أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا - كامل السعدون - الحوار المتمدن – واحةٌ ظليلةٌ للغرباء والسائرون عكس التيار















المزيد.....

الحوار المتمدن – واحةٌ ظليلةٌ للغرباء والسائرون عكس التيار


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1042 - 2004 / 12 / 9 - 12:02
المحور: ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا
    


رافقتها منذ عامها الأول قارئاً ولم أكتب فيها إلا في عامها الثاني ، وبين القراءة والكتابة عشت تطورها وتألقها ومخاضها العسير الذي جاء في زمنٍ غير بهي .
وحيث أني أعتبر نفسي واحدٌ من أهل البيت فأني لا يمكن إلا أن أكون أميناً عليه ، فأطري دفئه وحرارة قلوب أهله وبذات الآن أشير إلى الثغرات التي تنبث هنا وهناك على الجدران وخلف الأثاث وفي الحواشي وتحت السقف .
وأبدأ بالإيجاب قبل أن أنعطف على السلب .
الحوار المتمدن…هذا الاسم الهادئ المتزن الرصين الجميل ، يمثل عنوان هوية البديل الذي نتمناه ونعشقه ونجهد من أجله لأمتنا والشرق عامة .
الحوار العصري الحضاري المتمدن بين كل الأطراف ، كل الإرادات والميول والاتجاهات ، بالكلمة والرأي والحجة والهدف والاحترام والحب للجميع مهما اختلفت المشارب والميول وتقطعت السبل وتنافرت .
الحوار المتمدن ….البديل الحضاري العصري الإنساني عن حوار الآخرين …حوار السيف والدم والقهر والاغتصاب والتكفير والتسفيه . الحوار المتمدن…عنوانٌ لاستيعاب الآخر …التائه والطائش والمغرر به والمظلل والمقهور ومن لا صوت له .
الحوار المتمدن…عنوان التقاء كل الأيادي والأصوات والقلوب والحناجر والأقلام على طاولةٍ واحدة من أجل غرضٍ واحد هو بناء هذا البيت المشرقي الفسيح الواعد ، كجزء من حلم كبير هو إعادة بناء العالم على أسس سليمة جميلة عمادها الحب والفهم والاحترام والتنوع .
الحوار المتمدن… عنوان لأخلاقية جميلة إستراتيجية وحضارية وعقلانية ومسالمة ، تمثل الرد على أخلاقية الآخر الدموي العدواني الهمجي الظالم .
الحوار المتمدن….من المواقع القليلة التي اختارت أن تقف في الأرض الحرام بلغة العسكر ، أي الأرض التي لا يمكن للمقاتلين التسرب إليها لأنها في مرمى نيران الطرفين المتقابلين المتقاتلين ، لقد وقفت في وسط ساحة المعركة بين كمٍ هائل من مواقع الردح والعهر والرقص والشعوذة والغناء والهروبية والضحالة التي تمثلها مئات المواقع في طول الشرق العربي وعرضه ، وبين مواقع الآخر التي ما أن تفتح أبوابها حتى تبلل ثيابك قطرات الدم وتصفع وجهك أصابع التحذير من نار الرحمن – الشيطان ، وتملأ منافذ التنفس عندك رائحة اغتصاب الأنوثة والطفولة والبكارة والتلقائية والطيبة والحكمة .
مواقع الإسلام السياسي الوهابي السلفي الدموي العدواني الهمجي القبلي القرشي .
هوية الحوار المتمدن ( وهذا ما يثلج الصدر ) هوية مستقلة سياسياً وأيديولوجياً وإن بنفسٍ يساريٍ شفيفٍ مستحبٍ مستساغٍ دافئ منضبطٍ متعقل واقعي ، يذكر بالاشتراكية الديموقراطية المسالمة المتواضعة في طموحاتها .
يساريتها أقرب إلى الواقع منه إلى الحلم ، أقرب إلى الهم العربي والمشرقي منه إلى الاستحقاق الأيديولوجي التاريخي ، أقرب إلى إصلاح البيت منه إلى هدمه بالكامل وهذا ما يستقطب أهل الإصلاح والليبراليون للكتابة فيها ، كما ويطمئن القراء البسطاء لقراءتها إذ يجدون فيها ما هو ليس بماركسيٍ صرف ، بل وما هو ليس بسياسيٍ صرف ، فيقرءون الأدب وعلم النفس والتاريخ و…و…و…الخ .
ومن محاسن الحوار المتمدن أنها تتبنى المرأة وهمّ المرأة وقلم المرأة ، كما وتتبنى قضايا الأقليات المقهورة المستلبة المغيبة في عالم القبائل العربية كما وتتبنى الإصلاح من الداخل والخارج معاً وبالعلم والعقل والحوار .
تدعو الحوار المتمدن إلى المساواة بين الجنسين وتعنى بحقوق الطفل وتتضامن مع السجناء والمغيبين وتوفر لمن لا صوت له فرصة أن يصرخ ويصرح ويرفع شعاره وصورته وهويته .
تعنى الحوار المتمدن عناية جمة بحقوق الإنسان وبهذا تشكل أبرز المنابر المدافعة عن حقوق الإنسان العربي والمشرقي عامة ، ومثل تلك القضية وقضايا أخرى كثيرة لا تجد للأسف من يتحدث عنها في الصحافة الرسمية للقبائل العربية أو في صحافة المعارضة الحزبية الضيقة غير المقروءة وغير الموثوق بها من قبل الجمهور العريض .
تكتب في الحوار المتمدن لحوار المتمدن أقلامٌ مهمةٌ جميلة للغاية ، أذكر منها قلمين أنثويين حسب هما المعلمة والأم الكبيرة نوال السعداوي والكاتبة الرقيقة الشجاعة بهيجة الحويدر ، ولن أذكر من الرجال من أحب لكي لا أغيظ من لا أحب .
السيدتين الرائعتين الذين ذكرت وأقلامٌ كبيرةٌ كثيرةٌ من الجنس الآخر ، يكتبون في الحوار بنفَسِ من يكتب لصحف ومجلات الدرجة الأولى ، الراقية والأنيقة والمهذبة .
أما آخرون من الكبار ( ولا أود أن أذكر أسمائهم ) فيكتبون بقلم مراهقٍ خرج للتو من الطفولة وأحب بنت الجيران أو كلفه المعلم بكتابة إنشاءٍ عن سفرةٍ قام بها في العطلة الصيفية مع الأهل أو الأصحاب .
أعني …كلماتٍ فجّة ولغة رخيصة ووصف هزيل وموضوعة لا تسلي ولا تربي ولا تغني ولا تسمن ، بل ربما العكس ، تفقر وتفلس العقل وتطفئ جذوة الروح .
وهؤلاء والحق يقال قلةٌ كانت لهم أسماءٌ ذات بهاء ، وليتهم حافظوا على هذا البهاء بالاعتزال والانطواء ، بدل الثرثرة العقيمة الفارغة في تلك الصحيفة الجميلة الواعدة .
ويكتب في الحوار هواةٌ متحمسون ، بعضهم يخطئ كثيراً في النحو ويكتب بلغة الشارع ، وبعضهم تحسّ في صوته وكلماته دفئاً يعدُ بالكثير ويوحي بأن صاحبه يسارع الخطو في تجاوز ذاته ، وفي هذا المجال أذكر شاعرةٍ رقيقةٍ جميلة الوصف أسمها فائزة عبد الله السلطان .
مواد الحوار المتمدن اليومية متنوعة ، تتراوح بين المنشور الحزبي ( والذي لا أمقت شيئاً كمقتي له ) وبين القصيدة الدافئة والقصة القصيرة الجميلة والمقال السياسي المشاغب أو المتزن وصولاً إلى المقال العلمي والترجمة التاريخية أو العلمية أو الأدبية .
حضور القلم النسوي بهيٌ جداً في الحوار المتمدن وإن كانت لي مؤاخذات على بعض الأقلام النسوية ، إنما بشكل عام الحضور جميلٌ وواعد ويجب أن تأخذ المرأة دورها الطليعي الطبيعي وإن على حساب الجودة ( وبحدود طبعاً ) .
صور بعض الكتاب غير واضحة بشكل جيد وآخرون بلا صور وهذا أمر مؤسف للغاية ، لأن الصحافة الحديثة تفترض سيكولوجيا وتسويقياً أن تترافق الصورة مع النص ، لما له من أثر كبير على القارئ إذ يتعرف ولو قليلاً على الكاتب فيثق به أو على الأقل يجد الرغبة في قراءة مادته لأنه هوية معروفة إلا حدٍ ما بالنسبة له .
بعض صور الأخوات أو الأخوة الكتاب ، غير لائقة أبداً للعرض في صحيفة محترمة كالحوار المتمدن ، وأظن أن من حق الهيئة الإدارية أن تطلب من الكاتب وبشكلٍ مهذب أن يغير صورته التي تظهره مع كلب أو قطة أو بملابس….. ، لأن رأسمال الكاتب محبة القارئ واحترامه ، وهذان لا يتمان إلا بأن تكون عيون الكاتب وحركة جسده الظاهرة في الصورة متوجهة صوب ضمير وعقل وعواطف القارئ الروحية قبل الحسية .
بعض الكاتبات يشرقن في الصور وهن باسمات بدفء مع لباسٍ محترمٍ معتبر يعكس معدناً وروحاً جميلةٍ متوازنةٍ منسجمةْ مهذبة ، تذكر بأديبات العالم المتحضر الراقيات كفرجينيا وولف أو فرانسواز ساغان أو الأخوات برونتي ، وهذا شيء جميل للغاية وواعد بأنك حين تقرأ لمثلهن لن تخذل أبداً .
ما لا أحبه في الحوار هو النص الماركسي الصريح المجتزأ من كتابات عمرها مائة وخمسون عاماً وكتبت لبروليتاريا كانت تكدح باليد العارية بلا أدوات أو آلات كهربائية أو إلكترونية راقية ، وكانت تعمل أثنى عشر ساعة أو خمسة عشر في مناجم رهيبة غائرة في بطن الأرض وبأجورٍ بائسة .
مثل هذه الكتابات لا أرى لها ضرورة في هذا العصر وفي هذا الموقع ، دون أن أعني هنا أنني ضد الاشتراكية إذا ما نهضت يوماً على أساس الحب والعدل والسلم والديموقراطية وسيادة القانون .
لكن على أية حال هذا ما لدينا في الشرق العربي المتخلف ، فنحن أما أن نكون يساريون حالمون بعصر ماركس وزمن ماركس أو إسلاميون حالمون بعصر محمد وزمن محمد ، ولا منزلة عندنا بين المنزلتين ، لأن الليبرالية والاشتراكية الديموقراطية لا وجود لها في الشرق وإن وجدت فمن يجاهر بها يتهم بالعمالة لإسرائيل وأمريكا ، وتأتيه السهام من كلا الضفتين ، اليسار التقليدي والإسلام السياسي .
ما نفتقده في الحوار أيضاً المزيد من المقالات العلمية والفلسفية والثقافية الجادة التي ترقي إلى مستوى احتياجات القارئ العربي المستلب من قبل الصحافة الحزبية والحكومية والتجارية الرخيصة .
نحتاج المزيد من الترجمات الأدبية والفلسفية التي تعوض ما ينقص المكتبة العربية من مواضيع جادة لا تجد من يكتب فيها أو يترجمها بحكم هيمنة الأشياخ الوعّاظ على مؤسسات الطباعة والنشر ، وتحريمهم المطلق لكل ما هو بنائيٌ جادٌ يمكن أن يوقظ عقول الناس ويحرر ضمائرهم وقلوبهم من قبضة الماضي ومسلماته الزائفة .
___________________________________________________________________
تلك آراء متواضعة ، يمكن أن يكون بعضها صحيحاً ، ويمكن أن تكون جميعها خاطئةٌ ظالمةً ، لكن بكل الأحوال هي آرائي التي أؤمن بها وأعتز ، وأرجو ممن لا يتفق معي ، أن يعذرني على استفزازي لقناعاته التي لا أستطيع إلا أن أحترمها وإن اختلفت معها .



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ببغاء – قصة قصيرة
- الشيوعيون....وحدهمُ ــ شعر
- تهدجات على عتبات ميرا – شعر
- سحر ميرا - شعر
- أقولُ لكْ….شعر
- يتولاني - شعر
- شباك ميرا - شعر
- هلّ…ليْ - شعر
- تقنيات التنويم المغناطيسي الذاتي – Selv - Hypnosis
- وفي البدء كانت الكلمة – مقال سيكولوجي
- لأني أحبك - شعر
- برنامج التصور الذهني الإيجابيPhsyco Feedback Program
- إعادة برمجة المخ من أجل حياةٍ أرقى وأجمل
- bio – Feedback تأثير العقل الواعي على الوظائف البيولوجية أو ...
- التفكير الإيجابي ودوره في تطوير الشخصية - الفصل الأول والأخي ...
- أنت تكذب يا سيادة وزير الدفاع
- بوحٌ ليلي - شعر
- رقصة الديناصور الأخير - قصة قصيرة
- يومٌ من حياة آخر الديناصورات - شعر
- ممارسات سيكولوجية - التنويم المغناطيسي


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا - كامل السعدون - الحوار المتمدن – واحةٌ ظليلةٌ للغرباء والسائرون عكس التيار