أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد حسانين - يوم احتلت النساء مكة (2)














المزيد.....

يوم احتلت النساء مكة (2)


ماجد حسانين

الحوار المتمدن-العدد: 1041 - 2004 / 12 / 8 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت الحدوتة القصيرة عن نبوة سوزان بلاك ، و قيادتها لجيش من النساء قامت به باحتلال مكة المكرمة ، مجرد ملخص للصدمة التى ستواجه العالم الاسلامي في المستقبل. فمن هي سوزان بلاك؟

سوزان شابة ذات شخصية منطوية في العشرينات من العمر، توفي ابواها في حادث سيارة عندما كانت في الخامسة من عمرها و قد قام برعايتها جدها الثري. كان الجد يدير العديد من مراكز التسوق فى مدينة " لونجمونت" كولورادو - الولايات المتحدة الامريكية ، و قد جمع الكثير من المال و الاحترام من أهل المدينة حتى انه صار عضواً فى مجلس الحكم المحلي و مرشحاً لمجلس النواب. بعد الحادث الذي راح ضحيته ابنه و زوجة الابن ، تألم الجد كثيراً لحال حفيدته الصغيرة فأسرف فى تدليلها و لم يبخل عليها بشئ. بل و انه لم يمانع عندما تركت دراستها في سن صغيرة حتى و انها الآن قد نسيت الكتابة و لم تقرأ فى حياتها كتاباً. على الرغم من تدليل جدها لها ؛ لم تقع سوزان كغيرها من الفتيات فى براثن العادات السيئة المنتشرة تلك الايام في مجتمعها مثل التدخين و شرب الكحوليات او تناول المخدرات و الانكفاء على الجنس! لم يكن لها أصدقاء من الذكور ربما لاعتقادها بقدسية الجسد و انتظارها للشخص المناسب و الجدير بمشاركتها تلك القدسية. لقد كانت الفتاة شخصية غير عادية في مجتمعها ، و كانت مثلاً يضربه الآباء لبناتهم و ابنائهم فى الاحترام و سمو الاخلاق ، فزاد ذلك من انطوائها و عزلتها عن أقرانها. قبل أن تبدأ سوزان بمساعدة جدها فى تجارته قبل عامين كانت تقضي وقتها فى الذهاب الى الاسواق و الاستماع الى الناس و مشكلاتهم. لم تكن تتكلم كثيراً و لكنها كانت حسنة الانصات و على الرغم من صغر سنها و عدم اكمالها دراستها فلقد كانت دائماً محقة في آرائها و اقتراحاتها لحل المشكلات التي تدور بين أهل البلدة الصغيرة. بلا شك لقد كان الناس يظهرون الكثير من الاحترام لجدها و لكن لم يكن ذلك هو السبب الرئيسي. لقد كانت سوزان شخصية منعزلة شديدة الانطواء ، و رغم صغر عمرها و ضحالة ثقافتها الا انها لم تكن من الجهلة. لقد تعلمت الفتاة الكثير فقط لقربها من جدها الثري المثقف و لقد كانت تتسم بقوة الملاحظة و الذاكرة و القدرة على و صف الاشياء. لقد ولدت سوزان بالموهبة اللازمة لكى تصبح مبدعة ، اديبة ، او شاعرة. و لكن تلك الموهبة لم تكن كافية حيث ان القراءة و الكتابة كانا من العوامل الاساسية المفقودة لتنمية تلك الموهبة. لقد حرصت الفتاة على حضور صالونات المثقفين - التي كان يحضرها جدها و يستضيفها أحياناً - للاستماع الى الشعر و القصة. لم تكن سوزان متدينة بل انها لم تذهب للكنيسة سوى مرات قليلة لتأدية واجبات اجتماعية بحتة. لقد آمنت بكل الأديان على أساس أنها حق طبيعي للانسان ، و ان الانسان لابد أن يجد لنفسه مفراً و حائط يحتمي به عندما تضيق به الحياة فلا يسعى الى الانتحار. كان الدين بالنسبة لها هو ذلك الحائط ، و لقد اعجبتها الأديان السماوية ، فرأت فى اليهودية ديناً يدعو الى العدل و الوقوف فى وجه الظلم و رأت فى المسيحية التسامح و حب الآخرين و فى الاسلام المساواة و الرحمة.. و للاسف لم تر من أتباع تلك الديانات أياً من الصفات المذكورة الا فى أضيق الحدود و فقط تجاه اتباع الديانة الواحدة و ليس الآخرين. أحزنها أن تعدد الديانات لم يوفر للانسان الأمان الكامل اذ بدا اتباع كل ديانة محاربة الآخرين و محاولة القضاء عليهم ، و بدلاً من ان يكون الدين الحائط الذي نحتمي به ، اصبح الحائط الذي يجذب اكبر قدر من الهجمات و المصائب. و بدلاً من أن يكون المرسى الذي يرفأ اليه الناس في كربهم ، لتجنيبهم قتل النفس ، أصبح بالعكس ، المرسى الذي يستغله الناس فى شن الهجوم على غيرهم من البشر ، و أصبح أتباع بعض الديانات يقتلون أنفسهم بإسم الدين. لقد هالها ما ساد العالم من اضطرابات بسبب الاديان فحاولت الابتعاد عنها ، و لكنها لم تتوقف لحظة عن الايمان بوجود قوة هائله مسئولة عن خلقنا جميعاً ، فلا يعقل أن هذا الكون أتى من فراغ. آمنت سوزان أن هناك رب و لكنها تعبت من محاولة البحث عنه ، و قررت في ذاتها ان تتوقف عن البحث ، و انه اذا كان هناك فعلاً اله فلسوف تتجلى لها عظمته آوناً أو عاجلاً ، و أن ما عليها فقط إلا الانتظار.



#ماجد_حسانين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم احتلت النساء مكة
- مرحباً بالإحتلال


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد حسانين - يوم احتلت النساء مكة (2)