حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1041 - 2004 / 12 / 8 - 13:05
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لا يمكن أن ننسى اليوم وبهذه البساطة ، كل من عارض وناضل ضد الدكتاتورية ووقف بوجهها ، فترة حكمها الأسود ، منهم من تشرد في بقاع الأرض باحثا عن فسحة للعيش والأمان ووصولا لطريق المساهمة في جبهة معارضة النظام الدموي ، ومنهم من وقف بوجه الدكتاتورية وأزلامها على أرض الوطن وواجهها بالسلاح في كردستان العراق ، ومنهم من إعتقل وغاب في سراديب النظام السرية ولم يعثر عليه الى يومنا هذا ، ومنهم من صمت وعارض الدكتاتورية بصمته الشجاع الى حين سقوطها .
الى كل هؤلاء وغيرهم من المناضلين الأولوية في عراق اليوم ، لانهم ضحوا بحياتهم وقضوا سنين عمرهم في النضال من أجل وطنهم وشعبهم والعمل على إسقاط نظام صدام وزمرته .
ولكن للأسف ، نرى اليوم أن هؤلاء جميعا لا مكان لهم ، إلا بصعوبة، في عملية التغيير السياسية الجارية في العراق ، حيث تتعدد العقبات وتكثر الصعوبات أمامهم ، والتي تبدأ من داخل الوطن ، حيث لا نرى عودة سريعة لأغلب السياسيين المفصولين في زمن النظام المنهار لوظائفهم وأعمالهم ،أو تعويضهم لما خسروه في زمن العوز والمرض والحاجة .. أو توفير الحد الأدنى من مستوى العيش لهم والذي يستحقه الأنسان في الظروف الطبيعية .
وتمتد سلسلة العقبات والصعوبات هذه ، وتقف بوجه الذين شردتهم الدكتاتورية في منافي الأرض ، حيث تبدأ السفارات العراقية وملحقاتهافي الخارج بطلب الفيزا من العراقي ، الذي ترك الوطن قسرا ، والحاصل اليوم على جواز سفر أجنبي ، عندما يريد العودة الى وطنه العراق بعد غياب طويل !! ، ولا يمكن أن يحصل على جواز سفر عراقي جديد إلا إذا كان يحمل هوية الأحوال الشخصية أو شهادة الجنسية العراقية وهذه عقبة إخرى لا يمكن حلها بسهولة .
لان الكثير من المناضلين ضد الدكتاتورية عبروا الحدود العراقية مع دول الجوار مشيا على الأقدام أو بطرق سرية إخرى ، والبعض منهم تلفت وثائقهم أو إحرقت في كردستان العراق أو فقدت في أماكن إخرى وفي ظروف صعبة .
فكيف يطلب من هؤلاء المناضلين وثائق تثبت عراقيتهم ، وهم الذين ضحوا من أجل هذا الوطن الحبيب قبل غيرهم ، وتبقى هذه حسرة كبيرة في القلب، ومرارتها أكبر، عندما نسئل اليوم من قبل الجهات الرسمية العراقية عن إثبات هويتنا وجنسيتنا .
فتاريخنا يقول لهم أن عراقيتنا ثابتة ووطنيتنا صادقة ولا تحتاج الى إثبات هوية لاننا الأبناء الحقيقيين لهذا الوطن في أيام الشدة والضيق ، أيام مواجهة إرهاب وحروب الطاغية وزمرته .
فعلى كل الأحزاب والقوى السياسية العراقية أن تتحرك لحل قضايا الناس في داخل الوطن وخارجه ، وأن تنسق مع الجهات الحكومية والرسمية العراقية لكي ينصفوا كل من ناضل وكافح وضحى بإجمل سنين العمر من أجل سعادة شعبه وحرية وطنه والخلاص من حكم مجرمي العصر في العراق .
.
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟