جمعة استرداد الثورة واسقاط العسكر

احمد قرة

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 07:10
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

من الاشياء التى يحاول المنصفين من المحللين السياسيين ، بل وحتى الممارسين للعمل السياسى هو تجنب الولوج فى براثن الاحكام المسبقة او اعتناق بعض التخمينات او القناعات ،واتخاذها كمنطلقات تعمل دون كلل الى لى عنق الحقيقة للتوافق مع تلك القناعات او الاراء ، لذا فاننى احاول دائما ان اعتنق الموضوعية التى فى صورتها المجردة ما يطابق ما يحدث فى الواقع ولكى نصل جمعيا الى تلك الموضوعية فان علينا ان نضع على عيوننا منظار للحقيقة لة عدسات حيادية دون اى مواربة او اهداف، فمثلا انا لم اعتقد يوما بحقيقة الوهم الذى لدى المصريين ان المجلس العسكرى بقادر على ادارة المرحلة الانتقالية بكفاءة ، بل ان لدى يقين بانة بحكم التكوين وطبيعة النظام السياسى لمبارك ، فهو دون اى تجنى علية او على اى من اعضائة ، بل و بمزيد من الاحترام والتقدير ، يفتقد الى الكفاءة والمقدرة والتميز للاعضاء من الناحية التعلمية والسياسية والمهنية لادارة امور البلاد فى هذا العصر الاكثر تعقيدا ، ولعلنا لو احضرنا طفلا صغيرا وجعلناة يقرا رسائل المجلس العسكرى على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك ، واردنا ان نعرف حكم هذا الطفل لاكد لنا جمعيا انة مجلس متناقض ومشوش وتختلط علية الامور ، وما يحاولنة منذ الثورة الى الان هو انهم يعيدون ارتكاب الاخطاء بنفس الاختيارات وبنفس الطرق ومن نفس الاساليب ، وانة مما لاشك فية ان مهمتة الرئيسية ورؤيتة تتعارض تماما مع الثورة او طموحات المصريين ،وانة يفعل ذلك بقناعة وايمان ويقين ، وانة يستخدم طرق سياسية فاسدة قد عفا عليها الزمن، تظهرة امام الشعب بمظهر اقرب الى الغباء وسوء التصرف ، وابعد بكثير عن الايحاء بالثقة والمقدرة ، مما يؤكد حقيقة ان مبارك لو كان لدية شك واحد فى المئة ان المجلس العسكرى هذا سوف يحمى الثورة ، لما كان قد اعطاهم تلك السلطة رغم انة لايملك هذا، الذى فيما يبدو ان المجلس العسكرى يعيد اختراع الكهرباء بعدما قام اديسون بذلك ، بل انة لم يترك ان يتبع نفس كافة الخطوات الفاشلة ، بنفس منهجية غباء مبارك ونظامة ، حتى اكثر الاشخاص ولاءا لنظام مبارك وفلولة ، يؤكد انة لم يكن يرتكب تلك النوعية من الاخطاء ، التى قد ترتكب فى الدول الصغيرة جدا والاقرب الى القبائل ، لدرجة ان اللذين اعتقدوا فى البداية انة يحاول ان يرسخ فى الاذهان تصور البعض من سعية كى يطيل فى عمر دولة العسكر فاذا بة يجهض على تلك الدولة بكل اقتدار، بعدما اكد بنفسة لجميع المصريين ان دولة العسكر تعنى الفقر والانيهار الاقتصادى والاجتماعى والقانونى الابدى للبلاد ، باصرار هزلى ومضحك على تنفيذ نفس الخطوات المقيتة والطرق والاساليب التى هى محط احتقار وازدراء التى كان مبارك يتخذها طوال فترة حكمة ،بل ان اصرارة على التمسك بتلك الحفنة المتخلفة من رجال مبارك يعبر عن نقص جوهرى، ويمهد ايضا للسقوط ليس فقط سياسيا بل اخلاقيا ، فالجميع يصطف فى طابور الخاسرين والعسكر والمجرمين والبلطجية ولصوص مبارك فى طابور الرابحين ، لتتجة الامور وبطريقة غيرعادية نحو استعداء كافة القوى من الشعب الى الثوار الى حتى الفلول، وايضا الى فقدان العقيدة والارث العسكرى المشرف والذى سطرة التاريخ ، وتفتح علية ومن حولة كافة الجبهات داخليا وخارجيا التى ليس هو بقادر على التصدى لها ، فحين يجهض الامل فى قلب الشعوب بعدما يبزع فى الافق بعد القيام بثورة ، تكون القوة العسكرية موجهة فى هذةالحالة تجاة تدميرنفسها، وهذا امر حتمى تفرضة سنة اللة فى الكون ، ذلك انها تكون متجهة نحو حالة يطلق عليها فى علم الاجتماع السياسى اسم الكلبية السياسية ، وهى حالة لهاث تشبة مع حدث قبل نكسة 67 ، وتتم حاليا فى سوريا ، وتداركها عسكريا ليس بالامر السهل ، ولا يتم ذلك سوى بالبتر ومصادمة دموية ،ففكرة القيادة التى توحد الاديان بان تكفر الجميع ، هى نكتة تافهة ، والرهان على الاغلبية الصامتة ان تصل الى مرحلة الغليان على الثورة ،لن يحدث ستكون ثورتها عليك ، فالنتجة المنطقية فى ظل افتراض حسن النية ان المجلس العسكرى قد اخطأ فى قراءة الثورة ، وفى ظل السياسة والمنطق والتقيم العملى انة لايملك المقدرة على ادارة شئون البلاد ، فى وجود حقيقة ان الاوطان تنضج والمصريين ليسوا بالشعوب القابلة للخداع لاقديما ولا حديثا ولا مستقبليا ، وليس هذة شوفينية ولكن تلك حقيقة تاريخية ، وبموازين القوى فالكفة فى صالح الشعب ، وان اكتشاف الاخطاء هو اكتشاف خطير ، يجب ان يسعى الجميع لتفهمة، وان الفرضية التى تعتقدون ان المصريين بفكرون الان بها ، هى فرضية خاطئة وخبيثة ، سوف تجر فى النهاية الى كوارث سوف يكون العسكر والجيش هم اكبر الخاسرين ، فاذا كان المجلس العسكرى يعتنق العناد الذى كان مبارك يعتنقة ويدعى ان يحمل فية درجة علمية ، فعلية ان يعرف ان هذا ليس الا غباء لا يحقق مصلحة الوطن فى تلك الاوقات العصيبة ، وانتم ياسادتى من العسكر تضعون رهاناتكم على خيول ميتة قد تعفنت وهى لاتعرف بعد انة قد انتهى السباق

#احمد_قرة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات