109رؤساء دول وحكومات في قمة الأرض اليوم نص حل وسط لاتفاقية كيوتو ومبادرة شراكة أوروبية للطاقة

السفير

الحوار المتمدن-العدد: 235 - 2002 / 9 / 3 - 01:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

تبدأ اليوم محادثات على مستوى رؤساء الدول والحكومات في قمة الارض في جوهانسبورغ لمدة ثلاثة أيام، لا يتوقع المراقبون ان يتوصل خلالها ممثلو الدول ال109 الى اتفاق حول عدة قضايا تتعلق بالحد من الفقر والتأثير المدمر للانسان على البيئة.
فحتى الامس كانت الخلافات هي المسيطرة في مناقشات مندوبي الدول من الرسميين ومن المنظمات غير الحكومية، بالرغم من التوصل الى إعلان تأييدي لاتفاق كيوتو حول التغييرات المناخية وإعلان الاتحاد الاوروبي عن مبادرة شراكة للقطاعين العام والخاص بشأن الوصول الى الطاقة في العديد من البلدان النامية لا سيما الافريقية منها.
فقد اقترح الاتحاد الاوروبي <<امس إقامة شراكات للوصول الى الطاقة>> مع البلدان النامية وبمشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص. وقال ان هذا التعاون بين عدة أطراف من شأنه ان يتيح، عبر عدد كبير من مشاريع التعاون التقني والمالي، <<تطوير آليات سوق>> الطاقة في البلدان المعنية.
ويضم هذا المشروع الاعضاء ال15 في الاتحاد الاوروبي و12 بلدا افريقيا هي السنغال والمغرب وجمهورية الكونغو الديموقراطية وتنزانيا واوغندا وسوازيلاند ومالاوي وكينيا وتشاد وجنوب افريقيا وزمبيا وساحل العاج، إضافة الى منتدى جزر المحيط الهادئ بربادوس وغرينادا والنيبال وبوليفيا والعديد من دول أميركا اللاتينية، إضافة الى شركاء من القطاع الخاص. ومن بين الشركاء من القطاع الخاص هناك المتخصص في الكهرباء الايطالي اينيل رين باور ومنظمتان غير حكوميتين والمنظمة من أجل الطاقة المتجددة (الدنمارك) ومنظمة اي تي دي جي البريطانية والمنتدى الشامل للطاقة الدائمة.
وأكد الاتحاد الاوروبي في مقدمة مبادرته ان هذا العدد الكبير من المشاريع الصغيرة <<سيقدم حلولا للاحتياجات من الطاقة في البلدان والمناطق النامية>>. وأوضح انه سيتم مناقشة الحاجات من الطاقة والانطلاق في عمليات الشراكة التي تسد هذه الحاجات في اطار خطة عمل.
ولا يتطلب هذا المشروع أي مشاركة مالية إضافية من طرف الاتحاد الاوروبي وسيتم تمويله عبر ميزانيات المساعدة على التنمية الموجودة.
غير ان المنظمات غير الحكومية تلزم الحذر حيال هذا المفهوم الجديد، اذ تشتبه بأن الحكومات تسعى الى التنصل من مسؤولياتها الخاصة في ما يتعلق بالمساعدات الى العالم الثالث، وإعادة استخدام مساعدات قديمة سبق وتم تخصيصها، تحت هذا الستار.
كان وزراء بيئة الدول المشاركة في القمة قد اتفقوا السبت على إصدار إعلان تأييد لاتفاقية كيوتو للتغيرات المناخية من دون إحراج الولايات المتحدة، وهي الدولة الوحيدة الرافضة للاتفاقية.
وفي النص الذي تم الاتفاق عليه، تم الاعراب عن القلق العميق من أن جميع الدول، لا سيما الدول النامية، بما في ذلك الدول الاقل نموا والدول المكونة من جزر صغيرة، تواجه مخاطر متزايدة للآثار السلبية للتغير المناخي.
وينص الحل الوسط الذي تم التوصل إليه الآن على أن <<الدول التي صدقت على بروتوكول كيوتو تحث بشدة الدول التي لم تفعل ذلك بعد، على القيام بالتصديق على بروتوكول كيوتو بسرعة. والافعال مطلوبة على كل المستويات>>.
وبهذا تفادى المندوبون من الناحية العملية التعرض لموقف تكون فيه دول مناهضة لكيوتو مثل الولايات المتحدة ضمن مطالبة بتأييد المعاهدة.
ورحبت جماعة أصدقاء الارض البيئية ترحيبا حذرا بالاعلان. وقالت كيت هامبتون العضو في جماعة أصدقاء الارض <<ان النص لا يمثل ايضا علامة على إحراز تقدم، حيث انهم لم يتفقوا بعد على أهداف جديدة بالنسبة للطاقة المتجددة>>.
والنص الخاص باتفاقية كيوتو سيكون جزءا من برنامج عمل أشمل حول البيئة والتنمية ينتظر ان يوقع عليه رؤساء الدول والحكومات هذا الاسبوع.
تظاهرات ضد العولمة وتضامن مع الفلسطينيين
كانت تظاهرات جديدة ضد العولمة جنوب افريقية وأجنبية معارضة لقمة الارض قد جرت امس الاول وسط إجراءات أمنية امتدت حتى مركز المؤتمرات الذي تعقد فيها القمة على بعد ثمانية كيلومترات.
وانطلق ما نحو عشرة آلاف متظاهر تتقدمهم سيارات للشرطة، منها سيارتان مصفحتان.
وسار المتظاهرون ضمن مجموعات محددة بحسب انتمائاتهم، الاولى تضم زعماء الحركات المشاركة، منها حركة المحرومين من الاراضي في جنوب افريقيا والحلفاء الدوليون مثل لا فيا كمبيزينا او المنتدى الدولي حول العولمة.
ونظم أكثر من الف من الناشطين المعارضين للعولمة القريبين من <<لجنة الدعم الفلسطينية>> تجمعا في جوهانسبورغ لإطلاق حملة للمطالبة بالافراج عن أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي المعتقل في اسرائيل.
وعلقت على الجدران التي عقد فيها التجمع لافتات كتب عليها <<عولمة الانتفاضة ضد الامبريالية>> و<<أوقفوا محرقة الفلسطينيين>>. وعرضت مشاهد للدمار في الاراضي الفلسطينية مرتبطة بمواضيع مطروحة في قمة الارض مثل المياه والصحة، بينما أدلى عدد من الفلسطينيين بشهاداتهم أمام المشاركين في التجمع.
وأكد زعيم <<المنتدى المناهض للعولمة>> تريفور نغواني على العلاقة بين نضال الفقراء في افريقيا والفلسطينيين. (أ ف ب، رويترز، د ب أ)