أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا - صائب خليل - نحن وحوارنا المتمدن















المزيد.....

نحن وحوارنا المتمدن


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1042 - 2004 / 12 / 9 - 05:29
المحور: ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا
    


في الماضي... عندما كنت اريد ان ازيد معرفتي بالحرب العالمية الثانية مثلا, اذهب الى السوق واشتري اي كتاب انيق عن الحرب العالمية الثانية. الان تعلمت ان تلك كانت مغامرة غير مدروسة. فقد تشتري كتابا يخبرك ان قنبلتي هيروشيما وناكازاكي كانتا انسانيتين, لانهما قصرتا زمن الحرب, وبالتالي قللتا الخسائر البشرية!

ما اريد قوله, هو ان استيلاء القطاع الخاص, فيما استولى عليه, على الاعلام والثقافة جرى في الفترة الاخيرة خاصة بتسارع مرعب. وان الوقاحة التي يبث ما يناسبه من كذب ثم قدرته على تغطيته, بلغت حدا مخيفا.

برلوسكوني مثلا يملك سيطرة هائلة على الاعلام الايطالي تقدر ب 90%, فهو صاحب القنوات التلفزيونية الرئيسة الثلاثة غير الحكومية, واهم شركة اعلانات اضافة الى اكبر دار نشر في ايطاليا, وعدد من الصحف القطرية والمحلية والعديد من المجلات. يساندها استثمارات خارج الاعلام مثل اهم فريق كرة قدم في ايطاليا (اي سي ميلان) اضافة الى شركات تأمين وبنوك واتصالات, وغيرها كثير.

ومثل برلوسكوني, يحتكر مردوخ, المؤيد المتحمس لبوش, جزءا عظيما من الاعلام في بريطانيا وخارجه بامتلاكه شركة فوكس وقائمة طويلة لا اريد ازعاجكم بها من ضمنها ناشنال جيوغرافيك, واهم المجلات والصحف التي يحتوي اسمها كلمة (Times ).
ان هذا الاحتكار, يشبه الى حد بعيد في نتائجه القوانين اللاديمقراطية في الدول الدكتاتورية, حتى وان لم يكن هناك قوانين دكتاتورية في ايطاليا وبريطانيا.

في هذا الوضع المخيف لكل من له عقل, تأتي الصحافة الالكترونية كمنفذ للكلمة التي لايريد المال لها ان تكون. منفذ من الحصار المتزايد الضيق حين تتحد شركات اعلام عملاقة في شركات اكثر هولا, واقل عددا ومنافسة, واسهل رقابة. لاشك ان الصحافة الالكترونية اغاضت سجاني الكلمة المختلفة حتى اضظروا الى التخلي احيانا عن مبدأ حرية الرأي الذي افتخروا به, الى حد ما بوجه حق, لزمن طويل. فهاهي الحكومة الامريكية تصادر حاسبات شركة انديميديا, وليس في اميركا بل في بريطانيا. لكن الصحافة الالكترونية سريعة الحركة, سهلة الانعاش:
http://www.indymedia.nl/nl/2002/02/2244.shtml

كما تتعرض الكثير من المواقع, ومنها مواقع عربية الى هجمات الكترونية (وعلى حد علمي فأن "الحوار المتمدن" تعرض لمثل تلك المحاولات) او اغلاق الانترنيت بوجهها لكي لا تتمكن من دخول بلدان معينة مثلما فعلت السعودية مع الحوار المتمدن فعلا.

تجربتي في الحوار المتمدن لاتزيد عن نصف سنة الا قليلا, لكنها تجربة غنية مليئة, عقدت فيها صداقات, وربما كسبت عداوات ايضا, لكنها كانت بلا شك عظيمة الفائدة لي كقاريء وككاتب.

في الغالب, اذا قرأت مقالة نافعة, ارسل سطرا لكاتبها اشكره على ما قدمه لي. فأنا اعلم كم هي مؤثرة ومهمة تلك الحركة الصغيرة لاخراج الكاتب من العزلة الشديدة التي يحس بها نتيجة كسل القراء وبخلهم بأقل من نصف دقيقة من وقتهم. لكن ذلك ليس مقصورا عى كلمات الامتنان, فقد كتبت ملاحظاتي عندما كنت اشعر ان الكاتب وجد فكرة ممتازة تشوبها نقاط بسيطة. مقابل تلك المبادرات البسيطة حصلت دائما, وفورا على ردود اجمل واحيانا بعض الصداقات. لذلك اقول: دعونا لانبخل على الصحفي بتقييم مقالته والكتابة له ولوسطرا واحدا لتبيان رأينا حتى لو كان سلبا.

لا اذكر بالطبع العدد الكبير من المقالات التي اعجبتني, ولا كل كتابها. لكن البعض منهم بقي في ذاكرتي لامعا. ربما لايكون هذا البعض هو الافضل تماما, لكني وجدته متميزا
اعجبتني المقالات ثقيلة الوزن والفائدة للدكتور كمال سيد قادر, بتحليله العلمي وجهده الكبير, وتواضعه وجرأته. كذلك اذكر مقالات صبحي حديدي المتكاملة, وشعرا انسانيا جميلا ل بدر الدين شنن, والافكار الطريفة ل وجيهة الحويدر. كما لاانسى كتابات طائر الشمال محمد عبد المجيد, المليئة بالغضب الانساني والاحتقار الساخر من كل من لايحترم الانسان وحريته.

لكن ليس كل ما يكتب ممتازا. ومن هذا اذكر مقالة يقول صاحبها لاعدائه "وين راح تروحون؟ يجيكم بوش يجيكم. اذا مو اليوم باجر", او شيء من هذا القبيل. قرأت كذلك من الشعر ما يذكرني بقول نيتشة: "انهم يعكرون مياههم ليوهموا الاخرين انها عميقة الغور!". لكن هذا لم يقتصر على الشعر, بل يشمل بعض كتاب المقالات السياسية ايضا. اذكر كذلك اني قرأت قبل ايام مقالة لناقد شعر, يصف فيها احدى شاعرات الحوار المتمدن بمرح بانها:" شاعرة مثقفة كقطرة مطر!" 

اود هنا ان احيي بشكل خاص المترجمين, لانهم يقدمون جهدا لايعود عليهم بما يستحقون من اعجاب, لاتدفعهم الا الحمية الصادقة لايصال مقالة ممتازة الى قراء العربية.

قبل فترة, كنت احرر موقعا صحفيا يركز على اخبار هولندا. وفيه كتبت مرة احث قرائي على حفظ الارقام والاسماء والاقتباسات المحددة, لانها الطريقة السليمة للحجة والاقناع. فقوة اقناع جملة مثل "طرد اليهود الفلسطينيين من وطنهم" اقل بكثير من "طرد اليهود عام 1948, 700 الف فلسطيني, بينهم 50 الف مسيحي من ديارهم". ثم جعلت في المجلة بابا ثابتا اسمه "الرقم الازرق, ينفع يوم جدال اسود", وكنت الون الارقام في ذلك الباب باللون الازرق. لذلك فانني اتمنى ان تزداد المقالات التي تستخدم الرقم والتأريخ والاسم والاقتباس, حجة اساسية لاثبات وجهة نظرها. انها تدل ايضا على احترام الكاتب للقاريء.

لا تقتصر عظمة الصحافة الالكترونية على قلة كلفتها وتوفرها للجميع, وكونها منفذا للرأي الفقير الى المال, بل تتميز عن الصحافة الاعتيادية بميزة هامة جدا, وهي سهولة وسرعة البحث والخزن. فكل ما عليك ان تفعله, ان تذهب الى كوكل, وتكتب الكلمة التي تريد معلومات عنها, لتقدم لك تلك المعلومات. كما ان المقالة المكتوبة الكترونيا تتميز بامكانية التوصيل السهل الى مقالات اخرى مشابهة او متعلقة.
كذلك هناك مواقع تقدم خدمات عظيمة للصحفي والباحث مجانا. انظر مثلا المعلومات المبوبة عن تأريخ القضية العراقية في هذا الموقع:
http://www.guardian.co.uk/Iraq/page/0,12438,793802,00.html

لانحتاج للذهاب بعيدا لنقيم الفائدة العظيمة للمواقع الصحفية, وتكنولوجيتها المتقدمة, ف "الحوار المتمدن" يقدم لنا تلك الخدمات الرائعة مجانا. انظروا مثلا كم هو عدد كتاب موقع الحوار المتمدن! وكيف يمكن تنظيم كل هذا العدد, فتستطيع ان تطلب كل مقالات الكاتب, وتستطيع بضربة واحدة ان ترسل اليه ايميلا تخبره برأيك, كما تستطيع بضربة واحدة ان تقيم مقالته, ويستطيع هو ان يقرأ كم زار موقعه من قراء, وما كان رأيهم بمقالته. وتلك خدمة رائعة, لولاها لبقي الكاتب في ضلام تام لايدري حتى ان كان احدا قد استفاد من جهده.

تعالوا نشارك رزكار التفكير بكل ما يمكن ان يطور حوارنا ويزيده فعالية وتمدنا. وهنا اود تقديم مقترحين:
استعمال مقياسين للتقييم لكل مقالة بدلا من الواحد الموجود حاليا. والسبب هو انه يبدو لي ان القراء لا يقيمون المقالة لنفسها, بما تحتوي من منطق وحجج وجهد وارقام ومصادر, بل غالبا ما يعبر تقييمهم لها عن مدى تأييدهم للرأي الذي جاء فيها. ان توفير خطين للتقييم, الاول يمثل مدى تأييد القاريء لراي الكاتب, والثاني يمثل تقييم المقالة موضوعيا, يذكر القاريء بالفرق, ويحثه على الموضوعية.
الاقتراح الثاني اضافة امكانية ان يسجل القراء اسماءهم لدى الموقع, ليحصلوا على ايميل ينبههم كلما نشر لذلك الكاتب مقال جديد.

المسألة طبعا مرتبطة بمدى صعوبة تطبيق الفكرتين, وكم من الوقت الاضافي تتطلبان.
الراكب بلا بطاقة
اخيرا اود ان انبه الى المرض الخطير الذي يهدد الصحافة الالكترونية التطوعية, والمسمى في علم الاجتماع "الراكب بلا بطاقة". واساس الفكرة هو التناقض الموروث بين المصلحة الاجتماعية والفردية, واثره التخريبي في المجتمع. واسم هذه المشكلة مشتق من حقيقة ان راكب الباص او القطار يرى ان من مصلحته ان يركب دون ان يشتري بطاقة. لكن اذا كثر امثال هذا الشخص وزادوا عن حد معين, فان شركة النقل, او الحكومة, ستكون مهددة بالخسارة وستظطر لاغلاق وسيلة النقل تلك. عندها سيتظرر الجميع بضمنهم "الراكب بلا بطاقة".
هكذا تعاني مواقع الصحافة الالكترونية. فكل قراؤها يستفيدون منها, لكن غالبيتهم الساحقة تتهرب من حصتها في ادامة الموقع.
ليست هذه مشكلة الحوار المتمدن او مشكلة مواقع عربية فقط, بل هي عامة
انظروا الى هذا الموقع الهام الذي يستنجد, وربما يكون الوقت قد فات لانقاذه عندما ستنشر هذه المقالة, وانظروا كم هي رائعة وحضارية, الخدمة التي يقدمها
http://www.cooperativeresearch.org/project.jsp?project=911_project
http://www.cooperativeresearch.org/
لذا اتمنى واحث الجميع على المساهمة ولو بشيء بسيط في دعم "الحوار المتمدن" واي موقع يستفيدون منه, ولتكن مساهمتهم عيدية في عيد ميلاد الحوار المتمدن الثالث, وكل عام, وحوارنا صامدا, واكثر تطورا وتمدنا, وجميع القائمين به وقراؤه وكتابه بخير, وبوركت جهود الجميع !!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس كلاسيكي في التظليل الاعلامي
- رسالة الى ضفتي بلادي الثانية :هولندا
- صفحة من تأريخ الديمقراطية الهولندية وتساؤلات مقلقة حولها
- صور صغيرة لمشكلة كبيرة كبيرة
- لماذا لم احتضن كل الحق؟
- جوائز مظللة في هولندا والدنمارك
- داغستان في ذاكرتي : بمناسبة ذكرى وفاة رسول حمزتوف
- المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-
- سباق لتبرئة الذات: مرة ثانية حول مقتل فان خوخ
- ولنا نحن العلمانيون تعصبنا ونفاقنا...
- ايضاح حول مقتل ثيو فان خوخ - تعقيب على موضوعي بيان صالح و نا ...
- السعودية الجديدة
- 1%
- مثال, بطل الابطال
- كيف اقتنعتم؟
- نقاط ساخنة في الحوار العربي الكردي في العراق
- هل تدافع الجالية المسلمة في هولندا عن نفسها بشكل حضاري؟
- الاخوة الاعداء: جو مريض وعسر في الحوار بين العرب والاكراد
- وان ابتليتم بالمعاصي فاستتروا
- -ارض السواد-: خليط من فن الكتابة ونفاق التوقيت


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا - صائب خليل - نحن وحوارنا المتمدن