أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - عالجوا أولا وباء النخبة














المزيد.....

عالجوا أولا وباء النخبة


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كثيرون حاولوا اكتشاف الاسباب الحقيقية للازمة السياسية الراهنة في العراق . وصلوا الى طريق مسدود ، لم يفسروا النحس الذي يرافق كل خطوة في طريق الحل ، لم ينتبهوا الى ذلك المرض الخطير الذي اصاب بعض رموز النخبة ، مرض الازدواجية في الاقوال والافعال والنوايا ، ثنائية مؤلمة تتنازع الساسة بين الانتماء الوطني والانتماء الفئوي عرقيا كان او طائفيا ، وايهما يمكن التضحية به لاجل الآخر اذا تطلب الموقف ، منهم من يريد الجمع بين النقيضين فيعطي الاولوية لانتماءه الفئوي والوطني في آن واحد ، الازدواجية تستفحل لدى البعض حتى تصل الى مستوى النفاق ، وهناك ثلاث مراتب في اعتناق الازدواجية كرذيلة : جماعة النفس الأمارة بالازدواجية التي تلقى من اصحابها انصياعا كاملا ، وجماعة النفس اللوامة التي تؤنب اصحابها فهم بين التوبة والتسويف ، وجماعة النفس المطمئنة المذعنة لوحدانية العراق ، لا توجد جهة تتولى تقييم عقائد وسلوك ونوايا الافراد الفاعلين في مسيرة البلد ومدى براءتهم أو استبراءهم من الازدواجية ، فشل الاداء السياسي والقصور في ادارة الخلافات العادية جعل بعض المخلصين يظهرون بمظهر الطائفيين فتتهاوى سمعتهم ، والبراعة في التمثيل والتزييف جعلت بعض المنافقين يظهرون كمخلصين! فهم ينادون كذبا بمصلحة العراق الواحد الموحد ويعلنون الذوبان في حبه ، ولكن الطبع غلب التطبع ، فعندما يتعرض بعضهم الى اقل هزة تجد اول ما يفكرون به التضحية بوحدة العراق ، وهم ليسوا كالمقاتل الشجاع التائه في الصحراء اذ يهدده التعب والعطش ويبدأ بالتخلي عن اثقاله ومعداته فيرمي منها الاقل اهمية وقد يتجرد من نصف ملابسه ولكن آخر ما يبقى معه سلاحه ، انهم يتخلون عن وحدة العراق في اول خطوة من طريق المتاعب وكأنها الجزء الاقل اهمية في المعركة ! هذا المرض لم يظهر في العراق في اصعب لحظاته التأريخية ، حتى عندما تحول الى ساحة قتال متناوب بين العثمانيين والصفويين في القرن السادس عشر وما رافقه من تمزق وخراب . ازدواجية الولاء وتفضيل الفئة على الوطن ازدهرت في ظل نظام صدام الذي نجح نسبيا في الظهور بمظهر الممثل لطائفة ضد اخرى ليذكي العداء بين الطوائف لكنه لم ينجح ، بل نجح في تأسيس العداء بين بعض النخب السياسية فقط ، فهم معارضوه وتلاميذه في الوقت نفسه ، علمهم كيف يتاجرون بمظلومية المكونات ! وكيف يؤسسون لفقدان الثقة المتبادل ، و كيف يلجأ البعض الى الاجانب لحماية المكون من خطر الوطن الأم ! ومن الطبيعي ان تنتقل الظاهرة الى مستوى آخر وهو الشعور احيانا بأن الانفصال هو الحل ! هذا المركب الثقافي السياسي الخطير يهدد وحدة العراق ولا يمكن انقاذه الا بيقضة الشعب وقراره الواعي باستبعاد من يحملون فايروس هذا المرض في اي انتخابات مقبلة ، علما بأن العراق بلد صغير لا يزيده التقسيم الا تقزيما وهزالا وفقرا وهامشية في مسيرة العالم الذي تحركه الكيانات العملاقة .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب مطلوبة ساحتها العراق
- الصدفة ومفاتيح الأزمات
- لنرحب معا بسلة النجيفي
- ترليونات سنة 2012 الى أين ؟
- العبودية في المظهر والجوهر
- الاحزاب وأزمة البنية التحتية
- حكومة الاغلبية السياسية في الميزان
- البطالة في العراق ... صمت البركان
- العراق واشكالية علاقاته الدولية
- صهيل الحرب الدرامية
- مذابح الردة والتركيع
- آخر الاساطير ... سلطة السلطات ورئيس الرؤساء
- الاسعار بين الحكومة والتجار
- من يحمل مفاتيح السماء ؟
- الترشيق انقاذ لابد من
- الصوم في الربع الخالي
- جمهورية الارامل والايتام
- القطاع الزراعي الى اين ؟
- الخريجون (مضروبين بوري)
- اعدام السلطة القضائية


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - عالجوا أولا وباء النخبة