لماذا التمثيل النسبي في الانتخابات الفلسطينية وماهيته وكيف نفهمه؟

ناصر عزت الكفارنة

الحوار المتمدن-العدد: 1041 - 2004 / 12 / 8 - 07:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ونحن علي ابواب الانتخابات الفلسطينية الشاملة والتي من المتوقع ان تجري خلال الشهور القادمة للمؤسسات الفلسطينية الوطنية والمحلية في الاراض الفلسطينية المحتلة عام 1967 لابد من من تفعيل الحوار والنقاش حول طرق ووسائل وآليات العملية الانتخابية والتي يجري العمل بها في دول العالم ومؤسسات المجتمع المختلفة لما لها من اهمية انية ومستقلبية للشعب الفلسطيني وقضته التحررية. ان الحديث عن التمثيل النسبي الانتخابي والذي يعتبر من وجهة نظر العديد من المهتمين والخبراء في شؤون وقضايا الانتخابات سواء على مستوى الفلسطيني أو المستوى الدولي الشكل اكثر انصافا وعدالة وبالتالى يعكس تمثيلا حقيقيا للقوي والاحزاب والكتل والقوائم المرشحة ويعكس موازين القوى علي الارض كما هى والشكل الاكثر ديمقراطية للانتخاب سواء في الانتخابات السياسية الوطنية أو المحلية ( مجلس وطني وتشريعي ومجالس بلدية ومحلية…اخ ) أو في النقابات العمالية و المهنية والمؤسسات النسوية ومجالس الطلبة في الجامعات ولغيرها من المنظمات الشعبية الفلسطينية في الوطن والشتات الفلسطيني. تقرالغالبية العظمى من المعنيين والمهتمين ونشطاء المنظمات الشعبية وفصائل العمل الوطني على ضرورة تطبيق هذا المبدأ الانتخابي في انتخابات المؤسسات والمنظمات الشعبية سالفة الذكر إلا إن هذا القرار أو الاتفاق لم يلق النور بعد مع العلم إن بعض المؤسسات كان أمامها فرصة لإقراره في اكثر من اجتماع لجمعياتها العمومية التي تحدث سواء في الضفة الفلسطينية أو في قطاع غزة وعلى العكس كرست المبدأ الانتخابي على أساس الأغلبية النسبية والذي يعتبر اقل الأشكال الانتخابية ديمقراطية ولا يعكس تمثيل حقيقي للقوي والاحزاب والكتل النقابية.

ان الانتخابات الفغلسطينية الوطنية او المحلية وبغض النظر عن موقف أي طرف فلسطيني سياسي سواء كان يساريا او وطنيا او اسلاميا منها من حيث قراره بالمشاركة او المقاطعة فاذا جرت علي اساس التمثيل النسبي او علي الاقل المختلط ما بين النسبي والدوائر او الاغلبية ستساهم فى توفير مناخات وطنية وحدوية واجواء انتخابية صحية قبل واثناء وبعد العملية الانتخابية وسيساهم فى تجاوز كافة الإشكاليات والصراعات والحساسيات التي من الممكن ان تبرز خلال ادارة المعارك الانتخابية بين القوي والاحزاب الوطنية والاسلامية واليسارية و الكتل المختلفة والمتنافسة وداخل القوي و الكتل نفسها في بعض الأحيان ، والتي تحدث نتيجة لاستخدام الأساليب التقليدية القديمة على اساس مبدأ الاكثرية او الاغلبية النسبية والتى لا تعكس التمثيل الحقيقى للقوي وللقوائم الانتخابية. ان معظم الاشكاليات التى تبرز قبل واثناء وبعد العملية الانتخابية تبرز نتيجة التخوف من الفشل فى الحصول على الغالبية النسبية وبالتالى عدم التجاح فى الحصول على مقاعد فى الهيئات الوطنية والمحليةو الادارية او القيادية فى المؤسسات المختلفة سواء كانت سياسية وطنية او محلية او نقابية او مهنية او غيره وستعكس تمثيلا اقرب لحجم ونفوذ القوي والاحزاب لاوطنية والاسلامية واليسارية واذي طالما اختلفوا علي تقديره واختلفت استطلاعات الراي في الشارع الفلسطيني بشانه.

ان دراسة وتفحص اجواء العملية الانتخابية فى الجامعات التى تبنت مبدأ التمثيل فى انتخابات مجالس الطلبة وفى الفترة السابقة التى كانت تجرى فيها الانتخابات على اساس الاغلبية النسبية قبل وبعد العملية النتخابية يتضح ان الاجواء التنافسية والنتخابية في مرحلة ما بعد التمثيل النسبي افضل بكثير من الفترات السابقة والتي كان يتخللها اشكاليات ومشاحنات تتطور احيانا الي اشكاليات تهدد العملية الديمقراطية والمؤسسات نفسها. ومن ناحية اخري فانها تعكس تمثيلا حقيقيا لعموم القوي و الكتل الانتخابية وتساهم في فرز قادة سياسين ونقابيين حريصين على مصالح منتخبهم ومصالح شعبهم.

أولاً : التمثيل النسبي

التمثيل النسبي هو مبدأ او طريقة او الية انتخابية على اساس القوائم او الكتل الانتخابية تضمن تمثيلها حسب وزنها وحجمها الانتخابي الحقيقى الذي تمنحه اياه القاعدة الانتخابية فى صناديق الاقتراع ويعكس بشكل حقيقى قوتها فى الوطن او الاراض المحتلة عام 1967 وكذلك في هذه المدينة او البلدة او المؤسسة او النقابة وتكون قوائم علي مستوي الوطن او مستوي الهيئة المحلية او البلدية.

ثانياً: القائمة الانتخابية

تتكون القائمة الانتخابية من مجموعة من المرشحات والمرشحين يتراوح عددهم بين الحد الادنى عضو واحد واقصاه العدد الاجمالى للهيئة الوطنية(المجلس التشريعى) اوالبلدية او المحلية القيادية او الإدارية المسؤولة عن ادارة أية مؤسسة نقابية وطنية او محلية . لكل قائمة اسم او شعار مميز يميزها عن بقية القوائم فمثلا قائمة القدس او العودة او الاستقلال او القائمة الوطنية او الاسلامية … ..الخ) .

ثالثاً : القاعدة الانتخابية
هي مجموع اصحاب حق التصويت على مستوى الوطن او المدينة او المخيم او القرية او الأعضاء في مؤسسة او نقابة مهنية الذين يحق لهم الاقتراع في الانتخابات حسب الدستور أو النظام الداخلي لأي نقابة مثلاً مجموع الفلسطيننين الذين يعيشون في الوطنوالذين بلغوا سن الثامنة عشرة او الذين يحملون الهوية الفلسطينية او مجموع المسجلين في مراكز التسجيل للانتخابات ومثلا اخر هم مجموع الأطباء الأعضاء الذين يحق لهم الانتخابات في نقابة الاطباء او المهندسين فى نقابة المهندسين هم القاعدة الانتخابية لهذه المؤسسة او النقابة او هم عدد الطلبة المسجلين فى الجامعة … الخ.

رابعا : مميزات مبدأ التمثيل النسبي:
يمكن حصر المميزات الخمسة التالية لطريقة التمثيل النسب بالنسبة لطريقة الانتخابات الفردية المتبعة حالياً في انتخابات النقابات المهنية وغيرها من النقابات أو ما تم تسميتها بالأسلوب القديم للانتخابات:

1. إعطاء حق التمثيل لكل قائمة انتخابية حسب حجم التأييد الذى تحظي به من القاعدة الانتخابية وبذلك يتم تمثيل كافة والقوى والاحزاب و الكتل الفاعلة في الهيئات القيادية الإدارية للمؤسسات و للمجالس او النقابات بما في ذلك كتل المعارضة او كتل الأقلية .

2. تمكن المستقلين او الغير منتمين لاى من الاحزاب والقوى السياسية من خوض المعارك الانتخابية ضمن قوائم خاصة بهم في ظل وجود فرص نجاح أمامهم تتناسب وحجم التأييد الذي يتمتعون به لدى القاعدة الانتخابية وبالتالى تضمن اكبر تفاعل ممكن واكبر مشاركة ممكنة من المواطنين او من اصحاب حق الاقتراع فى ادارة شؤون البلاد والمؤسسات والنقابات.


3. تضمن تفعيل التنافس الشريف بين القوائم الانتخابية للاحزاب والقوى السياسية والنقابية على أساس برامجها الوطنية والجماهيرية و النقابية لما فيه مصلحة الوطن والمواطن والعمل النقابى والمهنى فى الوطن و في كل مؤسسة و نقابة ويؤدي إلى تطوير برامج العمل التي تعكس نفسها إيجابيا على الجماهير والمؤسسات والعمل النقابي والجماهيرى بشكل عام.

4. تحفيز القوائم الانتخابية المتنافسة على اختيار أسماء مرشحيها بدقة وعناية وعلى أسس مقدرتهم الشخصية وخبراتهم وليس فقط على أسس سياسية وفكرية لأن الأسماء تلعب دوراً رئيسياً في اجتذاب أصوات حق الاقتراع والانتخاب للقوائم المختلفة.


5. الحد من التوترات والمشاحنات والإشكاليات الغير مرغوبة التي تصاحب الحملات الانتخابية والانتخابات حيث أن هذه الطريقة تضمن لكل قائمة حق لتمثيل في الهيئات المسؤولة فى المؤسسات الوطنية والهيئات الإدارية حسب وزنها الانتخابي وكذلك تضمن حق المستقلين في الوصول إلى هذه الهيئات من داخل أو خارج القوائم الانتخابية السياسية والحزبية الرئيسية.



خامسا : طريقة الترشيح والانتخابات

1. يتم الترشيح على شكل قوائم انتخابية بحيث تتكون كل قائمة من عدد من المرشحين يتراوح عددهم من مرشح واحد إلى عدد محدود من مرشحين بحيث لا يزيد عدد المرشحين في القائمة عن عدد مقاعد الهيئة الإدارية لكل نقابة ، مرتين حسب الأولوية بمعنى أن المرشح رقم واحد صاحب الأولوية في الحصول على أول مقعد تحصل عليه القائمة .وهكذا وكذلك يتم اختيار اسم مميز لكل قائمة حسب ما ذكر سابقاً .

2. يحق لكل ناخب ان ينتخب حدا أقصى من المرشحين يساوي عدد اعضاء مقاعد الهيئة المسؤولة او الإدارية او المجلس في أي مؤسسة او نقابة ويحق له اختيار هذه الأسماء من قائمة واحدة او اكثر او من مختلف القوائم.


سادسا : طريقة الفرز للاصوات

1. يتم جمع أصوات جميع المرشحين لكل قائمة وهذا يساوي مجموع أصوات القائمة .
2. يتم جمع أصوات جميع المرشحين لكل القوائم ليساوي المجموع الكلي .
مجموع الأصوات للقائمة
3. لنسبة المئوية للقائمة = ـــــــــــــ 100%
المجموع الكلي للأصوات


النسبة المئوية x مجموع عدد المقاعد
4.عدد المقاعد التي تحصل عليها القائمة= 100

ويقرب ذلك إلى أقرب ثلاث خانات عشرية.

5.المقاعد المحسومة هي الأعداد الصحيحة التي تفوز بها كل قائمة وتوزع المقاعد المتبقية على أعلى الكسور المتبقية بعد طرح الأعداد الصحيحة منها .
6.في حال تساوي أعلى الكسور المتبقية لقائمتين أو اكثر يتم التناوب على هذا المقعد أو تتنازل قائمة لأخرى أو يتم تحالف بين اكثر من قائمة.
7.يتم توزيع مناصب الهيئة او المجلس من الأشخاص الفائزين لعضويتها بالاقتراع الداخلي داخل الهيئة المنتخبة.
8.في حال استقالة أحد أعضاء الهيئة او المجلس وقبول استقالته يحل محله المرشح الثاني من نفس القائمة وفي حال عدم وجود مرشح آخر من نفس القائمة يحل صاحب أعلى الأصوات الغير ناجحين من القوائم الأخرى .

مثال انتخابات هيئة او مجلس من5 أعضاء:

(أ) قائمة ( 1) وفيها خمس مرشحين
(ب) قائمة( 2) وفيها خمس مرشحين
(ج) قائمة (3) وفيها ثلاث مرشحين
(د) قائمة (4) ولها مرشح واحد

أولاً : عدد الأصوات المغلقة لكل قائمة من القوائم الأربعة
قائمة 1 حصلت على 40 صوت
قائمة 2 حصلت على 52 صوت
قائمة 3 حصلت على 25 صوت
قائمة 4 حصلت على 15 صوت

ثانياً: عدد الأصوات الفردية للمرشح

قـائـمـة (1)
عدد الأصوات اسم المرشح
3 أحمد
25 باسل
35 جمال
40 نادر
30 حازم
160 المجموع

قـائـمـة (2)
عدد الأصوات اسم المرشح
20 سامية
30 ميسا
40 جميل
25 خالد
35 حامد
150 المجموع


قـائـمـة (3)
عدد الأصوات اسم المرشح
50 سامي
40 صالح
30 شذي
120 المجموع

قـائـمـة (4)
عدد الأصوات اسم المرشح
60 لميس
60 المجموع

ثالثاً : حساب مجموع أصوات القوائم
مجموع أصوات القائمة (1)
= مجموع الأصوات المغلقة + مجموع الأصوات الفردية
40x 50 +160 = 360 صوت
مجموع أصوات القائمة(2)
= 52 x 5 + 150 = 410 صوت

مجموع أصوات القائمة(3)
= 25 x 5 + 120 = 245 صوت

مجموع أصوات القائمة(4)
= 15 x 5 + 60 = 135 صوت

المجموع الكلي للأصوات
= 1150 صوت

رابعاً: الحساب النهائي للمقاعد

اسم الفائزين التوزيع النهائي للمقاعد عدد المقاعد النسبة المئوية % مجموع عدد الأصوات اسم القائمة
1- من القائمة الاولي 1 1,565 31,3 360 (1)
1+2 -من القائمة الثانية 2 1,782 35,65 410 (2)
1- من القائمة الثالثة 1 1,065 21,3 245 (3)
1 -من القائمة الرابعة 1 0,586 11,73 135 (4)

وفي هذا المثال تكون الهيئة الإدارية
من الأعضاء (أحمد وسامية وميسا وسامي ولميس )

ملاحظة: في هذا المثال فان القائمة رقم (4) حصلت على مقعد واحد بالرغم من أنها حصلت على نسبة 11,7 % تقريباً ، أي أن نسبة الحسم في هذا المثال هي 11 % أو اقل ولكن فيما يتعلق بموضوع نسبة الحسم سيتم الاتفاق عليها في كل مؤسسة او نقابة على حدة.

#ناصر_عزت_الكفارنة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات