طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 21:45
المحور:
القضية الفلسطينية
لا اعتقاد بالمطلق بأن صبحة هي مُلكٌ لمن يرفع اسمها، أو يتبناها، أو يحكمها، أو من يدعي حبها، هي المُلكُ المشترك لمن يزرعونها حياة بالتوالي، ومن يوم خلقت لم تُخصص لإثراء البعض وإفقار غيرهم بدءاً من العصر البدائي وحتى يومنا هذا. صبحة كانت الأجمل على الدوام منذ نزلت من السماء لترتوي عشقا من المحبين، عيونها الكحيلة تقهر عيون الحاسدين، في مرة جاءها الكبير الكبير يطلب ودها فمتعته بظلها حتى تعلق من طينها في إثره الحجر عاشقاً ولهان يبكي وداعا عالقا بينها وبين السماء.
كلما تزوجها أمير يستمتع برغد العيش معها، يرفع لها آيات الحب والتقدير، ويحمل على صدره كل صباح وشاح كتب عليه " أنت يا صبحة حبيبتي"،فتأخذ صبحة الوشاح وتحشيه في خُرج تحمله أينما سارت،وبمرور قليل من الأيام يستحكم الأمراء في ذريتها السالفة، ويسومونهم العذاب، مات الكثير من ذريتها بمرور الوقت، صبحة هذه لديها قدرة رهيبة على الصبر ومواصلة الحياة، ولجمالها في كل مرة يأتيها أمير مولع بها، تواصل الاستمرار، لابد أن تنسى ولو قليلا ما يحدث من هؤلاء الأمراء لذريتها، تعودت أن تبحث عن ملابس أولادها وتحطهم في الخرج الكبير خرج الجهل والأنانية، لعل الخرج يجمع همها الكبير مع كل هؤلاء العاشقين حيث يجرم بعضهم في حقها، ولكنها تسامح ونغفر لتستمر شامخة تعانق أرواح ذويها المخلصين، بعض أولادها أرهقها شططهم فكانت أحيانا كثيرة تلطم خديها على ضياع الزمن في رحلات عناد قاتلة أو استغفال، لولا صبرها الجميل لتلاشت من الوجود، تعودت أن تحط في خرجها مآسيها وهي تئن من الظلم، لعلها في لحظة زمن جميل ترفع راياتها على قلوب المحبين المخلصين، أو لعلها في لحظة زمن يائس من كثر ما تحط في خرجها تنفجر في وجه ظلامها.
يكبر الخرج وتكبر صبحة، صبحة الجميلة حطي في الخرج لعل الخرج يتسع لمزيد ... من الحب .. ومن الظلم .. من عشق الحياة .. ومن عاشق أو ولد عاق .. حطي بالخرج يا صبحة.
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟