أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا - هشام محمد الحرك - الصحافة الإلكترونية وتحطيم علاقات إنتاج النشر















المزيد.....

الصحافة الإلكترونية وتحطيم علاقات إنتاج النشر


هشام محمد الحرك

الحوار المتمدن-العدد: 1042 - 2004 / 12 / 9 - 05:25
المحور: ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا
    


الصحافة الإلكترونية وتحطيم علاقات إنتاج النشر - سودانايل نموذجا
(تبدو لي صحافتنا وكأنها تصحو على عجل دون أن تكلف نفسها عناء التجمل وكأنها قد نسيت أنها أنثى)
الزهاوى إبراهيم مالك
.. وزير الإعلام السوداني
من أكبر معوقات حركة النشر عموما والصحفي على وجه الخصوص في الدول ذات الاقتصادات المتخلفة و السودان من بينها هي القاعدة الاقتصادية التي ترتكز عليها . وبرغم أن مالكي الصحف مضطرين للانطلاق من معايير رأسمالية بحتة في عملية إنتاج وتوزيع صحفهم تبعا للنمط الاقتصادي السائد ، إلا أن الواقع الاقتصادي المتخلف لا يسعف مساعي حركة نشرهم بجعلها تتخطى التشوهات في البنية الاقتصادية الكلية .. وذلك لأن السوق منعدم الكفاءة ولم يزل غير قادر على مد يده الخفية بتعبير آدم اسمث لتنظيم حركته من حيث المنافسة ومن ثم التحكم في ميكانزماته الداخلية عرضا وطلبا .. نسبة لان الدولة لم تزل تتدخل – من خلال أدواتها القهرية – في التحكم في المادة المطروحة في الصحافة من حيث المحتوى من جهة ، ومن جهة أخرى تظل عاجزة وغير قادرة وفى أكثر الأحيان غير راغبة في مد يد العون بتوفير مدخلات الإنتاج الأولية لدفع وتطوير عملية النشر . بل تفرض الضرائب عليها مما ينعكس سلبا على عملية إنتاج المعرفة بتضاعف النفقات الشيء الذي سينعكس سلبا على مردودها الكلى في رسالة الصحيفة شكلا ومضمونا . ويترتب على هذا الوضع سعى الصحف لأن توفق أوضاعها في ظل هذه التشوهات حفاظا على وجودها مع الاحتفاظ بهامش ربحي ضئيل ، يكاد لا يقوى على تسيير أي مؤسسة إعلامية تطمح لأن تكون رقما في عالم الصحافة المتعولم في خضم المحيط المعلوماتى الذي أفرزته التطورات التكنولوجية ، وما أضحت توفره ثورة المعلومات من وفرة هائلة في المعلومات وعبر مختلف الوسائط ، أصبحت تلاحق الإنسان أكثر مما يلاحقها .كما أن من بين أهم معوقات عملية النشر في ظل الأوضاع الرأسمالية الشائهة عدم توزع الفرص بشكل مناسب بين الصحف فيما يخص الدعاية و الإعلان ، و هذه المسألة ترتبط ارتباطا وثيقا بالنظام الكلى ليس بشكل الاقتصاد هذه المرة فحسب ، و إنما بتمركز النفوذ المالي وارتباطه بالدوائر السياسية الحاكمة ، و التي تتحكم في حركة السوق وتعطل آلياته في أن يكون سوقا رأسماليا حرا بالمعنى العلمي للكلمة … فالولاء السياسي لصاحب الصحيفة أو سياسة الصحيفة إن لم تكن موالية لتوجهات النظام ، أو إن لم تسكت على الكثير من الممارسات السالبة لن تجد حظها من الإعلانات التي في مثل سوق كسوق الصحافة السودانية غالبا ما تشكل عاملا حاسما في بقاء و استمرارية الصحيفة، ولتأكيد مدى ضعف السوق يضرب الأستاذ عبد الله دفع الله- صاحب شركة توزيع – مثلا بمدينة مدني – إحدى المدن المعروفة بالاستنارة في السودان – مؤكدا أن الصحف التي تذهب للمدينة لا تزيد عن سبعة ألف نسخة تبلغ تكلفة ترحيلها مليون جنيه بينما لا تتعدى فوائدها خمسمائة ألف جنيه (صحيفة الصحافة العدد 3958 بتاريخ 5 يونيو 2004)
ولكي تتخطى الصحف السيارة هذه الأوضاع المزرية تعمد لخلق علاقات إنتاج معرفي من منظور رأسمالي حتى توسع دائرة القراء من خلال عملية استكتاب بعض الأقلام المعروفة و الترويج لها قبل يومين أو أكثر من صدور المادة التي تكتبها هذه الأقلام .. ورغم أن هذه العملية تصب في خانة الدعاية الحميدة ، إلا أنها لا تخرج في نهاية المطاف من التعامل بمنطق السوق ، وخطورة هذا المنطق تتجلى في خنق العملية المعرفية في نقطة ما ، وجعلها حكرا وحصرا على بعض الأسماء المعروفة حتى وان كان ما تنتجه غث ولا يرقى لدرجة النشر. هذا إضافة إلي إيجاد شكل الكتابة الراتبة ( اليومية) لاسيما الأعمدة والتي تصير بحق مع طول الزمن رتيبة ، والسبب في ذلك يرجع لخضوع هذا الشكل من الكتابة لعلاقات العمل في السوق بين الأجير و رب العمل ، حيث يتوجب على كاتب العمود الراتب أن يملأ مساحته اليومية بأي مادة حتى وان كانت ذاتية Subjective تخلو من الإشارات اللامعة التي تستفز الفكر وتشحذ الخيال . أو يضطر كاتب العمود للحشو الفارغ المليء بالاقتباسات من الأغاني و الدوبيت و أحيانا "أغاني البنات" . و أحيانا يجد الكاتب متنفسا في ترك مساحته لرسالة لأحد القراء كمساهمة في موضوع ما وهذه الرسالة تسهم أول ما تسهم في إزالة اصر الكتابة اليومية عن كاهل الكاتب أو ما يسميها الكاتب الصحفي محمد محمد خير" برهق الكتابة اليومية" وهى بالفعل كذلك ، إذ مهما كانت عبقرية الكاتب وموسوعية معرفته فان الكتابة اليومية على مدى فترة زمنية لن تعدو أن تكون تكرارا مملا يقصر قامة الكاتب ويضعف خيال قرائه ، وفى مرات عديدة يحتجب العمود عندما يتناول الكاتب شأنا لا ترضى عنه السلطة هذا إذا واتت الكاتب الجرأة ..وقد يكون الأمر معكوسا حيث يلجأ بعض الكتاب لخلق علاقات عامة بالتزلف للحكام عبر بعض الإشارات و الإيحاءات التي تجعل هؤلاء الحكام يستبدون بآرائهم ويتصلبون في مواقفهم . كل هذا يقلل القيمة المعرفية للصحيفة ، ويضر كذلك بمبدأ حرية التعبير عن الرأي ، هذا بالنسبة للصحف السياسية، أما بالنسبة لصحف الإثارة السيارة Tabloid فإنها تسعى لاستغلال نزعة التطفل في الإنسان بتركيزها على الجريمة ، الفضائح و الحوادث . بالاعتماد على (الصورة والقلم) وهذه الصحف ورغم أنها تجد رواجا وسط أنصاف المتعلمين إلا أنها لا تحمل رسالة إعلامية ذات قيمة تذكر و اكثر من ذلك يمكن اعتبارها صحف متطفلة على سوق الإعلام و تضر في المدى البعيد بعملية النشر.
في مقابل كل هذه الأوضاع و التشوهات في علاقات إنتاج النشر الصحفي ، توجد الصحافة الإلكترونية التي أضحت تمثلها صحيفة سودانايل ، و التي وبرغم ما تعانيه من ضعف في المردود المالي –برغم المحاولات التي نهضت لإنقاذ الصحيفة إلا أنها لم تزل في عجز مالي مستمر - وذلك لأن الدعاية والإعلان لم تزل في معظمها في يد السلطة الحاكمة والتي بالضرورة لاتصنف سودانايل ضمن الصحف الموالية نسبة لمساحة الحرية الواسعة التي تتمتع بها و التي تعبر عن أطياف متباينة من الآراء و الأفكار السياسية وفقا لمنهج الصحيفة الحر Libraliterian approach و الذي يقوم على مبدأ الرأي و الرأي الآخر . فعند عقد أي مقارنة بين معدل زوار الصحيفة يوميا والبالغ عددهم مائتي ألف زائر ومن مختلف بقاع العالم وهو رقم بالمقارنة مع توزيع الصحف السيارة الذي بلغ حسبما تشير بعض المصادر مائة و ثلاثين ألف نسخة في اليوم عام 2002 من سائر الصحف ، معدل متفوق بامتياز وبرغم ذلك لا تحظى الصحيفة بإعلانات تناسب هذا الإقبال حتى تلك الإعلانات التي تخص السودانيين بدول المهجر – أغلب زوار الصحيفة – مما يشي بشيء من عدم العدالة ، أو بشكل أكثر دقة بشيء من الحصار غير المعلن على هذه الصحيفة . . فلو كان الوضع مقلوبا وكانت هذه الصحيفة موالية للسلطة الحاكمة لكانت قد وجدت طرقا عديدة للدعم المالي . ولما كان على د. عبد الله على إبراهيم أن يتجشم عناء إعلان حملة لدعم هذه الصحيفة . ولما طالع المتصفح لها إعلان في صدرها يحث القراء للانضمام لقائمة الشرف بدعم الصحيفة . . وحتى هذه الأخيرة التي قد وصلت أعدادهم أكثر من مائتي متبرع لم يوف منهم بالتبرع أكثر من عشرة أشخاص . مع هذا الفقر المادي على مستوى دخل الصحيفة للقائمين بأمر تحريرها و التي أحيانا تجد مشقة بالغة في تسديد فواتير الهاتف –قلب عمل الصحيفة – إلا أنها لم تجنح لعلاقات إنتاج النشر الصحفي المعمول به في الصحف السيارة .. علما بأن لصحيفة سودانايل مراسلين في كل أنحاء العالم ويقدمون موادا صحفية غاية في الجودة المهنية ، وبذلك وبرغم الرهق الذي تعانيه فقد استطاعت أن تحطم علاقات إنتاج النشر الصحفي الرأسمالي المشوه بفعل سوق شائه وسلطة قابضة إلى فضاء إنتاج صحفي حر بالمعنى الكامل للحرية ، التي لا تؤذى الآخرين . والتي لا تتجاوز أي رأيا أيا كان مبعثه وتوجهه سياسيا، جهويا ، دينيا ،طائفيا أو عقائديا و حتى فئويا، وبذلك تكون سودانايل قد انتقلت بالعمل الصحفي من إنتاج النشر الرأسمالي المشوه و من طغيان الأسماء "الآمعة" إلى مساحة حرة للتعبير عن الرأي بكل مهنية ودون خوف من مقص الرقيب أو زوار الليل على كثرتهم و قوة سطوتهم.
: http://www.sudanile.com/thagaf.html المصدر
[email protected] محمد عبد الحميد



#هشام_محمد_الحرك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة المقدسة التي تكلم بها آدم
- الولايات المتحدة، حالة زائلة تتصادم مع التاريخ
- كيف ساهمت الصورة الفوتوغرافية في انشاء الدولة العبرية
- أسرار تقنيات المعالجات الحديثة
- أهم مشاكل الصحافة الالكترونية
- البيان الأممي ضد الإرهاب- و 3000 توقيع ........... على ماذا ...
- الوثيقة العربية للإنترنت
- التقدم النانو تكنولوجي - أفضل أداء بأقل جهد و قيمة
- بناء موقع الويب WEB_SITE
- المولود : وصاية امريكية ... المباركون : كل الأمم وعلى رأسهم ...
- بداية النهاية لطغاة العالم
- زيارة تجارية إلكترونية
- الانترنت شريان التواصل
- المعلوماتية قوة هادرة
- المعلوماتية دفع جديد للتاريخ
- الإدارة هي الأساس
- الاتصالات
- المعلوماتية وامتلاك الغد ...


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا - هشام محمد الحرك - الصحافة الإلكترونية وتحطيم علاقات إنتاج النشر