مصيبتنا الخفية

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 12:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الحروب تأخذ اشكال متعددة والشائع هي الحروب المعلنة والكل تتابع نتائجها المعلنة ويعرف الناس من الغالب ومن المغلوب ...وعادة تتاقلم الناس مع متطلبات هذه الحروب وحسب الظروف ...وقد عاش العراقيون مأسي هذه الحروب التي فرضت عليهم وتجاوزوها بمختلف الوسائل المتاحة انذاك ...
اما اليوم فقد اعلنت الحرب على العراقيين باسلوب خفي وخبيث ولا يرحم الشريحة الواسعة من الشعب وهم الفقراء ...وبما ان الفقير لايهمه سوى توفير لقمة العيش لعائلته واطفاله ...نراه في ظروف كالتي يمر بها العراق اليوم يركض ليلا ونهارا في سبيل توفير هذه اللقمة بشق الانفس ...وهنا تبرز ظاهرة عدم اهتمام الفقير المسحوق الى ما يدور حوله .. ونأتي نحن من نصف انفسنا (بالمثقفين ) لنصفه بالشعب النائم والمخدر ...ولكن لو جئنا للوصف الواقعي نجد ان الوصف الافضل للعراقي انه انسان مقهور على امره مثبور في حياته
وغرقان في مستنقع الواقع الذي فرضه عليه السياسيون ووعاظ السلاطين من المعممين ..ومن كل الطوائف بدون تمييز ..
الحرب الخفية تعددت اشكالها واسلحتها ...واليوم ساتطرق الى صفحة واحدة من هذه الصفحات ...وهو (الغلاء والبلاء ) ولا ادري هل الارقام التي تعلنها وزارة التخطيط عن معدلات التضخم صحيحة او لا ؟؟؟ لانني لست مختص في هذا المجال وانما انا مواطن اكتب عما المسه باليد وما اعانيه شخصيا ...
العالم اجمع يعلم ان العراق هو وادي الرافدين المشهور بخصوبته وربما يعتبر اقدم بقعة في العالم بتطوير الزراعة وملحقاتها ...فهل يعقل ان يتحول اليوم الى ارض جدباء ويستورد ابسط المنتجات الزراعية من دول الجوار ؟؟؟ نحن العراقيون نتذكر جيدا انه قبل الاحتلال كان العراق مكتفيا تقريبا بالانتاج الزراعي الحيواني ...واليوم اصبح يستورد كل المنتجات الزراعية والحيوانية .. فهل تصدقون ذلك ... فهل تصدقون ان العراقي لايتمكن من شراء اللحم المنتج محليا ..او البيض والدجاج والاسماك المنتجة محليا ؟؟؟ ومن المؤلم ان كل المستورد غير مطابق لمعايير الصلاحية للاطعام البشري ...فاية ذلة اكبر من هذه المذلة والمهانة التي نقاسيها ؟؟؟السبب هو التدمير المتعمد والمقصود والمبرمج للقطاع الزراعي ...
قبل الاحتلال ..كانت منطقة ابو غريب على سبيل المثل لا الحصر ..تزرع البطاطا لما يكفي سكان بغداد كلهم ..اما عدد حقول الدواجن فقد سمعت من احد المختصين في حينها ان عددها قد بلغ 1600 حقل دواجن بياض ولاحم ..منها الصغير والكبير ...اما اليوم فلا تجد في اسواق ابوغريب حتى الدجاج الذي نسميه ( دجاج عرب ) ويبدوا انه في طريقه للانقراض ..بالرغم من انه فصيلة تتوائم مع البيئة العراقية الصعبة ...فمن المسؤول عن هذه الحالة ؟؟؟كمثل ؟؟؟
كنت اشتري طبقة البيض المنتج محليا والطازج من الحجم الكبير بثلاثة الاف دينار ( ايام الدينار كان ورق ) وقبل اسبوعين او ثلاث كنت اشتري طبقة البيض المستورد (بالمفرد ) ب4000 دينار .. واليوم اشتريتها ب 5500 دينار ومن الحجم الصغير وربما غير صالحة للاكل البشري ... انا اتساءل ..ان كان سعرطبقة البيض في المنشأ لاتتجاوز (دولار واحد) بحدود الف دينار عراقي ..تباع للمواطن المسكين باربعة اضعاف وقبلنا بذلك ..وبين ليلة وضحاها يزداد سعرها 1500 دينار ..اي حوالي (دولار ونصف) ..اي الزيادة فقط مرة ونصف عن سعرها في المنشأ ... وأسألكم بالله ؟؟؟ لاية قاعدة حسابية او تجارية تخضع هذه الزيادة الغير مقبولة ..والتي يتحملها المواطن الفقير فقط ..يا اخوتي هذه حرب خفية ضد العراقيين الفقراء ...والحكومة الفاشلة والغير نزيهة لاهية بمشاكل تضليلية مخادعة ولاتدري بما يعانيه المواطن ...فان كان رئيس الجمهورية يصرف مليونين دولا ر (اي ما يعادل مليارين ونصف دينار) ليتونس في امريكا ولمدة يومين فقط ...فهل يهتم للمواطن اذا اكل بيضة فاسدة او لا ؟؟؟او رغيف خبز معفن مخبوز بطحين مدود ومسلبح ...؟؟؟فان كان هذا حال راس الدولة فهو ينطبق على الوزراء ورئيسهم والنواب ورئيسهم ...الكل في الانانية وكره الشعب سواء .. وعندما تكون الحكومة ضعيفة والمسؤل غير كفوء والكل في الحكم ولاتوجد معارضة تحا سبهم وتقف بوجههم ...ودستور معظم بنوده عن المعنى الصحيح محرف وهو علة مصيبتنا ... فمن سيرحمنا ؟؟؟ ومن سينقذنا من هذه الورطة والمستنقع ؟؟؟ هل نتوقع من تاجر جشع وطماع ولايهمه الا الربح ...ان يرحمنا ؟؟؟ الفرج الفرج يا صاحب الفرج ...الغوث الغوث يا مغيث ...سلط على الظلمة من لايرحمهم .. هذه حالة صغيرة واحدة ...وفي الجعبة الاف من الماسي التي تدمي القلب والعين ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات