شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 15:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الحقيقة ترددتُ كثيراً قبل أن أكتب هذا الموضوع والذي يخص – مقالات – بعض السيّدات والسادة التي تتناول – نقد الأديان – الدين الإسلامي تحديداً – باعتباره سبب البلاء والوباء وكذلك باعتبار أن غالبيّة شعوب المنطقة مسلمة فإذن ليس هناك داع لنقد اليهوديّة أو المسيحيّة ثمُ لا ننسى الأموال والفضائيات ورجال الدين وغالبية شعوبنا بل الملايين – مقموعين – مضطهدين – مسلوبي الإرادة الخ .
إذاً لا بدّ من نقد الدين الإسلامي في كل يوم وفي كل مقال .. باعتبار هذا النقد هو السبيل الوحيد الذي سيؤدي إلى تغيير مجتمعاتنا المضطهدة ؟
سوف نتفق على هذا الطرح ولكن نقول :
هل ترتقي هذه المقالات إلى مستوى التنوير الحقيقي والذي يسعى إليه الجميع حسب ادعاءهم ؟
أمّ أنّ غالبية هذه المقالات هي عبارة عن تكرار وإعادة لموضوعات أصبحت – باردة , جافة , مملة , وبدلاً من الوصول إلى اتفاق حول معنى وفهم نقد الدين على حقيقته ودون أن ندري نكون قد انزلقنا إلى طريق مسدود .
كل ما نقرأه وعلى كافة المقالات ومن ضمنها التعليقات لا جديد يُذكر بل قديم يُعاد .
ما هو السبب , هل هي ثقافتنا , هل هي الكراهيّة , هل هو الحقد , أم أنّ هناك أشياء أخرى ؟
كيف سنتعايش في أوطان ونحنُ على صفحات الحوار المتمدن يشتم بعضنا البعض الأخر وينتقص كل طرف من الطرف الأخر ؟
محمد كذاب , ليس بنبي , الإسلام ليس بدين , محمد سارق , مزواج , قاتل , يُحقر المرأة , يبحث عن ما بين ساقيها , مسخها بالحجاب والنقاب , ساوى بينها وبين الكلب والحمار , امتهن كرامتها بالزواج عليها , لم يسمح لها بممارسة الجنس حسب ما تشتهي , ممنوع عليها الاختلاط والخلوة , ممنوع عليها قيادة السيارة , ممنوع عليها مشاهدة الأفلام الإباحية , ممنوع عليها السهر في الديسكو وشرب البيرة والرقص مع من ترغب وممارسة الجنس مع من تريد باعتبار ذلك حريّة شخصية وهو الذي أمر بختانها وحرمها من شهوتها الجنسية وأن هذه المرأة مجرد وعاء جالسة في البيت تنتظر * سي السيد * من أجل تفريغ شهوته باعتبارها حاضن لتلك الشهوة وأن محمد بلا أخلاق وأن أكثر من مليار مسلم استمدوا أخلاقهم من هذا النبي البدوي القروي ولو أردتُ أن استمر معكم فسوف لن أتوقف ..
على صورة الذين يكتبون كتابات تنويرية حول الدين الإسلامي * بهذه الطريقة * تكون الدول الإسلامية ومعها الدول العربية هي عبارة عن :
ثالوث مقدس من * الخيمة والبعير والذكر * ؟
ولكن نقول :
هل المجتمعات الإسلامية عموماً والعربية خصوصاً ينطبق عليها التوصيفات السابقة أم أننا نرى بأن هناك قيادة للسيارة من قبل المرأة وتسهر وتشرب وتدخن وتختلط وتعمل وتسافر وتختار صديقها وتسهر مع عشيقها وترتدي الجينز وتتعرى على البلاج و تفعل ما تُريد فهي مهندسة وصحفية وكاتبة وطبيبة ومحامية ومعلمة ومدرسة وأستاذة جامعية وشيوعية ويسارية وليبرالية فهي تتظاهر في جميع البلاد العربية – صاحبة الثورات الحالية – * حتى المنقبات في اليمن * وتظهر في القنوات وتتجادل وتكتب في جميع المواقع وهي تعمل في السلك الدبلوماسي ومنظمة حقوق الإنسان والصليب الأحمر والهلال الأشقر وهي مربية أوصلت كاتب المقال عنها إلى شهادة الدكتوراه ؟ وعارضة أزياء ومطربة وممثلة وعازفة وراقصة وعاملة وبائعة وهناك جمعيات للمثلية الجنسية في المغرب و جمعية النساء الملحدات في تونس والمرأة تستخدم ألنت والتويتر و الفيس بوك ؟
هل هذا التوصيف حقيقي أم خيالي ؟
لا أدري لعلي أعيش في كوكب أخر ؟
ولكن في نفس الوقت أليست هذه الكتابات تحقير وامتهان للمرأة نفسها من قبل الذي يكتب عنها يطالب بحقوقها وكذلك هي استغفال للقراء العقلاء ثمّ لماذا ننظر إلى أنفسنا بهذه الدونيّة ؟
للسيدة نادين بدير مقال في الوطن السعودي عن عفن الليبرالي السعودي أرجو قراءته ؟
http://humanf.org:8686/vb/showthread.php?t=64914
ينطبق مقال السيدة نادين بدير على الغالبية – مجرد رأي –
سوف تجدون أين يكمن الخلل من خلال قراءة مقال السيدة نادين بدير وسوف تجدون كذلك الفرق بين أقوال * أهل التنوير * وأفعالهم .
أنا لا زلتُ أومن بالليبراليّة حتى لا يتقول علينا أحد ولا ديني ولكن بدون مباهاة .
هل هناك كتابات حقيقية تناولت صلب الموضوع * عدا بعض الكتابات * ؟
العراق بلدي وسوف لن نذهب لبلد أخر وبعد التحرير هل الحكم بالعراق حكم إسلامي وهل دستور بريمر دستور إسلامي وهل فازت الأحزاب الإسلامية بأغلبية المقاعد فلماذا الخراب والدمار * هناك من سيقول بأن تنظيم القاعدة الإرهابي هو السبب ونطرح سؤال : في البلاد التي لا يوجد فيها تنظيم القاعدة ما هو السبب * ؟ هل الطاغية صدام كان يحكم بالشريعة أم أن القانون هو عبارة عن رغبات بطل التحرير * أبو عدي * ؟
منْ هي الدول العربية أو الإسلامية التي تحكم بالشريعة حتى نقول بأن تطبيق الشريعة هو السبب , أليست دساتير البلاد العربية والإسلامية دساتير وضعية تتنافى مع الشريعة ويطلقون عليها * دساتير كفر * ؟
كم مضى على وجود الحوار المتمدن على الشبكة العنكبوتية , ( 10 ) سنوات .
كم مقالة في باب * نقد الدين * 21698 لغاية تاريخ 27 / 10 / 2011 , وملايين التعليقات * اللهم زد وبارك * ؟
أنا أرى بأن العالم الإسلامي قبل ظهور الحوار المتمدن كان أفضل حسب قراءة مقالات أهل التنوير وأن الأوضاع حالياً سيئة جداً ؟
إذن ما هي الفائدة ؟ نسأل مرّة أخرى , ما هو السبب الحقيقي لهذا الخلل , وما هو الحلّ ؟
بدايّة وحسب رأيي الشخصي الخلل هو عدم وجود دولة مدنية – علمانية – ديمقراطية و الحلّ يكمن في * تقويض الاستبداد السياسي , يعني فك الارتباط بين الحكام وبين رجال الدين الذين يستغلون مشاعر الشعوب *
وبذلك لا يكون بترو دولار ولا فضائيات ولا أيّ شيء من الممكن أن نكتب عنه .
إنهاء الفساد يكون بحكومات علمانية – ديمقراطية , بذلك يكون الدين شأن شخصي لا علاقة له وكفى الله العقلاء شرّ الخصام والنزاع .
بعبارة أخرى وكما يؤكد الأستاذ سيمون خوري *التخلص من الاستبداد السياسي هو المدخل للتخلص من الاستبداد الديني *
نسبة التدّين في الولايات المتحدة الأمريكية 65 % ولكن الحكم علماني .
الشعب التركي شعب مسلم , أكثر من 90 % ولكن الحكم علماني .
لماذا , أنا لا أدري لأنني من المحتمل أن أكون غبياً وهناك من هو أذكى مني قطعاً فلديه الجواب الصحيح ؟
قبل ولادة كوبر نيكس في عام 1473 ووفاته في عام 1543 كيف كان العالم وكيف كانت المسيحية وبدون الدخول في التفاصيل ومنذ مقتل الفيلسوفة هيباتيا وصولاً إلى أن الأرض تدور * لا تتحرك * ؟
ألم يكن هناك صراع وقتال وحرق للمخالف والتنكيل به ؟ أمّ أنّ هذه رواية * باطلة * ؟
لماذا تغيّر الوضع بعد كوبر نيكس ؟
هناك مقال في موقع – الشرارة – جماعة تحرير العمل 1998 بالرابط التالي :
http://ayman1970.wordpress.com/2011/03/25/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86/
يتحدث أو يقدم الإجابة لبعض التساؤلات سوف اختصرها لكم :
رأى التنويريون في الكنيسة مؤسسة رجعية متحالفة مع الملكيات المستبدة ومؤيدة باستماتة للنظام الإقطاعي المتداعي. وهي مؤسسة تستخدم الدين في توطيد سلطة رجال اللاهوت في المجتمع، وتقوم بإرهاب العلماء والمفكرين الأحرار ، وتناصب حرية الفكر العداء . كما أنها تقيد رعاياها بأغلال الفكر الغيبي الخرافي وتمنحهم أملاً زائفًا في النعيم في الحياة الأخرى يلهيهم عن تغيير ظروف حياتهم في هذه الحياة .
( هل هناك تشابه فيما ذكرناه أم لا ) , مجرد سؤال ؟
وبالطبع وجد التنويريون علاقة وثيقة بين هذين الجانبين من نقدهم للدين . فإذا كانت العقيدة الدينية تدعي تقديم إجابة يقينية ثابتة للأسئلة الجوهرية المتعلقة بحياة الإنسان ومصيره ، فإنها بذلك تدفع أنظار المؤمنين دائمًا للوراء وتحول بينهم وبين السعي لاكتشاف حقائق جديدة واكتساب معارف جديدة ، أو التطلع لحياة أفضل . ومن هنا فإن الدين يعمل على تعزيز الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية القائمة ، فلا غرابة إذن في الدور الرجعي الذي تلعبه الكنيسة – تجسيد العقيدة الدينية – في دعم استقرار المجتمع الإقطاعي . لقد رأى التنويريون في الدين مؤامرة من جانب الملوك والكهنة والارستقراطيين للإبقاء على أغلال المجتمع ، واعتبروا أن محاربة “الظلامية الدينية” هي الشرط الأساسي لتحرير الإنسان وتحقيق التقدم .
انتهى
هل هناك تشابه بين الغرب قبل كوبر نيكس وبين أوضاعنا الآن أم لا , بل على العكس أرى بأننا مقارنة معهم قبل كوبر نيكس أفضل بكثير .
تقويض التحالف بين الحكام ورجال الدين هو الذي يجب التركيز عليه .
بغير ذلك وحسب وجهة نظري المتواضعة جميع الكتابات عن بول البعير ورضاعة الكبير والخيمة وجناح الذبابة والمرأة والكلب والحمار والنقاب والحجاب والوعاء ( هباء ) .
ما هي النظرة الماركسيّة للدين ؟
وما هو الفرق بين النظرة الماركسية و فلاسفة التنوير ؟
نظر ماركس وأنجلز لفلاسفة التنوير الفرنسيين على أنهم أحد الروافد الأساسية لفكرهما ، وتعاطفا مع جوانب عديدة من النقد التنويري للدين . إلا أن النقد الماركسي للدين يختلف كثيرًا عن النقد التنويري . ويمكن القول بأن نقد الماركسية للدين يتسم بأنه أكثر عمقًا وجذرية وفي الوقت ذاته أكثر تفهمًا وتسامحًا من النقد التنويري للدين .
إن الإنسان المتدين يعتبر التمسك بالدين (دينه هو لا الديانات الأخرى بالطبع) طريق الخلاص الإنساني . أما التنويري المعادي للدين ، فإنه على النقيض يعتبر أن محاربة تأثير المؤسسات الدينية الأفكار الظلامية الدينية هو طريق التحرر الإنساني. والماركسية ترفض كلا الموقفين إذ ترى فيهما معًا عجزًا عن فهم العلاقة بين الدين والمجتمع . فالدين ليس قوة تاريخية مستقلة في حد ذاته ، وإنما هو نتاج للمجتمع ولا يمكن التعامل معه بمعزل عن بقية جوانب الواقع المادي والاجتماعي .
انتهى .
هل نقد الآيات والأحاديث تتماشى مع هذا الفهم العميق أو ترتقي إليه , متى سوف يكون هناك كتابات تنويرية حقيقية وليس * ؟؟؟؟؟ * ؟
قد يتصور البعض أنني ضدّ نقد الدين الإسلامي , لا على العكس , أنا من خلال النقد الذي نقرأه هنا وهناك أقوم بعمل مقارنة بيننا وبين الغرب وأرى مدى الفرق في المستوى الثقافي – كتابات وتعليقات- عند ذلك تزداد حيرتي وأندب حظي .
لنستمر نكتب ونقرأ ثمّ سوف تكون النتيجة ( هراء ) لماذا ؟ لأننا لا نضع أيدينا على مواطن الخلل بطريقة علمية و كذلك لا نقرأ التاريخ بصورة صحيحة .
أنا أرى أن هذه الكتابات والتعليقات عليها تؤدي إلى نتيجة عكسيّة لا محالة بل وتزيد من الطائفية والكراهيّة في مجتمعات لا تحتاج للمزيد من هذه الطائفية أو تلك الكراهيّة . قد يبدو للبعض أنني * أهذي * ؟
الثقافة ليست شريط ازرق في أسفل المقال , من يتعرض للإله الحق تكون نتيجته صفر ومن يتعرض للبدوي محمد تكون نتيجته 95 ؟
هذه العمليّة لا تمت للثقافة بصلة ولا أحب أن أقول شيئاً أخر .
نعود للنظرة الماركسيّة مرّة أخرى :
تتفق الماركسية مع التنويريين في أن البذور الأولى للعقيدة الدينية ترتد إلى خوف الإنسان من الطبيعة وجهله بها . إلا أن الدين كظاهرة ناضجة ومكتملة يجد جذوره لا في عجز الإنسان إزاء قوى الطبيعة وإنما في افتقاده السيطرة على قوى المجتمع بفعل ظهور الاستغلال وانقسام المجتمع إلى طبقات . الدين إذن نتاج اجتماعي. وتحديدًا لأن الإنسان لم يستطع تجاوز القيود التي يفرضها المجتمع الطبقي على وجوده وحياته ، فإنه مغترب اجتماعيًا ووجوديًا . أما الدين فإنه تعبير عن هذا الاغتراب حيث يطرح الفكرة الزائفة القائلة بأن مصير الإنسان يكمن خارج نطاق سيطرته ، بين يدي الله الجبار ذي القوة المطلقة .
( من هنا جاءت الأديان وانبثقت نتيجة هذه العوامل وليس هناك شيء أخر , هذا الفهم وهذه الكتابات هي الكفيلة بخلق وعي لدى الغالبية وليس كتابات الشريط الأزرق ؟
ومادام الدين انعكاسًا للاغتراب الإنساني ونتاجًا للمجتمع الطبقي ، فإنه يميل أيضًا لتكريس هذا الاغتراب وتبرير هذا المجتمع الطبقي . هكذا فإن الدور الرئيسي للدين عادة ما يكون هو إضفاء الشرعية على العلاقات الاجتماعية القهرية القائمة في المجتمع والحفاظ على المؤسسات التي تجسد هذه العلاقات . إلا أن الأمر أعقد كثيرًا من اختزال الدين في مؤامرة لأولى الأمر تهدف إلى الحفاظ على الوضع القائم . ففي مجتمع يستحوذ فيه الدين على تأييد جماهير المضطهدين ، يمكن لحركات التمردية أو حتى الثورية أن تتخذ صبغة دينية عن طريق تطويع الأيديولوجية الدينية السائدة ذاتها بما يتلاءم مع مصالح الجماهير .
الدين كأيديولوجية إذن قوة فاعلة ، لكنه قوة فاعلة داخل المجتمع، داخل الصراع الطبقي ، وليس في الفراغ . وإذا كان دوره الأساسي هو تدعيم واستمرار الأوضاع القائمة فإنه قد يتحول في أحوال بعينها إلى قوة ثورية في المجتمع . وفي كل الأحوال ، ينبغي أن نفهم الدور الذي يلعبه الدين في المجتمع بشكل ملموس وفقًا لكل حالة على حده . فالمسيحية كما لاحظ ماركس وأنجلز كانت في الأصل حركة للمضطهدين ظهرت في أوساط العبيد والفقراء المحرومين من أية حقوق في الإمبراطورية الرومانية . وإذا كانت قد تحولت إلى قلعة الإقطاع في أوربا القرون الوسطى ، فإن ذلك لم يمنع حركات التمرد الفلاحية من اتخاذ صبغة دينية . وينطبق الأمر ذاته على الإسلام أيضًا وكذلك على مختلف الأديان .
( هل سوف نجد مستقبلاً كتابات بهذا التسلسل المنطقي للتاريخ أم سوف نبقى نكتب عن آيات السيف وإتيان المرأة والمواريث وللذكر مثل حظ الأنثيين ) ؟
لا أدري قد أكون أنا الشخص الوحيد الذي لا يعي ما يقول ؟
هل نحتاج بصيرة نافذة كي نفهم أنّ أفكار وتصورّات ومفاهيم النّاس ، وفي كلمة واحدة وعيهم ، إنّما يتغيّر بتغّير ظروف عيشهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة ووجودهم الاجتماعي ( كارل ماركس ) , تعريب الأستاذ محمّد الحاج سالم في صحيفة الأوان .
للحديث بقية .
/ ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)