|
شيوخ السلفية في مصر أباطرة العصر
مجدي عطاالله
الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 23:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم نجد شيوخا في تاريخ مصر كلها قد حظوا بمثل ما قد حظي به شيوخ السلفية والوهابية في مصر من تقديس بل قل وأنت مستريح في تاريخ الإسلام كله حتى لكأنك حينما تنتقد أحدهم في شيء ما إلا وتجد سيوف التكفير مسلطة على عنقك ولا عجب فتربة الجهل الخصبة ساعدت بكتريا التعفن على الانتشار والذيوع والتضخم . هؤلاء الشيوخ يأمروننا بالزهد وهم يسكنون أفخم القصور ودائما ما يحدثونا عن الناقة والبعير والخيل وهم يركبون السيارات الفارهة ويطالبون الشباب بالعفة وهم يتزوجون بالمثنى والثلاث والرباع وما خفي كان أعظم ... وتحولت ثقافتنا من احترام العمل والعلم والإنسان وكرامته وسيادة القانون، إلى تقديس الشيوخ والتمائم والتعاويذ ، كلنا فداء للشيخ السفلي، في تجارة رخيصة مبتذلة ليموت الناس ويبقى الشيخ، كلنا نتبرع للشيخ و الشيخ لا يتبرع لنا، بل تزداد مكاسبه ويزداد وجهه بياضا وحمرة ويكبر كرشه ، ولا يقف الشيخ في طابور المصالح لأنه إلها، وشكله وذقنه وشماغه كفيل بتوسيع الصفوف أمامه دون نقاش ودون اعتبار لمن يقفون في هذا الطابور البائس ، ولم بعد هذا لا يترشح لرئاسة الجمهورية ! نعم.... لم لا ؟! ألم يكن على دراية كاملة بمؤلفات ابن تيمية وابن القيم !! أليس لديه شركة تقوم بتوزيع خلطة العطارة المقدسة والحبة السوداء والبردقوش التي ستشفى من كل الأمراض فلماذا نحتاج للطب والطبيب والأبحاث العلمية ولدينا بركة الشيخ !! وحتى الآن ومنذ أن ظهر هؤلاء على الساحة لم نجد مشروعا تنمويا واحد لمن يدعي منهم أنه يريد أن يترشح لرئاسة مصر فلم نجد منهم سوى الكلام عن الحجاب والنقاب والمايوه ومنتهى امنية مرشح رئاسي كحازم صلاح أبو اسماعيل هو أن يمنع المايوه البكيني !! وأن يمنع البيبيبسي لأنه نتاج غربي من الأعداء !! بينما نجد أقطاب الليبرالية والعلمانية كالدكتور زويل ومشروعه العلمي الذي بدأ بالفعل ومشروع الدكتور فاروق الباز ممر التنمية ومشروع المهندس الاستشاري ممدوح حمزة لتعمير سيناء والمشروع الطبي للدكتور مجدي يعقوب بأسوان ....وغيرها من المشروعات الأخرى التي لو تم لها النجاح ستنقل مصر نقلة تنموية حضارية أخرى .والفرق واضح لا يحتاج إلى مقارنة . الغريب أن هؤلاء الشيوخ كانت الأمور السياسية عندهم حرام ثم بدعة ثم الآن يقولون مصلحة و لست أدري ماذا يقول شيوخ الوهابية في مصر في فتوى الشيخ ابن باز بتحريم العمل السياسي استنادا للحديث :""من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ""وخاصة و أن السلفيين في مصر بدأوا العهد الشهي للحرية السياسية بسبعة أحزاب سلفية. قد تكون أوامر رب النعمة في السعودية لهم بالعمل السياسي ليكونوا ورقة ضغط على الحكومة المصرية في المستقبل وتمنع من إقامة أي علاقات مع إيران ...أمر وارد .....وقد تريد الأسرة السعودية منهم نشر الفوضى والفتن باسم الدين لإفشال مكتسبات الثورة المصرية ...شيء أكيد .....وليس بعيدا علينا أحداث كنيسة صول بأطفيح وحرقها وتدخل شيخ الوهابية محمد حسان كطرف لحل المشكلة !! وليست فتاوى هدم القبور والأضرحة التي تخص التيار الصوفي أيضا بعيدة بعد الثورة وقد حدث حالات اعتداء متكررة على مقدسات الصوفيين كلها أحداث تؤكد العلاقة بين الريال السعودي وشيوخ الوهابية في مصر و نأتي إلى جمهور هؤلاء الشيوخ والمفجع أن المشكلة ليست فى أن جمهور هؤلاء الشيوخ جاهل ، بل فى أنه سعيد بجهله . يزعجه جدا الجدل والخلاف والحديث العقلاني . إنه جمهور خاوى الدماغ ، وفكرة الإجماع هى وسيلته التكيفية الوحيدة تجاه جهله ولا يوجد شيء عنده اسمه رأي أخر أو اختلاف .جمهور يعتقد أن هذا هو الطريق إلى الجنة وأن ما عداه هو طريق النار والظلمات والمشكلة الأعظم في هذا الجمهور ليست فى الأميين ، المشكلة فى المتعلمين . التعليم يزيدهم جهلا ، ويشحنهم بالعداء ضد التقدم والمتقدمين ، ويكفى وحده ذلك الكم الذى تحفل به كتب الوهابية وما يسمى السلفية من مغالطات وتزوير فاضح للحقائق .وكراهية الأخر بكلمة أخرى نسبة الأمية فى بلادنا أكثر مما نتخيل . هذه السطور المتواضعة تحدد المشكلة فى عش الدبابير والعناكب والصراصير المسمى العقل السلفي . فى هذا الكينونة الپارنوية العطنة والعدوانية معا ، تكمن كل جذور تخلفنا . الأوضاع الاقتصادية والسياسية ربما نتيجة ، لكنها قطعا ليست السبب ، والدليل تلك الأمم التى عانت من ذات الأوضاع لكن نراها الآن منطلقة فى تحديث مبهر ينتزع إعجاب كل العالم . بالتالى الحل يكمن بالأساس فى ثورة ثقافية ، من خلال التعليم والإعلام ، تفرض فكر الحداثة والعلمنة وتحرق كل هذا الفكر العطن وتتخلص منه في أقرب محرقة ويجب ألا تأخذنا به أي شفقة ولا رحمة . يا شيوخ السلفية ارفعوا أيديكم عن الإسلام ولا تسيئوا إلى السلف الصالح فلو كانوا مثلكم مابرح الإسلام خارج المدينة شبرا واحدا لا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ولا تستغلوا منابر عموم المسلمين لأغراض وحسابات شخصية وحزبية . يا شيوخ السلفية ارفعوا أعلام مصر فقط إن كنتم تحبون مصر حقا.
#مجدي_عطاالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حرية الاعتقاد المزيفة والمواطنة الحقيقية
-
العقل يخيف الشيوخ
-
عفوا أيها السادة :لسنا مجتمعات متدينة كما ندعي
-
الحاكم بشرع الله
-
ماراثون المساجد والكنائس
-
أكذوبة الدولة الدينية
المزيد.....
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
-
قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى
...
-
المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو
...
-
استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|