|
الثورة العالمية الثالثة
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 1041 - 2004 / 12 / 8 - 13:06
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
من المعروف وطبقا للتحليل العلمي والمادي للتاريخ البشري فانه قد مر بمرحلتين هامتين ومميزتين وبارزتين خلال فترة مسيرته الطويلة. فبعد المرحلة الرعوية والمشاعية البدائية الطويلة الاقرب الى الحيوانية التي مر بها بنو البشر لاحت ملامح مراحل جديدة بدأت البشرية في ولوجها. تميزت احداها –وهي الاولى والسابقة- بتبلور العلاقات الزراعية بعد مخاض طويل جدا ووضوح انماطها الحياتية وقد عرف ذلك فيما بعد بالثورة الزراعية وقد كانت هذه الثورة بداية لدخول الانسانية في مرحلة جديدة من التطور الحضاري والانساني وذلك لما احدثته من تغيير وتبديل في حياة البشر. وبعد قرون طويلة ومديدة من تراكم الانماط الحياة والمعيشية الزراعية والحاجة لتطوير وسائل الانتاج ومع تركم وزيادة الوعي المعرفي والاكتشافات العلمية والحاجة لخلق ادوات ووسائل تكيف الانسان بشكل افضل مع الحياة التي بدا وانها تسير في اتجاه تأمين الرفاهية واحكام السيطرة على قوى الطبيعة ومواردها المختلفة وخلق اساليب وانماط حياتية اكثر تطورا وراحة وتوفيرا بالجهد والمال. وقد سميت تلك المرحلة المضطربة نوعا ما –برغم ايجابياتها الكثيرة- بالثورة الصناعية. او الثورة العالمية الثانية.ومن الجدير ذكره ان كل مرحلة جديدة كانت تنظر بعين العطف والشفقة على المرحلة التي قبلها. ولسنا هنا في معرض الحديث والشرح الدقيق لتلك المراحل لان ذلك يحتاج الى وقت وحيز اكبر مما هو متاح . وارجو ان يكون هذا العرض المكثف جدا مقبولا وان كان قد اهمل جوانب عدة. الا انها مقدمة ضرورية لابد منها للمرحلة الاهم التي نعيشها والتي يمكن ان نطلق عليها بالثورة العالمية الثالثة نظرا لانها ايضا ادخلت البشرية هذه المرة في منعطف مختلف جدا واكثر تعقيدا وتطويرا من المرحلتين السابقتين.ونعني بها بالطبع ثورة المعلومات والانترنت والتكنولوجيا الرقمية والتي كانت الصافة الالكترونية واحدة من اهم تجلياتها الكثيرة. وطبعا لم تصل هذه الثورة الى مانحن عليه فجأة ودونما انذار بل كانت نتيجة تطور سريع ودقيق ومتتابع بشكل مدهش . ولقد كان الانترنت احدى ابرز معالم هذه المرحلة واكثرها شعبية ويسرلدى شرائح اجتماعية واسعة وكانت سرعة انتشاره مدعاة للدهشة. هذا الاختراع الذي بدأ بفكرة ربط اقسام ودوائر البنتاغون الامريكي بعضها مع بعض لتحقيق سهولة وانسيابية في العمل .ثم ما لبث ان انتقل الى وزارات اخرى فالولاية ومن ثم الولايات الاخرى والدول الصديقة حتى وصل الى مانحن عليه الان وانتشرت المعلومة بشكل مرعب ولم تستطع كل محاولات المنع والحظر والزجر في المجتمعات المحكمة الاغلاق من منع التسلل السلس والهين للمعلومات وقد غيرهذا وبشكل جذري جميع انماط التعامل واساليب التفكير والحياة .وان اهم مايميزه هو سرعة انتقال المعلومة وسهولة الوصول اليها.فالانترنت كما نعلم هو شبكة دولية كبير يتواصل من خلالها مئات الملايين عبر اجهزة الكومبيوتر لتبادل المعلومات بشتى انواعها الرقمية والسمعية والمرئية او حفظها واسترجاعها عند الطلب وبسرعة فائقة وبزمن لايحسب-قياسا بالسابق- واكثر التعابير الانكليزية ملائمة له حسب اعتقادي( in no time). وقد وجدت الصحافة التي هي اهم اشكال التعبير التي طورها الانسان عبر تاريخه الطويل في الانترنت والصحافة الالكترونية مرتعا خصبا للانتشار بعد ان كانت تعاني من عقبات حاولت ان تتجاوزها ولكن هذه المحاولات كانت قاصرة ولا تفي بالغرض احيانا. ومنها مثلا صعوبة الانتقال من مكان الى اخر واستهلاك زمن اطول لذلك كان كفيلا بان يجعل الخبر قديما وغير ذي نفع .كما كانت هذه الصحافة المكتوبة التقليدية مكلفة جدا وغير رابحة في احيان كثيرة نظرا لما تتطلبه من دعم مادي وبشري ولوجستي كان يرهق ميزانيات الادارات ايضا.من الصعوبات الهامة التي كانت تواجهها الصحافة التقليدية, في كثير من الدول العقائدية المتشددة, هو الرقابة الصارمة على كافة انواع المطبوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية وهذا الاهم عندنا باعتبار ان حرية الرأي والتعبير من التابوهات والمحرمات والمنكرات التي لا يجوز لاحد القيام بها وممارستها.فكانت الصحافة الالكترونية هي التطور اللافت التالي في مسيرة الانترنت لنقل المعلومة والفكرة والنبأ الى فضاءات اوسع وارحب والهروب من قبضة الرقيب الشديدة التي لا ترحم . وكم وئدت من الافكار وهربت من الميدان مواهب لامعة وخارقة امام بلاهة وتناحة ذلك السيف المسلط فوق عقول المبدعين.والان فان راي الرقيب وارهابه السلطوي لم يعد ذو معنى او اهمية تذكر.ولم يعد احد يفكر وهو يكتب بان هذه الفكرة قد تروق للرقيب ام لا.وبذلك ايضا انهارت منظمات وجمعيات ونقابات واتحادات وهيئات قمعية كانت تساهم وتساعد الرقيب في اداء عمله الشنيع والمريع.تلك الاشكال التي ابتدعتها وفبركتها الشموليات لكي تحصي الانفاس وتكتمها وكانت توزع شهادات حسن السلوك وسوء السلوك والمشاغبة على المبدعين وكانت تحمل ختم الرضا تمهر به من تشاء وترضى من المؤدبين وقصيري اللسان ويستلم جواز سفره ومروره بطلته البهية الى الصحف والمجلات والشاشات المعروفة.بينما والحال مع الصحافة الالكترونية فقد اختفت تماما كل تلك الاشكال البدائية والمنقرضة واصبحت الكلمة الحرة تطير وتجوب الفضاء ملبية كل اشارة لاستضافتها عند اول "كليك" من اي جهاز وفي اي مكان من العالم وسط الم وحسرة وتحرق الرقيب العاطل عن العمل. من كان يصدق ان هذه الدرر اللفظية والمفردات الثرية والاحرف الفضية ستجد طريقها في (no time ) من استراليا وسيبيريا وجوهانسبيرغ واستانبول وطنجة وكل مكان من العالم الى اي مكان اخرفي هذا الكون. انها صحافة عولمية مشاعية اممية حرة من كل قيد عابرة للمجرات والسماوات والفضاءات والتي لن يستطع عتاة الشموليين وجلاوزتهم ومهما اوتوا من جبروت وقوة وسطوة من وقف هذا الانتشار المبارك وهي متاحة لكل فرد ان يطلع عليها بل ويساهم فيها.ومن خلالها اصبح كل كاتب او كويتب او مشروع كاتب ناشرا مستقلا بحد ذاته وبمقدوره تصميم وانشاء المواقع الخاصة به ونشر كل ما يجول بخاطره. والسمة الاخرى المميزة لهذه الصحافة هو تنوعها الهائل وشموليتها. ففضلا عن انك قد تجد في نفس الصحيفة مواضيع وصفحات تتعلق بكل شيء وتشبع نهم وفضول واذواق كافة القراء, هناك مايسمى بالمواضيع ذات الصلة والتي تغطي الموضوع من كافة جوانبه وتعيده الى مراجع واحداث وابحاث اخرى وهذا ما نفتقده في الصحافة المطبوعة التقليدية. وهناك المواقع التي تعبر عن كافة الاتجاهات الفكرية والسياسية العلمانية والتقدمية والماركسية والقومية والليبرالية والمحافظة والديمقراطية والرجعية والاصولية الدينية المتطرفة والمعتدلة ولمختلف الاديان السماوية وغير السماوية...الخ. وان الصحافة الالكترونية تتمتع بميزة الخبر العاجل المهمة والتي تجعل من اخبار الصباح في الصحيفة المطبوعة اخبار "بايتة وقديمة" ولاتثير عناوينها جمهور القراء ومع ذلك فان لها مريديها ومحبيها الذين بدؤوا يتناقصون يوما بعد اخر فيما يزداد وباطراد ملحوظ اعداد اولئك المنهمكين في فتح حواسيبهم الشخصية ونبش اخر الاخبار في السياسة والاقتصاد والعلوم والرياضة وحتى البورنو لهواة المتعة والجمال. ومع ذلك فان تسارع الاحداث وتتابعها قد جعل من الصحافة الالكترونية ضرورة لابد منها وتعجز في الوقت نفسه الصحافة التقليدية في مواكبة الحدث بنفس السرعة والوتيرة. واذا استطاعت الشموليات ذائعة الصيت والأشهر من نارعلى علم, زرع الارض بالمخافر والحواجز والثكنات والمخبرين والعيون والرواصد والعسس وفرضت حظرأ كاملا على اي صوت حر ابدا على الارض التي تطالها احذية قوات الامن الخاصة والجندرما العصملية, فانه من المستحيل عليها ان تسيطر على الكون الفسيح و المعلومات الطائرة فيه والتي تغرد في الفضاء الرحب الواسع. فلكل من هذه الشموليات رؤاها العجيبة فتلك تحرم مواقع علمانية وتلك يسارية واخرى اصولية متشددة وواحدة اباحية وتلك لايروق لها هذا الاسم او تلك الجينة او ذاك الانزيم او هذي الخلية ولله في خلقه شجون وليس شؤون. وقد راينا كيف قام جهابذة الشموليات القدرية وشياطينهم الافذاذ بتشفير ومنع مواقع وصحف وعناوين الا ان استخدام تقنية ال((proxy , والدخول عن طريق (server )اخر قد يكون احيانا صعبا بعض الشيء ولكنه ممكن في النهاية وعلى ايدي الخبراء والمختصين .ولو تم منع هذا ال(server) ايضا سيتم الدخول عن طريق واحد اخر في سلسلة لامتناهية ولا يمكن التحكم بها وقد تم "كسر" الكثير من هذه الموانع وفي امكنة متعددة والجميع يعرف القصص والاسماء الكاملة . ثم هناك في النهاية خدمة البريد الالكتروني التي من الممكن ارسال كم هائل من المعلومات والاخبار لالاف العناوين دفعة واحدة وبسرعة كبيرة وهائلة تجعل كل محاولات المنع عبثية ولا طائل منها ولا معنى لها. ان الدور المنوط بهذه الصحافة كبير جدا في نشر المعرفة وتبادل المعلومات وفتح الحوارات وتقريب وجهات النظر بين التيارات المتباينة ومحاربة الامية والجهل السياسي ونبذ العنف والتطرف ونشر ثقافة الحوار وقبول الاخر الموجود والذي لا يمكن الغاؤه. وتدريب الناس على تبادل وتقبل وجهات النظر المختلفة. وبهذه المناسبة لا بد من الاشارة الى اهمية هذا الجانب في منبر الحوار المتمدن حيث نرى كافة الوان الطيف السياسي مع ندرة ملحوظة للتيار الاصولي والمتطرف والذي اتمنى ان تجرى معه حوارات على هذه الصفحة العطرة ومن خلال ذلك جره الى ساحة الحوار الغائبة عنه وبهذا سيسمع –ان تقبل ذلك-الرأي الاخر. والشيء الاخر المهم, ومع وجود بعض القادة والمسؤولين المتنورين ومن اصحاب هذه الاهتمامات المعلوماتية, فان بالامكان توصيل اي فكرة لهم ومخاطبتهم بشكل شخصي ومباشر كما نرى في كثير من الاحيان بعد ان كانت "البطانة الفاسدة" تحجب كل شيء ولا تقدم ال ما يوافق مصالحها الخاصة والضيقة.وهناك كثير من المعلومات والافكار والاخبارالتي وصلت الى اعلى المستويات واصحاب القرار عن طريق الصحافة الالكترونية التي تزداد شعبيتها وستكون سندا ودعما في اخذ القرارت السليمة وكشف العيوب والنواقص والفساد والمفسدين بدون الحزاجز التقليدية السابقة فبما لو كان اصحاب القرار والشأن على اتصال دائم بها.وكلنا يعلم الدور الذي تمارسه الصحافة في الديمقراطيات العريقة. ولهذه الصحافة الاكترونية ميزة اخرى اكثر اهمية في هذا الصدد, وهي انها تدخل بدون خجل ولا ادب ولا رتوش او اصباغ وحتى بدون استئذان وبعيدا عن قوالب واطر البروتوكولات الجادة والجامدة والمقيتة. وبكل صدق اصبحت منبرا وصوتا لكثير من الاصوات الغائبة والمغيبة والمهمشة والتي لم يكن احد يسمع بها من قبل.كما جرت كثير من عمليات التعارف والتعرف على اراء وافكار الكثيرين والتي كانت غائبة عن طريق الصحافة الالكترونية. وملاحظة اخيرة سريعة, هي انه برغم ان الصحافة الالكترونية تكتسح وتجتاح العالم بشكل مدهش,فانا اعتقد ان تطورا ما لم تتضح ملامحه بعد قد يحل محلها في قادمات الايام . ان منطق الاشياء وتطور الحياة يقول هذا . فكما اصبح التليفون والجوال والفاكس والتلفزيون والطائرة من ذكريات الماضي فقد تصبح الصحافة الالكترونية بشكلها الحالي الاخاذ والساحروالمطلوب بالحاح ايضا شيئا من الماضي ايضا الذي نتذكره بهز الرأس. فمن كا يتصور مانحن فيه الان ومنذ عقدين من الزمان فقط. التطور هائل وحتمي وخارق.انها حقيقة الحياة ومنطقها الذي لا يقبل الجدل. ومع ذلك كله لقد وصلت الصحافة بشكل عام مع ولادة الصحافة الالكترونية ذروة تطورها. انها قدرة العقل البشري الخارقة والجبارة التي لا تعرف الحدود حين تفتح ابوابه وتشرع له نوافذ الحرية.فمن يدري قد تكون هناك ثورة عالمية رابعة وخامسة وسادسة؟ ويصبح كل هذا من ذكريات الماضي .
انها الثورة العالمية الثالثة..............صفقوا لها.
نضال نعيسة كاتب صحفي سوري
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوق عكاظ .........الالكترونية
-
اللعب مع الكبار
-
الحلقة المفقودة في حلقة الاتجاه المعاكس
-
الفرق الضالة..............سياسيا
-
2-2العلمانية والجهل
-
شموليات القهر الجاهلية في الالفية الثالثة
-
مثلثات الموت القادمة
-
اوهام الاصلاح المستحيلة
-
العلمانية والجهل
-
مجتمعات الاقصاء الشامل
-
وعاظ السلاطين وبيان الليبراليين
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|