عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 16:02
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة جدا لابنتي الصغيرة
فائض عن اللزوم
كل يوم كانت الاشياء الغير مستعملة تتراكم في الشقة الصغيرة.تل من الالعاب والملابس التي باتت صغيرة على الجميع ،شنط مدارس،اقلام ،كتب،ادوات منزلية...ضاقت الام ذرعا بتراكم الاشياء.السقيفة امتلئت عن بكرة ابيها.في اللقاء الطارئ اقترحت الام توزيع الفائض عن الحاجة على من يحتاجها رغم الاحراج الذي سيخرج الى العلن ومحاولة الرفض وادعاء عدم الحاجة.حين التصويت على القرار تمردت الصغيرة ورفضت الامر وقالت ببساطة:سأقوم ببيعها في عطلة نهاية الاسبوع.استغرب الجميع من طرحها.فالبيع يحتاج لمكان وزبائن و...اصرت الصغيرة على وجهة نظرها وطالبتهم بمنحها ثلاثة اسابيع لتدبر الامر.
في المدرسة جمعت الصغيرة أصدقائها وطرحت عليهم فكرة اقامة بازار في حارتهم يوم الجمعة،كل طفل وطفلة يضع طاولة امام مدخل المنزل وترتب عليها الاغراض الزائدة عن الحاجة وتطرح للبيع بثمن رمزي،على ان يجمع المبلغ المحصل ويتم التبرع به لاسر الشهداء.
وافق الجميع وتحمسوا وبات كل منهم يخطط لجمع اكبر مبلغ من المال.اعدوا اوراقا مطبوعة بموعد البازار والهدف منه وقاموا بتوزيعها على سكان الحارة والحارات المجاورة ولم تنس الطفلة اعلام المختار ودعوته.
ازدانت الحارة بالبالونات والطاولات والبعض قام باخراج ادواته الموسيقية للعزف عليها.كأنه يوم العيد.اجتمع سكان الحارة جميعا ووسط ذهول الكبار كان الجميع يقبل على المعروضات ويشتريها باسعارها الزهيدة جدا وسط فرحة الاطفال .
في ختام اليوم كانت الطفلة قد باعت معظم ما كان مكدسا في منزلهم وكذلك بقية الاطفال.المبلغ الذي جمع كان لا بأس به وقادر على اعانة اكثر من اسرة.فكرة الصغيرة فتحت اعين الكبار على ما تم انجازه.قرر الاهالى اقامة سوقا للبازار مرة كل ثلاثة أشهر على ان يتبرع بما يباع لاسهر الشهداء.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟