أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بلغيت حميد - بن لادن مات أم قتل؟















المزيد.....

بن لادن مات أم قتل؟


بلغيت حميد

الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 23:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



بن لادن قتل، من قال لك هذا؟ بن لادن مات ... بن لادن الشهيد الأول، إنه ليس كذلك، بن لادن الإرهابي الأول، و بين الرد والرد المضاد عاجلهم ثالث فقال بن لادن لم يمت و لم يقتل، لم يكن عميلا و لن يكون شهيدا، بن لادن لم يوجد أصلا إنه فكرة و أسطورة و ليس حقيقة مادية واقعية؟؟؟ !!!
لم يكن هذا الحديث، حديث العامة فقط بل تردد بين الخاصة على الفضائيات و على صفحات الجرائد و المجلات، و تضاربت الآراء حتى وصلت مستوى وضع الولايات المتحدة الأمريكية كأعتى الإمبراطوريات في كفة و أصغر و أضعف كائن مجهري و هو السرطان في كفة أخرى. و صارت بذلك الجماهير و النخب في حيرة من أمرها، فإلى أي منهم سينتصرون؟
بالرغم من هذا الأخذ و الرد، فإن قريحة مثقفينا و سياسيينا لم تجد عليهم لمعرفة الفاعل الحقيقي و المباشر. و أمام هذا التخبط، قلت بأن الشعوب العربية هي من وضعت حد النهاية لابن لادن، لم يستسيغوا الفكرة !!! فقالوا إن الشعوب شريفة و لا تسفك الدماء !!! عاجلتهم قائلا، إنه الدفاع عن النفس، و لا يدافع عن شرفه إلا ديوتا، لأن الرسول قال الديوت في النار، بن لادن حاول قتلهم و قاتلوه فقتل. لكن كيف ذلك؟ إن زعمك يحتاج إلى بيان و ربما سيعوزه البرهان !!!
أمام تغير طبيعة النظام الدولي بعد انهيار جدار برلين و وصول الموجة الثالثة من الديمقراطية –حسب تعبير صامويل هينتينغتون- إلى بلدان أوروبا الشرقية، و بالتالي اختفاء الصراع الإيديولوجي من الساحة الدولية، و أضحت بذلك الأنظمة السياسية التي ارتبطت عضويا و وظيفيا بهذا الصراع في كف عفريت. لكن كيف هدد تغير النظام الدولي هذا، الأنظمة السياسية العربية بالزوال؟ و كيف أمد بن لادن و قاعدته عمر الأنظمة التسلطية بالعالم العربي إلى حين؟

- الأنظمة السياسية العربية و سؤال الشرعية
تمكنت الأنظمة السياسية العربية من الاستمرار في مرحلة الصراع بين منظومة الشرق و الغرب، و ذلك عبر الاستناد على الخارج كأساس للشرعية، و بالتالي ضمان الاستقرار السياسي و الاعتراف بشرعية هذه الأنظمة، كمقابل لإنجاز مهام محددة تتمثل أساسا في التنازل عن الشروع في بناء أي مشروع حضاري نهضوي للشعوب العربية أو تعطيله و إجهاضه إن تم، و لعب دور كلب الحراسة لمصالح العملاقين بالمنطقة العربية، ولم يقتصر هذا الأمر على حدود إقليمها الترابي، بل امتد إلى دول الجوار و الفضاء الإقليمي و القاري لهذه البلدان، و ذلك بذريعة المشاركة في القوات الأممية لحفظ السلم تارة، أو بموجب دعم حركات التحرر الوطني في كل من إفريقيا و آسيا تارة أخرى. و أمام كل هذا تم تبرير الاستبداد و التسلط بمسوغ تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة العدو الخارجي الشيء الذي يسمى في أدبيات العلاقات الدولية بنظرية "التمويه" أو نظرية "المهرب الخارجي".
بعد الوصول إلى الدرجة الصفر من الصراع الأيديولوجي بين المعسكرين، صارت هذه الأنظمة معطلة و بلا مهمة، و لضرورة وجودية أرغمت على العودة إلى الشعوب كمصدر رئيس للشرعية.
لكن منحها – أي الشرعية- يقتضي هو كذلك مقابل، و استطاعت الشعوب أن تجمله في كلمة واحدة و هي الديمقراطية. و كما نعلم أن قبول الأنظمة الدكتاتورية بالإصلاح هو في ذات الوقت إيذان بانهيارها، حيث أن الاستبداد إما أن يكون مطلقا أو لا يكون.
و في خضم الشد و الجذب هذا، تصاعدت أصوات ذات عمق شعبي تطالب بتحسين الوضع الاجتماعي و منح حريات أوسع و حقوق أكثر، و أمام فقدان هذه الأنظمة لدعم القوى العظمى، صارت في قبضة الشعوب فإما أن تمنحها الفرصة الأخيرة و تقيهم شر لقب الرئيس المعزول و الملك المخلوع، أو أن تعصف بهم إلى أدرك الطبقات و ساءت مستقرا و مقاما. لكن ما الذي أجل الحسم هذا عقدا من الزمن؟

- التطرف و الاستبداد خصمين أم حليفين؟
أمام احتدام صراع خفي بين الشعوب و الفراعنة الجدد، و تردد الشعوب بين منح الشرعية أو سحبها، ظهر على الساحة الدولية صراع جديد صنفه منظري العلاقات الدولية ضمن ما يسمى بالتهديدات الرخوة أو اللامتماثلة الأمن و السلم الدوليين، الأمر الذي برز بوضوح عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
و هكذا استطاع بن لادن أن يقدم لهذه الأنظمة التقليدية القديمة و المتقادمة جرعات أخرى لإطالة أمدها إلى حين. و إزاء تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام التي تكشف عن حجم الإنفاق العسكري و الإستخباراتي للبلدان العربية، و تتم هذه الصفقات على حساب التقدم الاقتصادي و الاجتماعي لهذه البلدان، أصبحت الآن تعقد علنا بمبرر محاربة الإرهاب، و كذلك يتم التذرع بمكافحة القاعدة من أجل تفويت قوانين زجرية تنتفي فيها أبسط شروط و ضمانات المحاكمة العادلة و يتم فيها الدس على أشد الحقوق تأصلا في الذات الإنسانية، التي أكدت المواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان على ألا تكون موضوع أي تقييد مهما كانت الأسباب و المبررات.
و قد سقطت القاعدة في خدمت المشاريع التسلطية للأنظمة العربية عبر تسويغ هذه الأنظمة لفكرة الاستبداد أحسن حالا من الإرهاب و التطرف، و أن هذه الأنظمة التسلطية على علاتها، فقد ضمنت الاستقرار للمجتمعات العربية، في حين أن التطرف لن يقوى إلا على خلق مجتمع الفوضى و عدم الاستقرار بدعوى أن الفتنة أشد من القتل وحاكم ظالم خير من فتنة سائبة. مما يعني أن القاعدة لم تناصر القضايا العربية و الإسلامية في شيء، و لم تعرب أبدا عن الشخصية العربية الممانعة، بل تحالفت موضوعيا مع الاستبداد، و أضحت محاربة الإرهاب سبيلا لاستجداء الشرعية من قبل العام سام، تحت شعار من حارب و قاتل القاعدة أكثر حصل على ترياق السقوط أكثر، و ذلك على شاكلة بائعي الخوردة من صاح أكثر باع أكثر.
و أمام انكشاف المسرحية الهزلية و المحبوكة بشكل ضمني بين ثلاثي استبداد الأنظمة العربية و إرهاب تنظيم القاعدة و مصاصي البترول بالبيت الأبيض، استنجدت الشعوب العربية بالشارع مطالبة عبر آليات حداثية بسقوط بن علي، مبارك، علي صالح، القدفي، الأسد... - والحبل على الجرار- فمنهم من لقي نحبه و منهم من ينتظر.
و لهذا فإن سقوط بن لادن لم يكن بإمرة من أمريكا و لا برغبة من ورم السرطان الخبيث، و لكن بقضاء و قدر الشعوب العربية، حيث فقدت فزاعة بن لادن مبررات و أساس و جودها، ولهذا يقول الفقهاء إذا غابة العلة رفع الحكم. و كذلك الشأن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية حيث تبين أن الاستمرار في قصاصة محاربة الإرهاب قد تؤدي إلى نتائج عكسية على الاقتصاد الأمريكي و على مستوى رفاهية الفرد الأمريكي، خصوصا أمام مثول المستنقعين الأفغاني و العراقي كموقعين مستنزفين بشكل تدريجي للخزانة الأمريكية.
و بالتالي فإن بن لادن سواء كان كائن أم خرافة، بطل أم خائن، مات أم قتل، إرهابي أم شهيد.. فإن الشعوب العربية هي من صلت عليه صلاة الجنازة.

باحث في العلاقات الدولية
[email protected]
[email protected]



#بلغيت_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور التعليم في التغيير الاجتماعي
- مداخل الإعلان عن الدولة الفلسطينية
- ثورات العالم العربي بين الشرعية الثورية والشرعية الدستورية
- محددات السلوك الصراعي لدول منطقة الساحل و الصحراء
- لنقوم أسلوب الحركة


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بلغيت حميد - بن لادن مات أم قتل؟