|
الحوار المتمدن : فضاء مشع يدافع عن الحق والحقيقة
سليم يونس الزريعي
الحوار المتمدن-العدد: 1042 - 2004 / 12 / 9 - 05:32
المحور:
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا
ما كان للصحافة الإلكترونية أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن لولا ثورة المعلوماتية ، وهذا التطور الهائل الذي جعل من تدفق المعلومات كما وكيفا يكاد يتجاوز حدود المتخيل ، بمقاييس بضعة عقود إلى الوراء إن لم يكن بضع سنوات .
وإذا كانت الصحافة الإلكترونية تشكل أحد العلامات المعرفية الهامة مع مطلع القرن الحادي والعشرين ، فإنها ما كانت لتكون لولا التطور الهائل في أجهزة الحواسب الآلية " الكمبيوتر " والتي باتت تشكل جزءا أساسيا من مكونات حياة الإنسان في هذا العصر لا يمكن تصوره بدونه ، لتشكل مع شبكة المعلومات الدولية التي تتدفق المعلومات من خلالها في كل الاتجاهات فتحا علميا ومعرفيا غير مسبوق .
وبشكل عام كانت الصحافة الورقية والمطبوعة هي المستفيد الأكبر من هذا التدفق الهائل في المعلومات ، غير أن الصحافة الورقية المحكومة بشرط الجغرافيا السياسية ، بقيت في المظهر العام صحافة البلد الواحد أو في أحسن الأحوال صحافة المنطقة الجغرافية الواحدة ، والتي يتراجع فيها دور الرقيب السلطوي الذي لا يُسمح فيها لأي مطبوعة بالدخول إلى إقليم الدولة دون أن تخضع للرقابة .
ولذلك جاءت الصحافة الإلكترونية لتجعل من أطروحة الجغرافيا والحدود السياسية شيئا من الماضي ، فلم يعد بمكنة الرقيب السلطوي أن يحجر على الفكرة تحت أي ذريعة كانت ، لأن الصحافة الإلكترونية قد تجاوزته ، وأصبحت العلاقة مباشرة بينها وبين القارئ ، بإلغاء عاملي الزمن والجغرافيا ، ليفتح المجال أمام تدفق حر للأفكار والآراء لأي متلق في أي مكان من العالم .
وهو ما فتح المجال لهذا الكم النوعي الهائل من وجهات النظر والأفكار والآراء للتواجد في مكان واحد ، في مشهد فكري إبداعي ، لم يكن ليخطر على بال أحد حدوثه ، بل وأتيحت للقارئ مكنة النقاش والحوار والتواصل الحي مع صاحب الفكرة مباشرة .
وبقدر ما مكنت الصحافة الإلكترونية القارئ من أن ينفتح على عوالم جديدة ومتنوعة ثرية ، فهي بالقدر نفسه فتحت الباب أمام عدد كبير من الكتاب والمبدعين من عرض أفكارهم في هذه الفضاءات المتنوعة ، وبشكل أتاح غزارة في الإنتاج ، بعيدا عن شروط ومحددات الصحافة الورقية الاقتصادية والاستيعابية ناهيك عن رقابة رئيس التحرير والرقابة الذاتية التي يجب أن تضع شروط التوزيع على رأس أولياتها ، إضافة إلى قصرها على عدد محدد من أصحاب الحظ السعيد من الكتاب .
وهي في الوقت ذاته ساهمت في تقديم عدد كبير من الكتاب والمبدعين إلى القارئ في أي مكان يتواجد فيه ، ما كان من الممكن أن يعرفهم القارئ لو بقي الأمر ضمن حدود الصحافة الورقية ، وبما أتاح للكاتب التعبير عن آرائه وأفكاره بحرية دون خشيه إلا من ضميره المهني . ومن العلامات البارزة والمميزة والرائدة في مجال الصحافة الإلكترونية ، تأتي الحوار المتمدن ، كمنبر ديمقراطي تقدمي إنساني فتح المجال للفكر التقدمي ذو الآفاق الإنسانية والتقدمية أن يأخذ طريقه إلى القارئ ، وبما يعيد للفكر الاشتراكي حضوره في الواقع ، بعد كل تلك الخيبات التي لفت العالم في عقد التسعينات من القرن الماضي ، بحيث بات ذلك الفكر مرمى لسهام حملة مباخر النظام العالمي الجديد ، لتصبح الحوار المتمدن قلعة للدفاع عن قضايا الحرية وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية والمرأة والأقليات ، وحقه في الحياة في بلد حر وديمقراطي .
بحيث فتحت الحوار المتمدن الباب واسعا أمام مئات الكتاب والمبدعين من أجل تقديم ثقافة ديمقراطية وحرة من أجل خلق وعي غير مشوه بحالات الاستلاب والثقافة الاستهلاكية التي تضخ إلى منطقتنا عبر الكلمة والصورة والخبر والسلعة من خلال آلات المجمعات الصناعية العسكرية في مراكز الدول الرأسمالية الرئيسية والفرعية ، وحتى أبواقها في الأطراف .
وتكاد الحوار المتمدن إن لم تكن رائدة فهي متميزة في المبادرة إلي تبني قضايا تتعلق بالمرأة ، والأقليات وقضايا القوى اليسارية التقدمية والحريات وحقوق الإنسان ، عبر تخصيص ملفات " محاور" تعالج بعض تلك القضايا الساخنة ، من خلال قراءات جادة لتلك الموضوعات يقدمها كتاب وباحثين بمستوى مهني وفكري مميز.
ومع أن الحوار المتمدن تحتضن هذه النخبة المميزة من مفكري ومبدعي وكتاب الوطن العربي على اتساعهم فإنها كانت رائدة في تخصيص مواقع فرعية للكتاب والمبدعين المشاركين عبر مواقع فرعية خاصة بهم ، وهو ما يجعل التواصل مستمرا مع الكاتب ، لا ينتهي بغياب النص المكتوب من الصفحة الرئيسية ،بل تكاد أن تكون القراءة والإطلاع دائما ومستمرا .
ولأن الحوار المتمدن تحمل هويتها ورسالتها في اسمها فقد استطاعت أن تحظى بهذا الكم الهائل من الزوار الذين يبحثون وسط هذا الزيف الذي يجري بثه وترويجه عن قيم الحق والعدل والحرية والمساواة في عالم تحاول المراكز الإمبريالية وأطرافها غير الحرة أن تأخذه رهينة ، ولاعجب بعدئذ أن تحاول بعض تلك الأطراف ( السعودية ) محاصرة الفكرة التقدمية التي تبشر بها الحوار المتمدن التي تجتهد من أجل إيقاد شمعة في مواجهة الدعوة لمغادرة حاضرنا بكل التجربة الإنسانية التي تراكمت على مدى عشرات القرون والعودة بنا إلى القرون الأولى لنعيش ذلك الزمن كما عاشه أهله .
وبعد فلتتوحد كل العقول والسواعد بالفعل والقول والمساهمة الجادة من أجل أن يبقى هذا الفضاء مشعا يدافع عن الحق والحقيقة والديمقراطية وحرية وكرامة الإنسان كل إنسان في مواجهة هذا التغول الذي تمثله إدارة بوش الابن الأكثر يمينية ومعاداة لقضايا للشعوب .
#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حماس : خطوتان للوراء ، أم انحناءة للعاصفة ؟
-
الانتخابات : بين التمثيل النسبي والأغلبية المطلقة
-
مروان البرغوثي : قرار الربع ساعة الأخير
-
الانتخابات : عباس والبرغوثي وما بينهما
-
ديمقراطية فتح : الهرم مقلوبا
-
انتخابات رئاسة السلطة : ودعوى الطهارة السياسية
-
الثابت والمتغير بعد عرفات
-
فتح : الصراع المكتوم إلى متى ؟
-
حذار ...حذار من الفتنة
-
عاش الإصلاح ... يسقط الفساد
-
عندما يكذب الرئيس ...!!
-
أمريكا ـ الكيان الصهيوني : حدود التماهي
-
الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد
-
الإرهاب : أشكال مختلف ومسمى واحد
-
عمليات الاختطاف في العراق : استعداء مجاني لشعوب العالم
-
الإدارة الأمريكية: والتباكي على الدستور اللبناني
-
شعث من لقاء شالوم إلى خيمة الاعتصام : اللى استحوا ....!!!!
-
القدس تصلي وحدها
-
حمى السوبر ستار وتغييب الوعي
-
حق العودة والتعويض : في ميزان القانون الدولي
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
|