إن الذهاب إلى تثبيت مثل هذا الواجب في نظام داخلي للحزب أي حزب سيجعل الراغب بالانضمام أمام حاجز من الترهيب أعتاد عليه في زمن مضى ... ويجعله أكثر ترددا في الانضمام .. لأنه سوف لن يجد فرقا في أوجه العملة حتى يحسم أمره .. إن مهمة بناء الإنسان الجديد هي مهمة الشيوعيين في كل زمان ومكان و إن أعادة بناء هذا الإنسان من بين ركام الواقع السابق هي مهمة أنبل وأدق من تلك التي يطبل لها الكثير من أزلام القيادة الحالية ( المشاركة في العملية السياسية والاستمرار في سياسة التحالفات المخزية التي لم تظهر يوما الحزب الشيوعي إلا بصفة التابع الذليل ) .
إن هذه الأسباب مجتمعة هي التي تقود إلى ضرورة رفع مثل هذه الفقرة المشينة من النظام الداخلي الخاص بأي حزب يتخذ من نافذة العمل العلني ساحة لنشاطه ..وفي حالة كهذه فأنه سيعطي انطباعا على عدم قدرة التنظيم الشيوعي المعني على الخلق وبناء الإنسان الجديد ... وبكلمة أخرى فأنها تتنافى كليا مع مبادئ الديمقراطية والتجديد .
لقد عمل رفاق كثيرون من الجامدين عقائديا على عدم قبول طلبات انتماء الكثير من العناصر التي كانت مرتبطة بهذه الصيغة أو تلك بحزب البعث في الأيام الأولى للتغييرالدراماتيكي لنظام الحكم مما تسبب في حرمان الحزب الشيوعي من جذب هذه العناصر للكثير من أفراد عوائلها في حين قام الكثير من الأحزاب الإسلامية ( السنية والشيعية ) باحتواء هؤلاء وبأعداد كبيرة ... أنعكس تأثيرها الايجابي " رغم السلبيات التي قد يدعي البعض وجودها " في صناديق الاقتراع أثناء الانتخابات ...عندما صوتت قطاعات واسعة من هؤلاء لصالح الطرفين وحسب انتماءاتها المذهبية ... بينما ظلت الأحزاب ( الوطنية والتقدمية ) تلحس الحيطان بألسنتها و تصر بأسنانها على تلك الألسنة وهي لم تتمكن من تجاوز حاجز الـ 150 ألف صوت ....
لقد كنا نأمل أن تنتبه هذه القيادة وتطلق في مجال التجديد والديمقراطية التي نادت بها .. مشروعا واعدا لبناء حزب شيوعي جماهيري عبر الاعتراف بثقل ودور تنظيمات الداخل وتضع نسب تمثيل معقولة لاختيار مندوبي المؤتمر ...حتى نتمكن من القول أنها أوفت وأبرت بما رفعت من شعارات ...لكنها برهنت بكل ما اختطته من سلوكيات على أنها أسوأ ما مر من قيادات عرفها الحزب منذ تأسيسه قبل 73 عاما .
قيادة انتهازية متخبطة قائمة بوضعها الحالي والسابق على مبدأ التهميش والإقصاء لكل من يخالفها الرأي .. وكل من يطالبها بتطبيق ما نادت به عبر مؤتمراتها السابقة ..استمرت في نهج سلفها الطيب القلب " عزيز محمد " في مبدأ التحالفات المشينة كما أسلفنا .. وعندما تتعثر مشاريعها تتهرب من المسؤولية لتلقي بها على عاتق المنظمات ورفاق القاعدة .. ولم تتجرأ يوما على تقديم نقد ذاتي وكشف حساب آني لأخطاء المسيرة , ولا تتقدم إلا بذلك النموذج السيئ كل عقد من السنين والمسمى " مساهمة في تقييم سياسة حزبنا للفترة من.....إلى....., " وذلك بعد أن ينطبق المثل الشعبي وتكون " الفأس قد طاحت بالرأس " 31 / 5 / 2007
#عامر_الدلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألق دائم في الثلاثين من حزيران من كل عام ...!!
-
كيف يدخل الناس التاريخ من أوسع أبوابه ؟ ...............( 2 )
-
كيف يدخل الإنسان التاريخ من أوسع ابوابه ؟
-
مرحلة تستحق الحمد وأخرى ملعونة منذ ولادتها !!!
-
العام السابع والسبعين من القرن الأول للتاريخ ..!
-
يوم الرحيل .. يا مبارك ..
-
رسالة مفتوحة إلى الإمام موسى الكاظم ( ع )
-
قاتل القتلة .... الخالد عبر محطات الزمن
-
بؤس الأماني ... في دولة اللادولة ....!!!!!
-
في شمعة الحوار المتمدن السابعة لتمض مسيرة النور ..... ولتنقش
...
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
محاضرة عن الحزب الماركسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|